بسم الله الرحمن الرحيم
اسم هذا الفقيه المالكي هو: إبراهيم بن عبد القادر بن أحمد الرياحي التونسي، وكنيته: أبو إسحاق ( 1180 – 1266 هـ / 1766 – 1850 م ) .
وهو فقيه مالكي، من أهل المغرب، ولد في تستور، ونشأ وتوفي بتونس و ولي رئاسة الفتوى فيها.
له رسائل وخطب جُمع أكثرها في كتاب سُمِّيَ (تعطير النواحي بترجمة الشيخ سيدي إبراهيم الرياحي – ط) .
ومن كتبه: (ديوان خطب منبرية) و (حاشية على الفاكهي) و (التحفة الإلهية – خ) نظم الأجرومية.
وله قصيدة تحت عنوان (على باب خَيْرِ الخلق أوقفني قصدي) ، يخاطب ويتوسل فيها برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد توسل فيها بأبي بكر وعمر وعثمان تصريحاً، كما توسل بجميع الصحابة، وهو مما يدل على أنه سنِّي لا يطعن في أحد من الصحابة.. واستمر في توسله فتوسل بالإمام عليٍّ عليه السلام والأئمة الأحد عشر من ولده بالترتيب نفسه الذي عند الإمامية، حيث سماهم واحداً واحداً، حتى انتهى إلى الإمام المهدي ابن الإمام الحسن العسكري عليه السلام.
وهذا يدل على اعتقاد هذا العالم السني المالكي بميلاد الإمام المهدي المنتظر، إضافة إلى اعتقاده بعظمة الأئمة الاثني عشر الذين تعتقد الإمامية بإمامتهم.
وفيما يلي ننقل القصيدة بتمامها:
على باب خَيْرِ الخلق أوقفني قصدي *** لعلمي بأنّ المصطفى واسعُ الرفد
وقد جِئْتُهُ لاَ عِلْمَ عندي ولا تُقىً *** ولكنّ كلّ الخبث يا سيّدي عندي
فيَا مَنْ وجود الكائناتِ بأسرها *** به أتَرى غَيِّي وعندكمُ رشدي
ونفحة جودٍ منك يا أَجْوَدَ الورى *** لَعَمرِيَ وَجْدٌ مَا لَهُ بعدُ مِنْ فقدِ
توسّلت بالصّدّيق خلِّك والذي *** مِرَاراً أتى التنزيل وِفْقَ الذي يُبْدِي
وعثمان ذي النّورين مَن حَيِيَت له *** ملائك فاسْتَحْيَيْتَ من وجهه الوردي
وحمزة والعبّاس والصحب كلّهم *** ولا سيّما آلٍ خصوصاً ذوي وِد
أَبَا حَسَنٍ بابَ العلوم ومن أتى *** بنوه بحُوراً عَذْبُها دائمُ المَدِّ
بهم جئتُ يا خير الورى متوسّلاً *** أرى أنّني أَلْحَحْتُ في مطلبي جهدي
وحاشا لهم أنّي أَخِيب وقد أتى *** بأسمائهم نظمي فرائدَ في عِقْدِ
أَدَرْتُ بهم أَفْلاَكَ أمري كما تَرى *** بُروجاً ولكن كلُّها مَطْلَعُ السَّعْدِ
هُمُ حَسَنٌ ثم الحسينُ ونجلُه *** عليُّ الذي زان العبادة بالزّهدِ
وبَاقِرٌ علم وهو والدُ جعفرٍ *** أبي الكاظم القرم الهُمامِ بلا جَحْدِ
عليّ الرّضا ثم الجواد محمّد *** عليّ التقى والعسكريُّ أبو المهدي
وسيّدنا المهدي الذي سوف تنجلي *** به ظلمات الْجَوْرِ والزّيْغِ عن حدِّ
فها أنا مُدْلٍ يا كريمُ بجاههم *** وحاشا لهم أنّي أُقابَلُ بالرَّدِّ
وصلّى عليك اللّهُ ما أنت أَهْلُهُ *** وَسَلَّمَ تسليماً تَقَدَّسَ عن عَدِّ
وآلك والأصحاب طرّا وتابع *** وبعدُ فَذَا ذُلّي لجدواك يَسْتَجْدِي
إلبك رسولَ الله جئتُ من البُعْدِ *** أبُثُّكَ ما بالقلب من شدّة الوَقْدِ
بغى وطغى مستكبراً متشبثاً *** بِوَهْمٍ يقودُ النّفسَ للخطإِ المردي
وصار رقيباً مبغضاً متجسّساً *** يُقَصِّرُ طولَ اللّيل بالردّ والنقد
وعبدُك يا خيرَ البريّةِ غافلٌ *** ظننتُ به خَيْراً لِما مرّ من ودِّ
ترفّع للدّنيا بخفضيَ جاهداً *** مُعَاناً بجهّال عريّين عن رشد
وبالغ في خفضي إلى أن غدا على *** لِسانِ الورى يُتْلى بلا جحد
ولم يَرْعَ أيّاماً يرانيَ شيخَه *** ومُرْشِدَه الهادي ومُنعِمَه المُهْدي
ولا خاف لَوْماً في القطيعة لا ولا *** عِقَاباً من المَوْلَى على ناكث العهد
فهذا رسولَ اللّه إجْمَالُ مَكْرِهِ *** وتفضيلُه يا سيّدي ليس في جهدي
ألا يا رسولَ اللّه هذا تذلّلي *** إليك فَخُذْ بالثأر يا منتهى القَصْدِ
ألا يا رسولَ اللّه ضيفُك سائلٌ *** فهل ضَيْفُ أهلِ الجود يُكْرَمُ بالطّرد
ألا يا رسولَ اللّه بَرِّدْ جوانحي *** بدائرةٍ تسعى إليه بلا بُعْدِ
عليك صلاةُ اللّه يا منتهى الرّجا *** وأزكى سلامٍ دُونَهُ فَوْحةُ النَّدِّ
وآلك والأصحاب طرّاً وتابع *** وبعدُ فذا ذلّي لجدواك يستجدي
ومصدر القصيدة وترجمة صاحبها من موقع الموسوعة العالمية للشعر العربي, رقم القصيدة في الموقع 83440 .
والحمد لله رب العالمين.