نص الشبهة:
آية الكرسي لماذا نقرأها إلى قوله تعالى: ﴿ … هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ .
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
حول سؤالكم عن السبب في قراءة آية الكرسي إلى قوله تعالى: ﴿ … هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ 1.. نقول:
قال العلامة المجلسي:
«المشهور أن آية الكرسي إلى ﴿ … وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ 2، ويظهر من بعض الأخبار أنها إلى ﴿ … خَالِدُونَ ﴾ 1، وسيأتي في محله» 3.
والمراد ببعض الأخبار التي يظهر منها ذلك هو ما سيأتي من استحباب قراءة آية الكرسي وآيتين بعدها عند رأس المنازع وقد علق المجلسي على هذا الحديث بقوله: «أي ذكر آيتين بعدها، وعدهما من آية الكرسي، فإطلاق آية الكرسي عليها على إرادة الجنس، كما يدل عليه بعض الأخبار» 4.
ونقول:
إن بعض الأخبار تفيد أن آية الكرسي آية واحدة، غير أن بعض الأخبار قد طلبت في موارد خاصة إضافة الآيتين اللتين بعدها إلى قوله ﴿ … هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ 1 .. ونفس طلب هذه الإضافة والتعبير بلفظ «آية الكرسي» يشير إلى أنها آية واحدة، وأن الآيتين اللتين بعدها ليستا منها..
وعلى كل حال، فإننا نذكر هنا الروايات التالية:
1 ـ روى القاضي النعمان عن جعفر بن محمد: يستحب لمن حضر المنازع أن يقرأ عند رأسه آية الكرسي، وآيتين بعدها، ويقول: إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام الخ.. 5.
2 ـ وروي عن الإمام السجاد عليه السلام عنه صلى الله عليه وآله: من قرأ أربع آيات من أول البقرة، وآية الكرسي، وآيتين بعدها، وثلاث آيات من آخرها لم ير في نفسه سوء يكرهه.. 6.
وقد يقال: إنه لم يوضح في هذه الرواية حدود آية الكرسي، فلعل المقصود بالآيتين بعدها هو ما بعد قوله: ﴿ … هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ 1..
ونقول: إن الروايات التالية توضح لنا ذلك..
3 ـ روى الطوسي بسنده عن أبي أمامة الباهلي عن علي عليه السلام، قال: ما أرى رجلاً أدرك عقله الإسلام ودلِّه (أي تحير ودهش) في الإسلام يبيت ليلة في سوادها.
قلت: وما سوادها يا أبا أمامة؟
قال: جميعها حتى يقرأ هذه الآية: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ … ﴾ 2.. إلى قوله: ﴿ … وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ 2..
ثم قال: فلو تعلمون ما هي ـ أو قال: ما فيها ـ لما تركتموها على حال، إن رسول الله صلى الله عليه وآله أخبرني قال:
أعطيت آية الكرسي، من كنز تحت العرش، ولم يؤتها نبي كان قبلي.
قال علي: فما بت ليلة قط منذ سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أقرؤها 7..
4 ـ وذكر الطبرسي عن علي عليه السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله، سيدة البقرة آية الكرسي، يا علي، إن فيها لخمسين كلمة في كل كلمة خمسون بركة 8.
ونقل المجلسي عن مجموعة يظهر أنها بخط الشهيد، وأوردها الكفعمي أيضاً في البلد الأمين، ما يلي:
«وأما الأسماء ففي آية الكرسي خمسون كلمة في كل كلمة بركة» 9.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد، وآله الطاهرين 10..
- 1. a. b. c. d. القران الكريم: سورة البقرة (2)، الآية: 257، الصفحة: 43.
- 2. a. b. c. القران الكريم: سورة البقرة (2)، الآية: 255، الصفحة: 42.
- 3. البحار ج 83 ص 4.
- 4. مرآة العقول ج 26 ص 315.
- 5. راجع: دعائم الإسلام ج 1 ص 222 والبحار ج 78 ص 243 ومستدرك الوسائل ج 2 ص 157.
- 6. ثواب الأعمال ص 130 وأعلام الدين للديلمي ص 369.
- 7. راجع الأمالي ج 2 ص 112 والبحار ج 89 ص 264 وج 83 ص 126 عن كتاب المسلسلات والبرهان (تفسير) ج 1 ص 245.
- 8. مجمع البيان ج 2 ص 465 ط دار إحياء التراث العربي سنة 1412 هـ وراجع: المصباح للكفعمي ص 581 (هامش) والبحار ج 90 ص 350.
- 9. البحار ج 90 ص 350.
- 10. مختصر مفيد.. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة الثامنة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1424 هـ ـ 2004 م، السؤال (454).