حين يحتاج الإنسان إلى حُبِّ مخلوق مثله، يبقى ضعيفاً وعُرضة للجرح والحُزن والحرمان، وتتلاعب به أمواج الكآبة العاتية.. ولكنه إذا استغنى بحبِّ الله تعالى، لم يعد مفتقراً إلى حبِّ أي مخلوق.. وهو حين يستغني بحبِّ الله تعالى، يصبح معطاءً للحُبِّ، يُحبُّ الآخرين ويُحبُّونه، وهو يلتذُّ بهذا الحُبِّ المتبادل، ولكنه لا يُحبُّ من أجل أن يبادله الناسُ الحُبَّ، فهو لا يتاجر بالحب، بل يبذل الحبَّ بغير مُقابل.. ولذلك لا يواجه جراح الحرمان، بل لا يشعر بالحرمان..
وإذا كنا ننتقد تعلُّق الإنسان بحب إنسان مثله، فكم هو قبيح تعلُّق إنسان بكلب أو حيوان آخر..!!!
اللهم املأ قلوبنا حبّاً لك.. وأخرجْ حُبَّ الدنيا وأهلها من قلوبنا.
✍🏻 زكريَّا بركات
٢٧ يوليو ٢٠١٩