بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد منقذ البشرية حبيب إله العالمين و على آله سفن النجاة و أئمة الهدى .
قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ … ﴾ 1 .
قصة الغدير
لما عزم الرسول صلى الله عليه و آله و سلم في السنة العاشرة من الهجرة أن يحج و هي آخر حجة له عزم كثير من المسلمين أن يحجوا بحج رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فبلغ عدد الحجاج في تلك السنة أكثر من ( 124000 ) حاجاً ، و بعد أن أكمل حجه صلى الله عليه و آله و سلم قفل راجعاً إلى المدينة المنورة ، و في أثناء الطريق نزل الأمين جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بهذه الآية المباركة و قال له : يا محمد إن الله يقرئك السلام و يقول لك : ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ … ﴾ 1 .
و كان ذلك في يوم 18 من ذي الحجة و صادف يوم الخميس و بعد مضي خمس ساعات من النهار 2 .
قال العلامة الأميني
فلما قضى مناسكه و انصرف راجعا إلى المدينة و معه من كان من الجموع المذكورات و وصل إلى غدير خم من الجحفة التي تتشعب فيها طرق المدنيين و المصريين و العراقيين ، و ذلك يوم الخميس 3 الثامن عشر من ذي الحجة نزل إليه جبرئيل الأمين عن الله بقوله : ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ … ﴾ 1 الآية . و أمره أن يقيم علياً ( عليه السلام ) علماً للناس و يبلغهم ما نزل فيه من الولاية و فرض الطاعة على كل أحد ، و كان أوائل القوم قريباً من الجحفة فأمر رسول الله أن يرد من تقدم منهم و يحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان ونهى عن سمرات خمس متقاربات دوحات عظام أن لا ينزل تحتهن أحد حتى إذا أخذ القوم منازلهم فقم ما تحتهن حتى إذا نودي بالصلاة ـ صلاة الظهر ـ عمد إليهن فصلى بالناس تحتهن ، و كان يوماً هاجراً يضع الرجل بعض رداءه على رأسه و بعضه تحت قدميه من شدة الرمضاء ، و ظلل لرسول الله بثوب على شجرة سمرة من الشمس ، فلما انصرف صلى الله عليه و آله من صلاته قام خطيباً وسط القوم 4 على أقتاب الإبل 5 و أسمع الجميع ، رافعاً عقيرته فقال :
( الحمد لله و نستعينه و نؤمن به ، ونتوكل عليه ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ، و من سيئات أعمالنا الذي لا هادي لمن ضل ، و لا مضل لمن هدى ، و أشهد أن لا إله إلا الله ، و أن محمداً عبده ورسوله ـ أما بعد ـ : أيها الناس قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي قبله ، و إني أوشك أن أدعى فأجبت ، و إني مسؤول و أنتم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت و نصحت و جهدت فجزاك الله خيرا ، قال : ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله ، و أن محمداً عبده و رسوله ، و أن جنته حق و ناره حق و أن الموت حق و أن الساعة آتية لا ريب فيها و أن الله يبعث من في القبور ؟ قالوا : بلى نشهد بذلك ، قال : اللهم اشهد ، ثم قال : أيها الناس ألا تسمعون ؟ قالوا : نعم . قال : فإني فرط على الحوض ، و أنتم واردون عليّ الحوض ، و إن عرضه ما بين صنعاء و بُصرى 6 فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفوني في الثَقَلين 7 فنادى مناد : و ما الثقلان يا رسول الله ؟ قال : الثقل الأكبر كتاب الله طرف بيد الله عز و جل و طرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلوا ، و الآخر الأصغر عترتي ، و إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض فسألت ذلك لهما ربي ، فلا تقدموهما فتهلكوا ، و لا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ثم أخذ بيد علي فرفعها حتى رؤي بياض آباطهما و عرفه القوم أجمعون ، فقال : أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : الله و رسوله أعلم ، قال : إن الله مولاي و أنا مولى المؤمنين و أنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، يقولها ثلاث مرات ، و في لفظ أحمد إمام الحنابلة : أربع مرات ثم قال : اللهم وال من والاه ، و عاد من عاداه ، و أحب من أحبه ، و أبغض من أبغضه ، و انصر من نصره ، و اخذل من خذله ، و أدر الحق معه حيث دار ، ألا فليبلغ الشاهد الغايب ، ثم لم يتفرقوا حتى نزل أمين وحي الله بقوله : ﴿ … الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا … ﴾ 8 ، الآية . فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : الله أكبر على إكمال الدين ، و إتمام النعمة ، و رضى الرب برسالتي ، و الولاية لعلي من بعدي ، ثم طفق القوم يهنئون أمير المؤمنين صلوات الله عليه و ممن هنأه في مقدم الصحابة : الشيخان أبو بكر و عمر كل يقول : بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت و أمسيت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة ، و قال ابن عباس : وجبت والله في أعناق القوم ، فقال حسان : إئذن لي يا رسول الله أن أقول في علي أبياتا تسمعهن ، فقال : قل على بركة الله ، فقام حسان فقال : يا معشر مشيخة قريش أتبعها قولي بشهادة من رسول الله في الولاية ماضية ثم قال :
يناد بهم يوم الغدير نبيهم *** بخم فاسمع بالرسول مناديا 9
هذه الخطبة رواها عدد كثير من الصحابة و التابعين بين مختصرة و مطولة :
قصة الغدير في مدرسة أهل البيت
عن الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام أنه قال :
حج رسول الله صلى الله عليه و آله من المدينة وقد بلغ جميع الشرايع قومه غير الحج و الولاية ، فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال له : يا محمد إن الله جل اسمه يقرئك السلام و يقول لك : إني لم أقبض نبياً من أنبيائي و لا رسولاً من رسلي إلا بعد إكمال ديني و تأكيد حجتي ، و قد بقى عليك من ذاك فريضتان مما تحتاج أن تبلغهما قومك : فريضة الحج ، و فريضة الولاية و الخلافة من بعدك ، فإني لم أخل أرضي من حجة و لن أخليها أبدا ، فان الله جل ثناؤه يأمرك أن تبلغ قومك الحج و تحج و يحج معك من استطاع إليه سبيلا من أهل الحضر و الأطراف و الأعراب و تعلمهم من معالم حجهم مثل ما علمتهم من صلاتهم و زكاتهم و صيامهم و توقفهم من ذلك على مثال الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلغتهم من الشرائع .
فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه و آله في الناس : ألا إن رسول الله يريد الحج و ان يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرائع دينكم و يوقفكم من ذاك على ما أوقفكم عليه من غيره ، فخرج صلى الله عليه و آله و خرج معه الناس أصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله ، فحج بهم و بلغ من حج مع رسول الله من أهل المدينة أهل الأطراف و الأعراب سبعين ألف إنسان أو يزيدون على نحو عدد أصحاب موسى السبعين ألف الذين اخذ عليهم بيعة هارون فنكثوا و اتبعوا العجل و السامري ، و كذلك اخذ رسول الله صلى الله عليه و آله البيعة لعلي بالخلافة على عدد أصحاب موسى فنكثوا البيعة و اتبعوا العجل و السامري سنة بسنة و مثلا بمثل ، و اتصلت التلبية ما بين مكة و المدينة 10 .
فلما وقف بالموقف أتاه جبرئيل عليه السلام عن الله عز و جل فقال : يا محمد إن الله عز و جل يقرئك السلام ويقول لك : انه قد دنى أجلك و مدتك و أنا مستقدمك على ما لابد منه و لا عنه محيص ، فاعهد عهدك و قدّم وصيتك و اعمد إلى ما عندك من العلم و ميراث علوم الأنبياء من قبلك و السلاح و التابوت و جميع ما عندك من آيات الأنبياء ، فسلمه إلى وصيك و خليفتك من بعدك حجتي البالغة على خلقي علي بن أبي طالب عليه السلام ، فأقمه للناس علما و جدد عهده و ميثاقه و بيعته ، و ذكرهم ما أخذت عليهم من بيعتي و ميثاقي الذي واثقتهم و عهدي الذي عهدت إليهم من ولاية وليي و مولاهم و مولى كل مؤمن و مؤمنة علي بن أبي طالب عليه السلام ، فإني لم اقبض نبياً من الأنبياء إلا من بعد إكمال ديني و حجتي و إتمام نعمتي بولاية أوليائي و معاداة أعدائي ، و ذلك كمال توحيدي و ديني و إتمام نعمتي على خلقي باتباع وليي و طاعته ، و ذلك أني لا اترك أرضي بغير ولي و لا قيم ليكون حجة لي على خلقي ، فاليوم أكملت لكم دينكم أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا بولاية وليي و مولى كل مؤمن و مؤمنة ، علي عبدي و وصي نبيي و الخليفة من بعده و حجتي البالغة على خلقي ، مقرون طاعته بطاعة محمد نبيي و مقرون طاعته مع طاعة محمد بطاعتي ، من أطاعه فقد أطاعني و من عصاه فقد عصاني ، جعلته علما بيني و بين خلقي ، من عرفه كان مؤمنا و من أنكره كان كافرا و من أشرك بيعته كان مشركا و من لقيني بولايته دخل الجنة ، و من لقيني بعداوته دخل النار ، فأقم يا محمد علياً علماً و خذ عليهم البيعة و جدد عهدي و ميثاقي لهم الذي واثقتهم عليه ، فإني قابضك إلي و مستقدمك علي .
فخشى رسول الله صلى الله عليه و آله من قومه و أهل النفاق و الشقاق أن يتفرقوا و يرجعوا إلى الجاهلية لما عرف من عداوتهم و لما ينطوي عليه أنفسهم لعلي من العداوة و البغضاء . و سأل جبرئيل أن يسأل ربه العصمة من الناس و انتظر أن يأتيه جبرئيل بالعصمة من الناس عن الله جل اسمه ، فأخر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف 11 ، فأتاه جبرئيل عليه السلام في مسجد الخيف فأمره بأن يعهد عهده و يقيم علياً علماً للناس يهتدون به ، ولم يأته بالعصمة من الله جل جلاله بالذي أراد حتى بلغ كراع الغميم 12 بين مكة و المدينة ، فأتاه جبرئيل و أمره بالذي أتاه فيه من قبل الله ولم يأته بالعصمة ، فقال : جبرئيل إني أخشى قومي أن يكذبوني و لا يقبلوا قولي في علي عليه السلام [ فسأل جبرئيل كما سأل بنزول آية العصمة فأخره ذلك ] فرحل فلما بلغ غدير خم 13 قبل الجحفة 14 بثلاثة أميال أتاه جبرئيل عليه السلام على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر و الانتهار و العصمة من الناس فقال : يا محمد إن الله عز و جل يقرئك السلام و يقول لك : ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ … ﴾ 1 [في علي ] ﴿ … وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ … ﴾ 1 . و كان أوائلهم قريب من الجحفة ، فأمر بأن يرد من تقدم منهم و يحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان ليقيم علياً علماً للناس و يبلغهم ما أنزل الله تعالى في علي و اخبره بأن الله عز و جل قد عصمه من الناس ، فأمر رسول الله عندما جاءته العصمة منادياً ينادى في الناس بالصلاة جامعة و يرد من تقدم منهم و يحبس من تأخر و تنحى عن يمين الطريق إلى جنب مسجد الغدير أمره بذلك جبرئيل عن الله عز و جل ، و كان في الموضع سلمات 15 .
فأمر رسول الله صلى الله عليه و آله أن يقم ما تحتهن 16 و ينصب له حجارة كهيئة المنبر ليشرف على الناس ، فتراجع الناس و احتبس أواخرهم في ذلك المكان لا يزالون .
فقام رسول الله صلى الله عليه و آله فوق تلك الأحجار ثم حمد الله تعالى و أثنى عليه فقال :
( الحمد لله الذي علا في توحده ، و دنا في تفرده ، و جل في سلطانه ، و عظم في أركانه ، و أحاط بكل شيء علماً و هو في مكانه ، و قهر جميع الخلق بقدرته و برهانه مجيداً لم يزل محموداً لا يزال ، بارئ المسموكات17 و داحي المدحوات و جبار الأرضين و السماوات ، قدوس سبوح رب الملائكة و الروح ، متفضل على جميع من برأه متطول على جميع من أنشأه ، يلحظ كل عين و العيون لا تراه ، كريم حليم ذو أناة ، قد وسع كل شيء رحمته و من عليهم بنعمته ، لا يعجل بانتقامه و لا يبادر إليهم بما استحقوا من عذابه ، قد فهم السرائر و علم الضمائر ، ولم تخف عليه المكنونات ، و لا اشتبهت عليه الخفيات ، له الإحاطة بكل شئ و الغلبة على كل شئ و القوة في كل شئ و القدرة على كل شيء و ليس مثله شيء ، و هو منشئ الشيء حين لا شيء ، دائم قائم بالقسط لا اله إلا هو العزيز الحكيم ، جل عن أن تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و هو اللطيف الخبير ، لا يلحق أحد وصفه من معاينة ، و لا يجد أحد كيف هو من سر و علانية إلا بما دل عز و جل على نفسه . و أشهد أنه الله الذي ملأ الدهر قدسه ، و الذي يغشى الأبد نوره ، و الذي ينفذ أمره بلا مشاورة مشير و لا معه شريك في تقدير و لا تفاوت في تدبير ، صوّر ما أبدع على غير مثال و خلق ما خلق بلا معونة من أحد و لا تكلف و لا احتيال ، أنشأها فكانت و برأها فبانت ، فهو الله الذي لا اله إلا هو المتقن الصنعة الحسن الصنيعة العدل الذي لا يجور و الأكرم الذي ترجع إليه الأمور .
و اشهد انه الذي تواضع كل شيء لقدرته و خضع كل شيء لهيبته ملك الأملاك و مفلك الأفلاك و مسخر الشمس و القمر كل يجرى لأجل مسمى ، يكور الليل على النهار 18 و يكور النهار على الليل يطلبه حثيثا ، قاسم كل جبار عنيد و مهلك كل شيطان مريد ، لم يكن معه ضد و لا ند ، أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، إله واحد و رب ماجد يشاء فيمضي و يريد فيقضي و يعلم فيحصي و يميت و يحيي و يفقر و يغني و يضحك و يبكي و يمنع و يعطي ، له الملك و له الحمد بيده الخير و هو على كل شيء قدير ، يولج الليل في النهار و يولج النهار في الليل لا اله إلا هو العزيز الغفار ، مجيب الدعاء و مجزل العطاء ، محصي الأنفاس و رب الجنة و الناس ، لا يشكل عليه شيء و لا يضجره صراخ المستصرخين و لا يبرمه إلحاح الملحين ، العاصم للصالحين و الموفق للمفلحين و مولى العالمين ، الذي استحق من كل من خلق أن يشكره و يحمده .
أحمده على السراء و الضراء و الشدة و الرخاء ، و أؤمن به و بملائكته و كتبه و رسله ، أسمع أمره و أطيع و أبادر إلى كل ما يرضاه و أستسلم لقضائه رغبة في طاعته و خوفا من عقوبته ، لأنه الله الذي لا يؤمن مكره و لا يخاف جوره ، و أقر له على نفسي بالعبودية و أشهد له بالربوبية و أؤدي ما أوحي إلي حذرا من أن لا أفعل فتحل بي منه قارعة 19 لا يدفعها عني أحد و إن عظمت حيلته لا اله إلا هو ، لأنه قد أعلمني أني إن لم أبلغ ما أنزل إلي فما بلغت رسالته و قد ضمن لي تبارك و تعالى العصمة ، و هو الله الكافي الكريم ، فأوحى إلي : بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ … ﴾ 1 في علي ـ يعنى في الخلافة لعلي بن أبي طالب عليه السلام ـ ﴿ … وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ … ﴾ 1 .
( معاشر الناس ) ما قصرت في تبليغ ما أنزل الله تعالى إلي ، و أنا مبين لكم سبب نزول هذه الآية : إن جبرئيل عليه السلام هبط إلي مراراً ثلاثاً يأمرني عن السلام ربي و هو السلام أن أقوم في هذا المشهد فأعلم كل أبيض و أسود أن علي بن أبي طالب عليه السلام أخي و وصيي و خليفتي و الإمام من بعدي ، الذي محله مني محل هارون من موسى ألا إنه لا نبي بعدي و هو وليكم من قِبَل الله و رسوله ، و قد انزل الله تبارك و تعالى عليّ بذلك آية من كتابه : ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾ 20 .
و علي بن أبي طالب عليه السلام أقام الصلاة و آتى الزكاة و هو راكع يريد الله عز و جل في كل حال .
و سألت جبرئيل أن يستعفي لي عن تبليغ ذلك إليكم أيها الناس لعلمي بقلة المتقين و كثرة المنافقين و ادغال 21 الآثمين و ختل 22 المستهزئين بالإسلام الذين وصفهم الله في كتابه بأنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم و يحسبونه هيناً و هو عند الله عظيم ، و كثرة أذاهم لي في غير مرة حتى سموني أذناً 23 . و زعموا أني كذلك لكثرة ملازمته إياي و إقبالي عليه ، حتى أنزل الله عز و جل في ذلك قرآناً ﴿ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ … ﴾ 24 ـ على الذين يزعمون انه اذن ـ ﴿ … قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ 24 .
و لو شئت أن اسمي بأسمائهم لسميت و أن أومئ إليهم بأعيانهم لأومأت و أن أدل عليهم لدللت ، و لكني والله في أمورهم قد تكرمت ، و كل ذلك لا يرضى الله مني إلا إن أبلغ ما أنزل إلي ، ثم تلى صلى الله عليه و آله : ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ … ﴾ 1 ـ في علي ـ ﴿ … وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ … ﴾ 1 .
فاعلموا معاشر الناس أن الله قد نصبه لكم ولياً و إماماً مفترضاً طاعته على المهاجرين و الأنصار و على التابعين لهم بإحسان ، و على البادي و الحاضر و على الأعجمي و العربي و الحر و المملوك و الصغير و الكبير و على الأبيض و الأسود و على كل موحد ماض حكمه جائز قوله نافذ أمره ، ملعون من خالفه مرحوم من تبعه مؤمن من صدقه ، فقد غفر الله له و لمن سمع منه و أطاع له .
( معاشر الناس ) إنه آخر مقام أقومه في هذا المشهد فاسمعوا و أطيعوا و انقادوا لأمر ربكم ، فان الله عز و جل هو مولاكم و آلهكم ثم من دونه محمد صلى الله عليه و آله وليكم القائم المخاطب لكم ، ثم من بعدي علي وليكم و إمامكم بأمر ربكم ، ثم الإمامة في ذريتي من ولده إلى يوم تلقون الله و رسوله ، لا حلال إلا ما أحله الله و لا حرام إلا ما حرمه الله ، عرفني الحلال و الحرام و أنا أفضيت بما علمني ربي من كتابه و حلاله و حرامه إليه .
( معاشر الناس ) ما من علم إلا و قد أحصاه الله فيّ ، و كل علم علمت فقد أحصيته في إمام المتقين ، و ما من علم إلا علمته علياً ، و هو الإمام المبين .
( معاشر الناس ) لا تضلوا عنه و لا تنفروا منه و لا تستكبروا [ ولا تستنكفوا خ ل ] من ولايته ، فهو الذي يهدي إلى الحق و يعمل به و يزهق الباطل و ينهى عنه و لا تأخذه في الله لومة لائم . ثم إنه أول من آمن بالله و رسوله ، و هو الذي فدى رسوله بنفسه و هو الذي كان مع رسول الله و لا أحد يعبد الله مع رسوله من الرجال غيره .
( معاشر الناس ) فضلوه فقد فضله الله ، و اقبلوه فقد نصبه الله .
( معاشر الناس ) إنه إمام من الله و لن يتوب الله على أحد أنكر ولايته ، و لن يغفر الله له ، حتماً على الله أن يفعل ذلك بمن خالف أمره فيه و أن يعذبه عذاباً شديداً نكراً أبد الآباد و دهر الدهور ، فاحذروا أن تخالفوه فتصلوا ناراً وقودها الناس و الحجارة أعدت للكافرين .
( أيها الناس ) بي والله بشر الأولون من النبيين و المرسلين ، و أنا خاتم الأنبياء و المرسلين و الحجة على جميع المخلوقين من أهل السماوات و الأرضين ، فمن شك في ذلك فهو كافر كفر الجاهلية الأولى ، و من شك في شيء من قولي هذا فقد شك في الكل منه ، و الشاك في ذلك فله النار .
( معاشر الناس ) حباني الله بهذه الفضيلة منا منه علي و إحساناً منه إلي ، و لا اله إلا هو ، له الحمد مني أبد الآبدين و دهر الداهرين على كل حال .
( معاشر الناس ) فضلوا علياً فانه أفضل الناس بعدي من ذكر و أنثى ، بنا أنزل الله الرزق و بقي الخلق ، ملعون ملعون مغضوب مغضوب من رد علي قولي هذا ولم يوافقه ، ألا إن جبرئيل خبرني عن الله تعالى بذلك و يقول : ” من عادى علياً ولم يتوله فعليه لعنتي و غضبى ” فلتنظر نفس ما قدمت لغد ، و اتقوا الله أن تخالفوه فتزل قدم بعد ثبوتها إن الله خبير بما تعملون .
( معاشر الناس ) إنه جنب الله الذي ذكر في كتابه فقال تعالى : ﴿ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ … ﴾ 25 .
( معاشر الناس ) تدبروا القرآن و افهموا آياته و انظروا إلى محكماته و لا تتبعوا متشابهه ، فو الله لن يبين لكم زواجره و لا يوضح لكم تفسيره إلا الذي أنا آخذ بيده و مصعده إلي ـ و شائل بعضده ـ و معلمكم أن من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، و هو علي بن أبي طالب عليه السلام أخي و وصيي ، و موالاته من الله عز و جل أنزلها علَي .
( معاشر الناس ) إن علياً و الطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر ، و القرآن الثقل الأكبر ، فكل واحد منبئ عن صاحبه و موافق له لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، هم أمناء الله في خلقه و حكماؤه في أرضه ، ألا و قد أديت ، ألا و قد بلغت ألا و قد أسمعت ، ألا و قد أوضحت ، ألا وان الله عز و جل قال و أنا قلت عن الله عز و جل ، ألا إنه ليس أمير المؤمنين غير أخي هذا و لا تحل إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره .
ثم ضرب بيده إلى عضده فرفعه ، و كان منذ أول ما صعد رسول الله صلى الله عليه و آله شال علياً حتى صارت رجله مع ركبة رسول الله صلى الله عليه و آله ، ثم قال :
( معاشر الناس ) هذا علي أخي و وصيي و واعي علمي و خليفتي على أمتي و على تفسير كتاب الله عز و جل و الداعي إليه و العامل بما يرضاه و المحارب لأعدائه و الموالي على طاعته و الناهي عن معصيته خليفة رسول الله و أمير المؤمنين و الإمام الهادي و قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين بأمر الله ،
أقول ما يبدل القول لدي بأمر ربى ، أقول : اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و العن من أنكره و اغضب على من جحد حقه ، اللهم انك أنزلت علي إن الإمامة بعدي لعلي وليك عند تبياني ذلك و نصبي إياه بما أكملت لعبادك من دينهم و أتممت عليهم بنعمتك و رضيت لهم الإسلام دينا ، فقلت : ﴿ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ 26 .
اللهم أني أشهدك وكفى بك شهيدا أني قد بلغت .
( معاشر الناس ) إنما أكمل الله عز و جل دينكم بإمامته ، فمن لم يأتم به و بمن يقوم مقامه من ولدي من صلبه إلى يوم القيامة و العرض على الله عز و جل فأولئك الذين حبطت أعمالهم و في النار فيها خالدون ، لا يخفف عنهم العذاب و لاهم ينظرون .
( معاشر الناس ) هذا علي أنصركم لي و أحقكم بي و أقربكم إلي و أعزكم علي ، و الله عز و جل و أنا عنه راضيان ، و ما نزلت آية رضى إلا فيه ، و ما خاطب الله الذين آمنوا إلا بدأ به ، و لا نزلت آية مدح في القرآن إلا فيه ، و لا شهد بالجنة في هل أتى على الإنسان إلا له ، و لا أنزلها في سواه ، و لا مدح بها غيره .
( معاشر الناس ) هو ناصر دين الله و المجادل عن رسول الله ، و هو التقي النقي الهادي المهدي ، نبيكم خير نبي و وصيكم خير وصي و بنوه خير الأوصياء .
( معاشر الناس ) ذرية كل نبي من صلبه و ذريتي من صلب علي .
( معاشر الناس ) إن إبليس أخرج آدم من الجنة بالحسد ، فلا تحسدوه فتحبط أعمالكم و تزل أقدامكم ، فان آدم اهبط إلى الأرض بخطيئة واحدة و هو صفوة الله عز و جل و كيف بكم و أنتم أنتم و منكم أعداء الله ، ألا إنه لا يبغض علياً إلا شقي و لا يتوالى علياً إلا تقي و لا يؤمن به إلا مؤمن مخلص ، و في علي والله نزلت سورة العصر ﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾ 27 . إلى آخرها .
( معاشر الناس ) قد استشهدت الله و بلغتكم رسالتي ، و ما على الرسول إلا البلاغ المبين .
( معاشر الناس ) ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ 28 .
( معاشر الناس ) ﴿ … آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا … ﴾ 29 .
( معاشر الناس ) النور من الله عز و جل فيّ مسلوك ثم في علي ثم في النسل منه إلى القائم المهدي الذي يأخذ بحق الله و بكل حق هو لنا ، لأن الله عز و جل قد جعلنا حجة على المقصرين و المعاندين و المخالفين و الخائنين و الآثمين و الظالمين من جميع العالمين .
( معاشر الناس ) أنذركم أني رسول الله قد خلت من قبلي الرسل أفإن مت أو قتلت انقلبتم على أعقابكم و من ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجزي الله الشاكرين ، ألا و ان علياً هو الموصوف بالصبر و الشكر ثم من بعده ولده من صلبه .
( معاشر الناس ) لا تمنوا على الله إسلامكم فيسخط عليكم و يصيبكم بعذاب من عنده إنه لبالمرصاد .
( معاشر الناس ) انه سيكون من بعدى أئمة يدعون إلى النار و يوم القيامة لا ينصرون .
( معاشر الناس ) إن الله و أنا بريئان منهم .
( معاشر الناس ) إنهم و أنصارهم و أتباعهم و أشياعهم في الدرك الأسفل من النار و لبئس مثوى المتكبرين ، ألا إنهم أصحاب الصحيفة فلينظر أحدكم في صحيفته . قال : فذهب على الناس إلا شرذمة منهم أمر الصحيفة .
( معاشر الناس ) إني أدعها إمامة و وراثة في عقبي إلى يوم القيامة ، و قد بلغت ما أمرت بتبليغه حجة على كل حاضر و غائب و على كل أحد ممن شهد أولم يشهد ولد أو لم يولد ، فليبلغ الحاضر الغائب و الوالد الولد إلى يوم القيامة ، و سيجعلونها ملكا و اغتصابا ، ألا لعن الله الغاصبين و المغتصبين ، و عندها سنفرغ لكم أيها الثقلان فيرسل عليكما شواظ من نار و نحاس فلا تنتصران .
( معاشر الناس ) إن الله عز و جل لم يكن يذركم على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ، و ما كان الله ليطلعكم على الغيب .
( معاشر الناس ) إنه ما من قرية إلا والله مهلكها بتكذيبها ، و كذلك يهلك القرى و هي ظالمة كما ذكر الله تعالى ، و هذا علي إمامكم و وليكم و هو مواعيد الله و الله يصدق ما وعده .
( معاشر الناس ) قد ضل قبلكم اكثر الأولين ، و الله لقد أهلك الأولين و هو مهلك الآخرين ، قال الله تعالى : ﴿ أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ * ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ * كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴾ 30 .
( معاشر الناس ) إن الله قد أمرني و نهاني ، و قد أمرت علياً و نهيته ، فعلم الأمر و النهي من ربه عز و جل ، فاسمعوا لأمره تسلموا ، و أطيعوه تهتدوا ، و انتهوا لنهيه ترشدوا ، و صيروا إلى مراده و لا تتفرق بكم السبل عن سبيله .
( معاشر الناس ) أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم باتباعه ثم علي من بعدي ثم ولدي من صلبه أئمة يهدون إلى الحق و به يعدلون ، ثم قرأ: ﴿ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ 31 إلى آخرها و قال : فيّ نزلت و فيهم نزلت و لهم عمت و إياهم خصت ، أولئك أولياء الله لا خوفٌ عليهم و لا هم يحزنون ألا إن حزب الله هم الغالبون . ألا إن أعداء علي هم أهل الشقاق و النفاق و الحادون و هم العادون و إخوان الشياطين الذين يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا .
ألا إن أولياءهم الذين ذكرهم الله في كتابه فقال عز وجل : ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ … ﴾ 32 33 إلى آخر الآية . ألا إن أولياءهم الذين وصفهم الله عز و جل فقال : ﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴾ 34 35 .
ألا إن أولياءهم الذين وصفهم الله عز و جل فقال الذين يدخلون الجنة آمنين تتلقاهم الملائكة بالتسليم أن ﴿ … طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾ 36 37 .
ألا إن أولياءهم الذين قال لهم الله عز وجل : يدخلون الجنة بغير حساب 38 ، ألا إن أعداءهم يصلون سعيرا 39 .
ألا إن أعداءهم الذين يسمعون لجهنم شهيقا و هي تفور و لها زفير 40 . .
ألا إن أعداءهم الذين قال الله فيهم : ﴿ … كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا … ﴾ 41 الآية .
ألا إن أعداءهم الذين قال الله عز وجل : ﴿ تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ﴾ 42 .
ألا إن أولياءهم الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة و أجر كبير .
( معاشر الناس ) شتان ما بين السعير و الجنة ، عدونا من ذمه الله و لعنه ، و ولينا من مدحه الله و احبه .
( معاشر الناس ) ألا و إني منذر و علي هاد .
( معاشر الناس ) إني نبي و علي وصي ، ألا إن خاتم الأئمة منا القائم المهدي ، ألا إنه الظاهر على الدين ، ألا إنه المنتقم من الظالمين ، ألا إنه فاتح الحصون و هادمها ، ألا إنه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك ، ألا إنه مدرك بكل ثار لأولياء الله ، ألا إنه الناصر لدين الله ، ألا إنه الغرّاف 43 في بحر عميق . ألا إنه يسم 44 كل ذي فضل بفضله و كل ذي جهل بجهله ، ألا إنه خيرة الله و مختاره ، ألا إنه وارث كل علم و المحيط به ، ألا إنه المخبر عن ربه عز و جل و المنبه بأمر إيمانه ، ألا إنه الرشيد السديد ، ألا إنه المفوض إليه ، ألا إنه قد بشر من سلف بين يديه ، ألا إنه الباقي حجة و لا حجة بعده ، و لاحقّ إلا معه ، و لا نور إلا عنده ، ألا إنه لا غالب له و لا منصور عليه ، ألا و إنه ولي الله في أرضه و حكمه في خلقه ، و أدمينه في سره و علانيته .
( معاشر الناس ) قد بينت لكم و أفهمتكم ، و هذا علي يفهمكم بعدي .
ألا و أني عند انقضاء خطبتي أدعوكم إلى مصافقتي 45 على بيعته والإقرار به ثم مصافقته بعدي .
ألا وإني قد بايعت الله و علي قد بايعني و أنا آخذكم بالبيعة له عن الله عز و جل : ﴿ … فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ … ﴾ 46 الآية 47 .
( معاشر الناس ) : ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا … ﴾ 48 الآية 49 . .
( معاشر الناس ) حجوا البيت ، فما ورده أهل بيت لا استغنوا ، و لا تخلفوا عنه إلا افتقروا .
( معاشر الناس ) ما وقف بالموقف مؤمن إلا غفر الله له ما سلف من ذنبه إلى وقته ذلك فإذا انقضت حجته استؤنف عمله .
( معاشر الناس ) الحجاج معانون 50 و نفقاتهم مخلفة ، و الله لا يضيع أجر المحسنين .
( معاشر الناس ) حجوا البيت بكمال الدين و التفقه ، و لا تنصرفوا عن المشاهد إلا بتوبة و إقلاع 51 .
( معاشر الناس ) أقيموا الصلاة و آتوا الزكاة كما أمركم الله عز و جل ، لئن طال عليكم الأمد فقصرتم أو نسيتم فعليٌّ وليكم ، و مبين لكم الذي نصبه الله عز و جل بعدي ، و من خلفه الله مني و أنا منه ، يخبركم بما تسألون عنه ، و يبين لكم مالا تعلمون .
ألا إن الحلال و الحرام أكثر من أن أحصيهما و أعرفهما ، فآمر بالحلال و أنهى عن الحرام في مقام واحد ، فأمرت أن آخذ البيعة منكم و الصفقة لكم ، بقبول ما جئت به عن الله عز و جل في علي أمير المؤمنين و الأئمة من بعده الذين هم مني و منه ، أئمة قائمة ـ منهم المهدي ـ إلى يوم القيامة الذي يقضي بالحق .
( معاشر الناس ) و كل حلال دللتكم عليه أو حرام نهيتكم عنه فإني لم ارجع عـن ذلك ولم أبدل .
ألا فاذكروا ذلك و احفظوه و تواصوا به و لا تبدلوه و لا تغيروه .
ألا و إني اجدد القول : ألا فأقيموا الصلاة و آتوا الزكاة و أمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر .
ألا و إن رأس الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر أن تنتهوا إلى قولي و تبلغوه من لم يحضر و تأمروه بقبوله و تنهوه عن مخالفته ، فانه أمر من الله عز و جل و مني ، و لا أمر بمعروف و لا نهي عن منكر إلا مع إمام معصوم .
( معاشر الناس ) القرآن يعرفكم أن الأئمة من بعده ولده ، و عرفتكم أنه مني و أنا منه ، حيث يقول الله في كتابه ﴿ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ 52 و قلت ” لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما .
( معاشر الناس ) التقوى التقوى ، إحذروا الساعة كما قال الله عز و جل : ﴿ … إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾ 53 اذكروا الممات و الحساب و الموازين و المحاسبة بين يدي رب العالمين و الثواب و العقاب ، فمن جاء بالحسنة أثيب عليها و من جاء بالسيئة فليس له في الجنان نصيب .
( معاشر الناس ) إنكم اكثر من أن تصافقوني بكف واحدة ، و قد أمرني الله عز و جل أن آخذ من ألسنتكم الإقرار بما عقدت لعلي من إمرة المؤمنين و من جاء بعده من الأئمة مني و منه على ما أعلمتكم أن ذريتي من صلبه ، فقولوا بأجمعكم ( إنا سامعون مطيعون راضون منقادون لما بلغت عن ربنا و ربك في أمر علي أمر ولده من صلبه من الأئمة ، نبايعك على ذلك بقلوبنا و أنفسنا و ألسنتنا و أيدينا على ذلك نحيى و نموت و نبعث و لا نغير و لا نبدل و لا نشك و لا نرتاب و لا نرجع عن عهد و لا ننقض الميثاق نطيع الله و نطيعك و علياً أمير المؤمنين و ولده الأئمة الذين ذكرتهم من ذريتك من صلبه بعد الحسن و الحسين ) اللذين قد عرفتكم مكانهما مني و محلهما عندي و منزلتهما من ربي عز و جل ، فقد أديت ذلك إليكم و أنهما سيدا شباب أهل الجنة ، و أنهما الإمامان بعد أبيهما علي و أنا أبوهما قبله ، و قولوا : ( اطعنا الله بذلك و إياك و علياً و الحسن و الحسين و الأئمة الذين ذكرت عهداً و ميثاقاً مأخوذاً لأمير المؤمنين من قلوبنا و أنفسنا و ألسنتنا و مصافقة أيدينا من أدركهما بيده و أقر بهما بلسانه و لا نبتغي بذلك بدلا و لا نرى من أنفسنا عنه حولا أبدا ، أشهدنا الله و كفى بالله شهيدا و أنت علينا به شهيد ، و كل من أطاع ممن ظهر و استتر و ملائكة الله و جنوده و عبيده و الله أكبر من كل شهيد ) .
( معاشر الناس ) ما تقولون ؟ فان الله يعلم كل صوت و خافية كل نفس ﴿ … فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا … ﴾ 54 ومن بايع فإنما يبايع الله ﴿ … يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ … ﴾ 46 .
( معاشر الناس ) فاتقوا الله و بايعوا علياً أمير المؤمنين و الحسن و الحسين و الأئمة كلمة طيبة باقية ، يهلك الله من غدر و يرحم الله من وفى : ﴿ … فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ … ﴾ 46 .
( معاشر الناس ) قولوا الذي قلت لكم و سلموا على علي بإمرة المؤمنين ، و قولوا : ﴿ … سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ 55 و قولوا : ﴿ … الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ … ﴾ 56 .
( معاشر الناس ) إن فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام عند الله عز و جل ، و قد أنزلها في القرآن أكثر من أن أحصيها في مقام واحد ، فمن أنبأكم بها و عرفها فصدقوه .
( معاشر الناس ) من يطع الله و رسوله و علياً و الأئمة الذين ذكرتهم فقد فاز فوزاً عظيما .
( معاشر الناس ) السابقون السابقون إلى مبايعته و موالاته و التسليم عليه بإمرة المؤمنين ، أولئك هم الفائزون في جنات النعيم .
( معاشر الناس ) قولوا ما يرضى الله به عنكم من القول ، فـ ﴿ … إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا … ﴾ 57 ﴿ … فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا … ﴾ 58 ، اللهم اغفر للمؤمنين و اغضب على الكافرين و الحمد لله رب العالمين . فناداه القوم : سمعنا و أطعنا على أمر الله أمر رسوله بقلوبنا و ألسنتنا و أيدينا . و تداكّّّوا 59 على رسول الله صلى الله عليه و آله و على علي عليه السلام فصافقوا بأيديهم ، فكان أول من صافق رسول الله صلى الله عليه و آله الأول و الثاني و الثالث و الرابع و الخامس و باقي المهاجرين و الأنصار و باقي الناس على طبقاتهم و قدر منازلهم ، إلى أن صليت المغرب و العتمة في وقت واحد ، و وصلوا البيعة و المصافقة ثلاثاً و رسول الله يقول كلما بايع قوم : الحمد لله الذي فضلنا على جميع العالمين . و صارت المصافقة سنة و رسما ، و ربما يستعملها من ليس له حق فيها 60 .
تواتر حديث الغدير عند الشيعة
اتفقت كلمة الإمامية على صحة حديث الغدير بل و تواتره فلا يحتاج إلى النظر في سنده كغيره من الأخبار المتواترة و قد صرح بتواتره أعلام الشيعة الإمامية و إليك بعضهم :
1 ـ قال الشيخ الصدوق أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين ( رضي الله عنه ) المتوفى 381 هـ بعد أن نقل الأخبار في معنى ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) قال :
نحن نستدل على أن النبي ( صلى الله عليه و آله ) قد نص على علي بن أبي طالب و استخلفه و أوجب فرض طاعته على الخلق بالأخبار الصحيحة و هي قسمان :
قسم قد جامعنا عليه خصومنا في نقله و خالفونا في تأويله .
و قسم قد خالفونا في نقله .
فالذي يجب علينا في ما وافقونا في نقله أن نريهم بتقسيم الكلام و رده إلى مشهور اللغات و الاستعمال المعروف أن معناه هو ما ذهبنا إليه من النص و الاستخلاف دون ما ذهبوا هم إليه من خلاف ذلك .
و الذي يجب علينا فيما خالفونا في نقله أن نبين أنه ورد ورودا يقطع مثله العذر و أنه نظير ما قد قبلوه و قطع عذرهم و احتجوا به على مخالفيهم من الأخبار التي تفردوا هم بنقلها دون مخالفيهم و جعلوها مع ذلك قاطعة للعذر و حجة على من خالفهم فنقول و بالله نستعين .
أنا و مخالفينا قد روينا عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) أنه قام يوم غدير خم و قد جمع المسلمين فقال 🙁 أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم فقالوا اللهم بلى قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم و ال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله ) .
ثم نظرنا في معنى قول النبي ( صلى الله عليه و آله ) : ( أ لست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ) ثم في معنى قوله ( فمن كنت مولاه فعلي مولاه ) 61 .
2 ـ و قال السيد المرتضى في كتاب الشافي أما الدلالة على صحة الخبر فلا يطالب بها إلا امتعنت لظهوره و اشتهاره و حصول العلم لكل من سمع الأخبار به و ما المطالب بتصحيح خبر الغدير و الدلالة عليه إلا كالمطالب بتصحيح غزوات النبي ( صلى الله عليه و آله ) الظاهرة المشهورة و أحواله المعروفة و حجة الوداع نفسها لأن ظهور الجميع و عموم العلم به بمنزلة واحدة و بعد فقالت الشيعة بنقله و بتواتره و أكثر رواة أصحاب الحديث ترويه بالأسانيد المتصلة و جميع أصحاب السير ينقلونه عن أسلافهم خلفاً عن سلف نقلاً بغير إسناد مخصوص كما نقلوا الوقائع و الحوادث الظاهرة و قد أورده مصنفو الحديث في جملة الصحيح و قد استبد هذا الخبر بما لا يشركه فيه سائر الأخبار لأن الأخبار على ضربين أحدهما لا يعتبر في نقله الأسانيد المتصلة كالخبر عن وقعة بدر و خيبر و الجمل و صفين و الضرب الآخر يعتبر فيه اتصال الأسانيد كأخبار الشريعة و قد اجتمع فيه الطريقان و مما يدل على صحته إجماع علماء الأمة على قبوله و لا شبهة فيما ادعيناه من الإطباق لأن الشيعة جعلته الحجة في النص على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بالإمامة و مخالفو الشيعة أولوه على اختلاف تأويلاتهم و ما يعلم أن فرقة من فرق الأمة ردت هذا الخبر أو امتنعت من قبوله 62 .
و أما ما حكي عن ابن أبي داود السجستاني في دفع الخبر و حكي عن الخوارج مثله و طعن الجاحظ في كتاب العثمانية فيه فنقول أولاً : إنه لا يعتبر في باب الإجماع عدم تقدم خلافه فإن ابن أبي داود و الجاحظ لو صرحا بالخلاف لسقط خلافهما بما ذكرناه من الإجماع على أنه قد قيل إن ابن أبي داود لم ينكر الخبر و إنما أنكر كون المسجد الذي بغدير خم متقدماً و قد حكي عنه التنصل من القدح في الخبر و التبري مما قذفه به محمد بن جرير الطبري .
و أما الجاحظ فلم يتجاسر أيضاً على التصريح بدفع الخبر و إنما طعن على بعض رواته و ادعى اختلاف ما نقل في لفظه .
و أما الخوارج فما يقدر أحد على أن يحكي عنهم دفعاً لهذا الخبر و كتبهم خالية عن ذلك و قد استدل قوم على صحة الخبر بما تظاهرت به الروايات من احتجاج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) به في الشورى حيث قال : أنشدكم الله هل منكم أحد أخذ رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) بيده فقال : من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه غيري ، فقال القوم اللهم لا . و إذا اعترف به من حضر الشورى من الوجوه و اتصل أيضاً بغيرهم من الصحابة ممن لم يحضر الموضع ولم يكن من أحد نكير له مع علمنا بتوفر الدواعي إلى إظهار ذلك لو كان فقد وجب القطع على صحته على أن الخبر لو لم يكن في الوضوح كالشمس لما جاز أن يدعيه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) سيما مثله في مثل هذا المقام . انتهى 63 ما خص كلامه و من أراد التفصيل فليرجع إلى أصل الكتاب .
3 ـ و ممن اعترف بتواتره من علماء الشيعة الشيخ الطوسي المتوفى 460 هـ في الرسائل العشر ص 134.
4 ـ قال السيد ابن طاووس :
اعلم أن نص النبي صلوات الله عليه و آله على مولانا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يوم الغدير بالإمامة لا يحتاج إلى كشف و بيان لأهل العلم و الأمانة و الدراية ، و إنما نذكر تنبيهاً على بعض ما رواه ليقصد من شاء و يقف على معناه 64 .
5 ـ و قال العلامة المجلسي : اعلم أن الاستدلال بخبر الغدير يتوقف على أمرين :
أحدهما إثبات الخبر و الثاني إثبات دلالته على خلافته صلوات الله عليه .
أما الأول فلا أظن عاقلاً يرتاب في ثبوته و تواتره بعد إحاطته بما أسلفناه من الأخبار التي اتفقت المخالف و المؤالف على نقلها و تصحيحها مع أن ما أوردناه قليل من كثير و قد أوردنا كثيراً منها في كتاب الفتن و سيأتي في الأبواب الآتية بعضها و قد قرع سمعك ذكر من صنف الكتاب في ذلك من علماء الفريقين 65 .
قصة الغدير عند أهل السنة
أبدأ بما ذكره السيد ابن طاووس عن أحد علمائهم في خطبة النبي صلى الله عليه و آله يوم غدير خم و هي و إن لم تكن بذلك التفصيل إلا أنها تحتوي على بعض المقاطع الموجودة في تلك الخطبة قال السيد ابن طاووس :
في بعض تفصيل ما جرت عليه حال يوم الغدير من التعظيم و التبجيل اعلم أن ما نذكر في هذا الفصل ما رواه أيضا مخالفوا الشيعة المعتمد عليهم في النقل .
فمن ذلك ما رواه عنهم مصنف كتاب الخالص ، المسمى بالنشر و الطي ، و جعله حجة ظاهرة باتفاق العدو و الولي ، و حمل به نسخة إلى الملك شاه مازندران رستم بن علي لما حضرته بالري ، فقال فيما رواه عن رجالهم 66 :
قال صاحب كتاب النشر والطي في تمام حديثه ما هذا لفظه : فهبط جبرئيل فقال : اقرأ ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ … ﴾ 1 ، و قد بلغنا غدير خم في وقت لو طرح اللحم فيه على الأرض لانشوى 67 ، و انتهى إلينا رسول الله فنادى : الصلاة جامعة ، و لقد كان أمر علي عليه السلام أعظم عند الله مما يقدر ، فدعا المقداد و سلمان و أبا ذر و عمار ، فأمرهم أن يعمدوا إلى أصل شجرتين فيقموا 68 ما تحتهما فكسحوه 69 ، و أمرهم أن يضعوا الحجارة بعضها على بعض كقامة رسول الله صلى الله عليه و آله ، و أمر بثوب فطرح عليه ، ثم صعد النبي صلى الله عليه و آله المنبر ينظر يمنة و يسره ينتظر اجتماع الناس إليه . فلما اجتمعوا فقال :
الحمد لله الذي علا في توحده ودنا في تفرده ـ إلى أن قال : ـ أقر له على نفسي بالعبودية واشهد له بالربوبية وأؤدي ما أوحي إلي ، حذر إن لم أفعل أن تحل بي قارعة 70 ، أوحى إلي ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ … ﴾ 1 الآية .
معاشر الناس ما قصرت في تبليغ ما أنزله الله تبارك و تعالى ، و أنا أبين لكم سبب هذه الآية ، أن جبرئيل هبط إلي مراراً أمرني عن السلام أن أقول في المشهد و أعلّم الأبيض و الأسود ، أن علي بن أبي طالب أخي و خليفتي و الإمام بعدي .
أيها الناس علمي بالمنافقين ـ الذين ﴿ … يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ … ﴾ 71 و يحسبونه هيناً و هو عند الله عظيم ـ ، و كثرة أذاهم لي مرة سموني أذناً لكثرة ملازمته إياي و إقبالي عليه ، حتى أنزل الله : ﴿ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ … ﴾ 24 ـ محيط 72 ، و لو شئت أن أسمي القائلين بأسمائهم لسميت .
و اعلموا أن الله قد نصبه لكم ولياً و إماماً ، مفترضاً طاعته على المهاجرين و الأنصار و على التابعين و على البادي و الحاضر ، و على العجمي و العربي ، و على الحر و المملوك ، و على الكبير و الصغير ، و على الأبيض و الأسود ، و على موحد ، فهو ماض حكمه ، جائز قوله ، نافذ أمره ، ملعون من خالفه و مرحوم من صدقه .
معاشر الناس تدبروا القرآن و افهموا آياته و محكماته و لا تتبعوا متشابهه ، فوالله لا يوضح تفسيره إلا الذي أنا آخذ بيده و رافعها بيدي ، و معلمكم أن من كنت مولاه فهو مولاه ، و هو علي .
معاشر الناس أن علياً و الطيبين من ولدي من صلبه هم الثقل الأصغر و القرآن الثقل الأكبر ، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، و لا يحل إمرة المؤمنين لأحد بعدي غيره .
ثم ضرب بيده على عضده ، فرفعه على درجة دون مقامه متيامناً عن وجه رسول الله صلى الله عليه و آله ، فرفعه بيده و قال : أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : الله و رسوله ، فقال : ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، و عاد من عاداه ، و انصر من نصره ، و اخذل من خذله ، إنما أكمل الله لكم دينكم بولايته و إمامته ، و ما نزلت آية خاطب الله بها المؤمنين إلا بدأ به ، و لا شهد الله بالجنة في هل أتى إلا له ، و لا أنزلها في غيره ، ذرية كل نبي من صلبه و ذريتي من صلب علي ، لا يبغض علياً إلا شقي و لا يوالي علياً إلا تقي ، و في علي نزلت ﴿ وَالْعَصْرِ ﴾ 73 ، و تفسيرها : و رب عصر القيامة ، ﴿ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾ 74 أعداء آل محمد ، ﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا … ﴾ 75 بولايتهم ، ﴿ … وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ … ﴾ 75 بمواساة إخوانهم ، ﴿ … وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ 75 في غيبة غائبهم .
معاشر الناس آمنوا بالله و النور الذي أنزل ، أنزل الله النور فيّ ، ثم في علي ، ثم النسل منه إلى المهدي ، الذي يأخذ بحق الله ، معاشر الناس أني رسول الله قد خلت من قبلي الرسل ، إلا أن عليا الموصوف بالصبر والشكر ثم من بعده من ولده من صلبه .
معاشر الناس قد ضل من قبلكم أكثر الأولين ، أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم أن تسلكوا الهدى إليه ، ثم علي من بعدي ، ثم ولدي من صلبه أئمة يهدون بالحق ، إني قد بينت لكم و فهمتكم ، هذا علي يفهمكم بعدي ، ألا و إني بايعت لله و علي بايع لي ، و أنا آخذكم بالبيعة له عن الله ، ﴿ … فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ 46 .
معاشر الناس أنتم أكثر من أن تصافحوني بكف واحدة قد أمرني الله أن آخذ من ألسنتكم الإقرار بما عقدتم الإمرة لعلي بن أبي طالب ، و من جاء من بعده من الأئمة مني منه ، على ما أعلمتكم أن ذريتي من صلبه فليبلغ الحاضر الغائب ، فقولوا : سامعين مطيعين راضين لما بلغت عن ربك ، نبايعك على ذلك بقلوبنا و ألسنتنا و أيدينا ، على ذلك نحيا و نموت و نبعث ، لا نغير و لا نبدل و لا نشك و لا نرتاب ، أعطينا بذلك الله و إياك ، و علياً و الحسن و الحسين و الأئمة الذين ذكرت ، كل عهد و ميثاق من قلوبنا و ألسنتنا ، و نحن لا نبتغي بذلك بدلا و نحن نؤدي ذلك إلى كل من رأينا .
فبادر الناس بنعم نعم ، سمعنا و اطعنا أمر الله و أمر رسوله آمنا به بقلوبنا و تداكّوا 76 على رسول الله و علي عليهما السلام بأيديهم ، إلى أن صليت الظهر و العصر في وقت واحد ، و باقي ذلك اليوم إلى أن صليت العشاء آن في وقت واحد و رسول الله صل الله عليه و آله يقول كلما أتى فوج : ( الحمد لله الذي فضلنا على العالمين ) 77 .
هذه القصة و الحادثة الفريدة قد رواها العام و الخاص من المتقدمين و المتأخرين و رواها الطبراني في المعجم الكبير بسندين عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : لما صدر رسول الله صلى الله عليه و سلم من حجة الوداع نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا تحتهن ثم بعث إليهن فقمّ ما تحتهن من الشوك و عمد إليهن فصلى تحتهن ثم قام فقال : ( يا أيها الناس إني قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله ، و إني لأظن أني يوشك أن أدعي فأجيب ، و إني مسؤول و إنكم مسؤولون فماذا أنتم قائلون ؟ ) قالوا : نشهد أنك قد بلغت و جاهدت و نصحت فجزاك الله خيرا فقال : ( أليس تشهدون أن لا إله إلا الله و أن محمداً عبده و رسوله و أن جنته حق و ناره حق و أن الموت حق و أن البعث بعد الموت حق ، و أن الساعة آتية لا ريب فيها و أن الله يبعث من في القبور ) قالوا بلى نشهد بذلك قال : ( اللهم اشهد ) ثم قال : ( أيها الناس إن الله مولاي و أنا مولى المؤمنين ، و أنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا مولاه ـ يعني علياً ـ اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ) ثم قال : ( يا أيها الناس إني فرطكم ، و إنكم واردون علي الحوض ، حوض أعرض ما بين بُصرى و صنعاء ، فيه عدد النجوم قد حان من فضة ، و إني سائلكم حين تردون عليّ عن الثَّقَلَيْن ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما الثِِِّّقل الأكبر كتاب الله عز و جل سبب طرفه بيد الله و طرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا و لا تبدلوا و عترتي أهل بيتي فإنه نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض 78 .
روى هذه الخطبة حذيفة ابن أسيد و زيد ابن أرقم و غيرهما بألفاظ مطولة و مختصرة و بالرغم من قصر هذه الخطبة إذا ما قورنت بما تقدم من خطبته صلى الله عليه و آله عند الشيعة فإن الهيثمي في مجمع الزوائد قال حول هذه الخطبة ( فو الله ما من شيء يكون إلى يوم الساعة إلا قد أخبرنا به يومئذ ، ثم قال أيها الناس …. ) 79 .
و قد نص على صحة الخطبة ابن حجر في صواعقه و الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 165 في أحد سندي الطبراني و غيرهما كثير .
و بالرغم من وجود الخطبة الطويلة العريضة و التي تحدث فيها رسول الله صلى الله عليه و آله عن مختلف ما تحتاجه الأمة بعد وفاته بعد أن نعيت له نفسه فأصبح على أهبة الاستعداد لأن يبلغ الأمة و يعهد عهده ، كما و أن و دواعي الموقف تستدعي ذلك و مع هذا كله فقد حاول كثير ممن لا تنسجم ثقافته مع ثقافة أهل البيت عليهم السلام أن يشطب على هذه الخطبة ولم يذكر إلا النزر القليل منها و كأنه لم تكن هذه الواقعة أصلاً بينما صرحت بعض النصوص الصريحة و الصحيحة أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قام خطيباً كما في الرواية عن عمرو ذي مر و زيد بن أرقم قالا : خطب رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم غدير خم فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و أعن من أعانه . قلت لزيد بن أرقم عند الترمذي من كنت مولاه فعلي مولاه فقط رواه الطبراني وأحمد عن زيد وحده باختصار إلا أنه قال في أوله نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بواد يقال له خم فأمر بالصلاة فصلاها بهجير قال فخطب وظلل على رسول الله صلى الله عليه و سلم على شجرة من الشمس فقال ألستم تعلمون أو ألستم تشهدون أني أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى فذكر نحوه ، و البزار و فيه ميمون أبو عبد الله البصري وثقه ابن حبان و ضعفه جماعة ، و بقية رجاله ثقات 80 .
المؤلفات في حديث الغدير من علماء السنة
1 ـ كتاب الموالاة : لأبي العباس أحمد ابن عقدة المتوفى 333هـ . و الكتاب كان موجوداً عند السيد ابن طاووس كما ذكر ذلك في الإقبال فقال : و من ذلك الذي لم يكن مثله في زمانه أبو العباس احمد بن سعيد بن عقدة الحافظ ، الذي زكاه و شهد بعلمه الخطيب مصنف تاريخ بغداد ، فإنه صنف كتاباً سماه (حديث الولاية) وجدت هذا الكتاب بنسخة قد كتبت في زمان أبي العباس بن عقدة مصنفه ، تاريخها ، سنة ثلاثين و ثلاثمائة صحيح النقل ، عليه خط الطوسي وجماعة من شيوخ الإسلام ، لا يخفى صحة ما تضمنه على أهل الأفهام ، وقد روى فيه نص النبي صلوات الله عليه على مولانا علي عليه السلام بالولاية من مائة وخمس طرق .
و ان عددت أسماء المصنفين من المسلمين في هذا الباب ، طال ذلك على من يقف على هذا الكتاب ، و جميع هذه التصانيف عندنا الآن إلا كتاب الطبري 81 .
و قال في موضع آخر :
و ممن صنف تفصيل ما حققناه أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني الحافظ المعروف بابن عقده و هو ثقة عند أرباب المذاهب وجعل ذلك كتاباً محرراً سماه “حديث الولاية ” وذكر الأخبار عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) بذلك و أسماء الرواة من الصحابة و الكتاب عندي و عليه خط الشيخ العالم الرباني أبي جعفر الطوسي و جماعة من شيوخ الإسلام لا يخفى صحة ما تضمنه على أهل الإفهام وقد أثنى على ابن عقده الخطيب صاحب تاريخ بغداد و زكاه 82 .
2 ـ كتاب الولاية : لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى 310 هـ
قال السيد ابن طاووس :
ومن ذلك ما رواه محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ الكبير صنفه وسماه كتاب الرد على الحرقوصية 83 ، روى فيه حديث يوم الغدير و ما نص النبي على علي عليه السلام بالولاية و المقام الكبير ، و روى ذلك من خمس و سبعين طريقا 66 .
و قال صاحب العمدة : ( و قد ذكر محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ خبر يوم الغدير في خمسة و سبعين طريقاً ، و أفرد له كتاباً سماه كتاب الولاية ) 84 .
و قد ذكر علماء العامة أن الكتاب له منهم :
1 ـ قال الذهبي في ترجمة الطبري : ولما بلغه ـ يعني الطبري ـ أن ابن أبي داود تكلم في حديث غدير خم عمل كتاب الفضائل و تكلم على تصحيح الحديث . قلت : رأيت مجلداً من طريق الحديث لابن جرير فاندهشت له ولكثرة تلك الطرق 85 .
2 ـ قال ابن كثير في تاريخه في ترجمة الطبري : و قد رأيت كتاباً جمع فيه أحاديث غدير خم في مجلدين ضخمين ، و كتاباً جمع فيه طرق حديث الطير ) 86 .
و قال صاحب إحقاق الحق رحمه الله ذكر الشيخ ابن كثير الشامي الشافعي عند ذكر أحوال محمد بن جرير الطبري إني رأيت كتاباً جمع فيه أحاديث غدير خم في مجلدين ضخمين و كتاباً جمع فيه طرق حديث الطير 62 .
3 ـ ذكره له ياقوت الحموي في معجم الأدباء ج6 ص 455.
4 ـ ابن حجر العسقلاني كما في تهذيب التهذيب ج 7 ص 339 .
وقال السيد ابن طاووس :
وقد روى الحديث في ذلك محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ من خمس وسبعين طريقاً وافرد له كتاباً سماه ” حديث الولاية ” .
و رواه ايضاً أبو عباس أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقده بخبر يوم الغدير من مائة وخمس طرق وافرد له كتاباً سماه حديث الولاية وقد تقدم تسمية من روى عنهم .
وذكر محمد بن الحسن الطوسى في كتاب الاقتصاد وغيره ان قد روى خبر الغدير غير المذكورين من مائة وخمس وعشرين طريقاً .
ورواه ايضاً أحمد بن حنبل في مسنده اكثر من خمسه عشر طريقاً 87 .
وقال في موضع آخر :
و أما ما رواه مسعود بن ناصر السجستاني في صفة نص النبي صلى الله عليه و آله على مولانا علي عليه السلام بالولاية ، فانه مجلد أكثر من عشرين كراساً .
و أما الذي ذكره محمد بن جرير صاحب التاريخ في ذلك فانه مجلد ، وكذلك ما ذكره أبو العباس بن عقدة و غيره من العلماء أهل الروايات فإنها عدة مجلدات .
3 ـ ( من روى حديث غدير خم ) لأبي بكر الجعابي المتوفى355 هـ رواه بـ125 طريقا 88 .
4 ـ طرق حديث الغدير : للدار قطني المتوفى 385 هـ ذكره له الكنجي الشافعي في كفاية الطالب في مناقب علي ابن أبي طالب ص 60 .
5 ـ ( الدراية في حديث الولاية ) في 17 جزءاً لأبي سعيد مسعود بن ناصر السجستاني المتوفى 477هـ روى الحديث عن 120 صحابياً ذكره له السيد ابن طاووس في الإقبال فقال : فمن ذلك ما صنفه أبو سعيد مسعود بن ناصر السجستاني المخالف لأهل البيت في عقيدته ، المتفق عند أهل المعرفة به على صحة ما يرويه لأهل البيت وأمانته ، صنف كتاباً سماه كتاب ( الدراية في حديث الولاية ) ، وهو سبعة عشر جزء ، روى فيه حديث نص النبي عليه افضل السلام بتلك المناقب والمراتب على مولانا علي بن أبى طالب عليه السلام عن مائة وعشرين نفساً من الصحابة 89 .
6 ـ ( دعاة الهداة إلى أداء حق الموالاة ) في 10 أجزاء للحاكم الحسكاني المتوفى بعد 490 هـ كما ذكره المؤلف نفسه في شواهد التنزيل ج1 ص 190 ح 246 طبع بيروت .
7 ـ ( طرق حديث الولاية ) للذهبي المتوفى 748هـ قال الذهبي نفسه معلقاً على كتاب المستدرك للحاكم وتخريجه لحديث الطير : ( وأمّا حديث الطير فله طرق كثيرة جداً ، قد أفردتها بمصنف بمجموعها يوجب أن الحديث له أصل ، وأمّا حديث من كنت مولاه فعلي مولاه ، فله طرق جيدة وقد أفردت ذلك أيضاً 90 .
8 ـ ( طرق حديث من كنت مولاه فعلي مولاه ) للحافظ العراقي زين الدين عبد الرحيم بن الحسين الشافعي المتوفى 806 هـ ترجم له ابن فهد المكي في ذيل تذكرة الحفاظ ص 231 وذكر له هذا الكتاب 91 .
9 ـ ( أسنى المطالب في مناقب علي ابن أبي طالب ) لشمس الدين محمد بن محمد الجزري الشافعي المتوفى 833هـ والكتاب مطبوع راجع منه ص 48 أثبت فيه تواتر حديث الغدير ورواه من ثمانين طريقاً .
كتاب 29 مجلداً في حديث الغدير
و نقل ابن شهر آشوب عن أبي المعالي الجويني أنه كان يتعجب و يقول رأيت مجلدا ببغداد في يد صحاف فيه روايات هذا الخبر مكتوباً عليه المجلدة الثامنة و العشرون من طرق من كنت مولاه فعلي مولاه و يتلوه المجلد التاسعة و العشرون 92 .
و أثبت الشيخ ابن الجوزي الشافعي في رسالته الموسومة بأسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) تواتر هذا الحديث من طرق كثيرة و نسب منكره إلى الجهل و العصبية انتهى 93 .
11 ـ ابن المغازلي الشافعي : روى بسنده عن عمر بن سعد قال شهدت علياً على المنبر ناشد أصحاب رسول الله يوم غدير خم يقول ما قال فليشهد ، فقام اثنا عشر رجلاًًً منهم : أبو سعيد الخدري و أبو هريرة و أنس بن مالك ، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ) .
قال أبو القاسم الفضل بن محمد : هذا حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد روى حديث غدير خم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم نحو مائة نفس منهم العشرة ، وهو حديث ثابت لا أعرف له علة ، تفرد علي رضي الله عنه بهذه الفضيلة لم يشركه أحد 94 .
راجع بقيتهم في إحقاق الحق ج 2 / 423 و عبقات الأنوار ، و الغدير للعلامة الأميني ج1 ط بيروت .
وأما المؤلفات من الشيعة في حديث الغدير فأكثر من 20 كتاباً انظر بعضها في تعليقة المراجعات ص 471 .
الطرق المتعددة لحديث الغدير عند السنة
1 ـ رواه أحمد بن حنبل من 40 طريقاً وقد صحح الهيثمي بعض طرقه . انظر مجمع الزوائد ج 9 ص 104 .
2 ـ ابن جرير الطبري من 72 طريقاً .
3 ـ الجزري المقري من 80 طريقاً .
4 ـ ابن عقدة من 105 طرق .
5 ـ أبو سعيد مسعود بن ناصر السجستاني من120 طريقاً ويروي حديث الغدير بـ1300 إسناد .
6 ـ أبو بكر الجعابي من 125 طريقاً .
7 ـ محمد اليمني أن له 150 طريقاً 95 .
8 ـ ورواه أبو العلاء العطار الهمداني من 250 طريقاً 96 .
9 ـ و قال الشيخ عبد الله الشافعي في كتابه المناقب ص 108 مخطوط : ( و هذا الخبر ـ أي حديث الغدير ـ قد تجاوز حد التواتر فلا يوجد خبر قط نقل من طرق كهذه الطرق … الخ كما في إحقاق الحق ج 6 / 290 .
تواتر حديث الغدير عند السنة
اعترف بتواتر حديث الغدير جم غفير من علماء السنة فمن هؤلاء :
1 ـ الحافظ الذهبي :
روى الذهبي الحديث و اعترف بتواتره :
فقال في ترجمة : المطلب ابن زياد ، عن عبدالله بن محمد بن عقيل قال : كنت عند جابر في بيته ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن الحنفية ، وأبو جعفر ، فدخل رجل من أهل العراق ، فقال : أنشدك بالله إلا حدثتني ما رأيت وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : كنا بالجحفة بغدير خم 97 ، و ثم ناس كثير من جهينة ومزينة وغفار ، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم من خباء أو فسطاط ، فأشار بيده ثلاثاً ، فأخذ بيد علي رضي الله عنه فقال : ” من كنت مولاه فعلي مولاه ” . هذا حديث حسن عال جداً ، ومتنه فمتواتر 98 .
2 ـ الحافظ ابن الجزري :
شمس الدين محمد بن محمد الجزري الشافعي المتوفى 833هـ له ( أسنى المطالب في مناقب علي ابن أبي طالب ) و الكتاب مطبوع راجع منه ص 48 أثبت فيه تواتر حديث الغدير ورواه من ثمانين طريقاً ، قال بعد أن روى كثيراً من طرق حديث غدير خم ( هذا حديث حسن من هذا الوجه صحيح من وجوه كثيرة متواتر عن أمير المؤمنين علي ـ رضي الله عنه ـ و هو متواتر أيضاً عن النبي صلى الله عليه و سلم ، رواه الجم الغفير عن الجم الغفير ولا عبر بمن حاول تضعيفه ممن لا اطلاع له في هذا العلم .
و بعد أن ذكر عدداً من الصحابة الذين رووه قال :
و صح عن جماعة ممن يحصل القطع بخبرهم ، وثبت أيضاً أن هذا القول كان منه صلى الله عليه و سلم يوم غدير خم 99 .
3 ـ جلال الدين السيوطي الشافعي :
أ ـ في الفوائد المتكاثرة في الأخبار المتواترة .
ب ـ وفي الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة .
نقل كلام السيوطي في تواتر الحديث العلامة المناوي في شرح الجامع الصغير ج 2 ص 442 . والعلامة العزيزي في شرح الجامع الصغير ج 3 ص360 .
4 ـ قال العجلوني في تواتره :
من كنت مولاه فعلي مولاه . رواه الطبراني وأحمد والضياء في المختارة عن زيد بن أرقم وعلي وثلاثين من الصحابة بلفظ : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فالحديث متواتر أو مشهور 100 .
5 ـ الملا علي القاري الحنفي :
في المرقاة شرح المشكاة قال بعد نقل بعض أحاديث غدير خم :
( والحاصل : إن هذا حديث صحيح لا مرية فيه ، بل بعض الحفاظ عده متواتراً ، إذ في رواية لأحمد : أنه سمعه من النبي صلى الله عليه و آله و سلم ثلاثون صحابياً وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته ) 101 .
6 ـ جمال الدين عطاء الله بن فضل الله الشيرازي في كتابه الأربعين مخطوط .
قال : ( أصل هذا الحديث سوى قصة الحارث ، تواتر عن أمير المؤمنين عليه السلام ، وهو متواتر عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم أيضاً رواه جمع كثير وجم غفير من الصحابة ) 102 .
7 ـ المناوي الشافعي في كتابه التيسير .
8 ـ ميرزا مخدوم بن مير عبد الباقي في نواقض الروافض . قال : ( فإن تسألني عن حديث الغدير المتواتر أذكر لك الملخص ) 103 .
9 ـ محمد بن إسماعيل اليماني الصناعاني في كتاب الروضة الندية .
قال : ( ومع إنصاف الأئمة بتواتره فلا نميل بإيراد طرقه بل نتبرك ببعض منها ) 104 .
10 ـ محمد صدر عالم في كتاب معارج العلى قال ( ثم اعلم أن حديث الموالاة متواتر عند السيوطي ـ رحمه الله ـ كما ذكره في قطف الأزهار ، فأردت أن أسوق طرقه ليتضح التواتر .. ) 105 .
11 ـ الشيخ عبد الله الشافعي في كتابه الأربعين . وقال في كتابه المناقب ص 108 مخطوط وهذا الخبر ـ أي حديث الغدير ـ قد تجاوز حد التواتر فلا يوجد خبر قط نقل من طرق كهذه الطرق … الخ كما في إحقاق الحق ج 6 / 290 .
12 ـ الشيخ ضياء الدين المقبلي في كتاب الأبحاث المسددة في الفنون المتعددة . قال : ( ومن شواهد ذلك ما ورد في حق علي ـ كرم الله وجهه في الجنة ـ وهو على حدته متواتر معنىً ، ومن أوضحه معنى وأشهره رواية حديث : ( من كنت مولاه ، فعلي مولاه ) وفي بعض رواياته زيادة ( اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ) وفي بعض زيادة ( وانصر من نصره واخذل من خذله ) .
وطرقه كثيرة جدا ، و لذا ذهب بعضهم إلى أنه متواتر لفظاً فضلاً عن المعنى .. ـ إلى أن قال ـ نعم ، فإن كان مثل هذا معلوماً وإلاّ فما في الدنيا معلوم ) 106 .
13 ـ القاضي ثناء الله باني بتي :
أحد علماء الهند قال : ( هذا حديث صحيح بل متواتر ، رواه ثلاثون صحابياً .. وذكره جمهور المحدثين في الصحاح و السنن و المسانيد ) 107 .
14 ـ محمد ناصر الدين الألباني :
قال في (سلسلة الأحاديث الصحيحة ) بعد أن عدد طرق حديث غدير خم وقوله صلى الله عليه و آله و سلم ( من كنت مولاه ، فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) وصحح أكثرها قال :
( و للحديث طرق أخرى كثيرة ، جمع طائفة كبيرة منها الهيثمي في ( المجمع ج 9 / 103 ـ 108 ) وقد ذكرت وخرجت ما يتسر لي منها مما يقطع الواقف عليها بعد تحقيق الكلام على أسانيدها بصحة الحديث يقيناً ، وإلا فهي كثيرة جداً ، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد ، قال الحافظ ابن حجر : منها صحاح ومنها حسان .
وجملة القول أن حديث الترجمة ـ يعني ( من كنت مولاه ، فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) ـ حديث صحيح بشطريه ، بل الأول منه متواتر عنه صلى الله عليه و سلم كما يظهر لمن تتبع أسانيده وطرقه ، وما ذكرت منها طفاية .
إلى أن قال : إذا عرفت هذا ، فقد كان الدافع لتحرير الكلام على الحديث وبيان صحته أنني رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية ، قد ضعف الشطر الأول من الحديث ، و أما الشطر الآخر ، فزعم أنه كذب 108 !! .
و هذا منه مبالغاته الناتجة في تقديري من تسرعه في تضعيف الأحاديث قبل أن يجمع طرقها ويدقق النظر فيها . والله المستعان 109 .
صحة حديث الغدير عند أهل السنة
صرح عدد كبير من علماء أهل السنة و الجماعة بصحة حديث الغدير منهم :
1 ـ قال ابن حجر العسقلاني :
وأما حديث من كنت مولاه فعلي مولاه فقد أخرجه الترمذي والنسائي وهو كثير الطرق جداً وقد استوعبها بن عقدة في كتاب مفرد وكثير من أسانيدها صحاح وحسان 110 .
و قال ابن حجر أيضا تعقيبا على كلام صاحب التهذيب :
قلت : لم يجاوز المؤلف ما ذكر ابن عبد البر وفيه مقنع ولكنه ذكر حديث الموالاة عن نفر سماهم فقط وقد جمعه ابن جرير الطبري في مؤلف فيه أضعاف من ذكر وصححه واعتنى بجمع طرقه أبو العباس بن عقدة فأخرجه من حديث سبعين صحابيا أو اكثر 111 .
2 ـ قال العجلوني :
من كنت مولاه فعلي مولاه . رواه الطبراني وأحمد والضياء في المختارة عن زيد بن أرقم وعلي وثلاثين من الصحابة بلفظ اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فالحديث متواتر أو مشهور 112 .
3 ـ تصحيح الذهبي للحديث :
حدثنا المطلب ابن زياد ، عن عبدالله بن محمد بن عقيل قال : كنت عند جابر في بيته ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن الحنفية ، وأبو جعفر ، فدخل رجل من أهل العراق ، فقال : أنشدك بالله إلا حدثتني ما رأيت وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : كنا بالجحفة بغدير خم 97 ، وثم ناس كثير من جهينة ومزينة وغفار ، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم من خباء أو فسطاط ، فأشار بيده ثلاثاً ، فأخذ بيد علي رضي الله عنه فقال : ” من كنت مولاه فعلي مولاه ” . هذا حديث حسن عال جدا ، ومتنه فمتواتر 113 .
4 ـ أبو الحسن الهيثمي المتوفى 807 هـ 114 :
صحح أكثرية طرق حديث الغدير في كتابه مجمع الزوائد .
صحة ( اللهم وال من والاه وعاد من عاداه )
تذرع كثير ممن في قلبه مرض بعدم صحة الفقرة في الحديث ( اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) بينما أكثرية المتون الصحيحة من حديث الغدير مشتملة عليها ولأجل ذلك قد ذكرها الهيثمي ونص على صحتها و إليك بعضها :
1 ـ عن رباح الحارث قال جاء رهط إلى على بالرحبة قالوا السلام عليك يا مولانا فقال كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب ؟ قالوا سمعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم غدير خم يقول من كنت مولاه فهذا مولاه قال رباح فلما مضوا تبعتهم فقلت من هؤلاء قالوا نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري . رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال قالوا سمعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وهذا أبو أيوب بيننا فحسر أبو أيوب العمامة عن وجهه ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، ورجال أحمد ثقات 115 .
2 ـ عن أبى الطفيل قال جمع على الناس في الرحبة ثم قال لهم انشد بالله كل امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يوم غدير خم ما قال لما قام فقام إليه ثلاثون من الناس قال أبو نعيم فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذ بيده فقال أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى يا رسول الله قال من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فخرجت كأن في نفسي شيئا فلقيت زيد بن أرقم فقلت له إني سمعت علياً يقول كذا وكذا قال فما تنكر قد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ذلك . رواه أحمد و رجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة 116 .
3 ـ وعن عمرو بن ذي مر وسعيد بن وهب وعن زيد بن بثيع قالوا سمعنا علياً يقول نشدت الله رجلاً سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يوم غدير خم لما قام فقام ثلاثة عشر رجلا فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى يا رسول الله قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه 117 و أبغض من يبغضه وانصر من نصره واخذل من خذله . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير فطر ابن خليفة وهو ثقة 118 .
4 ـ وعن زيد بن أرقم قال استشهد علي رضى الله عنه الناس فقال انشد الله عز وجل رجلا سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فقام ستة عشر فشهدوا . رواه احمد وفيه أبو سليمان ولم اعرفه الا ان يكون بشير بن سلمان فان كان هو فهو ثقة : و بقية رجاله ثقات 119 .
5 ـ و عن عبدالرحمن بن أبى ليلى قال شهدت علياً في الرحبة يناشد الناس انشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في يوم غدير خم من كنت مولاه فعلى مولاه لما قام فشهد قال عبدالرحمن فقام اثنا عشر بدريا كأني انظر إلى أحدهم عليه سراويل فقالوا نشهد انا سمعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يوم غدير خم 120 ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم قلنا بلى يا رسول الله قال فمن كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . رواه أبو يعلى ورجاله وثقوا وعبد الله بن أحمد 121 .
6 ـ وعن زيد بن أرقم قال أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالشجرات فقم 122 ما تحتها و رش ثم خطبنا فو الله ما من شئ يكون إلى يوم الساعة إلا قد أخبرنا به يومئذ ثم قال : يا أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم قلنا الله ورسوله أولى بنا من أنفسنا قال فمن كنت مولاه فهذا مولاه يعنى عليا ثم أخذ بيده فبسطها ثم قال اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . قلت روى الترمذي منه من كنت مولاه فعلى مولاه فقط رواه الطبراني وفيه حبيب بن خلاد الانصاري ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات ، و رواه البزار ثم منه وفيه ميمون أبو عبدالله البصري وثقه ابن حبان و ضعفه جماعة .
7 ـ وعن داود بن يزيد الاودى عن أبيه قال دخل أبو هريرة المسجد فاجتمع إليه الناس فقام إليه شاب فقال أنشدك بالله سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . قال فقال إي أشهد أنى سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . رواه أبو يعلى والبزار بنحوه والطبراني في الأوسط وفى أحد إسنادي البزار رجل غير مسمى ، وبقية رجاله ثقات في الآخر ، وفى إسناد أبي يعلى داود بن يزيد وهو ضعيف 123 .
8 ـ وعن زيد بن أرقم قال نشد على الناس انشد الله رجلا سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فقام اثنا عشر بدرياً فشهدوا بذلك وكنت فيمن كتم فذهب بصرى . رواه الطبراني في الكبير والأوسط خاليا من ذهاب البصر والكتمان ودعاء علي ، وفى رواية عنده وكان علي دعا على من كتم ، ورجال الأوسط ثقات 123 .
9 ـ و عن حبشي بن جنادة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يوم غدير خم اللهم من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و أعن من أعانه . رواه الطبراني و رجاله وثقوا 123 .
10 ـ و عن جرير قال شهدنا الموسم في حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فبلغنا مكانا يقال له غدير خم فنادى الصلاة جامعة فاجتمعنا المهاجرون والأنصار فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم وسطنا فقال أيها الناس بم تشهدون قالوا نشهد أن لا اله إلا الله قال ثم مه قالوا وأن محمدا عبده ورسوله قال فمن وليكم قالوا الله ورسوله مولانا قال من وليكم ثم ضرب بيده إلى عضد علي رضى الله عنه فأقامه فنزع عضده فاخذ بذراعيه فقال من يكن الله ورسوله مولاه فان هذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه اللهم من أحبه من الناس فكن له حبيباً ومن أبغضه فكن له مبغضاً اللهم إني لا أجد أحداً أستودعه في الأرض بعد العبدين الصالحين غيرك فاقض له بالحسنى ، قال بشر قلت من هذين العبدين الصالحين قال لا أدري . رواه الطبراني وفيه بشر بن حرب وهو لين ومن لم أعرفه أيضا 123 .
11 ـ و عن سعيد بن وهب عن زيد بن بثيغ 124 قال نشد على عليه السلام الناس في الرحبة من سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يوم غدير خم لما قام 125 قال فقام من قبل سعيد ستة ومن قبل زبد سبعة فشهدوا انهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يوم غدير خم لعلي أليس أنا أولى بالمؤمنين قالوا بلى قال اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . رواه عبدالله والبزار بنحوه أتم منه وقال عن سعيد بن وهب لا عن زبد بن يثيغ كما هنا وقال عبدالله عن سعيد بن وهب عن زيد بن يثيغ والظاهر أن الواو سقطت والله اعلم ، وإسنادهما حسن 126 .
12 ـ و عن علي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه قال وزاد الراوون بعد وال من والاه وعاد من عاداه . رواه احمد و رجاله ثقات 126 .
وقد صحح الهيثمي بعض أسانيد حديث الغدير غير ما تقدم :
1 ـ عن سعيد بن وهب قال نشد علي عليه السلام الناس فقام خمسة أو ستة من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من كنت مولاه فعلي مولاه . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح 127 .
2 ـ و عن ملك بن الحويرث قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كنت مولاه فعلى مولاه . رواه الطبراني و رجاله وثقوا 123 .
3 ـ وعن زياد بن أبي زياد قال سمعت على بن أبى طالب ينشد الناس فقال أنشد الله رجلا مسلما سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يوم غدير خم ما قال لما قام فقام اثنا عشر بدريا فشهدوا . رواه أحمد ورجاله ثقات 123 .
4 ـ و عن سعد بن أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذ بيد علي فقال ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم من كنت وليه فعلي 128 وليه . رواه البزار ورجاله ثقات 129 .
5 ـ و عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من كنت مولاه فعلى مولاه . رواه البزار في أثناء حديث و رجاله ثقات 126 .
6 ـ و عن عمير بن سعد أن عليا جمع الناس في الرحبة وأنا شاهد فقال انشد الله رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من كنت مولاه فعلى مولاه فقام ثمانية عشر رجلا فشهدوا أنهم سمعوا النبي صلى الله عليه و سلم يقول ذلك . رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن 126 .
7 ـ و عن بريدة قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في سرية فاستعمل علينا علياً فلما جئنا قال كيف رأيتم صاحبكم فإما شكوته واما شكاه غيري قال فرفع رأسه وكنت رجلا مكباباً فإذا النبي صلى الله عليه و سلم قد احمر وجهه يقول من كنت وليه فعلى وليه فقلت لا أسؤك فيه ابدا . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح 126 .
5 ـ ابن حجر الهيتمي المتوفى 974هـ 130 :
قال ( … إنه حديث صحيح لا مرية فيه ، وقد أخرجه جماعة كالترمذي وأحمد وطرقه كثيرة جداً ، ومن ثم رواه ستة عشر صحابياً ، وفي رواية لأحمد أنه سمعه من النبي صلى الله عليه و سلم ثلاثون صحابياً ، وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته كما مر وسيأتي ، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان ، ولا التفات لمن قدح في صحته ولا من رده بأن علياً كان باليمن ، لثبوت رجوعه منها وإدراكه الحج مع النبي صلى الله عليه و سلم ، وقول بعضهم : إن زيادة : ( اللهم وال من والاه … الخ ) موضوعة ، مردود ، فقد ورد ذلك من طرق صحح الذهبي كثيراً منها 131 .
يوم الغدير عيد
إن يوم الغدير من الأعياد المباركة بل من أعظمها وقد اهتم به النبي صلى الله عليه و آله و سلم وأهل البيت عليهم السلام وأشادوا بفضله وعظمته وأهميته في ضمن أحاديث تحدثت عنه .
لا عذر لأحد
إن الحدث الذي وقع في يوم غدير خم غيرّ مجرى التاريخ ويبتني عليه القول بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام بعد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وخلافته وولي عهده .
ولذلك لا يوجد أي عذر لشخص بعد هذا اليوم . قال الشيخ الصدوق :
( إن يوم غدير خم لم يدع لأحد عذراً . هكذا قالت سيدة النسوان فاطمة عليها السلام لما منعت فدك وخاطبت الأنصار ، فقالوا : يا بنت محمد لو سمعنا هذا الكلام منك قبل بيعتنا لأبي بكر ما عدلنا بعلي أحداً ، فقالت : وهل ترك أبي يوم غدير خم لأحد عذراً ) 132 .
وقد وردت الأدعية في خصوص هذا اليوم في تسبيح المولى وتمجيده و تهليله و الثناء عليه .
في هذه الجولة حول حديث غدير خم تبين أن الأمة الإسلامية مجمعة على روايته وتصحيحه وإثبات تواتره لدى العلماء الأعلام بل والتصدي للرد على من أنكره أوشك فيه وقد ألفت فيه وفي أسانيده وطرقه عشرات المؤلفات من السنة و الشيعة .
إن المقارنة بين مدرسة أهل البيت من جهة ومدرسة الخلفاء من جهة أخرى في هذا المجال يعطي أن الحق وإن خفي فترة زمنية إلا أنه لن يضيع وسوف تنكشف الغبرة عنه ويعود الحق إلى نصابه لكل من طلب الحق .
أن حديث الغدير واستكشاف الحقائق الناصعة فيه مما يوحد الأمة ويرص صفوفها ويهيء أسباب النصر لها وهو كما قالت سيدة النساء فاطمة عليها السلام : ( و هل ترك أبي يوم غدير خم لأحد عذراً ) 132 .
لمزيد من المعلومات يمكنكم مراجعة الروابط التالية:
- عيد الغدير في الاسلام
- ما هي اهمية يوم الغدير و حديثه؟
- من هو العلامة الاميني ؟
- ما هو يوم الغدير ؟
- السجل الجامع لعيد الغدير الاغر
- 1. a. b. c. d. e. f. g. h. i. j. k. القران الكريم : سورة المائدة ( 5 ) ، الآية : 67 ، الصفحة : 119 .
- 2. نزول هذه الآية في هذه الواقعة يوم الغدير : أما علماء الشيعة فقد تسالموا على نزولها في هذه الواقعة وردت الرواية الكثيرة بل و المتواترة كما ذكر الشيخ الطوسي في الرسائل العشر عن أئمة العترة الطاهرة . انظر بحار الأنوار ج37 . و أما غيرهم فقد ذكر نزول هذه الآية في يوم الغدير عدد كثير منهم :
1 ـ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ج 1 ص 187 حديث 243 ـ 250 .
2 ـ الواحدي في أسباب النزول ص 115 .
3 ـ جلال الدين السيوطي في الدر المنثور ج 2 ص 298 .
4 ـ الشوكاني في فتح القدير ج 2 ص 60 طبع 2 .
5 ـ الحمويني في فرائد السمطين ج 1 ص 158 حديث 120 و غيرهم .
انظر بقية المصادر في هامش المراجعات تحت رقم ( 626 ) و الغدير للعلامة الأميني ج 1 ص 214 . - 3. هو المنصوص عليه في لفظ البراء بن عازب و بعض آخر من رواة حديث الغدير .
- 4. جاء في لفظ الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 156 و غيره .
- 5. ثمار القلوب ص 511 و مصادر أخر .
- 6. صنعاء : عاصمة اليمن اليوم . و بُصرى : أحدى المدن في سوريا .
- 7. الثَقَل : بفتح الثاء و القاف ، كل شيء خطير نفيس . قال ابن الأثير : سمَّاهما ثَقَلين ؛ لأن الأخذ بهما و العمل بهما ثقيل . و يقال لكل خطير نفيس ثَقَل , فسماهما ثَقَلين إعظاما لقدرهما و تفخيما لشأنهما . النهاية .
- 8. القران الكريم : سورة المائدة ( 5 ) ، الآية : 3 ، الصفحة : 107 .
- 9. الغدير ـ الشيخ الأميني ج 1 ص 10 .
- 10. ذكر العلامة الحجة الثبت الأميني في كتابه القيم ” الغدير ” حديث الغدير بتفاصيله في الجزء الاول ، و عد الراوين لحديث الغدير ، فكانوا من الصحابة 110 شخصاً ، و من التابعين 84 شخصاً ، و من الرواة من العلماء ابتداءا من القرن الثاني حتى القرن الرابع عشر 360 شخصاً ، و ذكر من المؤلفين في حديث الغدير خصيصاً 26 شخصاً ، انظر الجزء الأول من الكتاب ص 14 ـ 157 .
- 11. الخيف هو المنحدر من غلظ الجبل قد ارتفع عن مسيل اتاه فليس شرفا و لا حضيضا ، و خيف منى هو الموضع الذي ينسب إليه مسجد الخيف . مراصد الاطلاع 1 / 495 .
- 12. كراع الغميم : موضع بالحجاز بين مكة و المدينة أمام عسفان بثمانية أميال و هذا الكراع جبل اسود في طرف الجرة يمتد إليه . مراصد الاطلاع 3 ـ 1153 .
- 13. غدير : ما غودر من ماء المطر في مستنقع صغير أو كبير غير انه لا يبقى في القيظ . و خم : قيل رجل ، و قيل غيظة ، و قيل موضع تصب فيه عين ، و قيل بئر قريب من المبثب حفرها مرة بن كعب ، نسب إلى ذلك غدير خم ، و هو بين مكة و المدينة ، قيل على ثلاثة أميال من الجحفة ، و قيل على ميل ، و هناك مسجد للنبي . مراصد الاطلاع 1 ـ 482 ، 2 ـ 985 .
- 14. الجحفة : كانت قرية كبيرة ذات منبر على طريق مكة على أربع مراحل . و كان اسمها مهيعة و سميت الجحفة لأن السيل جحفها ، و بينها و بين البحر ستة اميال . مراصد الاطلاع 1 ـ 315 .
- 15. سلمات : أشجار .
- 16. أي يكنس ما تحتهن .
- 17. السمك السقف ، أو من أعلى البيت إلى أسفله ، و الغاية من كل شيء ، و المقصود هنا السماوات و ما فيها .
- 18. كور الشئ : ادارته . ضم بعضه إلى بعض ككور العمامة ، و يكور الليل على النهار و يكور النهار على الليل : اشارة إلى جريان الشمس في مطالعها و انتقاص الليل و النهار و ازديادهما .
- 19. القارعة : الداهية و النكبة المهلكة .
- 20. القران الكريم : سورة المائدة ( 5 ) ، الآية : 55 ، الصفحة : 117 .
- 21. الأدغال : الخالفة و الخيانة ، و أدغل في الأمر : ادخل فيه ما يفسده .
- 22. الختل : الخديعة .
- 23. الأذن بضمتين : الرجل المستمع لما يقال له .
- 24. a. b. c. القران الكريم : سورة التوبة ( 9 ) ، الآية : 61 ، الصفحة : 196 .
- 25. القران الكريم : سورة الزمر ( 39 ) ، الآية : 56 ، الصفحة : 464 .
- 26. القران الكريم : سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية : 85 ، الصفحة : 61 .
- 27. القران الكريم : سورة العصر ( 103 ) ، من بداية السورة إلى الآية 2 ، الصفحة : 601 .
- 28. القران الكريم : سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية : 102 ، الصفحة : 63 .
- 29. القران الكريم : سورة النساء ( 4 ) ، الآية : 47 ، الصفحة : 86 .
- 30. القران الكريم : سورة المرسلات ( 77 ) ، الآيات : 16 – 19 ، الصفحة : 580 .
- 31. القران الكريم : سورة الفاتحة ( 1 ) ، الآية : 2 ، الصفحة : 1 .
- 32. القران الكريم : سورة المجادلة ( 58 ) ، الآية : 22 ، الصفحة : 545 .
- 33. حاده بتضعيف الدال : خالفه ولم يطع امره .
- 34. القران الكريم : سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية : 82 ، الصفحة : 138 .
- 35. أي يستروا إيمانهم بظلم ، فان اللبس في الأصل بمعنى الستر .
- 36. القران الكريم : سورة الزمر ( 39 ) ، الآية : 73 ، الصفحة : 466 .
- 37. هذا المضمون مأخوذ من قوله تعالى : ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾ القران الكريم : سورة الزمر ( 39 ) ، الآية : 73 ، الصفحة : 466 .
- 38. مأخوذ من قوله تعالى : ﴿ … فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ القران الكريم : سورة غافر ( 40 ) ، الآية : 40 ، الصفحة : 471 .
- 39. مأخوذ من قوله تعالى : ﴿ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا ﴾ القران الكريم : سورة الانشقاق ( 84 ) ، الآية : 11 و 12 ، الصفحة : 589 .
- 40. اشارة إلى قوله تعالى : ﴿ إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ﴾ القران الكريم : سورة الفرقان ( 25 ) ، الآية : 12 ، الصفحة : 361 .
- 41. القران الكريم : سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية : 38 ، الصفحة : 155 .
- 42. القران الكريم : سورة الملك ( 67 ) ، الآية : 8 و 9 ، الصفحة : 562 .
- 43. غرف الماء بيده : أخذه بها ، و هذا إشارة إلى ما أخذه علي عليه السلام من علوم النبي صلى الله عليه و آله الكثيرة التي هي كالبحر العميق الذي لم يصل الناس إلى أعماقه .
- 44. يسم الشيء : يجعل له علامة يعرف بها .
- 45. صفق يده بالبيعة ، و صفق على يده : ضرب يده على يده ، و المصافقة المبايعة .
- 46. a. b. c. d. القران الكريم : سورة الفتح ( 48 ) ، الآية : 10 ، الصفحة : 512 .
- 47. و نكث العهد و البيع : نقضه و نبذه .
- 48. القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 158 ، الصفحة : 24 .
- 49. هكذا في طبع دار الأسوة بإشراف السبحاني و في طبع الخرسان . معاشر الناس : إن الحج و الصفا و المروة و العمرة من شعائر الله ﴿ … فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا … ﴾ القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 158 ، الصفحة : 24 .
- 50. معانون : مساعدون ، و مخلفة : معوضة .
- 51. الإقلاع : الترك ، و المراد منه هنا ترك الذنوب .
- 52. القران الكريم : سورة الزخرف ( 43 ) ، الآية : 28 ، الصفحة : 491 .
- 53. القران الكريم : سورة الحج ( 22 ) ، الآية : 1 ، الصفحة : 332 .
- 54. القران الكريم : سورة الزمر ( 39 ) ، الآية : 41 ، الصفحة : 463 .
- 55. القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 285 ، الصفحة : 49 .
- 56. القران الكريم : سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية : 43 ، الصفحة : 155 .
- 57. القران الكريم : سورة إبراهيم ( 14 ) ، الآية : 8 ، الصفحة : 256 .
- 58. القران الكريم : سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية : 144 ، الصفحة : 68 .
- 59. تداك عليه القوم : إزدحموا .
- 60. الإحتجاج للطبرسي ج 1 ص65 ـ 84 كما في المعجم الفقهي و فيه أخطاء كثيرة أصلحت الكثير منها على طبع دار الأسوة المحقق بإشراف الشيخ السبحاني . و انظر روضة الواعظين ص 100 ـ 113 و بحار الأنوار ج 37 ص 201 ـ219 .
- 61. معاني الأخبار ص 67 ـ 68 .
- 62. a. b. بحار الأنوار ج 37 ص 236 .
- 63. بحار الأنوار ج 37 ص 237 .
- 64. إقبال الأعمال ـ السيد ابن طاووس الحسني ج 2 ص 239.
- 65. بحار الأنوار ج 37 ص 235 .
- 66. a. b. إقبال الأعمال ـ السيد ابن طاووس الحسني ج 2 ص 239 .
- 67. شوى اللحم : عرضه للنار فنضج .
- 68. قم البيت : كنسه .
- 69. كسحت البيت : كنسته .
- 70. القارعة : الداهية ، النكبة المهلكة .
- 71. القران الكريم : سورة الفتح ( 48 ) ، الآية : 11 ، الصفحة : 512 .
- 72. خبر لقوله : علمي .
- 73. القران الكريم : سورة العصر ( 103 ) ، الآية : 1 ، الصفحة : 601 .
- 74. القران الكريم : سورة العصر ( 103 ) ، الآية : 2 ، الصفحة : 601 .
- 75. a. b. c. القران الكريم : سورة العصر ( 103 ) ، الآية : 3 ، الصفحة : 601 .
- 76. تداك عليه القوم : ازدحموا .
- 77. إقبال الأعمال ـ السيد ابن طاووس الحسني ج 2 ص 245 ـ247 .
- 78. المعجم الكبير ـ الطبراني ج 3 ص 180 .
- 79. مجمع الزوائد ج 9 ص 105 .
- 80. مجمع الزوائد ـ الهيثمى ج 9 ص 104 .
- 81. إقبال الأعمال ـ السيد ابن طاووس الحسني ج 2 ص 239 ـ 240 .
- 82. الطرائف ـ السيد ابن طاووس الحسني ص 139 .
- 83. هم اتباع حرقوص بن زهير المعروف بذي الثدية .
- 84. العمدة ص 55 .
- 85. تذكرة الحفاظ للذهبي ج 2 ص 713 و نقل في نفحات الأزهار ج6 ص 81 عن غير التذكرة .
- 86. البداية والنهاية لأبن كثير ج 11 ص 167 .
- 87. الطرائف ـ السيد ابن طاووس الحسني ص 142 .
- 88. رجال النجاشي ص 395 رقم 1055 طبع جماعة المدرسين في قم .
- 89. إقبال الأعمال السيد ابن طاووس الحسني ج 2 ص 239 ، نفحات الأزهار ج6 ص 91 .
- 90. نفحات الأزهار ج 6 ص 94 .
- 91. ذيل تذكرة الحفاظ ص 231 .
- 92. بحار الأنوار ج 37 ص 236 ، و نفحات الأزهار ج 6 ص 94 ، و ينابيع المودة للقندوزي ص 36 .
- 93. بحار الأنوار ج : 37 ص : 236 .
- 94. مناقب أمير المؤمنين لابن المغازلي ص 26 ـ 27 .
- 95. الغدير للأميني ج 1 / 14 .
- 96. الغدير ج 1 / 158 .
- 97. a. b. قال الزمخشري : خم : اسم رجل صباغ أضيف إليه الغدير الذي هو بين مكة والمدينة .
- 98. سير أعلام النبلاء ـ الذهبي ج 8 ص 334 .
- 99. أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب .ص 3 ـ 4 .
- 100. كشف الخفاء ـ العجلوني ج 2 ص 274 ح 2591 .
- 101. المرقاة شرح المشكاة ج 5 ص568 .
- 102. انظر نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار ج 6 ص 113.
- 103. نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار ج 6 ص 112 .
- 104. راجع إحقاق الحق ج 6 / 294 .ونفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار ج 6 ص 116 .
- 105. نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار ج 6 ص 116 .
- 106. نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار ج 6 ص 115 ـ 116 .
- 107. نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار ج 6 ص 117 ـ 118 .
- 108. انظر مجموع الفتاوى ج 4 / 417 ـ 418 .
- 109. سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني ج 4 ص 343 ـ 344 . طبع الرياض .
- 110. فتح الباري ـ ابن حجر ج 7 ص 61 .
- 111. تهذيب التهذيب ابن حجر ج 7 ص 297 .
- 112. كشف الخفاء العجلوني ج 2 ص 274 ح 2591 .
- 113. سير أعلام النبلاء الذهبي ج 8 ص 334 .
- 114. انظر ترجمته : ذيل تذكرة الحفاظ لابن فهد ص 239 .
- 115. مجمع الزوائد ـ الهيثمي ج 9 ص 103 ـ 104 .
- 116. مجمع الزوائد ـ الهيثمي ج 9 ص 104 .
- 117. في نسخة ” يحبه ” .
- 118. فطر أخرج له البخاري و وثقه ابن حجر في تقريب التقريب ص 787 رقم 5476 و وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن سعيد ويحيى بن معين و العجلي و النسائي و أبو حاتم و غيرهم . انظر تهذيب الكمال ج 23 ص 314 ـ 315 .
- 119. أبو سلمان هو زيد بن وهب كما وقع عند الطبراني و ابن حجر .
- 120. موضع بين مكة و المدينة تصب فيه عين هناك وبينهما مسجد للنبي صلى الله عليه و آله و سلم .
- 121. مجمع الزوائد الهيثمي ج 9 ص 105 .
- 122. أي كنس .
- 123. a. b. c. d. e. f. مجمع الزوائد الهيثمي ج 9 ص 106 .
- 124. في الأصل ” يثيغ ” و هو غلط .
- 125. في نسخة ” إلا قام ” .
- 126. a. b. c. d. e. مجمع الزوائد الهيثمي ج 9 ص 108 .
- 127. مجمع الزوائد الهيثمي ج 9 ص 104 .
- 128. في نسخة ” فان عليا ” .
- 129. مجمع الزوائد الهيثمي ج 9 ص 107 .
- 130. و هو أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي ـ بالتاء ـ نسبة إلى محلة أبي الهيتم من غرب مصر ولد سنة 909 ـ وتوفي 974هـ بمكة المكرمة ولذلك قيل له المكي . صاحب الصواعق المحرقة . انظر الأعلام للزركلي ج 1 ص 234 .
- 131. الصواعق المحرقة ص 106 ـ 107 .
- 132. a. b. الخصال للشيخ الصدوق ص173 .