مقالات

المرأة قبل الإسلام…

لم تكن الفتاة و المرأة قبل بزوغ نور الإسلام تتمتع بأدنى حق من حقوقها كإنسانة تستحق الحياة فضلاً عن أن تكون صاحبة قرار تقرر مصيرها بنفسها، أو يكون لها حق الاختيار و الانتخاب.

المرأة في العصر الجاهلي

كان أعلى ما ينظر إليها أنها سلعة رخيصة تعود ملكيتها للرجل، و أنها خلقت لتكون في خدمة الرجل تلبي طلباته و تنصاع لأوامره متى شاء و كيف أراد، ذلك لأن المرأة ــ حسب إعتقاد المجتمع الجاهلي ــ هي دون الرجل، و أن الرجل هو صاحب القرار في كل ما يرتبط بالمرأة المسكينة.
و كان الرجال يرون أن النساء لسن إلا عالة عليهم لأنهن لا يأتين بالنفع الكثير عليهم بل أن المرأة تستهلك ثروة الرجل و لا تكون قادرة على حماية نفسها و كذلك حماية ممتلكات الرجل حين هجوم العدو.
و كان الرجل يتزوج المرأة بغير مهر و صداق، أو يزوجها لغيره بدون مهر، أو يزوجها بمهر و يستلم هو مهرها.
و لم يكن للمرأة سوى الاستسلام للواقع المر، بل و لعلها هي أيضاً كانت تعتقد بأنها خلقت لكي تكون هكذا.

وأد البنات قبل الاسلام

لأن ما أشرنا اليها من الأمور المذكورة و التصورات الخاطئة كانت هي النظرة السائدة لدى الرجال بالنسبة إلى المرأة فإن ولادة البنت لم تكن خبرا ساراً و لم يكن غالب الرجال يفرحون به أبداً بل كانوا يمتعضون منه.
قال الله عَزَّ و جَلَّ: ﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ 1.
و قال عَزَّ مِنْ قائل: ﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾ 2 ، فكان الأب يجد لنفسه حق الاختيار في الإبقاء على إبنته حية أو دفنها في التراب و هي حية ليس لها ذنب إلا أنها أنثى يمنحها الرجل حق الحياة إن شاء.

نعم هذه هي مكانة المرأة في العصر الجاهلي عند العرب، و الأمر لا يختلف كثيراً عند غيرهم، و إنما تختلف في بعض الجزئيات.

  • 1. القران الكريم: سورة النحل (16)، الآية: 58 و 59، الصفحة: 273.
  • 2. القران الكريم: سورة التكوير (81)، الآية: 8 و 9، الصفحة: 586.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى