السوال:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
ما المقصود بالآية الكريمة : وفرعون ذو الأوتاد ؟
مالمقصود بالأوتاد ، هل هي الإهرامات ، أم ماذا ؟
هل هناك ما يثبت من روايات الأئمة عليهم السلام أن الإهرامات وجدت في عصرهم ، حيث ذهب بعض العلماء إلى أن الإهرامات بنيت في عهد الفاطميين ؟ و السلام عليكم .
الجواب:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :
قال الله عز و جل : { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ } ، ( سورة ص : 12 ) .
و قال عزَّ مِن قائل : { وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ } ، ( سورة الفجر : 10 ) .
ذو الأوتاد وصف فرعون ، و الأوتاد : جمع وَتَدْ ، و الوَتَدُ هو المسمار .
قال العلامة الطريحي ( رحمه الله ) : قيل أن فرعون كان إذا عذب رجلا بسطه على الأرض أو على خشب و وتد يديه و رجليه بأربعة أوتاد ثم تركه على حاله ، ( مجمع البحرين : 3 / 154 ) .
و قيل في معناه أقوال أخرى ذكرها المفسر الكبير العلامة الطبرسي ( رحمه الله ) في تفسير هذه الآية في كتابه ” مجمع البيان ” كالتالي :
أحدها : أنه كانت له ملاعب من أوتاد يلعب له عليها .
الثاني : أنه كان يعذب الناس بالأوتاد و ذلك أنه إذا غضب على أحد وتد يديه و رجليه و رأسه على الأرض .
الثالث : أن معناه ذو البنيان ، و البنيان أوتاد .
الرابع : أن المعنى ذو الجنود و الجموع الكثيرة ، بمعنى أنهم يشدون ملكه و يقوون أمره كما يقوي الوتد الشيء .
الخامس : أنه سمي ذو الأوتاد لكثرة جيوشه السائرة في الأرض و كثرة أوتاد خيامهم ، فعبر بكثرة الأوتاد عن كثرة الأجناد ، ( انظر مجمع البيان ) .
و حيث أن أحد أقوال المفسرين المذكورة أشارت الى أن المقصود من الأوتاد قد يكون هو ” البنيان ” فلعل في ذلك إشارة الى الأهرامات و الله العالم .
و أما القول المزعوم بأن بناء الاهرامات تم في زمن الفاطميين فغير صحيح بعد ثبوت قدمة بنائها بالأدلة العلمية الجيولوجية ، و أن تاريخ بناء هذه الأبنية و المقابر العظيمة يعود الى عهد الفراعنة .