بسم الله الرحمن الرحيم
رُوي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال: “جهادُ النَّفس بالعلم عنوان العقل”.
المصدر: غرر الحكم، برقم: 4922.
في هذه الرواية الشريفة فوائدُ مهمَّة نذكر فيما يلي ما تيسَّر لنا منها بإيجاز:
الفائدة الأولى: أنَّ النفس ينبغي أن تعامل كعدو يجاهده الإنسان ويأخذ حذره منه.. وهذا التعبير ورد كثيراً في الأحاديث الشريفة.
الفائدة الثانية: أنَّ السلاح الذي على الإنسان استخدامه في مجاهدة نفسه هو العلم، فعلى الإنسان أن ينظر أي أنواع العلم يعينه على جهاد النفس، فعليه أن يعطي تلك الأنواع الأولوية في اهتماماته.
الفائدة الثالثة: أنَّ الإنسان كلما ازداد علماً، كان أقوى على جهاد النفس، وكلما ازداد جهلاً، كان أضعف في جهاد النفس.. ومنه تتبيَّن أهمية طلب العلم.
الفائدة الرابعة: أنَّ الذي يدلُّ على النضج العقلي لدى الإنسان هي مجاهدته لنفسه بالعلم.. ومنه يعرف ارتباط العقل بالعلم.
الفائدة الخامسة: أنَّ العلم قد يراد به المخزون الثقافي الذي يحمله الإنسان، أي المعلومات التي طلبها والتي يمكنه توظيفُها في مجاهدة النفس. وقد يراد بالعلم: طلب العلم.. ومن المجرَّب أن الإنسان حين يطلب بعض أنواع العلم، فإنَّ طلبه للعلم يؤثِّر في قوَّة معنوياته إذا كان العلم المطلوب من النوع الذي له دور في تكامل النفس.
هذا باختصار، والله وليُّ التَّوفيق.