إن الشذوذ الجنسي إنما هو نتيجة لسلوكيات و ظروف فردية و أخرى إجتماعية أو تربوية ، فعلى من أراد حفظ نفسه و من يَهُمُّه أمره من الأهل و العيال من هذا الداء الدوي التوقي من تلك السلوكيات و الظروف حتى لا يتأثر بها ، و في حال التأثر بها يجب المبادرة إلى التخلص منها سريعاً للقضاء على هذا الانحراف ـ الشذوذ الجنسي ـ و الحيلولة دون انتشاره في المجتمع و إفساد الآخرين .
إن من الأمور التي لها دور رادع عن ارتكاب مختلف المنكرات بما فيها الممارسات الجنسية الشاذة تعويد النفس على الحياء و العفاف و النزاهة ، بل شدة الحرص على أن تسود حالة الحياء أجواء المنزل و العمل و ما نرتاده من الأماكن في المجتمع ، و كذلك الحرص على تربية الأطفال على الحياء منذ نعومة أظفارهم .
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَخْلَدٍ السَّرَّاجِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ1 ( عليه السلام ) قَالَ خَرَجَتْ هَذِهِ الرِّسَالَةُ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) إِلَى أَصْحَابِهِ : ” بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَمَّا بَعْدُ : فَاسْأَلُوا رَبَّكُمُ الْعَافِيَةَ ، وَ عَلَيْكُمْ بِالدَّعَةِ وَ الْوَقَارِ وَ السَّكِينَةِ ، وَ عَلَيْكُمْ بِالْحَيَاءِ وَ التَّنَزُّهِ عَمَّا تَنَزَّهَ عَنْهُ الصَّالِحُونَ قَبْلَكُمْ … ” 2 .
و رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنه قَالَ : ” لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا حَيَاءَ لَهُ ” 3 .
و ذلك لأن خدش الحياء خاصة لدى الأطفال يترتب عليه مضاعفات خُلقية كثيرة و خطيرة جداً ، فقد رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) : ” وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ رَجُلًا غَشِيَ امْرَأَتَهُ وَ فِي الْبَيْتِ صَبِيٌّ مُسْتَيْقِظٌ يَرَاهُمَا ، وَ يَسْمَعُ كَلَامَهُمَا وَ نَفَسَهُمَا ، مَا أَفْلَحَ أَبَداً ، إِذَا كَانَ غُلَاماً كَانَ زَانِياً أَوْ جَارِيَةً كَانَتْ زَانِيَةً ” 4 .
وَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ( عليه السلام ) إِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْشَى أَهْلَهُ أَغْلَقَ الْبَابَ وَ أَرْخَى السُّتُورَ وَ أَخْرَجَ الْخَدَمَ 4 .
هل الشذوذ الجنسي عقاب إلهي ؟
و هنا لا بُدَّ لنا من الإشارة إلى أن الله عَزَّ و جَلَّ لا يبتلي الإنسان المؤمن بالشذوذ الجنسي و لا يعاقبه بها ، بل هو من نتيجة لأسباب مختلفة قد أشرنا إليها .
نعم يظهر من بعض الأحاديث أن الممارسات الشاذة إذا كان بصورة علنية و ظاهرة من دون تستُّر فهي من مصاديق العقاب الإلهي في الدنيا .
- 1. أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق ( عليه السَّلام ) ، سادس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
- 2. الكافي : 8 / 2 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .
- 3. الكافي : 2 / 106 .
- 4. a. b. الكافي : 5 / 500 .