إن عبارة (أهل البيت) في آية التطهير يراد بها أحد بيوت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو ذلك البيت الذي اجتمع فيه أصحاب الكساء ونزلت على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه الآية الكريمة، ومن ثم جللهم ودعا لهم، وهو بيت السيدة أم المؤمنين أم سلمة رضوان الله تعالى عليها.
قال ابن عساكر في كتابه: (الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين) معلقا على قول أم سلمة رضوان الله تعالى عليها الوارد ضمن إحدى الروايات التي ذكرتها في هذا الكتاب وهو قولها: (وأهل البيت رسول الله B وعلي وفاطمة والحسن والحسين) قال: (وقولها وأهل البيت هؤلاء الذين ذكرتهم إشارة إلى الذين وجدوا في البيت في تلك الحالة، وإلا فآل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كلهم أهل البيت، والآية نزلت خاصة في هؤلاء)(1).
يؤيد قولنا هذا ما ورد في بعض الروايات المروية عن السيدة أم سلمة رضوان الله تعالى عليها من أنه لم يكن في البيت إلا هؤلاء، ففي (الدر المنثور) للسيوطي قال:
((وأخرج الترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه من طرق عن أم سلمة (رضي الله عنها) قالت: في بيتي نزلت: (إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً) وفي البيت فاطمة وعلي والحسن والحسين فجللهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بكساء كان عليه ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا))(2).
وأخرج أيضا في نفس المصدر المذكور قال:
((وأخرج ابن مردويه عن أم سلمة قالت: نزلت هذه الآية في بيتي: (إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً) وفي البيت سبعة جبريل وميكائيل (عليهما السلام) وعلي وفاطمة والحسن والحسين (رضي الله عنهم) وأنا على باب البيت، قلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: إنك إلى خير، إنك من أزواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)))(3).
***************************
(1) الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين 106.
(2) الدر المنثور 6/604.
(3) المصدر السابق.