الكبريت الأحمر الذي يتكرر ذكره في الأحاديث و الروايات و الأمثال إنما هو شيء إفتراضي يُضرب به المثل من حيث القيمة المثالية، أو من حيث نُدرة الوجود، أو الشيء الذي يستحيل العثور عليه.
قال المدني الشيرازي 1: الكبريتُ الأحمرُ: الذَّهَبُ الأحمر، أو جوهرٌ يكون بنواحي وادي النّملِ الّذي مرَّ به سليمان عليه السّلام، أو هو مصنوعٌ يَعْمَلُهُ أهل الإكسير، أو هو حُراقاتُ الإكسير، أو لا وجودَ له بِالصّنعَةِ و لا بِالخِلقَةِ، و إنما يُذكَر؛ و لذلك قالوا: (أعَزُّ من الكبريت الأحمرِ)، (أعَزُّ مِن بَيضِ الأُنُوق)2 فيما لا يكون و لا يوجَدُ 3.
الكبريت الاحمر في الاحاديث
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: “لَيْسَ شَيْءٌ أَعَزَّ مِنَ الْكِبْرِيتِ الْأَحْمَرِ إِلَّا مَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِ الْمُؤْمِنِ” 4.
و عَنْ قُتَيْبَةَ الْأَعْشَى قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ 5 عليه السلام يَقُولُ: “الْمُؤْمِنَةُ أَعَزُّ مِنَ الْمُؤْمِنِ، وَ الْمُؤْمِنُ أَعَزُّ مِنَ الْكِبْرِيتِ الْأَحْمَرِ، فَمَنْ رَأَى مِنْكُمُ الْكِبْرِيتَ الْأَحْمَرَ؟! ” 6.
- 1. هو السيد علي خان المدني الشيرازي المعروف بإبن معصوم، ينتهي نسبه إلى زيد الشهيد ابن الإمام علي زين العابدين عليه السلام، و من أشهر رجالات البحث والعلم والتأليف، له مكانة رائعة و شهرة ذائعة بين العلماء و المراكز العلمية و له مؤلفات كثيرة و غزيرة بالعلم، ولد بالمدينة المنورة سنة: 1052 هجرية، و توفي بشيراز سنة: 1120 هجرية و دفن بها.
من مؤلفاته:
• رياض السالكين في شرح صحيفة سيّد الساجدين عليه السلام (7 مجلّدات).
• سلافة العصر في محاسن أعيان العصر.
• الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة.
• موضح الرشاد في شرح الإرشاد.
• الحدائق الندية في شرح الصمدية.
• نغمة الأغان في عشرة الإخوان.
• أنوار الربيع في أنواع البديع.
• الكلم الطيّب والغيث الصيّب.
• سلوة الغريب وأُسوة الأديب.
• رسالة في أغاليط الفيروز آبادي في القاموس.
• رسالة في المسلسلة بالآباء.
• التذكرة في الفوائد النادرة.
• المخلاة في المحاضرات.
• ديوان شعر. - 2. الأَنُوقُ: (الرخمة) طائر مِنْ فَصِيلَةِ النَّسْرِيَّاتِ، مِنْ رُتْبَةِ الجَوَارِحِ، لَهُ رَأْسٌ وَعُنُقٌ عَارِيَانِ مُلَوَّنانِ، يَتَغَذَّى مِنَ الجِيَفِ، و أعَزُّ مِنْ بَيْضِ الأَنُوقِ:- (مثلٌ): ذَلِكَ لأنَّهُ مِنَ الصَّعْبِ الظَّفَرُ بِهِ لِوُجُودِ الأَنُوقِ فِي الأمَاكِنِ الوَعْرَةِ و أعالي الجبال و قممها الَّتِي يَسْتَحِيلُ الوُصُولُ إلَيْهَا، وَصَارَ يُطْلَقُ عَلَى أيِّ شَيْءٍ صَعْبِ الْمَنَالِ.
- 3. الطراز الأول و الكناز لما عليه من لغة العرب المعول: 3 / 286، لعلي بن احمد المدني الشيرازي، المتوفى سنة: 1120 هجرية، طبعة مؤسسة آل البيت عليهم السلام الأولى، سنة: 1383 هجرية، مشهد / إيران.
- 4. عيون الحكم و المواعظ: 310، لعلي بن محمد الليثي الواسطي، المتوفى في القرن السادس الهجري، الطبعة الأولى، سنة 1418 هجرية، قم/إيران.
- 5. أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق (عليه السَّلام)، سادس أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
- 6. الكافي: 2 / 242، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني، المُلَقَّب بثقة الإسلام، المتوفى سنة: 329 هجرية، طبعة دار الكتب الإسلامية، سنة: 1365 هجرية/شمسية، طهران/إيران.