روى الشيخ محمد بن الحسن الطوسي في كتابه (الغَيبة/ 150)، باب (أخبار الخاصة على إمامة الاثني عشر ـ عليهم السلام ـ)، ح 111، قال:
أخبرنا جماعة، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري، عن علي بن سنان الموصلي العَدل، عن علي بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن الخليل، عن جعفر بن أحمد المصري، عن عمّه الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (الصادق)، عن أبيه الباقر، عن أبيه ذي الثفنات سيّد العابدين، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد عن أبيه أمير المؤمنين قال:
“قال رسول الله في الليلة التي كانت فيها وفاته.. لعلي:
يا أبا الحسن، أحضِر صحيفة ودواة.
فأملى رسول الله وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع، فقال:
يا علي، إنّه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً، ومِنْ بعدهم اثنا عشر مهدياً، فأنت ـ يا علي ـ أول الاثني عشر إماماً، سمّاك الله تعالى في سمائه: علياً المرتضى، وأمير المؤمنين، والصدِّيق الأكبر، والفاروق الأعظم، والمأمون، والمهدي، فلا تصحّ هذه الأسماء لأحد غيرك.
يا علي، أنت وصيي على أهل بيتي: حيّهم وميّتهم، وعلى نسائي: فمَن ثبّتَّها لقيتني غداً، ومَنْ طلقتَها فأنا بريء منها، لم ترَني، ولم أرَها في عرصة القيامة، وأنت خليفتي على أمتي مِنْ بعدي. فإذا حضرتكَ الوفاة فسلّمها إلى ابني الحسن البرّ الوصول، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه سيّد العابدين ذي الثفنات علي، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمد الباقر، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه جعفر الصادق، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه موسى الكاظم، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه علي الرضا، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمد الثقة التقي، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه علي الناصح، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه الحسن الفاضل، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد .
فذلك اثنا عشر إماماً، ثم يكون مِنْ بعده اثنا عشر مهدياً، (فإذا حضرته الوفاة) فليسلّمها إلى ابنه أول المقرّبين، له ثلاثة أسامي:
ـ اسم كاسمي.
ـ واسم أبي.
وهو: عبد الله، وأحمد.
ـ والاسم الثالث: المهدي، هو أول المؤمنين”.
المناقشة
نشير ـ بدءاً ـ إلى أنّ مناقشتنا هذه ستنصبّ على جانب المتن والدلالة (المحتوى/ المضمون) وحده، ولن نتعرّض فيها للجانب السندي والرجالي، وما يتصل بتعديل رواتها أو تجريحهم، ومدى وثاقة الرواية.
عندما نقرأ هذه الرواية المنقولة عن رسول الله سوف نجد فيها هاتين العبارتين الهامتين جداً:
- “يا علي، إنّه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً، ومِنْ بعدهم اثنا عشر مهدياً”.
- “فذلك اثنا عشر إماماً، ثم يكون مِنْ بعده اثنا عشر مهدياً، (فإذا حضرته الوفاة) فليسلّمها إلى ابنه أول المقرّبين، له ثلاثة أسامي….”.
ومن هاتين العبارتين ـ معاً ـ تظهر ستة أمور:
الأول: متى سيظهر المهديون الاثنا عشر؟!
إنّ الأوصياء الاثني عشر سيكونون ـ زماناً ـ بعد الأئمة الاثني عشر ـ عليهم السلام ـ، أي أنّهم لاحقون زمنياً لهم في ترتيب طولي عمودي، ولن يكونوا في فترة غياب الإمام المهدي، أو فترة التمهيد السابقة لظهوره المبارك الميمون؛ وذاك مفاد قول رسول الله عن الأئمة الاثني عشر الذين أولهم أمير المؤمنين، وآخرهم المهدي المنتظر: “ومِنْ بعدهم [أي الأئمة الاثني عشر] اثنا عشر مهدياً”، وقال عن الإمام المهدي، آخر الأئمة المعصومين الأطهار: “ثم يكون مِنْ بعده اثنا عشر مهدياً”.
فالمهديون سيكونون بعد زمان الأئمة، وبعد زمان الإمام الحجة المهدي.
الثاني: متى ستبدأ الإمامة الفعلية لأول المهديين؟!
إنّ أول المهديين هو ولد مباشر للإمام الحجة المهدي محمد ابن الإمام الحسن العسكري ـ كما تشير لذلك الرواية ـ، وفعلية مهدويته وإمامته ودوره المبارك سيكون بعد وفاة الإمام الحجة المهدي المنتظر؛ ولذلك قال رسول الله عن الإمام الحجة المنتظر (عج): “(فإذا حضرته الوفاة) فليسلّمها إلى ابنه أول المقرّبين”.
ونشدّد ـ بإلحاح ـ على الجملة الموجهة من رسول الله إلى حفيده الإمام المهدي القائم المنتظر، ويقول عنه فيها: “فإذا حضرته (أي الإمام المهدي (عج)) الوفاةُ، فليسلّمها إلى ابنه أول المقرّبين”.
الثالث: أول المهديين هل هو اليماني الموعود؟!
إنّ ابن الإمام المهدي (أول المهديين الاثني عشر) يختلف عن (اليماني) الموعود الممهِّد للظهور الشريف المبارك، وليسا شخصاً واحداً:
أـ فاليماني يظهر قبل دولة الإمام المهدي، ويمهّد لبناء أركانها الوطيدة، ورايته أهدى الرايات وأوضحها؛ إذ يظهر هو والسفياني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، وهما كخرز العقد أيّهما يظهر، فالآخر في إثره، ويتسابقان في الوصول إلى الكوفة والسيطرة عليها، وتنضمّ رايته المباركة مع راية الخراساني إلى نصرة الإمام المهدي المنتظر عند خروجه المبارك، كما تشير الروايات المباركة عن أهل بيت العصمة والطهارة.
ومن هذه الروايات
* روى الشيخ الطوسي في (الغَيبة/ 436)، باب (علائم ظهور الحجة ـ عجّل الله فرجه ـ)، ح 427):
عن ابن فضّال، عن حمّاد، عن إبراهيم بن عمر، عن عمر بن حنظلة، عن أبي عبد الله (الصادق) قال: “خمسٌ قبل قيام القائم من العلامات: الصيحة، والسفياني، والخسف بالبيداء، وخروج اليماني، وقتل النفس الزكية”.
وواضح في هذه الرواية كلمة (قبل): “خمسٌ قبل قيام القائم من العلامات:….، وخروج اليماني”، فاليماني يظهر (قبل) ظهور الإمام المهدي، وهو من علامات ظهور، إلى جانب علامات الظهور الأخرى.
* وروى الشيخ الطوسي ـ أيضاً ـ في (الغَيبة/ 447)، باب (علائم ظهور الحجة ـ عجّل الله فرجه ـ)، ح 443):
عن الفضل، عن سيف بن عميرة، عن بكر بن محمد الأزدي، عن أبي عبد الله [الصادق] قال: “خروج الثلاثة: الخراساني، والسفياني، واليماني.. في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، وليس فيها راية بأهدى من راية اليماني، يهدي إلى الحقّ”.
ب ـ أما ابن الإمام المهدي (أول المقرّبين، وأول المهديين) ـ فوفقاً لرواية (الغَيبة) ـ سوف يسلّمه أبوه المهدي (عج) الوصية عند احتضاره، وإيذان مغادرته هذا العالم، وسيكون دور ابن الإمام المهدي بعد وفاة أبيه الإمام المهدي؛ ولذلك قال رسول الله ـ بعد أن عدَّد الأئمة الاثني عشر بأسمائهم الوضاءة النيّرة ـ: “فذلك اثنا عشر إماماً، ثم يكون مِنْ بعده اثنا عشر مهدياً، (فإذا حضرته الوفاة) فليسلّمها إلى ابنه أول المقرّبين”.
الرابع: على مَنْ يعود الضمير في قوله: “له”؟
ورد في الرواية موضع المناقشة والبحث: “(فإذا حضرته الوفاة) فليسلّمها إلى ابنه أول المقرّبين، له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي، واسم أبي. وهو: عبد الله، وأحمد. والاسم الثالث: المهدي، هو أول المؤمنين”.
يحتمل في مرجع الضمير (هاء الغيبة) في (له) أمران:
أولهما: أن يعود الضمير في (له) على ابن المهدي:
وهنا احتمالان:
أـ أن تكون الجملة ـ كتابة وقراءة ومعنى ـ هكذا: “له (أي لابن المهدي) ثلاثة أسامي: اسم كاسمي واسم أبي، وهو عبد الله. وأحمد. والاسم الثالث: المهدي، هو أول المؤمنين”.
أي أنّ لابن الإمام المهدي (عج) ثلاثة أسماء هي:
ـ محمد بن عبد الله.
ـ أحمد.
ـ المهدي.
وبهذا يكون تطبيق الرواية على (أحمد الحسن) مشكلاً، فاسمه ـ كما يذكره أنصاره ـ: (أحمد بن إسماعيل بن صالح بن حسين بن سلمان ابن الإمام محمد المهدي ابن الإمام الحسن العسكري).
فـ (أحمد الحسن): اسمه (أحمد)، وليس من أسمائه (محمد)!!
ولو تسامحنا في تسمية (أحمد) و(محمد) في العربية ـ كما نقوله عن رسول الله ـ، فإنّ اسم والده (إسماعيل)، وليس (عبد الله)!!
أي أنّه ـ مع التسامح ـ ينطبق عليه اسمان فقط، هما: (أحمد) و(محمد)، دون الثالث، وهو (محمد بن عبد الله)!!
ب ـ أن تكون الجملة ـ كتابة وقراءة ومعنى ـ هكذا: “له (أي لابن المهدي) ثلاثة أسامي: اسم كاسمي، واسم أبي، وهو: عبد الله وأحمد. والاسم الثالث: المهدي، هو أول المؤمنين”.
أي أنّ لابن الإمام المهدي (عج) ثلاثة أسماء هي:
ـ أحمد (على اسم النبي).
ـ عبد الله (على اسم والد النبي).
ـ المهدي.
فهو ـ الآخر ـ لا ينطبق على (أحمد الحسن): فليس من أسمائه (عبد الله)!!
فالاحتمال الأول يناقضه اسم والد (أحمد الحسن)، فاسمه (إسماعيل)، وليس (عبد الله).
والاحتمال الثاني يناقضه اسم (أحمد الحسن) مباشرة، فليس من بين أسمائه (عبد الله)!!
وثانيهما: أن يعود الضمير في (له) على الإمام المهدي المنتظر (عج):
فتكون الجملة هكذا: “(فإذا حضرته الوفاة) فليسلّمها إلى ابنه أول المقرّبين، له (أي للمهدي (عج)) ثلاثة أسامي: اسم كاسمي، واسم أبي. وهو: عبد الله، وأحمد. والاسم الثالث: المهدي، هو أول المؤمنين”.
أي أنّ للإمام الحجة المهدي المنتظر نفسه ثلاثة أسماء هي:
ـ اسم كاسمي (أحمد).
ـ اسم أبي (عبد الله).
ـ المهدي.
فتكون جملة: “اسم كاسمي، واسم أبي” حاكية عن اسمين من أسمائه، وجملة: “وهو: عبد الله، وأحمد” توضيح لهذين الاسمين المباركين على نحو (اللفّ والنشر المشوش).
وبذلك تكون هذه الأسماء الثلاثة التي ذكرتها هذه الرواية: (أحمد، عبد الله، المهدي)، بالإضافة إلى (محمد) ـ الذي ذكرته كثير من الروايات الأخر ـ أربعة أسماء تُطلق على المهدي، من بين أسمائه الشريفة.
وهذا الاحتمال هو الأقوى، وهو مطابق لروايات كثر، أطلقت عليه هذه الأسماء الأربعة.
ومن تلك الروايات
ـ ما رواه الشيخ الطوسي نفسه، راوي الوصية، وفي كتاب (الغَيبة) نفسه: عن الفضل، عن إسماعيل بن عياش، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة قال: “سمعتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم، وذكر المهدي ـ فقال: إنّه يبايع بين الركن والمقام، اسمه: أحمد، وعبد الله، والمهدي، فهذه أسماؤه ثلاثتها” 1.
فالمنطوق الواضح البيّن لهذه الرواية يصرّح بأنّ الإمام الحجة القائم (عج): له ثلاثة أسماء هي: (أحمد، وعبد الله، والمهدي)، غير أنّ الاسمين الشريفين: (أحمد، وعبد الله) غير مشهورين في التداول.
ـ ما رواه الشيخ الصدوق، في كتابه (كمال الدين وتمام النعمة)، الباب 57 (علامات خروج القائم )، ح 17:
حدثنا علي بن أحمد بن موسى ـ رضي الله عنه ـ قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال: حدثنا إسماعيل بن مالك، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جده ـ عليهم السلام ـ قال: قال أمير المؤمنين وهو على المنبر:
“يخرج رجلٌ من ولدي في آخر الزمان: أبيض اللون، مشرب بالحمرة، مبدح البطن، عريض الفخذين، عظيم مشاش المنكبين، بظهره شامتان: شامة على لون جلده، وشامة على شبه شامة النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ، له اسمان: اسم يخفى، واسم يُعلن، فأما الذي يخفى فأحمد، وأما الذي يُعلن فمحمد، إذا هزّ رايته أضاء لها ما بين المشرق والمغرب”.
الخامس: اضطراب المتن
ـ يقول صدر رواية (الغَيبة) التي نناقشها: “يا علي، إنّه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً، ومِنْ بعدهم اثنا عشر مهدياً، فأنت ـ يا علي ـ أول الاثني عشر إماماً، سمّاك الله تعالى في سمائه: علياً المرتضى، وأمير المؤمنين، والصدِّيق الأكبر، والفاروق الأعظم، والمأمون، والمهدي، فلا تصحّ هذه الأسماء لأحد غيرك”.
ـ ويقول ذيل الرواية نفسها: “(فإذا حضرته الوفاة) فليسلّمها إلى ابنه أول المقرّبين، له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي، واسم أبي. وهو: عبد الله، وأحمد. والاسم الثالث: المهدي، هو أول المؤمنين”.
وسواء أكانت هذه الأسماء للإمام المهدي بن الحسن (عج)، أم لابنه الأول (أول المقرّبين)، فنحن أمام تضاد بيّن في الرواية، فصدرها يرى أنّ (المهدي) من الأسماء الخاصة لأمير المؤمنين علي: “….، والمهدي، فلا تصحّ هذه الأسماء لأحد غيرك”.
بينما ذيل الرواية أطلق اسم (المهدي) على الحجة المنتظر المهدي بن الحسن أو ابنه، فقال: “له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي، واسم أبي. وهو: عبد الله، وأحمد. والاسم الثالث: المهدي”.
السادس: لمَنْ سيسلم المهدي الوصية؟ ومَن الذي سيحكم بعده؟
وهناك تضاد آخر في هذه الرواية وهو عن الشخص الذي سوف يسلّمه الإمام المهدي (عج) خاتمه والوصية، ومن ثم سيحكم العالم بعده:
فالرواية موضع البحث ترى أنّ الإمام الحجة (عج) سوف يسلّم الراية إلى ولده: “(فإذا حضرته الوفاة) فليسلّمها إلى ابنه أول المقرّبين”.
بينما هناك كثير من الروايات الأخرى تقول بأنّه سيسلّم خاتمه ورايته إلى جده الإمام الحسين الشهيد، الذي يعيده الله في الرجعة، ويحكم العالم سنين طوال..
ومن هذه الروايات
ـ روى السيّد بهاء الدين علي بن عبد الحميد الحسيني بطريقه، عن أحمد بن محمد الأيادي يرفعه إلى أحمد بن عقبة، عن أبيه، عن أبي عبد الله (الصادق):
“سُئل عن الرجعة: أحقّ هي؟
قال: نعم..
فقيل له: مَنْ أول مَنْ يخرج؟!
قال: الحسين..، يخرج على أثر القائم.
قلت: ومعه الناس كلّهم؟!
قال: لا..، بل كما ذكر الله تعالى في كتابه: ﴿ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ﴾ 2، قوم بعد قوم” 3.
ـ وعن أبي عبد الله الصادق:
“ويقبل الحسين في أصحابه الذين قتلوا معه، ومعه سبعون نبياً كما بعثوا مع موسى بن عمران، فيدفع إليه القائم الخاتم؛ فيكون الحسين هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه، ويواريه في حفرته” 3.
ـ وعن جابر الجعفي قال: سمعتُ أبا جعفر (الباقر) يقول:
“والله، ليملكنّ منّا ـ أهلَ البيتِ ـ رجلٌ بعد موته ثلاث مئة سنة، ويزداد تسعاً..
قلتُ: متى يكون ذلك؟
قال: بعد القائم.
قلتُ: وكم يقوم القائم في عالمه؟
قال: تسع عشرة سنة.
ثم يخرج (المنتصر) إلى الدنيا، وهو الحسين فيطلب بدمه ودم أصحابه، فيقتل ويسبي حتى يخرج (السفاح)، وهو أمير المؤمنين ” 3.
الجمع بين الروايات
وللجمع بين رواية (الغَيبة) القائلة بتسليم المهدي الراية (لابنه): “(فإذا حضرته الوفاة) فليسلّمها إلى ابنه أول المقرّبين”، وبين الروايات الدالة على كون الإمام الحسين السبط الشهيد هو من يتولى الأمر والحكم بعد الإمام المهدي، قال الشيخ الحرّ العاملي:
“وما تضمنه الحديث المروي في كتاب (الغَيبة) ـ على تقدير تسليمه في خصوص الاثني عشر بعد المهدي ـ لا ينافي هذا الوجه [عودة الإمام الحسين]؛ لاحتمال أن يكون لفظ (ابنه) تصحيفاً، وأصله (أبيه) ـ بالياء آخر الحروف ـ، ويُراد به (الحسين) ؛ لما روي ـ سابقاً ـ في أحاديث كثيرة من رجعة الحسين عند وفاة المهدي ليغسله” 4.
اللَّهمّ أرِنا الحقّ حقّاً، وارزقنا اتّباعه،وأرنا الباطل باطلاً، وارزقنا اجتنابه،ولا تجعل الأمور علينا شبهات؛برحمتك يا أرحم الراحمين..5
- 1. الشيخ الطوسي، الغَيبة/ 454، باب (علائم ظهور الحجة ـ عجل الله فرجه ـ)، ح 463.
- 2. القران الكريم: سورة النبإ (78)، الآية: 18، الصفحة: 582.
- 3. a. b. c. العلامة المجلسي، بحار الأنوار 52/ 103، باب (دعاء العهد الذي يُقرأ أربعين صباحاً)، ح 130.
- 4. الحرّ العاملي، الإيقاظ من الهجعة: 370.
- 5. نقلا عن شبكة مزن الثقافية – 23/1/2016م – 9:02 ص.