جاء الإسلام ليستنقذ الإنسان من ظلمة الجهالة و حيرة الضلالة و ليرفع بتعاليمه النيرة عن البشر أنواع الظلم و الحرمان و التخلف، و يعطي كلاً منهم حقه و كرامته المنزوعة، و لقد إهتم بشكل خاص برفع الظلم و الحيف عن الانثى حيث أن الرجال كانوا هم أصحاب القوة و هم الذين صادروا حقوق المرأة في المجتمعات الجاهلية قبل الإسلام.
و مما جاء به الإسلام من القوانين و السنن و الآداب في هذا الباب:
1. ساوى بين الذكر و الانثى من حيث المنزلة الانسانية و المكانة الاجتماعية، فأخذ بيد الانثى و رفعها حتى وضعها في مكانتها الرفيعة، فأكرم الانثى و رفع من شأنها و احترمها و جعلها بموازاة الرجل، و هذا ما تصدقه الآيات العديدة التي جاءت في القرآن الكريم.
- قال الله عَزَّ و جَلَّ: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ 1.
- و قال عَزَّ مِنْ قائل: ﴿ … يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً … ﴾ 2.
- و قال الله تعالى: ﴿ … أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ … ﴾ 3.
- و قال جل جلاله: ﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ 4.
- و قال تعالى: ﴿ … لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ … ﴾ 5.
- و قال سبحانه: ﴿ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ 6.
- و قال عَزَّ و جَلَّ: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ 7.
- و قال عَزَّ مِنْ قائل: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ … ﴾ 8.
2. أبطل عادة الوأد و حرمها و جعلها جريمة كبرى .
- قال الله سبحانه و تعالى: ﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾ 9.
3. أوصى بإكرام البنت و المرأة و الأم بأكثر ما أوصى به بالنسبة إلى الولد و الرجل و الأب.
- عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ يَرْفَعُهُ، قَالَ أُتِيَ رَجُلٌ وَ هُوَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله، فَأُخْبِرَ بِمَوْلُودٍ أَصَابَهُ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُ الرَّجُلِ.
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ (عليه السَّلام): ” مَا لَكَ ” ؟!
فَقَالَ: خَيْرٌ .
فَقَالَ: ” قُلْ ” .
قَالَ: خَرَجْتُ وَ الْمَرْأَةُ تَمْخَضُ، فَأُخْبِرْتُ أَنَّهَا وَلَدَتْ جَارِيَةً!
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله: ” الْأَرْضُ تُقِلُّهَا، وَ السَّمَاءُ تُظِلُّهَا، وَ اللَّهُ يَرْزُقُهَا، وَ هِيَ رَيْحَانَةٌ تَشَمُّهَا ” 10.
- و رُوِيَ عن النبي صلى الله عليه و آله أنهُ قَالَ: ” مَنْ عَالَ ثَلَاثَ بَنَاتٍ 11، أَوْ ثَلَاثَ أَخَوَاتٍ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ” .
فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه و آله)، وَ اثْنَتَيْنِ؟
فَقَالَ: ” وَ اثْنَتَيْنِ”.
فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَ وَاحِدَةً؟
فَقَالَ: ” وَ وَاحِدَةً ” 12.
- و عَنِ الْجَارُودِ بْنِ الْمُنْذِرِ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ 13 عليه السلام: “بَلَغَنِي أَنَّهُ وُلِدَ لَكَ ابْنَةٌ فَتُسْخِطُهَا، وَ مَا عَلَيْكَ مِنْهَا رَيْحَانَةٌ تَشَمُّهَا، وَ قَدْ كُفِيتَ رِزْقَهَا، وَ قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله أَبَا بَنَاتٍ” 12.
- قال رسول الله صلى الله عليه و آله: “خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي، ما أكرم النّساء إلّا كريم و لا أهانهنّ إلّا لئيم” 14.
- قال رسول الله صلى الله عليه و آله: “أمّك، أمّك، ثمّ أمّك، ثمّ أباك” 15.
- 1. القران الكريم: سورة الحجرات (49)، الآية: 13، الصفحة: 517.
- 2. القران الكريم: سورة النساء (4)، من بداية السورة إلى الآية 1، الصفحة: 77.
- 3. القران الكريم: سورة آل عمران (3)، الآية: 195، الصفحة: 76.
- 4. القران الكريم: سورة الأحزاب (33)، الآية: 35، الصفحة: 422.
- 5. القران الكريم: سورة النساء (4)، الآية: 32، الصفحة: 83.
- 6. القران الكريم: سورة الإسراء (17)، الآية: 23، الصفحة: 284.
- 7. القران الكريم: سورة لقمان (31)، الآية: 14، الصفحة: 412.
- 8. القران الكريم: سورة النور (24)، الآية: 30 و 31، الصفحة: 353.
- 9. القران الكريم: سورة التكوير (81)، الآية: 8 و 9، الصفحة: 586.
- 10. الكافي: 6 / 5 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني، المُلَقَّب بثقة الإسلام، المتوفى سنة: 329 هجرية، طبعة دار الكتب الإسلامية، سنة: 1365 هجرية/شمسية، طهران/إيران.
- 11. أي تكفل معيشتهم و الإنفاق عليهم.
- 12. a. b. الكافي: 6 / 6 .
- 13. أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق (عليه السَّلام)، سادس أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
- 14. نهج الفصاحة: 482 .
- 15. نهج الفصاحة: 263.