التعريف بأصحاب الإمام علي عليه السلام
الامام علي عليه السلام باعتباره اول من امن ظاهرا حين اعلن رسول الله دعوته فقد رافقه جميع المسلمين وصحبوه فمن من رافقه بحكم قربهم من النبي صلى الله عليه واله لانه عليه السلام ما يقترب مقترب من رسول الله صلى الله عليه واله الا وامير المؤمنين عليه السلام اقرب منه وكذلك هو باب رسول الله صلى الله عليه واله وما كان احد يكلم رسول الله صلى الله عليه واله بالامور الخاصة جدا الا بواسطته .
ولقد قال عليه السلام واصفا علاقته بالنبي الكريم صلى الله عليه واله :
وقد علمتم موضعي من رسول الله صلى الله عليه وآله بالقرابة القريبة ، والمنزلة الخصيصة .
وضعني في حجره وأنا ولد يضمني إلى صدره ، ويكنفني إلى فراشه ، ويمسني جسده ويشمني عرفه.
وكان يمضغ الشئ ثم يلقمنيه .
وما وجد لي كذبة في قول ، ولا خطلة في فعل.
ولقد قرن الله به صلى الله عليه وآله من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم ، ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره .
ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما ويأمرني بالاقتداء به .
ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري .
ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول الله صلى الله عليه وآله وخديجة وأنا ثالثهما .
أرى نور الوحي والرسالة ، وأشم ريح النبوة ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه صلى الله عليه وآله ، فقلت يا رسول الله ما هذه الرنة ؟ فقال هذا الشيطان أيس من عبادته . إنك تسمع ما أسمع وترى ما أرى إلا أنك لست بنبي . ولكنك وزير وإنك لعلى خير .
ولقد كنت معه صلى الله عليه وآله لما أتاه الملأ من قريش ، فقالوا له : يا محمد إنك قد ادعيت عظيما لم يدعه آباؤك ولا أحد من بيتك ، ونحن نسألك أمرا إن أجبتنا إليه وأريتناه علمنا أنك نبي ورسول ، وإن لم تفعل علمنا أنك ساحر كذاب .
فقال صلى الله عليه وآله : وما تسألون ؟ قالوا تدعو لنا هذه الشجرة حتى تنقلع بعروقها وتقف بين يديك ، فقال صلى الله عليه وآله : إن الله على كل شئ قدير ، فإن فعل الله لكم ذلك أتؤمنون وتشهدون بالحق ؟ قالوا نعم ، قال فإني سأريكم ما تطلبون ، وإني لأعلم أنكم لا تفيئون إلى خير ، وإن فيكم من يطرح في القليب ، ومن يحزب الأحزاب .
ثم قال صلى الله عليه وآله : يا أيتها الشجرة إن كنت تؤمنين بالله واليوم الآخر وتعلمين أني رسول الله فانقلعي بعروقك حتى تقفي بين يدي بإذن الله . فوالذي بعثه بالحق لانقلعت بعروقها وجاءت ولها دوي شديد وقصف كقصف أجنحة الطير حتى وقفت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله مرفرفة ، وألقت بغصنها الأعلى على رسول الله صلى الله عليه وآله ، وببعض أغصانها على منكبي ، وكنت عن يمينه صلى الله عليه وآله فلما نظر القوم إلى ذلك قالوا – علوا واستكبارا – : فمرها فليأتك نصفها ويبقي نصفها فأمرها بذلك ، فأقبل إليه نصفها كأعجب إقبال وأشده دويا ، فكادت تلتف برسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا – كفرا وعتوا – فمر هذا النصف فليرجع إلى نصفه كما كان فأمره صلى الله عليه وآله فرجع . فقلت أنا : لا إله إلا الله فإني أول مؤمن بك يا رسول الله ، وأول من أقر بأن الشجرة فعلت ما فعلت بأمر الله تعالى تصديقا بنبوتك وإجلالا لكلمتك . فقال القوم كلهم : بل ساحر كذاب ، عجيب السحر خفيف فيه ، وهل يصدقك في أمرك إلا مثل هذا ( يعنوني ) وإني لمن قوم لا تأخذهم في الله لومة لائم سيماهم سيما الصديقين ، وكلامهم كلام الأبرار . عمار الليل ومنار النهار. متمسكون بحبل القرآن . يحيون سنن الله وسنن رسوله . لا يستكبرون ولا يعلون ، ولا يغلون ولا يفسدون . قلوبهم في الجنان وأجسادهم في العمل. (نهج البلاغة ج ٢ ص ١٥٧ ) .
فهذا القرب من رسول الله اوجب لجميع المسلمين الصحبة له الا ان بعض الاصحاب ابتعدوا عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله وبعض منهم بغضوه وبعض حاربوه وثبت على صحبته له منهم بعض اخراما الذين لم يدركوا حياة النبي صلى الله عليه واله من المسلمين والذين اطلق عليهم فيما بعد لقب ( التابعين ) فقد عاشوا زمن الفتنة واضطربت امور الكثير منهم فتنوعت ميولاتهم ووولاءاتهم فمنهم من اتبع وصي رسول الله صلى الله عليه واله ومنهم من اعتزل ومنهم من حارب وبغض وقد اتبعنا في هذا القسم من حياة امير المؤمنين الى تقسيم اصحابه الى عدة اقسام من عدة حيثيات اذ يصعب حصرهم في حيثية واحدة .
فقد ذكرنا في اول الامر اصحاب امير المؤمنين من الصحابة ثم اصحابه من الذين استشهدوا معه ثم اصحابه من قادة الجيش وحاملي الالوية والولاة وحملة رسائله الى الامصار ومسؤلي الشرط ومن كان يستخلفهم على الخراج وغير ذلك من الشؤون الادارية ثم ذكرنا اصحابة من مواليه وقراباته واهل بيته ثم اصحابه من العلماء واهل البصيرة ممن اختص بذلك ثم جملة من اصحابه ممن اشار اليهم اهل التراجم واخيرا ذكرنا ممن روى عنه ، والبعض من هذه المجاميع من خالفه وبعضهم من ارتد عن صحبته كالخوارج – مثلا – وقد تتداخل الحيثيات في هذه الاقسام فيكون هناك رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه واله ومن الشهداء كعمار بن ياسر او يكون من القادة والعلماء كمالك الاشتر الا اننا اعتبرنا الحيثية الغالبة على الشخص .
الصحابة البدريون
١- أبو اليسر بن عمرو الأنصاري
المتوفّى ٥٥هـ.صحابي، فارس شهد بدراً والمشاهد، وهو الذي أسر العباس. له أحاديث في كتب الفقه. وحضر وقعة صفّين، وكان من الذين شهدوا من أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام في وثيقة التحكيم. وجاء في بعض المراجع: إنّ اسمه كعب بن عمرو الأنصاري، وقيل: إنّهما اثنان، وذكروه في موضعين، كذلك ذكرته في محلين في الكتاب والله العالم. مات عام خمس وخمسين، وما جاء أبو اليسير فتحريف.
(الاستيعاب ٤/٢١٩. أسد الغابة ٥/ ٣٢٣. الإصابة ٤/ ٢٢١ الغدير ٩/ ٣٦٤. وقعة صفّين / ٥٠٦) .
٢- أسيد بن ثعلبة الأنصاري
صحابي شهد بدراً، وشهد صفّين مع عليّ بن أبي طالب عليه السلام .
(أسد الغابة ١/٩١. الإصابة ١/٤٩. أعيان الشيعة ٣/٤٤٤ ) .
٣- جابر بن عبدالله
بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري… مات في ٧٨هـ.كان كثير العلم والفضل، وهو من أهل بيعة الرضوان وأهل السوابق والسبق في الإسلام. وصاحب رسول الله صلى الله عليه وآله شهد بدراً وثماني عشرة غزوة معه صلى الله عليه وآله ومن السابقين الذين رجعوا إلى أميرالمؤمنين عليه السلام وانقطعوا إلى أهل البيت الطاهر عليهم السلام وأدرك الإمام محمد الباقر عليه السلام وله عنهم، أحاديث وروايات شتى.
(إتقان المقال / ١٦٨. الأخبار الطوال/ ٣١٦، ٣٧٨. الاستيعاب ١/٢٢١. أعيان الشيعة ٤/٤٥ ) .
٤- جبر بن أنس بن أبي زريق
من الصحابة الذين شهدوا صفين. كان بدرياً، من بني زريق، ولم يذكره أصحاب المغازي في البدريين. وإنما جاء ذكره في كتاب عبيدالله بن أبي رافع، في تسميةمن شهد مع عليٍّ عليه السلام يعني صفين.
(أعيان الشيعة ٤/٦٣. أسد الغابة ١/٢٦٦. الإصابة ١/٢٢١. الغدير ٩/٣٦٢) .
٥- جبلة بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي البياضي
فارس بدري من بني بياضة. شهد صفين. وبدراً، ذكره عبيد الله بن أبي رافع في كتابه، تسمية من شهد مع عليِّ بن أبي طالب، صفين، من أهل بدر.
(الإصابة ١/ ٢٢٣. أعيان الشيعة ٤/٦٥. أسد الغابة ١/٢٦٧.. الغدير ٩/٣٦٢) .
٦- حارثة أبوعبدالله ابن النعمان
بن نفيع بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي…صحابي، فارس، شهد بدراً، وأحداً، وما بعدهما من المشاهد. وشهد صفين،والجمل، ومات زمن معاوية. وأعقب: عبدالله. عبدالرحمن. سورة. عمرة. أم هشام. وكان من فضلاء الصحابة، وأمه جورة بنت عبيد بن ثعلبة بن غنم.
(أسد الغابة ١/٣٥٨. الاستيعاب ١/٢٨٣. الإصابة ١/٢٦٨. نقد الرجال / ٨١) .
٧- حزام بن دراج بن العنبس
بن وهبان بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي…محدِّث. روى عنه ربيعة بن دراج. والزهري. وقيل: حرام بن دراج. وقيل: ربيعة بن دراج، وعلى كل حال فقد وقع الاختلاف في اسمه، لذلك أسماه بعضهم، بابن دراج. ذكره ابن حبان في الثقات. وأنّه كان في الطبقة العليا التي تلي الصحابة. شهد بدراً مع المشركين فأسر ثم أفدي وأطلق وعاش إلى خلافة عمر، فهو من مسلمة الفتح. وله ولد اسمه عبدالله بن ربيعة بن دراج، قتل يوم الجمل.
(الإصابة ١/٥٠٧. تعجيل المنفعة /١٢٧. الجرح والتعديل ٣/٢٩٧) .
٨- خالد أبو أيوب بن يزيد
بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة… الأنصاري الخزرجي المتوفى ٥٠، ٥١، ٥٢هـ.
من كبار الصحابة، ومن سادات الأنصار.
شهد العقبة، وبدراً، وسائر المشاهد، وكان سيداً معظماً، محدِّثاً ثقة جليلاً.
وهو صاحب منزل رسول الله صلى الله عليه وآله، نزل عنده حين خرج مهاجراً من مكة، فلم يزل عنده حتى بنى مسجده ومساكنه ثم انتقل إليها.
رجع إلى عليٍّ عليه السلام وأنكر على أبي بكر، تقدّمه على أميرالمؤمنين عليه السلام، وشهد مشاهده كلّها.
وكان على مقدّمته يوم النهروان.
وله شعر، وخطب، ومواعظ. مات في القسطنطينة عام ٥٠هـ.
وقيل: ٥١هـ وقيل: ٥٢هـ ودفن هناك.
ولا عقب له.
قال ابن الأثير: وفي اليوم الذي منع فيه عثمان، جاء سعد القرظ ، وهو المؤذن إلى عليِّ بن أبي طالب، فقال: من يصلّي بالناس؟ فقال: ادع خالد بن زيد، فدعاه فصلّى بالناس، فهو أول يوم عرف أنّ اسم أبي أيوب الأنصاري، خالد بن زيد .
وكان بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من السابقين إلى الولاية ، والثابتين في حماية حق الخلافة ولم يتراجع عن موقفه هذا قط.
وعد من الاثني عشر الذين قاموا في المسجد النبوي بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ودافعوا عن حق علي (عليه السلام) بصراحة.
لم يدع أبو أيوب ملازمة الإمام (عليه السلام) وصحبته .
واشترك معه في كافة حروبه التي خاضها ضد مثيري الفتنة.
وكان على خيالته في النهروان ، وبيده لواء الأمان .
ولاه الإمام على المدينة ، لكنه فر منها حين غارة بسر بن أرطاة عليها.
عقد له الإمام (عليه السلام) في الأيام الأخيرة من حياته الشريفة لواء على عشرة آلاف ليتوجه إلى الشام مع لواء الإمام الحسين (عليه السلام) ، ولواء قيس بن سعد لحرب معاوية ، ولكن استشهاد الإمام (عليه السلام) حال دون تنفيذ هذه المهمة ، فتفرق الجيش ، ولم يتحقق ما أراده الإمام (عليه السلام).
وكان أبو أيوب من الصحابة المكثرين في نقل الحديث .
وروى في فضائل الإمام (عليه السلام) أحاديث جمة .
وهو أحد رواة حديث الغدير ، وحديث الثقلين ، وكلام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) للإمام (عليه السلام) حين أمره بقتال الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين ، ودعوته ( صلى الله عليه وآله ) أبا أيوب أن يكون مع الإمام (عليه السلام).
جاء في وقعة صفين عن الأعمش : كتب معاوية إلى أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري – صاحب منزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكان سيدا معظما من سادات الأنصار ، وكان من شيعة علي (عليه السلام) – كتابا ، وكتب إلى زياد بن سمية – وكان عاملا لعلي (عليه السلام) على بعض فارس – كتابا ؛ فأما كتابه إلى أبي أيوب فكان سطرا واحدا : لا تنسى شيباء أبا عذرتها ، ولا قاتل بكرها . فلم يدر أبو أيوب ما هو ؟ فأتى به عليا وقال : يا أمير المؤمنين ! إن معاوية ابن أكالة الأكباد ، وكهف المنافقين ، كتب إلي بكتاب لا أدري ما هو ؟ فقال له علي : وأين الكتاب ؟ فدفعه إليه فقرأه وقال : نعم ، هذا مثل ضربه لك ، يقول : ما أنسى الذي لا تنسى الشيباء ، لا تنسى أبا عذرتها ، والشيباء : المرأة البكر ليلة افتضاضها ، لا تنسى بعلها الذي افترعها أبدا ، ولا تنسى قاتل بكرها ؛ وهو أول ولدها . كذلك لا أنسى أنا قتل عثمان.
(إتقان المقال / ٥٣. الاستيعاب ١/٤٠٣ و ج٤/٥. أسد الغابة ٢/٨٠ أعيان الشيعة ٦/٢٨٣..الكامل في التاريخ ٢/١٠٩) .
٩- خزيمة ذو الشهادتين
ابن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيان بن عامر بن خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس…
قتل في صفين عام ٣٧هـ .محدَّث شاعر، من كبار الصحابة شهد المشاهد.
وجعل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم شهادته شهادة رجلين.
روى عبد الرحمان بن أبي ليلى قال: كنت بصفين فرأيت رجلاً أبيض اللحية، معتماً متلثماً ما يرى منه إلا أطراف لحيته، يقاتل أشدّ قتال، فقلت: يا شيخ تقاتل المسلمين؟ فحسر لثامه، وقال: أنا خزيمة سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: قاتل مع عليًّ جميع من يقاتل.
وحين قتل رثته ابنته ضبيعة، وكانت شاعرة من شواعر العرب بقولها:
عين جودي على خزيمة بالدّ ***** مع قتيل الأحزاب يوم الفرات
قتلوا ذا الشهادتين عتوّاً ***** أدرك الله منهم بالترات
قتلوه في فتية غير عزل ***** يسرعون الركوب للدعوات
نصروا السيد الموفَّق ذا العد ***** ل ودانوا بذاك حتى الممات
لعن الله معشراً قتلوه ***** ورماهم بالخزي والآفات
(أخبار شعراء الشيعة /٣٦. الاستيعاب ١/٤١٧. أسد الغابة ٢/١١٤.. الإصابة ١/٤٢٥. أعيان الشيعة ٦/٣١٧ معجم رجال الحديث ٧/٤٧.. وقعة صفين ٢٤٣، ٣٦٣، ٣٦٥، ٣٩٨، ٤٤٨) .
١٠- خليفة بن حصين
بن قيس بن عاصم بن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي المنقري محدَّث ثقة.
ولد على عهد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وقد ولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جده قيس بن عاصم صدقات قومه.
وشهد بدراً وأحداً، وقال عبيد الله بن أبي رافع في تسمية من شهد مع عليَّ بن أبي طالب من أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
(أعيان الشيعة ٦/٣٣٦. تقريب التهذيب ١/٢٢٧. تهذيب التهذيب٣/ ١٥٩) .
١١- خويلد بن عمرو الأنصاري
السلمي أبو شريح الخزاعي المتوفي ٦٨هـ .
فارس من أهل بدر.
شهد صفّين.
وأسلم عام الفتح، وكان معه أحد ألوية بني كعب الثلاثة.
ذكره محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه فيمن شهد صفّين مع عليًّ عليه السلام، من أهل بدر.
وكان من بني سلمة.
(الإصابة ١/٤٥٨. أعيان الشيعة ٦/٣٦٠. أسد الغابة ٢/١٢٨. البداية والنهاية ٨/٣٠٧) .
١٢- ربعي بن عمرو الأنصاري
فارس شهد بدراً، وحارب في صفين.
وذكره عبيد الله بن أبي رافع، فيمن شهد صفين مع عليًّ عليه السلام .
(الإصابة ١/٥٠٣. أعيان الشيعة ٦/٤٥٢. أسد الغابة ٢/١٦٣.. الغدير ٩/٣٦٣) .
١٣- هانئ أبو بردة بن نيار
بن عمرو بن عبيد بن كلاب بن دهمان بن غنم بن ذبيان بن هشيم بن كاهل بن ذهل بن بلى بن عمرو بن الحاف بن قضاعة البلوي الأزدي المتوفى ٤٢هـ.
محدِّث.
حليف الأنصار، وخال البراء بن عازب.
شهد بدراً وما بعدها.
وروى عنه الكثيرون.
وصحب رسول الله صلى الله عليه وآله لى الله عليه وآله وشهد مع أميرالمؤمنين عليه السلام حروبه.
ومات في بداية حكومة معاوية بن أبي سفيان، وجاء أنّه توفي سنة ٤١، ٤٢، ٤٤، ٤٥هـ.
وكان من اليمن ومن خواص عليٍّ عليه السلام المعتمدين، روى عنه البراء بن عازب، وجابر ابن عبدالله، وابنه عبدالرحمن بن جابر، وكعب بن عمير بن عقبة، ونصر ابن يسار.
(الاستيعاب ٣/ ٥٩٧. أسد الغابة ٥/ ٥٢. الإصابة ٤/ ١٨. الغدير ٦/ ١٨٦ و٧/ ٢٦٥ و٩/ ٣٦٤ ) .
١٤- سهل بن سعد بن مالك
بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة… الساعدي المدني مات سنة ٩١ هـ .
محدَّث، بدري وهو آخر من مات بالمدينة من الصحابة، وقيل: إنّه بقي إلى عام تسعين.
وخلف: العباس أبي.
وكان ممن ختمه الحجاج في عنقه ، وهو وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، ليذلّهم كي لا يسمع الناس من رأيهم.
مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن ١٥ سنة.
قيل: مات عام ٨٨، ٩٦، ٩١هـ .
كان اسمه حزناً فسماه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم سهلاً.
وتوفي بمصر، وجاء بالإسكندرية.
له أحاديث في السنن.
(إتقان المقال /٧٢. الأخبار الطوال /٣٢٨. الاستيعاب ٢/٩٥. الإصابة ٢/٨٨. الأعلام ٣/٢١٠. الغدير ١/٤٥) .
١٥- سماك أبو دجانة
ابن أوس خرشة بن لوذان بن عبدود بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الكبر الأنصاري الساعدي قتل ١٢هـ .
صحابي، اشتهر بكنيته، شهد بدراً، وكان أحد الشجعان له مقامات محمودة في مغازي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو من كبار الأنصار، وعاش حتّى شهد صفين.
وقد روى عن عليًّ عليه السلام وحدَّث عنه جمع. قتل سنة ١٢، وأعقب: خالد. وجاء أنّه في يوم اليمامة رمى بنفسه في الحديقة يومئذ فانكسرت رجله فقاتل حتّى قتل.
(الاستيعاب ٢/٨٣. اسد الغابة ٢/٣٥٢. الإصابة ٤/٥٨. وقعة صفين /٣٧٥) .
١٦- صهيب أبو يحيى ابن سنان
بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن عامر بن جندلة بن جذيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس مناة بن النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار الرومي المكي… المتوفى ٣٨ هـ .
كان من المستضغفين بمكة والمعذبين في سبيل الله.
شهد بدراً والمشاهد بعدها. مات سنة ٣٨، وقيل: ٣٩ هـ .
وعقبه: حبيب. حمزة. سعد. صالح. صيفي. عباد. عثمان. محمد.
وكان شيخاً كبيراً.
أمره عمر أن يصلَّي بالناس في أيام احتضاره.
وكان يبكي على عمر.
وقد جاء في بعض المراجع باسم صهيب الصيرفي الكوفي.
وترجم في موضعين وهما واحد.
(الاستيعاب ٢/١٧٤. أسد الغابة ٣/٣٠. الاشتقاق /٣٣٥. الإصابة ٢/١٩٥) .
١٧- عامر بن عبد بن عمرو بن عمير
بن ثابت بن كلفة بن ثعلبة بن عمرو بن عوف الأكبر بن مالك بن أوس الأنصاري البدري…
يكنّى أبو حبة، وقد شهد صفين مع أمير المؤمنين عليه السلام ويقال:إنّه شهد بدراً مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وهو من الأنصار.
وجاء ذكره، أبو حنة، وأبو حية، ذكره الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب عليًّ عليه السلام .
(إتقان المقال /٢٤٥. الإِستيعاب ٣/٦ وج٤/٤٢. أسد الغابة ٣/٨٧. الإِصابة ٢/٢٥٤. تنقيح المقال ٢/١١٦) .
١٨- قيس بن سعد بن عبادة
بن دليم بن حارثة بن أبي خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج بن حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج… الأنصاري المتوفى ٦٠ هـ.
من كبار الصحابة، وكان شيخاً كريماً شجاعاً، أصلعاً شاعراً، طويلاً يركب الفرس المشرف، ورجلاه تخطان الأرض. وكان مع النبي صلى الله عليه واله بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير.
شهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله المشاهد كلها، وحمل راية الأنصار، وبعد وفاة النبي ص، رجع إلى أميرالمؤمنين عليه السلام وأصبح من كبار شيعته وقاتل بمحبته وولائه، وشهد معه حروبه كلها، كما كان مع الإمام الحسن عليه السلام ونقم عليه صلحه لمعاوية، فقد كان طالبي الرأي، مخلصاً في اعتقاده وولائه.
أرسله عليّ عليه السلام إلى مصر، وأقام فيها فترة، غير أنّ معاوية دس إليه عيونه لإشعال الفتنة حوله، لأنّه كان أثقل خلق الله على معاوية، لقرب مصر وأعمالها إلى الشام.
مات بالمدينة سنة ٥٩ وقيل: ٦٠هـ. .
وخلّف: سالماً. يحيى .
وكان يحظى باحترام خاص بين قبيلته والأنصار وعامة المسلمين ، وكان شجاعا ، كريم النفس ، عظيما ، مطاعا في قبيلته .
وكان طويل القامة ، قوي الجسم ، معروفا بالكرم ، مشهورا بالسخاء .
حمل اللواء في بعض حروب النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
وهو من السباقين إلى رعاية حرمة الحق ، والدفاع عن خلافة الحق وحق الخلافة وإمامة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام ) بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
وكان من صحابة الإمام (عليه السلام) المقربين وحماته الثابتين في أيام خلافته (عليه السلام) .
ولاه (عليه السلام) على مصر ، فاستطاع بحنكته أن يسكت المعارضين ويقضي على جذور المؤامرة .
حاول معاوية آنذاك أن يعطفه إليه ، بيد أنه خاب ولم يفلح .
وبعد مدة استدعاه الإمام (عليه السلام) وأشخص مكانه محمد بن أبي بكر لحوادث وقعت يومئذ .
وكان قيس قائدا لشرطة الخميس ، وأحد الأمراء في صفين ، إذ ولي رجالة البصرة فيها .
تولى قيادة الأنصار عند احتدام القتال وكان حضوره في الحرب مهيبا .
وخطبه في تمجيد شخصية الإمام (عليه السلام) ، ورفعه علم الطاعة لأوامره (عليه السلام) ، وحث أولي الحق وتحريضهم على معاوية ، كل ذلك كان أمارة على وعيه العميق ، وشخصيته الكبيرة ، ومعرفته بالتيارات السياسية والاجتماعية والأمور الجارية ، وطبيعة الوجوه يوم ذاك .
ولاه الإمام (عليه السلام) على أذربيجان .
وشهد قيس معه صفين والنهروان ، وكان على ميمنة الجيش .
ولما عزم الإمام (عليه السلام) على قتال معاوية بعد النهروان ، ورأى حاجة الجيش إلى قائد شجاع مجرب متحرس أرسل إليه ليشهد معه الحرب .
وفي آخر تعبئة للجيش من أجل حرب المفسدين والمعتدين ، صعد الإمام (عليه السلام) على حجارة وخطب خطبة كلها حرقة وألم ، وذكر الشجعان من جيشه – ويبدو أن هذه الخطبة كانت آخر خطبة له – ثم أمر قيسا على عشرة آلاف .
كما عقد للإمام الحسين (عليه السلام) على عشرة آلاف ، ولأبي أيوب الأنصاري على عشرة آلاف ، ومن المؤسف أن الجيش قد تخلخل وضعه بعد استشهاده (عليه السلام) .
وكان قيس أول من بايع الإمام الحسن (عليه السلام) بعد استشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام) ، ودعا الناس إلى بيعته من خلال خطبة واعية له .
وكان على مقدمة جيشه (عليه السلام) .
ولما كان عبيد الله بن العباس أحد أمراء الجيش ، كان قيس مساعدا له ، وحين فرعبيد الله إلى معاوية صلى قيس بالناس الفجر ، ودعا المصلين إلى الجهاد والثبات والصمود ، ثم أمرهم بالتحرك .
وبعد عقد الصلح بايع قيس معاوية بأمر الإمام (عليه السلام) . فكرمه معاوية ، وأثنى عليه .
وعد قيس أحد الخمسة المشهورين بين العرب بالدهاء .
وفارق قيس الحياة في السنين الأخيرة من حكومة معاوية
جملة من مناقب ومزايا قيس
* – عن عمرو بن دينار : كان قيس بن سعد رجلا ضخما ، جسيما ، صغير الرأس ، ليست له لحية ، إذا ركب حمارا خطت رجلاه الأرض .
* – عن ابن شهاب : كان قيس بن سعد يحمل راية الأنصار مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) . قيل : إنه كان في سرية فيها أبو بكر وعمر ، فكان يستدين ويطعم الناس ، فقال أبو بكر وعمر : إن تركنا هذا الفتى أهلك مال أبيه ، فمشيا في الناس ، فلما سمع سعد قام خلف النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : من يعذرني من ابن أبي قحافة وابن الخطاب ؟ يبخلان علي ابني .
* – عن عروة : باع قيس بن سعد مالا من معاوية بتسعين ألفا ، فأمر مناديا فنادى في المدينة : من أراد القرض فليأت منزل سعد . فأقرض أربعين أو خمسين ، وأجاز بالباقي ، وكتب على من أقرضه صكا ، فمرض مرضا قل عواده ، فقال لزوجته قريبة بنت أبي قحافة – أخت أبي بكر – : يا قريبة ، لم ترين قل عوادي ؟ قالت : للذي لك عليهم من الدين . فأرسل إلى كل رجل بصكه .
* – من مشهور أخبار قيس بن سعد بن عبادة : أنه كان له مال كثير ديونا على الناس ، فمرض واستبطأ عواده ، فقيل له : إنهم يستحيون من أجل دينك ، فأمر مناديا ينادي : من كان لقيس بن سعد عليه دين فهو له ، فأتاه الناس حتى هدموا درجة كانوا يصعدون عليها إليه .
* – تاريخ الإسلام عن موسى بن عقبة : وقفت على قيس عجوز ، فقالت : أشكو إليك قلة الجرذان . فقال : ما أحسن هذه الكناية ! املؤوا بيتها خبزا ولحما وسمنا وتمرا .
* – عن قيس بن سعد : لولا أني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : المكر والخديعة في النار ، لكنت أمكر هذه الأمة .
* – عن ابن شهاب : كانوا يعدون دهاة العرب حين ثارت الفتنة خمسة رهط ، يقال لهم : ذوو رأي العرب في مكيدتهم : معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وقيس بن سعد بن عبادة والمغيرة بن شعبة ، ومن المهاجرين عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي . وكان قيس بن سعد وابن بديل مع علي .
* – عن أحمد بن البرقي : كان [ قيس ] صاحب لواء النبي ( صلى الله عليه وآله ) في بعض مغازيه ، وكان بمصر واليا عليها لعلي (عليه السلام) .
* – عن الزهري : كانت مصر من حين علي ، عليها قيس بن سعد بن عبادة ، وكان صاحب راية الأنصار مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكان من ذوي الرأي والبأس ، وكان معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص جاهدين على أن يخرجاه من مصر ليغلبا عليها ، فكان قد امتنع فيها بالدهاء والمكايدة ، فلم يقدرا عليه ، ولا على أن يفتتحا مصر .
* – عن سهل بن سعد : لما قتل عثمان وولي علي بن أبي طالب الأمر ، دعا قيس بن سعد الأنصاري فقال له : سر إلى مصر فقد وليتكها ، واخرج إلى رحلك ، واجمع إليك ثقاتك ومن أحببت أن يصحبك حتى تأتيها ومعك جند ، فإن ذلك أرعب لعدوك وأعز لوليك ، فإذا أنت قدمتها إن شاء الله ، فأحسن إلى المحسن ، واشتد على المريب ، وارفق بالعامة والخاصة ، فإن الرفق يمن . فقال له قيس بن سعد : رحمك الله يا أمير المؤمنين ، فقد فهمت ما قلت ، أما قولك : اخرج إليها بجند ، فوالله لئن لم أدخلها إلا بجند آتيها به من المدينة لا أدخلها أبدا ، فأنا أدع ذلك الجند لك ، فإن أنت احتجت إليهم كانوا منك قريبا ، وإن أردت أن تبعثهم إلى وجه من وجوهك كانوا عدة لك ، وأنا أصير إليها بنفسي وأهل بيتي . وأما ما أوصيتني به من الرفق والإحسان ، فإن الله عز وجل هو المستعان على ذلك . قال : فخرج قيس بن سعد في سبعة نفر من أصحابه حتى دخل مصر .
* – عن الإمام علي (عليه السلام) – في كتاب كتبه لأهل مصر مع قيس بن سعد لما ولاه إمارتها – : قد بعثت إليكم قيس بن سعد بن عبادة أميرا ، فوازروه وكانفوه ، وأعينوه على الحق ، وقد أمرته بالإحسان إلى محسنكم ، والشدة على مريبكم ، والرفق بعوامكم وخواصكم ، وهو ممن أرضى هديه ، وأرجو صلاحه ونصيحته . أسأل الله عز وجل لنا ولكم عملا زاكيا ، وثوابا جزيلا ، ورحمة واسعة ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
* – في الكامل في التاريخ : خرج قيس حتى دخل مصر في سبعة من أصحابه . . . ، فصعد المنبر فجلس عليه ، وأمر بكتاب أمير المؤمنين فقرئ على أهل مصر بإمارته ، ويأمرهم بمبايعته ومساعدته وإعانته على الحق ، ثم قام قيس خطيبا وقال : الحمد لله الذي جاء بالحق وأمات الباطل وكبت الظالمين ، أيها الناس ، إنا قد بايعنا خير من نعلم بعد نبينا ( صلى الله عليه وآله ) ، فقوموا أيها الناس فبايعوه على كتاب الله وسنة رسوله ، فإن نحن لم نعمل لكم بذلك فلا بيعة لنا عليكم . فقام الناس فبايعوا ، واستقامت مصر ، وبعث عليها عماله إلا قرية منها يقال لها : خرنبا ، فيها ناس قد أعظموا قتل عثمان ، عليهم رجل من بني كنانة ثم من بني مدلج اسمه يزيد بن الحرث ، فبعث إلى قيس يدعو إلى الطلب بدم عثمان . وكان مسلمة بن مخلد قد أظهر الطلب أيضا بدم عثمان ، فأرسل إليه قيس : ويحك أعلي تثب ؟ ! فوالله ما أحب أن لي ملك الشام إلى مصر وأني قتلتك ! فبعث إليه مسلمة : إني كاف عنك ما دمت أنت والي مصر . وبعث قيس ، وكان حازما ، إلى أهل خرنبا : إني لا أكرهكم على البيعة وإني كاف عنكم ، فهادنهم وجبى الخراج ليس أحد ينازعه .
* – عن محمد بن سيرين : بعث علي قيس بن سعد بن عبادة أميرا على مصر ، فكتب إليه معاوية وعمرو بن العاص كتابا أغلظا فيه وشتماه ، فكتب إليهما بكتاب لطيف قاربهما فيه ، فكتبا إليه يذكران شرفه وفضله ، فكتب إليهما بمثل جوابه كتابهما الأول . فقالا : إنا لا نطيق مكر قيس بن سعد ، ولكنا نمكر به عند علي ، فبعثا بكتابه الأول إلى علي ، فلما قرأه قال أهل الكوفة : غدر والله قيس فاعزله . فقال علي : ويحكم ، أنا أعلم بقيس إنه والله ما غدر ولكنها إحدى فعلاته . قالوا : فإنا لا نرضى حتى تعزله ، فعزله وبعث مكانه محمد بن أبي بكر .
* – عن أبي مخنف : لما أيس معاوية من قيس أن يتابعه على أمره ، شق عليه ذلك ؛ لما يعرف من حزمه وبأسه ، وأظهر للناس قبله أن قيس بن سعد قد تابعكم ، فادعوا الله له ، وقرأ عليهم كتابه الذي لان له فيه وقاربه . قال : واختلق معاوية كتابا من قيس بن سعد ، فقرأه على أهل الشام : بسم الله الرحمن الرحيم ، للأمير معاوية بن أبي سفيان من قيس بن سعد ، سلام عليك ، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد ، فإني لما نظرت رأيت أنه لا يسعني مظاهرة قوم قتلوا إمامهم مسلما محرما برا تقيا ، فنستغفر الله عز وجل لذنوبنا ، ونسأله العصمة لديننا . ألا وإني قد ألقيت إليكم بالسلم ، وإني أجبتك إلى قتال قتلة عثمان ، إمام الهدى المظلوم ، فعول علي فيما أحببت من الأموال والرجال أعجل عليك ، والسلام . فشاع في أهل الشام أن قيس بن سعد قد بايع معاوية بن أبي سفيان ، فسرحت عيون علي بن أبي طالب إليه بذلك ، فلما أتاه ذلك أعظمه وأكبره ، وتعجب له ، ودعا بنيه ، ودعا عبد الله بن جعفر فأعلمهم ذلك ، فقال : ما رأيكم ؟ فقال عبد الله بن جعفر : يا أمير المؤمنين ، دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، اعزل قيسا عن مصر . قال لهم علي : إني والله ما أصدق بهذا على قيس . فقال عبد الله : يا أمير المؤمنين ، اعزله ، فوالله لئن كان هذا حقا لا يعتزل لك إن عزلته .
* – وعن أبي مخنف : جاء كتاب من قيس بن سعد فيه : بسم الله الرحمن الرحيم ، أما بعد ، فإني أخبر أمير المؤمنين أكرمه الله أن قبلي رجالا معتزلين قد سألوني أن أكف عنهم ، وأن أدعهم على حالهم حتى يستقيم أمر الناس ، فنرى ويروا رأيهم ، فقد رأيت أن أكف عنهم ، وألا أتعجل حربهم ، وأن أتألفهم فيما بين ذلك لعل الله عز وجل أن يقبل بقلوبهم ، ويفرقهم عن ضلالتهم ، إن شاء الله . فقال عبد الله بن جعفر : يا أمير المؤمنين ، ما أخوفني أن يكون هذا ممالأة لهم منه ، فمره يا أمير المؤمنين بقتالهم ، فكتب إليه علي : بسم الله الرحمن الرحيم ، أما بعد ، فسر إلى القوم الذين ذكرت ، فإن دخلوا فيما دخل فيه المسلمون وإلا فناجزهم ، إن شاء الله . فلما أتى قيس بن سعد الكتاب فقرأه ، لم يتمالك أن كتب إلى أمير المؤمنين : أما بعد يا أمير المؤمنين ، فقد عجبت لأمرك ، أتأمرني بقتال قوم كافين عنك ، مفرغيك لقتال عدوك ؟ ! وإنك متى حاربتهم ساعدوا عليك عدوك ، فأطعني يا أمير المؤمنين ، واكفف عنهم ، فإن الرأي تركهم ، والسلام . . . فبعث علي محمد بن أبي بكر على مصر وعزل عنها قيسا .
* – عن كعب الوالبي : إن عليا كتب معه [ أي محمد بن أبي بكر ] إلى أهل مصر كتابا ، فلما قدم به على قيس ، قال له قيس : ما بال أمير المؤمنين ؟ ! ما غيره ؟ أدخل أحد بيني وبينه ؟ قال له : لا ، وهذا السلطان سلطانك ! قال : لا ، والله لا أقيم معك ساعة واحدة . وغضب حين عزله ، فخرج منها مقبلا إلى المدينة ، فقدمها ، فجاءه حسان بن ثابت شامتا به – وكان حسان عثمانيا – فقال له : نزعك علي بن أبي طالب ، وقد قتلت عثمان فبقي عليك الإثم ، ولم يحسن لك الشكر ! فقال له قيس بن سعد : يا أعمى القلب والبصر ، والله لولا أن ألقي بين رهطي ورهطك حربا لضربت عنقك ، اخرج عني ثم إن قيسا خرج هو وسهل بن حنيف حتى قدما على علي ، فخبره قيس فصدقه علي ، ثم إن قيسا وسهلا شهدا مع علي صفين .
* – عن الزهري : قدم قيس المدينة فتوامر فيه الأسود بن أبي البختري ومروان أن يبيتاه ، وبلغ ذلك قيسا ، فقال : والله إن هذا لقبيح أن أفارق عليا وإن عزلني ، والله لألحقن به . فلحق به ، وحدثه بما كان يعتمد بمصر . فعرف علي أن قيسا كان يداري أمرا عظيما بالمكيدة ، فأطاع علي قيسا في الأمر كله ، وجعله على مقدمة جيشه .
* – عن المدائني عن أصحابه : فسدت مصر على محمد بن أبي بكر ، فبلغ عليا توثبهم عليه ، فقال : ما لمصر إلا أحد الرجلين : صاحبنا الذي عزلناه عنها بالأمس – يعني قيس بن سعد – أو مالك بن الحارث الأشتر . وكان علي (عليه السلام) حين رجع عن صفين قد رد الأشتر إلى عمله بالجزيرة ، وقال لقيس بن سعد : أقم أنت معي على شرطتي حتى نفرغ من أمر هذه الحكومة ، ثم أخرج إلى أذربيجان ، فكان قيس مقيما على شرطته .
* – عن الإمام علي في كتابه إلى قيس بن سعد بن عبادة وهو على أذربيجان – : أما بعد ، فأقبل على خراجك بالحق وأحسن إلى جندك بالإنصاف وعلم من قبلك مما علمك الله ، ثم إن عبد الله بن شبيل الأحمسي سألني الكتاب إليك فيه بوصايتك به خيرا ، فقد رأيته وادعا متواضعا ، فألن حجابك وافتح بابك واعمد إلى الحق فإن وافق الحق ما يحبو أسره ( ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب ) .
* – عن غياث : ولما أجمع علي القتال لمعاوية كتب أيضا إلى قيس : أما بعد ، فاستعمل عبد الله بن شبيل الأحمسي خليفة لك ، وأقبل إلي ، فإن المسلمين قد أجمع ملؤهم وانقادت جماعتهم ، فعجل الإقبال ، فأنا سأحضرن إلى المحلين عند غرة الهلال ، إن شاء الله ، وما تأخري إلا لك ، قضى الله لنا ولك بالإحسان في أمرنا كله .
* – عن الزهري : جعل علي (عليه السلام) قيس بن سعد على مقدمته من أهل العراق إلى قبل أذربيجان ، وعلى أرضها ، وشرطة الخميس الذي ابتدعه من العرب ، وكانوا أربعين ألفا ، بايعوا عليا (عليه السلام) على الموت ، ولم يزل قيس يدارئ ذلك البعث حتى قتل علي (عليه السلام) .
*- عن قيس بن سعد – قبل حرب صفين – : يا أمير المؤمنين ، انكمش بنا إلى عدونا ولا تعرد ، فوالله لجهادهم أحب إلي من جهاد الترك والروم ؛ لإدهانهم في دين الله ، واستذلالهم أولياء الله من أصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله ) من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان . إذا غضبوا على رجل حبسوه أو ضربوه أو حرموه أو سيروه ، وفيئنا لهم في أنفسهم حلال ، ونحن لهم – فيما يزعمون – قطين .
* – في تاريخ اليعقوبي : أتاه [ معاوية ] قيس بن سعد بن عبادة فقال : بايع قيس ! قال : إن كنت لأكره مثل هذا اليوم ، يا معاوية . فقال له : مه ، رحمك الله ! فقال : لقد حرصت أن أفرق بين روحك وجسدك قبل ذلك ، فأبى الله ، يا بن أبي سفيان ، إلا ما أحب . قال : فلا يرد أمر الله . قال : فأقبل قيس على الناس بوجهه ، فقال : يا معشر الناس ، لقد اعتضتم الشر من الخير ، واستبدلتم الذل من العز ، والكفر من الإيمان ، فأصبحتم بعد ولاية أمير المؤمنين ، وسيد المسلمين ، وابن عم رسول رب العالمين ، وقد وليكم الطليق ابن الطليق يسومكم الخسف ، ويسير فيكم بالعسف ، فكيف تجهل ذلك أنفسكم ، أم طبع الله على قلوبكم ، وأنتم لا تعقلون ؟ فجثا معاوية على ركبتيه ، ثم أخذ بيده وقال : أقسمت عليك ! ثم صفق على كفه ، ونادى الناس : بايع قيس ! فقال : كذبتم ، والله ، ما بايعت .
( أخبار شعراء الشيعة / ٣٨. الاستيعاب ٣/ ٢٢٤. أسد الغابة ٤/ ٢١٥. الإصابة ٣/ ٢٤٩. أعيان الشيعة ٨/ ٤٥٢ ) .
١٩- كعب أبو اليسر ابن عمرو
إبن عباد بن عمرو بن غزية بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري السلمي المتوفى ٥٥هـ.
فارس، شهد العقبة وبدراً، وهو ابن عشرين سنة.
وهو الذي أسر العباس بن عبدالمطلب يومئذ.
وشهد مع أميرالمؤمنين عليه السلام مشاهده.
مات بالمدينة سنة ٥٥هـ ، وهو آخر من مات من أهل بدر، وكان له عشرون ومائة سنة.
وما جاء كعب بن عمير فهو الغفاري، ومن كبار الصحابة قتلته قضاعة في السنة الثامنة، ولم تكن له رواية أو صحبة مع عليٍّ عليه السلام وقد ذكره الكثيرون وهو غلط وتصحيف.
وكعب بن عمرو هو الذي انتزع راية المشركين، وكانت بيد أبي عزيز بن عمير.
قال ابن الأثير: هو بدري وشهد صفّين مع عليٍّ.
(الاستيعاب ٤/ ٢١٩. أسد الغابة ٤/ ٢٤٥. الإصابة ٣/ ٣٠٠. معجم رجال الحديث ١٤/ ١١٧) .
٢٠- مسطح عوف ابن أثاثة
بن عباد بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب المتوفى ٣٧/ ٣٤هـ.
فارس، صحابي، شهد بدراً واشترك في صفين.
ومات عام ٣٧هـ وقيل: ٣٤هـ.
وقد اختلف في اسمه فقيل: مسطح، وقيل: عوف، وقد ترجم له أصحاب السِّير في موضعين.
وكان ممن خاض في الإفك على عائشة، فجلده رسول الله صلى الله عليه وآله لى الله عليه وآله في ذلك.
أمه أم مسطح بنت أبي دهم بن عبدالمطلب بن عبدمناف، وله أخت اسمها هن. مات وهو ابن ست وخمسين سنة.
وكانت جدته لأمه ريطة بنت صخر بن عامر التيمي، خالة أبي بكر، ولهذه القرابة كان أبو بكر ينفق عليه.
(الأعلام ٨/ ١٠٨. الاستيعاب ٣/ ١٥٤، ٤٩٤. أسد الغابة ٤/ ٣٥٤. الإصابة ٣/ ٤٠٨. تنقيح المقال ٣/ ٢١١. جامع الرواة ٢/ ٢٢٨ ) .
يتبع …..
المصدر: http://arabic.balaghah.net