اعداد/ عبد الحسن الشافعي
مدرسة الصحن الأولى أو المدرسة الغروية هي إحدى المدارس التي انتشرت في أروقة وأزقة مدينة النجف الأشرف ولهذه المدرسة خصوصية ميزتها عن باقي المدارس وهي تواجدها داخل أروقة العتبة العلوية المقدسة وبالقرب من باب أمير البلاغة والبيان الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
ضمن الضلع الشمالي من السور الطابوقي للصحن الشريف، وتحديدا في الجهة الشرقية منه تقع المدرسة الغروية في العتبة العلوية المقدسة، وبابها الرئيس يقع في الإيوان الخامس على يسار الداخل من باب الطوسي.
وهذه المدرسة ً من المدارس القديمة في النجف الأشرف (يعزى تأسيسها ــ كما هو المعروف والمشهور عند بعض المشايخ النجفيين ــ مع الصحن الشريف الماثل اليوم إلى أوائل القرن الحادي عشر الهجري الذي خطه الشاه عباس الصفوي الأول المتوفى سنة (1037هـ)).
وقد كان لهذه المدرسة شأن عظيم في أيام الحكومة التركية بعد إجراء قانون التجنيد الإجباري سنة (1286هـ)، حيث عيّنت لها مدرّساً خاصاً وانتسب لها الكثير من حملة العلم، إذ سُمح لهم بعد أداء الامتحان عدم الانخراط في سلك الجندية، فكانت إحدى المدارس الرسمية في النجف الأشرف، وبقيت المدرسة حتى أوائل القرن الرابع عشر الهجري، فتهدّمت حجراتها وسُدّ بابها، وفي سنة (1350هـ) أعاد ترميمها للزائرين(بعد خرابها) الوجيه السيد هاشم زيني النجفي، وقد أرخ عمارتها الجديدة الشيخ محمد علي اليعقوبي فقال:
حُزْتَ يا هاشم زيني رُتبـة لم يَـحُـزْها أبداً من قد سلفْ
دارك الخلد غداً إذ أرّخـــوا (شُدتَّ للـزوار داراً بالنجـفْ)
وقد شرعت اللجنة الهندسية في العتبة العلوية المقدسة في30 رجب 1426هـ بتهيئة العمل للشروع ببناء المدرسة الغروية، وذلك برفع الأنقاض الموجودة وهدم البناية القديمة وجدرانها الآيلة للسقوط والمباشرة بالعمل، حيث تمت مراحل الحفر وتسليح الأسس وصب طوابق المدرسة، فشيدت ثلاثة طوابق فيها بمواصفات حديثة وبفن معماري ذي طابع إسلامي جميل، وقد اكتمل إعادة تشييدها وافتتحت أمام طلبة العلوم بمناسبة عيد الغدير الأغر عام 1430هـ المصادف 6/12/2009م وهي اليوم تحفل بالدروس العلمية الشريفة.
نشرت في الولاية العدد 91