الإسلام دين العلم والمعرفة، دفع الإنسان من حضيض الجهل والاُمّية إلى أعلى مستويات العلم والكمال من خلال تشجيعه على القراءة والكتابة1، والتدبّر في آثار الكون ومظاهر الطبيعة ونبذ التقليد في تبنّي العقيدة فأراد للانسان حياة نابضة بالفكر والثقافة.
وقد كانت للشيعة خلال القرون الماضية جامعات وحوزات علمية نشير إلى بعضها اجمالا:
1 ـ المدينة المنورة
إنّ المدينة المنوّرة هي المنطلق العلمي الأوّل، لنشر العلم والثقافة فهي المدرسة الاُولى للمسلمين نشأ فيها عدّة من الأعلام من شيعة أمير المؤمنين وعلى رأسهم ابن عباس حبر الاُمّة، وسلمان الفارسي، وأبو ذر الغفاري، وأبو رافع. الّذي هو من خيار شيعة الامام علي مؤلّف كتاب السنن والأحكام والقضاء2 وغيرهم.
جاءت بعدهم طبقة من التابعين تخرّجوا من تلك المدرسة على يد الامام علي بن الحسين زين العابدين ـ عليهما السلام ـ ولقد روى الكليني عن الامام الصادق أنّه قال: كان سعيد بن المسيب والقاسم بن محمّد بن أبي بكر وأبو خالد الكابلي من ثقات علي بن الحسين ـ عليهما السلام ـ 3 .
وازدهرت تلك المدرسة في عصر الامامين الصادق والباقر ـ عليهما السلام ـ وزخرت بطلاّب العلوم ووفود الأقطار الإسلامية فكان بيتهما، جامعة إسلامية يزدحم فيها رجال العلم وحملة الحديث، يأتون إليها من كل فجّ عميق، وقد عرفت دور الامامية في بسط العلوم في الفصل الثاني عشر.
2- الكوفة وجامعها الكبير
قد سبق أنّ الامام أميرالمؤمنين هاجر من المدينة إلى الكوفة واستوطن معه خيار شيعته ومن تربّى على يديه من الصحابة والتابعين.
ولقد أتى ابن سعد في طبقاته الكبرى على ذكر جماعة من التابعين الذين سكنوا الكوفة4 ولقد أعان على ازدهار مدرسة الكوفة مغادرة الامام الصادق المدينة المنوّرة إلى الكوفة أيّام أبي العباس السفاح حيث بقى فيها مدّة سنتين.
اغتنم الامام فرصة ذهبيّة أو جدتها الظروف السياسية آنذاك وهي أنّ الحكومة العباسية كانت جديدة العهد وقد سقطت الحكومة الاموية. فلم يكن للعباسيين يومذاك قدرة على الوقوف في وجه الامام لانشغالهم باُمور الدولة. بالاضافة إلى أنّهم كانوا قد رفعوا شعار العلويين للوصول إلى السلطة وقد نشر زمن اقامته بها علوماً جمّة.
ولمّا انتشر نبأ وروده الحيرة تقاطرت وفود للارتواء من منهله العذب. وهذا الحسن بن علي بن زياد الوشاء يحكي لنا ازدهار مدرسة الكوفة في تلك الظروف ويقول:
أدركت في هذا المسجد ـ يعني مسجد الكوفة ـ تسعمائة شيخ كلّ يقول حدّثني جعفر بن محمّد. ويضيف النجاشي: كان هذا الشيخ عيناً من عيون هذه الطائفة وله كتب ثم ذكر اسماءها5 .
وكان من خريجي هذه المدرسة لفيف من الفقهاء الكوفيين نظراء أبان بن تغلب بن رباح الكوفي، ومحمّد بن مسلم الطائفي، وزرارة بن أعين إلى غير ذلك ممّن تكفّل ذكرهم كتب الرجال وقد وقفت على أسماء عدّة منهم سابقاً باسم تلاميذ الامام الباقر والصادق ـ عليهما السلام ـ .
ولقد ألّف فقهاء الشيعة ومحدّثوهم في هذه الظروف في الكوفة 6600 كتاب ولقد امتاز من بينها 400 كتاب اشتهرت بالأُصول الأربعمائة6 فهذه الكتب هي الّتي أدرجها أصحاب الجوامع الحديثية في كتبهم كما مرّ آنفا .
ولم تقتصر الدراسة آنذاك على الحديث والتفسير والفقه بل شملت علوماً اُخرى ولأجل ذلك خرج منها مؤلّفون كبار صنّفوا كتباً كثيرة في علوم مختلفة ومنوّعة كهشام بن محمّد بن السائب الكلبي ألّف أكثر من مائتي كتاب7 وابن شاذان ألّف 280 كتابا8 وابن عمير صنّف 194 وابن دول الّذي صنّف 100 كتابا8 وجابر بن حيان اُستاذ الكيمياء والعلوم الطبيعية إلى غير ذلك من المؤلفين العظام، في كافّة العلوم الإسلامية.
3- مدرسة قم والري
دخل الفرس الإسلام وكان أكثرهم على غير مذهب الشيعة نعم كانت قم والري وكاشان وقسم من خراسان مركزاً للشيعة وقد عرفت انّ الاشعريين هاجروا ـ خوفاً من الحجاج ـ إلى قم وجعلوها موطنهم ومهجرهم، وكانت تلك الهجرة نواة للشيعة في ايران .
كانت مدرسة الكوفة مزدهرة بالعلم والثقافة، ولكن ربّما كانوا يعانون من الضغط العباسي. ففي هذه الفترة إلى حوالي سنة 250 هاجر إبراهيم بن هاشم الكوفي تلميذ يونس بن عبدالرحمان وهو من أصحاب الامام الرضا ـ عليه السلام ـ إلى قم ونشر فيها حديث الكوفيين فصارت مدرسة قم والري مزدهرة بعد ذاك بالمحدّثين والرواة الكبار. وساعد على ذلك، بسط الدولة البويهية نفوذهم على تلك البلدان ولقد خرج من تلك المدرسة علماء ومحدّثون نظراء:
- علي بن إبراهيم شيخ الكليني. الّذي كان حيّاً سنة 3079 .
- محمّد بن يعقوب الكليني. المتوفّى سنة 329. مؤلّف الكافي في الفروع والاُصول.
- علي بن الحسين بن بابويه والده الشيخ الصدوق صاحب الشرائع المتوفّى 329.
- ابن قولويه أبو القاسم جعفر بن محمّد (285 ـ 368) من تلامذة الكليني واُستاذ الشيخ المفيد. والّذي يدل على وجود النشاط الفكري في أوائل القرن الثالث ما رواه الشيخ في كتاب الغيبة أنّه أنفذ الشيخ حسين بن روح ـ رضي اللّه تعالى عنه ـ، النائب الخاص للإمام المنتظر ـ عجل اللّه تعالى فرجه الشريف ـ كتاب التأديب إلى فقهاء قم. وقال لهم: اُنظروا ما في هذا الكتاب. وانظروا فيه شيء يخالفكم10 .
فهذه الرواية وغيرها تعرب عن وجود نشاط فكري وفقهي في ذينك البلدين في القرن الثالث والرابع، وكفى في فضلها أنّ كتاب «الكافي» وكتاب «من لا يحضره الفقيه» وكتب محمّد بن أحمد بن خالد البرقي ت 274 من ثمار هذه المدرسة العظيمة.
4- مدرسة بغداد
كانت مدرسة الكوفة تزدهر بمختلف النشاطات العلمية عندما كانت بغداد عاصمة الخلافة. ولمّا دبّ الضعف في السلطة العباسية وصارت السلطة بيد البويهيين تنفّس علماء الشيعة في أكثر مناطق العراق فاُسّست مدرسة رابعة للشيعة في العاصمة أنجبت شخصيات مرموقة تفتخر بها الإنسانية ومن نتائجها ظهور أعلام نظير:
- الشيخ المفيد (336 ـ 413) تلك الشخصية الفذّة الّذي اعترف الموافق والمخالف بعلمه، ترجم له اليافعي في مرآة الجنان بقوله: عالم الشيعة وإمام الرافضة، صاحب التصانيف الكثيرة، المعروف بالمفيد، وبابن المعلم أيضاً، البارع في الكلام والجدل والفقه، وكان ينازع كل عقيدة بالجلالة والعظمة ومقدّماً في الدولة البويهية وكان كثير الصدقات، عظيم الخشوع، كثير الصلاة، والصوم، خشن اللباس وكان عضد الدولة ربّما زار الشيخ المفيد وكان شيخاً ربعة، نحيفاً أسمر، عاش ستّاً وسبعين سنة وله أكثر من 200 مصنّف وكان يوم وفاته مشهور وشيّعه 80 ألفاً من الرافضة والشيعة وأراح اللّه منه11 .
- السيد المرتضى.
- السيد الرضي وهما كوكبان في سماء العلم والأدب غنيان عن التعريف.
- الشيخ الطوسي (385 ـ 460) وهو شيخ الطائفة ومن أعلام الاُمّة، تربّى على يد شيخه المفيد والسيد المرتضى وله كتاب «التبيان في تفسير القران» و «التهذيب» و «الاستبصار» وهما من المصادر المهمّة عند الشيعة وكانت مدرسة بغداد زاهرة في عهد هذه الأعلام الثلاثة واحد بعد الآخر، وقام كل منهم بدور كبير في تطوير العلوم وتقدّمها، وكان يحضر في حلقات دروسهم مئات من المجتهدين والمحدثين من الشيعة والسنّة.
إلى أن ضعفت سلطة البويهيين، ودخل طغرل بك الحاكم التركي بغداد، وأشعل نار الفتنة بين الطائفتين السنّة والشيعة، وأحرق دوراً في الكرخ ولم يكتف بذلك حتّى كبس دار الشيخ الطوسي وأخذ ما وجد من دفاتره وكتبه، وأحرق الكرسي الّذي كان الشيخ يجلس عليه12 .
6- مدرسة النجف الأشرف
إنّ هذه الحادثة المؤلمة الّتي أدّت إلى ضياع الثروة العلمية للشيعة وقتل الأبرياء، فدعت الشيخ لمغادرة بغداد واللجوء إلى النجف الأشرف وتأسيس مدرسة علمية شيعية في جوار قبر أميرالمؤمنين ـ عليه السلام ـ ، وشاء اللّه تبارك وتعالى أن تكون هذه المدرسة مدرسة كبرى أنجبت خلال ألف سنة من عمرها، عشرات الآلاف من العلماء والفقهاء والمتكلّمين والحكماء.
المعروف أنّ الشيخ هو المؤسّس لتلك الجامعة العلمية المباركة. وهو حق لا غبار عليه، ومع ذلك يظهر من النجاشي وغيره أنّ الشيخ ورد عليها وكانت غير خالية من النشاط العلمي. يقول في ترجمة الحسين بن أحمد بن المغيرة: له كتاب عمل السلطان. أجازنا بروايته أبو عبداللّه بن الخمري الشيخ صالح في مشهد مولانا أميرالمؤمنين سنة 400 عنه13.
ولقد استغلّ الشيخ تلك الأرضية العلمية وأعانه على ذلك، الهجرة العلمية الواسعة الّتي شملت أكثر الأقطار الشيعية فتقاطرت الوفود إليها، من كل فجّ، فصارت حوزة علمية وكلية جامعة في جوار النبأ العظيم علي أميرالمؤمنين ـ من عصر تأسيسها 448 ـ إلى يومنا هذا. ولقد مضى على عمرها قرابة 1000 سنة. وهي بحق شجرة طيبة أصلها في الأرض وفرعها في السماء آتت اُكلها كل حين باذن ربّها.
إنّ لجامعة النجف الأشرف حقوقاً كبرى على الإسلام والمسلمين عبر القرون، فمن أراد الوقوف على تاريخها والبيوتات العلمية الّتي أنجبتها، فعليه الرجوع إلى كتاب «ماضي النجف وحاضرها» في ثلاثة أجزاء14 ، وقد قام الباحث، وهو الشيخ هادي الأميني بتخريج أسماء لفيف من العلماء الذين تخرّجوا من هذه المدرسة الكبرى.
7- مدرسة الحلّة
في الوقت الّذي كانت جامعة النجف تزدهر وتنجب أفذاذاً، إذ أسّست الشيعية في الحلّة الفيحاء جامعة كبيرة اُخرى كانت تحتفل بكبار العلماء، وتزدهر بالنشاط الفكري عقدت فيها ندوات البحث والجدل، وحلقات الدراسة والمدارس والمكاتب، وظهر في هذا الدور فقهاء كان لهم الأثر الكبير في تطوير الفقه الشيعي واُصوله نأتي بأسماء بعضهم:
- المحقق الحلّي: نجم الدين أبو القاسم جعفر بن سعيد، من كبار فقهاء الشيعة يصفه تلميذه ابن داود بقوله: الامام العلاّمة واحد عصره، كان ألسن أهل زمانه وأقواهم بالحجّة وأسرعهم استحضارا15 توفّي عام 676 هـ . له من الكتب «شرائع الإسلام» في جزأين، وهو أثر خالد شرحه العلماء وعلّقوا عليه. واختصره في كتاب أسماه «المختصر النافع» وشرحه أيضاً وأسماه «المعتبر في شرح المختصر».
- العلامة الحلّي، جمال الدين حسن بن يوسف (648 ـ 726 هـ) تخرّج على يد خاله المحقق الحلّي في الفقه، وعلى يد المحقق الطوسي في الفلسفة والرياضيات، وعرف بالنبوغ، وهو بعد لم يتجاوز سن المراهقة، وقد بلغ الفقه الشيعي في عصره القمة، وله موسوعات فيه أجلّها «تذكرة الفقهاء» ولعلّه لم يؤلّف مثله.
- فخر المحققين، محمّد بن الحسن بن يوسف (682 ـ 771 هـ ) ولد العلاّمة الحلّي، تتلمذ على يد أبيه ونشأ تحت رعايته وعنايته، وألّف والده لفيفاً من كتبه بالتماس منه، وقد تتلمذ عليه امام الفقه الشهيد الأوّل (734 ـ 786 هـ ).
إلى غير ذلك من رجال الفكر كابن طاووس وابن ورام، وابن نما وابن أبي الفوارس الحلّيين، الذين احتلفت بهم مدرسة الحلّة، ولهم على العلم وأهله أيادي بيضاء لا يسعنا ذكر حياتهم .
8- الجامع الأزهر
امتدّ سلطان الدولة الفاطمية من المحيط الأطلسي غرباً إلى البحر الأحمر شرقاً ونافست الدولة الفاطمية الشيعية، خلافة الحكّام العباسيين في بغداد، وكان المعز لدين اللّه أحد الخلفاء الفاطميين بمصر رجلا مثقّفاً ومولعاً بالعلوم والآداب وقد اتّخذ بفضل تدبير قائده العكسري القاهرة عاصمة للدولة الجديدة، وبنى الجامع الأزهر، وعقدت فيه حلقات الدرس، وكان يركز على نشر المذهب الشيعي بين الناس وقد أمر أن يؤذّن في جميع المساجد بـ «حىّ على خير العمل» ومنع من لبس السواد شعار العباسيين .
إنّ المسلمين عامة وفي طليعتهم المصريين مدينون في ثقافتهم وازدهار علومهم وتقدّمهم في مجال العلم والصنعة للفاطميين وهممهم العالية، فانّ الجامع الأزهر لا يزال مزدهراً من يوم بني إلى يومنا هذا كأعظم الجامعات العلمية16 وهي كانت جامعة شيعية من بدء تأسيسها إلى قرنين.
وإن شئت أن تقف على صورة صغيرة من خدماتهم الجليلة فاقرأ ما كتبه السيد مير علي: «كان الفاطميون يشجّعون على العلم، ويكرمون العلماء فشيّدوا الكليّات والمكاتب العامة، ودار الحكمة، وحملوا إليها مجموعات عظيمة من الكتب في سائر العلوم والفنون، والآلات الرياضية، لتكون رهن البحث والمراجعة، وعيّنوا لها أشهر الأساتذة، وكان التعليم فيها حرّاً على نفقة الدولة كما كان الطلاب يمنحون جميع الأدوات الكتابية مجّانياً، وكان الخلفاء يعقدون المناظرات في شتى فروع العلم، كالمنطق والرياضيات والفقه والطب، وكان الأساتذة يتشحون بلباس خاص عرف بالخلعة، أو العباءة الجامعية ـ كما هي الحال اليوم ـ واُرصدت للانفاق على تلك المؤسّسات وعلى أساتذتها، وطلاّبها وموظّفيها أملاك بلغ إيرادها السنوي 43 مليون درهم، ودعي الأساتذة من آسيا والأندلس لالقاء المحاضرات في دار الحكمة، فازدادت بهم روعة وبهاء17 .
وقد ألّف غير واحد من المؤرّخين كتباً ورسائل حول الأزهر الشريف ومن أراد التفصيل فليرجع إليه.
مدارس الشيعة في الشامات
كانت الشيعة تعيش تحت الضغط والارهاب السياسي من قبل الأمويين والعباسيين، ولمّا دبّ الضعف في جهاز الخلافة العباسي وظهرت دول شيعية في العراق خصوصاً دولة الحمدانيين في الموصل وحلب، استطاعت الشيعة أن تجاهر بنشاطها الثقافي، وفي ظل هذه الحرية أسّست مدارس شيعية في جبل عامل، وحلب فقد خرج من مدرسة حلب شخصيات كبيرة كأبناء زهرة وغيرهم.
الذين احتفل تاريخ حلب الشهباء بذكرهم، وأمّا مدرسة جبل عامل فقد كانت تتراوح بين القوة والضعف، إلى أن رجع الشهيد الأوّل من العراق إلى مسقط رأسه تتراوح بين القوة والضعف، إلى أن رجع الشهيد الأوّل من العراق إلى مسقط رأسخ «جزين»، فأخذت تلك المدرسة في نفسها نشاطاً، واسعاً، وقد خرج من تلك المدرسة منذ تلك العهود إلى يومنا هذا مئات من الفقهاء والعلماء لا يحصيها إلاّ اللّه سبحانه، ومن أكبر الشخصيات المنتجبة في هذه المدرسة المحقق الشيخ علي الكركي (ت 940) مؤلّف «جامع المقاصد» وبعده الشيخ زين الدين المعروف بالشهيد الثاني (911 ـ 966) الّذي كان منذ صباه تظهر منه ملامح النبوغ والذكاء، وله الأثر الخالد الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» .
هذا غيض من فيض وقليل من كثير ممّن أنجبتهم هذه التربة الخصبة بالعلم والأدب.
ولنكتف بهذا المقدار من الاشارة إلى الجامعات الشيعية فانّ الاحصاء يحوجنا إلى بسط في المقال، ويطيب لنا الاشارة إلى أسماء المعاهد الاُخرى مجردة.
جامعات اُخر للشيعة في أقطار العالم
كانت للشيعة جامعات في أقطار العالم ولم تزل بعضها زاهرة إلى اليوم.
إنّ الشرق الاسلامي كافغانستان والباكستان والهند تزخر بالشيعة ولهم هناك جامعات وكليّات في هرات وبمباي ولكهنو، كما أنّ للشيعة نشاطات ثقافية في آسيا الجنوبية الشرقية كماليزيا وتايلند، ومن أراد الوقوف على الخريجين من هذه المدارس فعليه أن يقرأ تاريخ هذه البلاد خصوصاً بلاد الهند.
فمذ تسنّم الصفويون منصّة الحكم اُسّست في ايران حوزات فقهية، كلامية، فلسفية زاهرة، وقد تخرج منها آلاف من العلماء كجامعة اصفهان، وطهران، وخراسان، وتبريز، وقزوين، وزنجان، وشيراز وأخيراً الجامعة الكبرى للشيعة في قم المحمية بجوار الحضرة الفاطمية الّتي أسّسها رجل العلم والزهد الشيخ عبدالكريم اليزدي (1274 ـ 1355) سنة 1340 هـ ، ولم تزل هذه الجامعة مُشعَّة زاهرة، وقد تقاطرت إليها الأساتذة ووفود الطلاب من نقاط شتّى، من جنسيات مختلفة منذ أوّل يومها ويتجاوز عدد الطلاب فيها في هذه السنين 25000 وفيها مكتبات زاخرة، ومؤسّسات علمية، ومراكز تحقيقية، ومطابع حديثة، وعمالقة الفكر وأساتذة القلم، ومنها تفجّرت الثورة الإسلامية على يد أحد خريجيها الامام الخميني ـ قدس سره ـ فانبثقت أنوارها على ربوع العالم وأيقظت الاُمّة من سباتها العميق18 .
- 1. قال سبحانه: ﴿ … اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ وهي أوّل سورة نزلت على النبي الأكرم. وأقسم اللّه عزّوجلّ بالقلم وقال سبحانه: ﴿ … ن وَالْقَلَمِ … ﴾ . وبذلك أوقف المجتمع الانساني، على قيمة وعلو شأنه.
- 2. النجاشي: الرجال 64 برقم 1 .
- 3. الكليني الكافي، كما في تأسيس الشيعة 299 .
- 4. الطبقات الكبرى 6و قسّمهم على تسع طبقات.
- 5. النجاشي: الرجال 1 / 137 رقم 79 .
- 6. وسائل الشيعة ج 20 الفائدة الرابعة وقد بيّنا الفرق بين الكتاب والأصل في كتابنا «كليات في الرجال».
- 7. الطهراني: الذريعة 1 / 17.
- 8. a. b. المصدر نفسه.
- 9. الطهراني: الذريعة 4 / 302 برقم 1316.
- 10. الطهراني: الذريعة 3 / 210 برقم 775 .
- 11. مرآة الجنان 3 / 28 حوادث عام 413 .
- 12. ابن الجوزي: المنتظم حوادث عام 447 ـ 449، ج 16 / 8 و 16 ط بيروت.
- 13. النجاشي: الرجال 1 / 190 برقم 163 .
- 14. تأليف الشيخ جعفر آل محبوبة طبع النجف.
- 15. ابن داود: الرجال / القسم الأول 62 برقم 304.
- 16. بروكلمان: تاريخ الشعوب الإسلامية 2 / 108.
- 17. السيد مير علي: مختصر تاريخ العرب 510 ط 1938 .
- 18. من كتاب: بحوث في الملل والنحل لآية الله الشيخ جعفر السبحاني، ج6 ص629-639، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، الطبعة الثانية، ١٤١٥ هـ.ق.