بإختصار نقول في الجواب: هذه مغالطة واضحة، فالعمليات الجراحية أيضاً قاسية و لكن لا أحد يقول عن قسوتها شيئاً و لا يعترض، و السبب في ذلك أن هذه القسوة العابرة وراءها علاج لحالة مرضية خطيرة تؤدي الى الهلاك، و لو لم تعالج كانت خسارتها أكثر بكثير من العملية الجراحية و آلامها.
نعم أن القصاص و الحدود الجزائية التي شرعها الاسلام إنما هي من هذا القبيل، فهي علاج مؤثر و قطعي لحالة مرضية إن تركت لحالها لتفشت هذه الحالة في المجتمع بحيث لا يمكن معالجتها بالطرق المتعارفة، و من أمثلة ذلك قطع أصابع السارق بعد ثبوت الاتهام و تحقق الشروط فلربما قطع يد لسارق و الاعلان عنه يوجب انقاذ مجتمع من عمليات السرقات المتكررة بما في ذلك العمليات الكبرى للعصابات المتخصصة، فإجراء هذه الاحكام هي بمصلحة الفرد و المجتمع بكل تأكيد و توجب استقرار الأمن و الأمان و الراحة للجميع.