نص الشبهة:
جاء في حديث المهدي: «لو لم يبق من الدُّنيا إلاّ يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يبعث الله رجلاً من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي» (أخرجه أبو داود: 4 / 106، و صححه الألباني في «صحيح الجامع»: 5180، كما ذكر ذلك جامع الأسئلة)، والرسول كما هو معلوم اسمه محمّد بن عبدالله، والمهدي عند الشيعة اسمه محمّد بن الحسن. فكيف يمكن تطبيق هذه الرواية على المهدي المنتظر عند الشيعة؟
الجواب:
أوّلاً: هذه الرواية نقلها أبو داود، فلا ربط لها بالشيعة، ونحنُ لسنا ملزمين بالإجابة والدفاع عن روايات أهل السنة، رغم أنّنا نقبل بعض ما ورد عندهم من روايات.
ثانياً: هذه الروايات نقلها أبو داود بهذا الشكل الذي ذُكر، إلاّ أنّ الآخرين لم يذكروا الجملة الأخيرة منها، فمثلاً الترمذي في سننه يذكر في باب ما جاء في المهدي: «لا تذهب الدُّنيا حتّى يملك العرب رجلٌ من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي» 1.
وينقل أيضاً في نفس هذا القسم: «يلي رجلٌ من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي» 2.
وينقل الإمام أحمد في مسنده: «لا تقوم الساعة حتّى يلي رجلٌ من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي » 3.
فنرى أن هذه الروايات مجردة عن قوله: «واسم أبيه اسم أبي» فالحديث على هذا الوجه متّفقٌ عليه، وأمّا على الوجه الآخر الذي ذكره أبو داود فمختصّ به. والسائل اختار من بين كلّ هذه الوجوه التي هي مورد اتّفاق رواية أبي داود فقط، لغاية في نفسه 4.
- 1. سنن الترمذي: 3 / 343، كتاب الفتن، الباب 44، برقم 2331.
- 2. سنن الترمذي، كتاب الفتن، الباب 44، برقم 2232.
- 3. مسند أحمد: 1 / 376 .
- 4. هذه الإجابة نُشرت على الموقع الالكتروني الرسمي لسماحة آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني دامت بركاته، السؤال 88.