نص الشبهة:
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. سألتكم سابقاً حول ما ينسب إليكم من رأي عن المسجد الأقصى في أنه البيت المعمور الذي في السماء، ولم يصلني جواب. وقد تأكدت فعلاً عن صحة نسبة هذه المقولة إليكم.. أرجو منكم في حال كان وقتكم الشريف ضيقاً لإعطاء هذا الموضوع حقه من البحث لكي توضحوا لي المسألة، أن تحيلوني إلى بعض المصادر التي تتعلق بهذا الموضوع لأراجعها بنفسي.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
أخي الكريم:
إن هناك العديد من الروايات التي بين أيدينا تقول، أو يستفاد منها: أن المسجد الأقصى المقصود بقوله تعالى: ﴿ … سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى … ﴾ 1 إنما هو في السماء..
ولكن هناك روايات أخرى تؤكد أيضاً أنه قد كانت لرسول الله صلى الله عليه وآله إسراءات أخرى قد مرَّ فيها ببيت المقدس أو انتهى في إسرائه إليه..
علماً بأن بيت المقدس هو من الأماكن المقدسة التي لها فضل عظيم في الإسلام.
ومما يدل على فضل بيت المقدس، ما روي عن الإمام الرضا عليه السلام، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه السلام، قال: أربعة من قصور الجنة في الدنيا: «المسجد الحرام، ومسجد الرسول، ومسجد بيت المقدس، ومسجد الكوفة» 2.
وعن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أيضاً، قال: «صلاة في بيت المقدس تعدل ألف صلاة» 3.
وعن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال لأبي حمزة الثمالي: «المساجد الأربعة: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وآله، ومسجد بيت المقدس، ومسجد الكوفة، يا أبا حمزة: الفريضة فيها تعدل حجة، والنافلة تعدل عمرة» 4..
وأخيراً نقول: إن المأمول هو أن يوفق الله لنشر دراسة حول هذا الموضوع، تكون وافية وشافية ومفيدة، سواء من قبلنا أم من قبل غيرنا، حين يصبح لهذا الأمر دوره وتأثيره في معرفة الحقائق وفي صيانة قضايا الإسلام الكبرى.
ويمكنكم مراجعة تفسير نور الثقلين الجزء الثالث ص97 / 98 و ص126 / 127 / 130، وتفسير البرهان ج 2 ص401 والبحار ج97 ص405 و ج18 ص347 وأنتم ممن تكفيه الإشارة.
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين 5..
- 1. القران الكريم: سورة الإسراء (17)، من بداية السورة إلى الآية 1، الصفحة: 282.
- 2. البحار ج99 ص270 عن الأمالي للشيخ الطوسي ج1 ص379.
- 3. من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 152 وثواب الأعمال ص 128 وعن المحاسن ج1 ص55 وراجع البحار ج99 ص270 عنهما، وتهذيب الأحكام ج3 ص 53 .
- 4. من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 148 .
- 5. مختصر مفيد . . ( أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة ) ، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة السابعة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1423 ـ 2002، السؤال (429).