الشيخ علي الكوراني
المؤامرة على سورتي المعوذتين!
كتب (العاملي) في شبكة أنا العربي، بتاريخ 3 – 6 – 99 التاسعة ليلا موضوعا بعنوان (القرآن معصوم عن التحريف)، قال فيه:
تدل روايات سورتي المعوذتين في مصادر السنيين أنه كانت توجد مؤامرة لحذفهما من القرآن، ولكنها فشلت والحمد لله، وحفظ الله المعوذتين جزءا من القرآن عند كل المسلمين! وهو سبحانه القائل إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون.
ولكن لماذا هذه المؤامرة؟ ولماذا؟ ومن هو أصلها؟!
الإحتمال الأول:
أن المعوذتين لم تعجبا السليقة العامة للعرب! كما يفهم مما رواه البيهقي في سننه ج 2 ص 394 عن عقبة بن عامر الجهني قال:
كنت أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته فقال لي: يا عقبة ألا أعلمك خير سورتين قرئتا؟ قلت بلى يا رسول الله. فأقرأني قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، فلم يرني أعجب بهما فصلى بالناس الغداة فقرأ بهما، فقال لي: يا عقبة كيف رأيت؟ كذا قال العلاء بن كثير. وقال ابن وهب عن معاوية عن العلاء بن الحارث وهو أصح.
ثم رواه برواية أخرى جاء فيها: فلم يرني سررت بهما جدا…
ثم رواه برواية أخرى تدل على أن عقبة هو الذي سأل النبي صلى الله عليه وآله عنهما، وأن النبي أراد تأكيد أنهما من القرآن فصلى بهما.
عن عقبة بن عامر أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المعوذتين فأمهم بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر، انتهى.
الإحتمال الثاني:
أن محاولة حذفهما من القرآن كانت بسبب ارتباطهما بالحسن والحسين عليهما السلام!!
فقد روى أحمد في مسنده ج 5 ص 130:
عن زر قال قلت لأبي: إن أخاك يحكهما من المصحف، فلم ينكر! قيل لسفيان: ابن مسعود؟ قال نعم. وليسا في مصحف ابن مسعود، كان يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ بهما الحسن والحسين ولم يسمعه يقرؤهما في شئ من صلاته، فظن أنهما عوذتان وأصر على ظنه، وتحقق الباقون كونهما من القرآن فأودعوهما إياه!.
وروى نحوه ابن ماجة في سننه ولكن لم يذكر الحسن والحسين، قال في ج 2 ص 1161: عن أبي سعيد، قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عين الجان، ثم أعين الإنس، فلما نزل المعوذتان أخذهما وترك ما سوى ذلك.
وروى الترمذي في سننه ج 3 ص 267 أن النبي كان (يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان، فلما نزلت أخذ بهما وترك ما سواهما).
ورواه في كنز العمال ج 7 ص 77 عن (ت ن هـ)، والضياء عن أبي سعيد.
وروى البخاري في صحيحه تعويذ النبي للحسنين عليهما السلام بدعاء آخر غير المعوذتين، قال في ج 4 ص 119:
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة.
وروى ابن ماجة في ج 2 ص 1165:
عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين يقول أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة. قال وكان أبونا إبراهيم يعوذ بها إسماعيل وإسحاق. أو قال إسماعيل ويعقوب. ومثله أبو داود في ج 2 ص 421، والترمذي في سننه ج 3 ص 267 والحاكم في المستدرك ج 3 ص 167 و ج 4 ص 416، وقال في الموردين: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
ورواه أحمد في مسنده ج 1 ص 236 و ص 270، والهيثمي في مجمع الزوائد ج 5 ص 113 بعدة روايات، وإحداها عن عبد الله بن مسعود فيها تفصيل جميل قال: كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر به الحسين والحسن وهما صبيان فقال: هاتوا ابني أعوذهما مما عوذ به إبراهيم ابنيه إسماعيل وإسحاق، قال أعيذكما بكلمات الله التامة من كل عين لامة ومن كل شيطان وهامة.
رواه الطبراني وفيه محمد بن ذكوان وثقة شعبة وابن حبان وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات.
ورواه في كنز العمال عن عمر، في ج 2 ص 261 و ج 10 ص 108 قال:
عن عمر بن الخطاب أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يعوذ حسنا وحسينا يقول: أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة حل.
وروى البخاري ذلك بعدة روايات عن عائشة بتفاوت في الدعاء، لكنها لم تسم فيهما الحسنين!!
وقال في ج 7 ص 24:
حدثني سليمان عن مسلم عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول الله رب الناس أذهب الباس واشفه وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما. قال سفيان حدثت به منصورا فحدثني عن إبراهيم عن مسروق عن عائشة نحوه…
وقال في ج 7 ص 26:
عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ بعضهم يمسحه بيمينه… أذهب الباس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما. فذكرته لمنصور فحدثني عن إبراهيم عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها بنحوه. وروى نحوه أحمد في مسنده ج 6 ص 44 و 45.. إلخ.