نص الشبهة:
ما هو الفرق بين الصيحة والنداء السماوي؟
الجواب:
الصيحة هي الصوت اذا اشتد، بينما النداء هو الصوت إذا امتد، وبالعادة يكون الصياح للأمر المهول أو المذهل، بينما النداء يكون للأمر الذي تريد أن تبلغه للبعيد.
وفي الروايات المهدوية يأتي الحديث عن النداء السماوي بسياقين مختلفين، فتارة يأتي الحديث عن نداء من السماء، ويقصد بالسماء هنا الفضاء، كما هو حال الحديث المروي عن جابر بن يزيد الجعفي، عن الإمام الباقر عليه السلام في شأن تسلسل الأحداث التي تمهّد للظهور الشريف، والمراد به هنا أن نداءاً ينطلق من الأرض إلى الفضاء، ومنه إلى الأرض، كما هو الحال اليوم في شؤون البث الفضائي، والأخرى يأتي الحديث عن النداء الذي يأتي من السماء، ويراد منه تدخل عوامل سماوية في إبلاغ النداء إلى الأرض كما هو الحال في علامات شهر رجب التي تمهّد للصيحة الجبرئيلية.
أما الصيحة فهي أيضا تكون بسياقين مختلفين، ففي حديث الصيحة الجبرئيلية التي تحصل في ليلة القدر الكبرى والتي تعلن عن ظهور الإمام صلوات الله عليه وانتهاء عهد الغيبة الكبرى، يشار إلى أن المتصدي للصيحة هو جبرئيل عليه السلام نفسه، فيما يُشار في ثنايا الخبر إلى أن صيحة أخرى ستكون من الأرض يكون المتصدّي فيها إبليس عليه لعائن الله ليكذّب الصيحة الأولى.
والتفريق بينهما يكون حسب الحدث وزمانه وحسب الرواية، وما قد يلحظ من عدم تفريق الرواية بين الصيحة والنداء أو التحدث عنهما وكأنهما واحد يعود في الغالب لطبيعة عدم تفريق الرواي بين المصطلحين، أو لنقل الراوي كلام المعصوم صلوات الله عليه بالمعنى وليس بالنص 1 .
- 1. نقلا عن الموقع الرسمي لسماحة الشيخ جلال الدين علي الصغير حفظه الله.