نص الشبهة:
ورد في بعض الروايات عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كان موصى من النبي بعدم مقاتلة من اغتصب الخلافة؛ لكننا نجد أن هذه الروايات، تذكر تارة المحاربة، إن وَجَدَ (عليه السلام) أربعين مناصراً، وتارة أخرى تتحدث عن القيام، إن وُجِدَ عشرون، وقد طعنتم بالروايات، التي تتحدث عن شراء عثمان لبئر، بدعوى التعارض فيما بينها، حيث تعدد المبلغ المذكور في دعوى الشراء، فكيف يمكن لنا أن نحل هذه المشكلة.
الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
وبعد..
فإنني أشكر لكم هذا الاهتمام بتحقيق قضايا الإيمان، وترسيخ مباني العقيدة، وأسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من المتمسكين بحبل ولاية أمير المؤمنين، الموالين لأوليائه، والمعادين لأعدائه، إنه ولي قدير.
أخي الكريم..
بالنسبة لسؤالك عن موضوع الوصايا وتعارض رواياتها.. أقول:
أولاً: إنه لا تعارض بين روايات الأربعين والعشرين، إذ لا مانع، بل قد يكون ذلك هو الأقرب من أن يكون (صلى الله عليه وآله) قد قال مرة هذا القول، وقال مرة أخرى ذلك القول، وقال مرة ثالثة: من دون تحديد بمقدار وعددٍ بعينه أيضاً..
فهي (عليها السلام)، إنما تسأل علياً (عليه السلام) هذا السؤال لأجل تقريره، أي لكي تسمع الناس جوابه. وتعرفهم بأن ما قد يفكرون به من أنه (عليه السلام) قد ونى عن دينه، وتساهل في القيام بواجبه الشرعي، ليس له ما يبرره، فهم مخطئون جداً حين يفكرون بهذه الطريقة..
ولعل هذا يشير إلى وجود أجواء مسمومة تثار حول موقف أمير المؤمنين (عليه السلام).. أو هي على الأقل قد أرادت تحصيننا نحن من أن نقع فريسة أوهام كهذه، وذلك استشرافاً منها للغيب، وانسجاماً مع مقتضياته..
والحمد لله رب العالمين 1.
- 1. مختصر مفيد.. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، للسيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة الثانية،، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1423 2002، السؤال (118).