كان القائد يخطب بصدق، والجنود يصغون إليه بكلِّ اهتمام.. فقال القائد ضمن كلامه: إنه من السيئ أن يكون دافعُ الجنديِّ في الالتحاق بالخدمة هو الحرص على الخبز الذي يُعطاه مجاناً في المعسكر..! فلم يتضايق من هذا الكلام إلاّ الجنودُ الذين كانوا يتَّصفون بذلك بالفعل..! والذين كانوا لا يرتاحون لهذا القائد اتَّخذوا هذه العبارة ذريعةً للطعن في كفاءته وزعموا أنَّ القائد طعن في إخلاص الجنود واتَّهمهم بعدم الإخلاص للوطن..!
وهكذا يكون كثيرٌ من اللَّغط نابعاً من خبايا النفوس السيِّئة التي تقتات على هوامش النقد للصالحين..
الناجحون مشغولون في بناء مشروعهم وتحقيق أهدافهم، والفاشلون مشغولون بالبحث عن عيوب الناجحين..
ومَنْ ضعفتْ بصيرتُه كان من السَّهل خداعُه..
