نص الشبهة:
إذا كان الخضر حياً في هذه الأيام ، فلا يبقى دور للإمام المهدي [عجل الله تعالى فرجه] لأنه مع وجود النبي ، فليس للإمام أن يتقدم عليه . .
الجواب:
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
وبعد . .
فإن الأحاديث الشريفة قد دلت على أن الخضر [عليه السلام] لا يموت حتى ينفخ في الصور ، أو حتى الصيحة ، وعن الإمام الرضا [عليه السلام] في حديث : « وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ، ويصل به وحدته » 1 .
وبعض الروايات المروية من طرق العامة تقول : إنه قد نسئ له في أجله لكي يكذب الدجال 2 .
وفي الدر المنثور ج 4 ص 239 أيضاً : أن الخضر في البحر ، وإلياس في البر .
ورواية أخرى عن كعب : أن دواب البحر قد أمرت أن تسمع له وتطيع ، وتعرض عليه الأرواح غدوة وعشية 3 .
وروي : أن الخضر قال للنبي موسى [عليه السلام] : إني وكلتُ بأمر لا تطيقه ، ووكلتَ بأمر لا أطيقه 4 .
وأنه قال له : إن لي علماً لا ينبغي أن تعلمه ، وإن لك علماً لا ينبغي أن أعلمه 5 .
وذلك كله يدل على أن للخضر [عليه السلام] دوراً يختلف عن دور النبي موسى [عليه السلام] . . وله دور أيضاً في إيناس وحشة الإمام [عجل الله تعالى فرجه] في غيبته ، بالإضافة إلى شؤون أخرى يمارسها ، دلت بعض الروايات على بعض منها . .
فلا مجال لادعاء أن دور الإمام المهدي المنتظر [عجل الله تعالى فرجه] يبطل دور الخضر ، ولا لادعاء عكس ذلك أيضاً . .
ولو صح هذا الإشكال لأبطل إمامة أمير المؤمنين [عليه السلام] ، وباقي الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم ، لأن الخضر كان حياً في أيام إمامتهم [عليهم السلام] . .
كما أن ذلك لو صح لم يكن مجال لنزول النبي عيسى [عليه السلام] في آخر الزمان ، حيث سيصلّي خلف الإمام المهدي [عجل الله تعالى فرجه] أيضاً . .
والحمد لله ، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين 6 . .
- 1. البحار ج13 ص299 وج 52 ص152 عن كمال الدين ج2 ص61 .
- 2. راجع الدر المنثور ج 4 ص 234 عن الدارقطني وابن عساكر .
- 3. الدر المنثور ج 4 ص 239 .
- 4. تفسير القمي ج 2 ص 38 .
- 5. الدر المنثور ج4 ص 230 .
- 6. مختصر مفيد . . ( أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة ) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، « المجموعة الرابعة » ، المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، 1423 ـ 2002 ، السؤال (204) .