سار (عليه السلام) حتى أتى التنعيم، فلقي بعيرا قد اقبلت من اليمن و عليها الورس و الحلل قد أرسلها والي اليمن الى يزيد، فأخذها الحسين (عليه السلام) (لانّ حكم امور المسلمين لأمام الزمان و الحسين أحق بتلك الاموال من غيره) و قال لأصحاب الابل: من أحبّ منكم أن يمضي معنا الى العراق أوفينا كراءه و أحسنّا صحبته و من أحبّ أن يفارقنا من مكاننا أعطيناه نصيبه من الكراء، فمضى معه قوم و امتنع آخرون.
و روى الشيخ المفيد: و الحقه عبد اللّه بن جعفر- ابن عمه- بابنيه عون و محمد و كتب على أيديهما إليه كتابا يقول فيه: «أما بعد فانّي أسألك باللّه لما انصرفت حين تنظر في كتابي فانّي مشفق عليك من الوجه الذي توجهت له أن يكون فيه هلاكك و استيصال أهل بيتك و ان هلكت اليوم طفئ نور الأرض فانّك علم المهتدين و رجاء المؤمنين و لا تعجل بالمسير فانّي في أثر كتابي و السلام».
و صار عبد اللّه الى عمرو بن سعيد فسأله أن يكتب للحسين أمانا و يمنيه ليرجع عن وجهه، فكتب إليه عمرو بن سعيد كتابا يمنه فيه الصلة و يؤمنه على نفسه، و أنفذه مع أخيه يحيى بن سعيد، فلحقه يحيى و عبد اللّه بن جعفر بعد نفوذ ابنيه، و دفعا إليه الكتاب و جهدا به في الرجوع.
فقال: انّي رأيت رسول اللّه (صلى الله عليه واله)في المنام و أمرني بما أنا ماض له، فقالا له: فما تلك الرؤيا؟
قال: ما حدثت أحدا بها و لا أنا محدث حتى القى ربّي عز و جل، فلما أيس منه عبد اللّه بن جعفر رحمه اللّه أمر ابنيه عونا و محمدا بلزومه و المسير معه و الجهاد دونه، و رجع مع يحيى بن سعيد الى مكة، و توجه الحسين (عليه السلام) نحو العراق مجدا لا يلوي عن شيء حتى نزل ذات عرق .
و على رواية السيد انّه: لقى الحسين (عليه السلام) بشر بن غالب واردا من العراق، فسأله عن أهلها، فقال: خلّفت القلوب معك و السيوف مع بني اميّة، فقال: صدق أخو بني أسد، انّ اللّه يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد .
المصدر: http://h-najaf.iq