للأربعين رسالة لا يفقهها إلا بقية السيف في معركة الحق مع الباطل أو السائرين في نهجهم، وهذه الرسالة ترتكز على الشهيد نهجا ورسالة وسلوكا، وما يتبعه من تفاعل وعمل على استمرار النهج وترسيخ الرسالة وفقا للسلوك السليم، مما ينتج الحضور الحي والفاعل للشهيد ونهجه في الأمة، فكما أنه حي عند ربه مرزوق فهو حي حاضر بقيمه ورسالته في الأمة.
وهكذا كانت الأربعين، فبعد أن “توازر عليه (عليه السلام) من غرته الدنيا وباع حظه بالأرذل الأدنى وشرى آخرته بالثمن الأوكس” فجاهدهم في الله صابرا محتسبا حتى سفك دمه ومن معه من أصحابه وأهل بيته، قامت بقية السيف بدور عظيم تمثل في حمل راية الشهيد والدفاع عنه وعن نهجه وقيمه وكشف الغطاء عن الباطل وشراكه وأحابيله فأصبحت قضية الحسين قضية الشعوب على مر الأزمان، حتى أن السامع لها إما أن يناصرها باعتبارها قضية كل مظلوم في وجه كل ظالم وإما أن يقرن نفسه مع الملعونين (ولعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به).
وهذا الأمر لا يقتصر على كربلاء فحسب وإنما يمتد إلى كل فروعها في كل زمان ومكان، وفروعها قضية كل مظلوم في كل زمان ومكان.
وهذا يعني أن علينا ذات الدور الذي قام به الإمام السجاد عليه السلام والعقيلة زينب عليها السلام ومن كان معهما من النساء والأطفال ومن جاء بعدهما وساهم في مقارعة الظلم والطغيان بالكلمة أو بالشعر، بالثورة أو بالدفاع عن المظلومين والمقهورين.
فنحن بقية السيف والدم في العراق الجريح حيث القتل والتشريد هو السائد منذ عقود مضت وحتى الآن سواء كان من أيدي النظام البائد الملطخة بدماء أهلنا وشعبنا أو من قوى الإرهاب التي مازالت تفتك بالمؤمنين تحت ذريعة مقاومة الإحتلال!!.
ونحن بقية الدم والسيف في فلسطين المحتلة ولبنان والجولان حيث الخراب والدمار والقتل والتشريد من الصهاينة وامتداداتها كالولايات المتحدة وغيرها.
فماذا نحن فاعلون؟
إن علينا واجبا ودورا لا يقل عن ذلك الذي قدم نفسه انتصارا لدينه وقيمه، فالشهيد مضى قرير العين إلى جنة عرضها السماوات والأرض وترك دمه وعرضه وقيمه أمانة بين أيدينا، وما علينا إلا الدفاع والنصرة، وللقيام بهذا الدور لا بد أولا أن نفهم ثورة الإمام عليه السلام بوعي وبصيرة، تمكننا من الارتقاء فوق كل الشبهات والأباطيل والمفاهيم الخاطئة التي قد تعترضنا في الواقع الحالي فالاستسلام للواقع الفاسد أو للظلم والظالم والارتماء في أحضان الكافرين وطلب العون منهم واليأس والخوف… كلها تتآكل وتنتهي إذا ماتعلمنا قيم الثورة وارتقينا بها فوق حظيظ الأنا والذات.
وثانيا أن نتفاعل معها ونشد بعضنا بعضا نحوها ونتواصى بالحق ونتواصى بالصبر1.
1. نقلا عن شبكة مزن الثقافية – 2/2/2010م – 11:07 ص.