معنى الكافر
الكافر في اللغة العربية هو المنكر و الجاحد ، و هو أيضاً المنكر للنعمة المتناسي لها ، و هو ضدّ الشاكر .
أما المراد منه في الشريعة الإسلامية فهو المقابل للمسلم ، فمن أنكر الأركان العقائدية الثلاثة : التوحيد و النبوة و المعاد عُدّ كافراً ، و عليه فالكافر يشمل :
1 ـ المُلحد الذي لا يعترف بوجود الله تعالى .
2 ـ المُشرك ، و هو الذي يعترف بوجود الله و لكن يُشرك معه في ألوهيته أرباباً آخرين .
3 ـ الوثني ، و هو الذي يعتقد بوجود إله أو آلهة غير الله سبحانه و تعالى .
4 ـ من أنكر نبوة نبي الإسلام محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) أو رسالته .
5 ـ من أنكر المعاد في يوم القيامة .
6 ـ و ألحَقَ الفقهاء بالكافر من أنكر ضرورياً ـ أي بديهياً ـ من ضروريات الدين الإسلامي ، كالصلاة و الحج ، مع التفاته إلى كونه ضرورياً.
أقسام الكافر
ثم إن الكافر ينقسم إلى :
1 ـ الكافر الأصلي : و هو الذي لم ينتحل الإسلام و ولد على الكفر .
2 ـ الكافر المُرتد : و هو الذي انتحل الإسلام ثم كفر ثانية بعد إسلامه .
و الكافر المُرْتَدُّ ينقسم إلى :
1 ـ المرتد عن فطرة : و هو الذي ولد على الإسلام ثم كفر .
2 ـ المرتد عن ملة : و هو الذي كان كافراً فأسلم ثم كفر .
أحكام الكفار
و ينقسم الكفار من حيث الحكم عليهم بالنجاسة و الطهارة إلى :
1 ـ الكتابيون ـ أهل الكتاب ـ 1 . : و هم اليهود 2 و النصارى 3 ، و المجوس 4 ، و قد اختلفت آراء الفقهاء فيهم ، فقال جمع بنجاستهم ، كما قال آخرون بطهارتهم .
2 ـ المُشركون : و هم ماعدا الكتابيين من أنواع الكفار ، و قد أجمع الفقهاء على نجاستهم .
- 1. أهل الكتاب : تسمية قرآنية تطلق على الملل التي تؤمن بنبي له كتاب سماوي ، و هم اليهود ، و النصارى ، و المجوس ـ على رأي ـ ، و لقد جاء ذكر أهل الكتاب في القرآن الكريم : ﴿ مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 105 ، الصفحة : 16 .
- 2. و هم الذين يؤمنون بالتوراة كتاب النبي موسى ( عليه السلام ) ، و يقال : سمي اليهود يهوداً بأسم يهوذا أحد أبناء النبي يعقوب ( عليه السلام ) .
- 3. و هم الذين يؤمنون بالإنجيل كتاب النبي عيسى ( عليه السلام ) ، و سُمِّي النصارى بهذا الاسم الذي هو جمع و مفرده نصراني ، أخذاً من ” الناصرة ” و هي قرية في الجليل من فلسطين ، يُنسب إليها النبي عيسى بن مريم (عليهما السلام ) .
- 4. و هم أتباع المجوسية ، و هي ملة قديمة تبنّى أصحابها الديانة الزرادشتية ، و يقال عن صاحبها ” زرادشت ” بأنه نبي و له كتاب اسمه ” الأوستا ” أي القانون ، و معه تفسيره المعروف بـ ” الزند أوستا ” ، و قالوا : نظراً إلى أن زرادشت كان يمجّد العناصر و الكواكب و النار و يبني معابد لها ، قيل عنه : انه يعبد النار .
و كانت المجوسية منتشرة بين الآشوريين و قُدامى الفُرس ، كما كان لها شيء من الوجود في الجزيرة العربية قبل الإسلام .
أما اليوم فلا وجود لها إلا في نسبة ضئيلة و عدد قليل جداً في إيران و الهند .
و قد ورد ذكرهم كأصحاب نِحلة في القرآن الكريم : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ القران الكريم : سورة الحج ( 22 ) ، الآية : 17 ، الصفحة : 334 .