{إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(٤٩)}
الأنفال
أي يقول المنافقون و هم الذين أظهروا الإيمان و أبطنوا الكفر، و الذين في قلوبهم مرض و هم الضعفاء في الإيمان ممن لا يخلو نفسه من الشك و الارتياب.
يقولون مشيرين إلى المؤمنين إشارة تحقير و استذلال : غر هؤلاء دينهم إذ لو لا غرور دينهم لم يقدموا على هذه المهلكة الظاهرة، و هم شرذمة أذلاء لا عدة لهم و لا عدة.
قوله تعالى: « وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اَللّٰهِ فَإِنَّ اَللّٰهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ » في مقام الجواب عن قولهم و إبانة غرورهم أنفسهم؛ و قوله::
«فَإِنَّ اَللّٰهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» من وضع السبب موضع المسبب، و المعنى:
وقد أخطأ هؤلاء المنافقون و الذين في قلوبهم مرض في قولهم فإن المؤمنين توكلوا على الله و نسبوا حقيقة التأثير إليه و ضموا أنفسهم إلى قوته و حوله، و من يتوكل أمره على الله فإن الله يكفيه لأنه عزيز ينصر من استنصره حكيم لا يخطئ في وضع كل أمر موضعه الذي يليق به.
الميزان في تفسير القرآن (سيد محمد حسین طباطبائي، الجزء٩، الصفحة۹۹)
مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام
للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT