
هناك من يتحدَّث عن محورية النَّصِّ القُرآنيِّ، وهي كلمة حقٍّ يُراد بها باطل؛ لأنَّ صاحب هذا الشعار يجعل فهمه للنَّصِّ القُرآنيِّ محوراً.. ونظراً إلى أنه فهم غير معصوم، وهو فهم قائم على أساس الظنون غالباً، فتكون الحقيقة أنَّه يدعو إلى محوريَّة ظنونه غير المعصومة..!
لطالما كان القرآن الكريم شعاراً لأهل الباطل، فقديماً قال أحدهم: (حسبنا كتاب الله) وكان يقصد حذف السُّنَّة الشريفة وتعطيل دور المعصوم.. وجاء بعده قومٌ يرفعون المصاحف فوق الرماح ويدعون إلى الاحتكام إلى القرآن الكريم، وكانوا ـ في الحقيقة ـ يحاربون قرين القرآن والعالم به ظاهراً وباطناً..
وهكذا في كلِّ مرحلة يرفع فيها شخص أو تنظيم ما كتاب الله شعاراً، علينا أن ندقِّق جيِّداً في مؤهلات صاحب الشعار القرآني، ثم نرجع إلى ما يكتنف دعوته وشعاره، لنتحقَّق إن كان واقعاً يريد خدمة رسالة القرآن الكريم، أو هو يريد أن يضرب القرآن الكريم بعزله عن قرنائه وأهل العلم به؛ ليجني هو مكانة اجتماعية معينة ورئاسة دنيوية زائلة على ظهر القرآن الكريم وعلى حساب رسالته المُقدَّسة.
زكريا بركات