الشبهة:
يقول ابن تيمية: (القولُ بأنّ معاوية سَمّ الحسن, فهذا مما ذكره بعضُ الناس, ولم يثبت ذلك ببيّنةٍ شرعية أو إقرار معتبر ولا نقلٍ يُجزَم به, وهذا مما لا يمكن العلم به, فالقول به قولٌ بلا علم, وقد رأينا في زماننا مَن يقال عنه: إنه سُمَّ, ومات مسموماً من الملوك وغيرهم, ويختلف الناس في ذلك, حتى في نفس الموضع الذي مات فيه ذلك الملك والقلعة التي مات فيها, فتجد كلاً منهم يحدِّث بالشيء بخلاف ما يحدِّث به الآخر ويقول: هذا سمّه فلانٌ, وهذا يقول: بل سمّه غيره؛ لأنه جرى كذا, وهي واقعة في زمانك, والذين كانوا في قلعته هم الذين يحدِّثونك.
والحسن رضي الله عنه قد نُقل عنه أنه مات مسموماً, وهذا مما يمكن أنْ يُعلم؛ فإن موت المسموم لا يخفى, لكنْ يقال: إن امرأته سمّته, ولا ريب أنه مات بالمدينة ومعاوية بالشام, فغاية ما يَظن الظانّ أنْ يقال: إن معاوية أرسل إليها وأمرها بذلك, وقد يقال: بل سمّته امرأته لغرضٍ آخر مما تفعله النساء؛ فإنه كان مطلاقاً لا يدوم مع امرأة)(1).
وقال ابن خلدون: (وما نُقل من أن معاوية دسّ إليه السُّم مع زوجته جعدة بنت الأشعث، فهو من أحاديث الشيعة, وحاشا لمعاوية من ذلك)(2).
رد الشبهة:
إن من يقرأ التأريخ الذي سُطِّرت أحداثهُ بحبرٍ أُمويٍّ سيجد أنّ نسبة سمّ الإمام الحسن عليه السلام إلى معاوية أشهر من نسبة (قفا نبك) إلى امرئ القيس.
إلا أنَّ بعض أصحاب النفوس الضعيفة والأقلام الرخيصة, الذين جالَ بهم الشيطانُ والهوى, وتمادَوا في الغيّ والطغيان, وأعرضوا عن النور والهدى, أخذوا بتزييف الحقائق, وقاموا بتشويه المعالم وتحريف الوقائع, فنسجوا من خيالهم ما يشبه الحق, وليس من الحق في شيءٍ -كالشبهة التي نحن بصدد ردِّها وتفنيدها- محاولين بذلك تبرئة معاوية بن أبي سفيان من جنايته أو تبريرها له, مموهين بذلك على عوامِّ المسلمين أنها حقائق -زوراً وبهتاناً- وما ذاك إلّا لينتحلوا له المناقب, ويبدّلوا سيئاته حسناتٍ, محاولين المحال في أنْ يرفعوا له في الدين علماً وضَعه اللهُ, وأنْ ينصبوا له من الحق لواءً قد نكّسه اللهُ, على رغم ما اشتهر من أخبار لعْنه في الصحاح والمسانيد والسُّنن اشتهار الشمس في رائعة النهار.
فتمخّض ما أوردوه -من شبهات- عن خبثِ طويّتهم, وتسبب ذلك في جرّ الأمة إلى وادٍ سحيق بعيد كل البعد عن ينابيع العلم ومعادن الحكمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
هذا, وما ذكره ابن تيمية بقوله: (وقد رأينا في زماننا من يقال عنه: إنه سُمَّ ومات مسموماً من الملوك وغيرهم, ويختلف الناس في ذلك, حتى في نفس الموضع الذي مات فيه ذلك الملك والقلعة التي مات فيها, فتجد كلاً منهم يحدِّث بالشيء بخلاف ما يحدِّث به الآخر ويقول: هذا سمّه فلانٌ, وهذا يقول: بل سمّه غيره؛ لأنه جرى كذا, وهي واقعةٌ في زمانك) يضطرّنا إلى أنْ نتخذ ذات المنحى لإثبات ما ارتكبه معاوية بن أبي سفيان من جُرمٍ بحق الإمام المجتبى عليه السلام.
فأقول: جَرتْ عادة المتخصِّصين عند البحث والتحقيق في جرائم القتل -فيما لو تعدّدت أطراف الجريمة, وكانت الشبهات تحوم حولهم, وكلٌ يدفعُ عنْ نفسه- اللجوء إلى قرائن مِنْ شأنها ترجيح الجاني لتلك الجريمة, وأهمُّها الوقوف على ما إذا صدرتْ جرائم سابقة ممن يُشتبه بهم.
وثمة أمرٌ آخر من شأنه أيضاً حصْر الجناية بالجاني والقطع بصدور الجُرم منه, وهو: استعمال نفس وسيلة القتل في ارتكابه الجرائم السابقة.
ثم يأتي دور النظر في دوافع القتل, وما يترتّب عليه من مصالح شخصية.
هذا, فإنْ ثبت لأحدِهم سابقةُ قتلٍ, وشابَهتْ وسيلةُ القتل السابقة الوسيلةَ الحالية, وثبت أيضاً أنَّ له دوافع وراءَ ذلك ومصالح متوقّفة عليه, عندها يثبت قطعاً ارتكابُه الجريمة ولا تتعداهُ إلى غيره.
وكذا فيما نحن فيه, فعلى فرض صحة المدّعى في مضمون الشبهة – ولا نسلّم به – إلّا أنَّ معاوية في دائرة مَن تحوم حولهم الشُّبهات, وهذا ما أشار إليه ابن تيمية في نصّ كلامه المذكور في أعلاه الذي أورده بصدد دفْع ما نُسب إلى معاوية, إلا أنه لم يخرجه عن دائرة مَن يُشتبه بهم, فقال: (فغاية ما يَظن الظان أنْ يقال: إن معاوية أرسل إليها, وأمرها بذلك, وقد يقال: بل سمّته امرأته لغرضٍ آخر…), ومن هنا –ومجاراةً لأصحاب الشبهة- لابدّ أنْ نحقق ونبحث في الأمور الآتية:
1 – هل صدرت من معاوية جرائم تأريخية سابقة؟.
2 – هل وسيلة الاغتيال التي استخدمها معاوية في الجرائم السابقة مشابهة للوسيلة التي اغتيل بها الإمام الحسن عليه السلام؟.
3 – ما هي دوافع ومصالح معاوية في تدسيس السُّم إلى الإمام الحسن عليه السلام؟.
4 – شهادات وإفادات تاريخية تثبت إدانة معاوية بالجرم المشهود, وتكذِّب ابن خلدون.
فهذه أربعة أمور نشير إلى بيانها تباعاً, فنقول:
الأمر الأول: معاوية وجرائمه التاريخية.
لقد سجّل لنا التاريخ أسماء بعض الصحابة والتابعين وأبنائهم ممن قُتل على يد معاوية بن أبي سفيان, ونحن نقتصر في هذه العُجالة على ذكر بعضهم, وأشهرهم:
1 – عمار بن ياسر:
وحديث رسول الله صلى الله عليه وآله حول عمّار بن ياسر الذي رواه البخاري في صحيحه أشهرُ من أنْ يُنكَر, وأكثر منْ أنْ يُذكَر؛ إذ فيه دلالة واضحة في أنّه سيُقتَل من قبل الفئة الباغية الناكبة عن الطريق, والتي تُعُورِف أنّ عمود فسطاطها ورأسها وزعيمها معاويةُ بن أبي سفيان, حيث روى البخاري بسندٍ ينتهي إلى عكرمة أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ لَهُ وَلِعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ائْتِيَا أَبَا سَعِيدٍ فَاسْمَعَا مِنْ حَدِيثِهِ، فَأَتَيْنَاهُ وَهُوَ وَأَخُوهُ فِي حَائِطٍ لَهُمَا يَسْقِيَانِهِ، فَلَمَّا رَآنَا جَاءَ، فَاحْتَبَى وَجَلَسَ، فَقَالَ: كُنَّا نَنْقُلُ لَبِنَ المَسْجِدِ لَبِنَةً لَبِنَةً، وَكَانَ عَمَّارٌ يَنْقُلُ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ، فَمَرَّ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَسَحَ عَنْ رَأْسِهِ الغُبَارَ، وَقَالَ: (وَيْحَ عَمَّارٍ، تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ، يَدْعُوهُمْ إِلَى الجَنَّةِ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ)(3), أ فهل بعد هذا النصِّ شكٌّ وارتيابٌ في أنّ قاتله معاوية بن أبي سفيان؟!
2 – حجر بن عدي:
قال ابن الخياط في تاريخه: (سنة إِحْدَى وَخمسين فِيهَا قَتَلَ مُعَاوِيَةُ بْن أَبِي سُفْيَان حجر بْن عدي بْن الأدبر وَمَعَهُ مُحرز بْن شهَاب وَقبيصَة بْن ضبيعة بْن حَرْمَلَة الْقَيْسِي وَصَيْفِي بْن فسيل من ربيعَة)(4).
وقال الدينوَري في (المعارف) عند ذكره حجر بن عدي, ما نصُّه: (هو الذي قتله معاوية)(5), وذَكر ابن الجوزي أيضاً في (المنتظم) مقتل حجر بن عدي وبيّن تفاصيل أحداث مقتله, فآل مقالُه إلى أنّ من قتله هو معاوية بن أبي سفيان(6).
وقال ابن الوردي في تاريخه: (روى ابْن الْجَوْزِيّ بِإِسْنَادِهِ عَن الْحسن الْبَصْرِيّ مَا مَعْنَاهُ: أَنه استفظع من مُعَاوِيَة أَخذه الْخلَافَة بِلَا مُشَاورَة واستخلافه يزيد واستلحاقه زياداً وَقَتْله حجر بن عدي وَأَصْحَابه وَكَانَ حجر من أعظم النَّاس ديناً, قُتل بعذراء ظَاهر دمشق)(7).
3 – محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة:
قال ابن عبد الوهاب: (وكان محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة شديدَ الميل إلى عليٍّ رضي الله عنه حين قصة عثمان رضي الله عنه وبعد ذلك؛ ولذلك قتله معاوية)(8).
4 – محمد بن أبي بكر:
قُتل بمصر, قَتله معاوية بن أبي حديج بأمر معاوية بن أبي سفيان(9), قال به ابن الأثير في (الكامل)(10).
5 – عمرو بن الحمق الخزاعي:
قال محمد بن السائب الكلبي: (صَحبَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم, وشهدَ مع عليٍّ مَشاهده، قَتلهُ معاويةُ بن أَبي سُفيان)(11).
وقال ابن عساكر في تاريخه: (إن عمرو بن الحمق لما قُتل حُمل رأسه إلى معاوية, وهو أول رأسٍ حُمل في الإسلام من بلدٍ إلى بلد)(12).
6 – مُحْرِز بن شِهَاب السعدي التميمي:
قال الزركلي: (من مقدَّمي أصحاب عليٍّ. كان موصوفاً بالشجاعة وجودة الرأي. قَتله معاوية بعد أنْ قَبض عليه زيادُ بن أبيه في الكوفة مع حجر بن عدي)(13).
7 – عبد الرَّحْمَن العنزي:
قال الطبري في تاريخه: (أقبل(أي معاوية) عَلَى عبد الرَّحْمَن العنزي فَقَالَ: إيه يَا أخا رَبِيعَة! مَا قولُك فِي عليٍّ؟ قَالَ: دعني وَلا تسألني؛ فإنه خيرٌ لك، قَالَ: وَاللَّهِ لا أدعك حَتَّى تخبرني عنه، قَالَ: أشهَدُ أنه كَانَ من الذاكرين الله كثيراً، ومن الآمرين بالحق، والقائمين بالقسط، والعافين عن الناس، قَالَ: فما قولك فِي عُثْمَان؟ قَالَ: هُوَ أول من فتح بابَ الظلم، وأرتَجَ أبواب الحق، قَالَ: قَتلت نفسك، قَالَ: بل إياك قَتلت، وَلا رَبِيعَةَ بالوادي- يقول حين كَلم شمر الخثعمي فِي كريم بن عفيف الخثعمي، ولم يكن لَهُ أحدٌ من قومه يكلمه فِيهِ- فبعث بِهِ مُعَاوِيَة إِلَى زياد، وكتب إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ، فإنّ هَذَا العنزي شرّ من بعثت، فعاقبه عقوبته الَّتِي هُوَ أهلها, واقتله شرّ قتلة, فلما قدم بِهِ عَلَى زياد بعث بِهِ زياد إِلَى قس الناطف، فدفن بِهِ حياً)(14).
وممن قال بذلك أيضاً: ابن عساكر في تاريخه(15), وابن الأثير في الكامل(16), وابن كثير في(البداية والنهاية)(17), وابن خلدون في تاريخه(18), وابن مندة في (المستخرج من كتب الناس)(19), وقال الزركلي: (شجاع، قويّ المراس كان من أصحاب عليّ بن أبي طالب، وأقام في الكوفة يحرِّض الناس على بني أمية، فقَبض عليه زيادُ بن أبيه, وأرسله إلى الشام، فدعاه معاوية إلى البراءة من عليّ، فأغلظ عبد الرحمن في الجواب، فرده إلى زيادٍ فدفنه حياً)(20).
8- عبد الرحمن بن خالد بن الوليد:
وإنْ كان هذا من عمّال معاوية إلا أنه أيضاً لم يسلم من بطشه, قال الطبري – في ذكر سبب موت عبد الرحمن بن خالد- ما نصُّه: (كَانَ السبب فِي ذَلِكَ مَا حَدَّثَنِي عمر، قال: حدثني علي، عن مسلمة بن محارب، أن عبد الرَّحْمَن بن خَالِد بن الْوَلِيد كَانَ قَدْ عظُم شأنه بِالشَّامِ، ومال إِلَيْهِ أهلها، لما كَانَ عندهم من آثار أَبِيهِ خَالِد بن الْوَلِيد، ولغنائه عن الْمسْلِمِينَ فِي أرض الروم وبأسه، حَتَّى خافه مُعَاوِيَة، وخشي عَلَى نفسه مِنْهُ، لميل الناس إِلَيْهِ، فأمر ابن أثال أنْ يحتال فِي قتله، وضمن لَهُ إن هُوَ فعل ذَلِكَ أنْ يضع عنه خراجه مَا عاش، وأنْ يولّيه جباية خراج حمص، فلما قدم عبد الرَّحْمَن بن خَالِد حمص منصرفاً من بلاد الروم دسّ إِلَيْهِ ابن أثال شربة مسمومة مع بعض مماليكه، فشربها فمات بحمص، فوفى لَهُ مُعَاوِيَة بِمَا ضمن لَهُ، وولاه خراج حمص، ووضع عنه خراجه)(21).
وممن ذكر سبب موته أيضاً: أبو الفرج الجوزي في (المنتظم)(22), وابن الأثير في (الكامل)(23), وابن الوردي في تاريخه(24), وابن كثير في(البداية والنهاية)(25).
9 – مالك الأشتر:
ذكر السمعاني في (الأنساب) قائلاً: (ومالك المعروف بالأشتر ابن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة بن الحارث بن جذيمة بن سعد بن مالك بن النخع النخعي، كان أحد الفرسان المشهورين يوم الجمل وصفين, وكان مع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه، يروي عن خالد بن الوليد، روى عنه الشعبي، ومات بالقلزم مسموماً سنة سبع وثلاثين من الهجرة، سمّه معاوية في العسل، ولما بلغه الخبر قال: إن لله جنوداً حتى العسل)(26).
وعليه, فالجرائم التي اقترفها معاوية بحقّ المذكورين وغيرهم -وأغلبها سابقة على جريمة دسّه السّم للإمام الحسن عليه السلام– مما قد تناقلتْه كتب السِّيَر والتأريخ, وأرسلته إرسال المسلَّمات، ولستُ أدري بعد هذا ماذا يحاول ابن تيمية أنْ يكتم.. وماذا يدفع؟!.. وكأني به كمن يغطّي الشمس بغربال!!.
إذن, ومن خلال ما ذكرنا يتضح بكلِّ جلاءٍ أنّ معاوية بن أبي سفيان قد ارتكب جرائم تاريخية لا إنسانية بحق كثيرٍ من رموز الصحابة والتابعين, وها قد ثبت الأمر الأول.
الأمر الثاني: تكرار سياسة قتل معاوية لخصومه غيلة بواسطة دسّه السّم لهم.
لقد استخدم معاوية بن أبي سفيان الأساليب اللاإنسانية ضد خصومه, فإنْ هو واجه ما يمنع من قتلهم جهراً وعلانية, استخدم أسلوب المكر والخداع, وهو أخْذ خصومه بدسّ السّم لهم غيلة.
فهلمّ معي لنقف على سياسته المتكرّرة في دسّ السّم لخصومه, فممّن قتله معاوية بدسّ السّم له.
مالك الأشتر: فقد ورد في أنساب السمعاني ما هذا نصّه: (سمّه معاوية في العسل، ولما بلغه الخبر قال: إن لله جنوداً من العسل)(27).
و قد ذهبت مقولته هذه (إن لله جنوداً من العسل) مثلاً يُضرب.
وأما البلاذري فقد بيّن ذلك مفصّلاً فقال: (أتتْ معاويةَ عيونُه بشخوص الأشتر والياً على مصر، فبعث إلى رأس أهل الخراج بالقلزم فقال له: إن الأشتر قادمٌ عليك؛ فإن أنت لطفتَ لكفايتي إياه لم آخذ منك خراجاً ما بقيتَ، فاحتلْ له بما قدرتَ عليه. فخرج الأشتر حتى إذا أتى القلزم – وكان شخوصه من العراق في البحر – استقبله الرجلُ فأنزله وأكرمه وأتاه بطعام، فلما أكل قال له: أيُّ الشراب أحبُّ إليك أيها الأمير؟ قال: العسل. فأتاه بشربةٍ منه, قد جَعل فيها سُماً، فلما شربها قتلتْه من يومه أو من غده. وبلغت معاويةَ وفاتُه فقال: كانت لعليٍّ يدان -يعني قيس بن سعد والأشتر- فقد قطعنا إحداهما، وجعل يقول: إنّ لله لجنداً من عسل)(28).
سعد بن أبي وقاص: أورد البلاذري خبراً ذَكر فيه أنّ سعداً مات مسموماً بسُمٍّ دسّه إليه معاوية بن أبي سفيان(29), ورواه الطبراني في معجمه(30), وقال محقق الكتاب حمدي السلفي: إسناده إلى قائله صحيح.
عبد الرحمن بن خالد بن الوليد: ذكر الطبري في تاريخه سبب هلاكه, فقال: (خافه معاوية، وخشي على نفسه منه، لميل الناس إليه، فأمر ابن أثال أنْ يحتال في قتله، وضمن له إنْ هو فعل ذلك أنْ يضع عنه خراجه ما عاش، وأن يوليه جباية خراج حمص، فلما قدم عبد الرحمن بن خالد حمص منصرفاً من بلاد الروم دسّ إليه ابن أثال شربةً مسمومةً مع بعض مماليكه، فشربها فمات بحمص، فوفى له معاوية بما ضمن له، وولاه خراج حمص، ووضع عنه خراجه)(31).
وذكره أيضاً أبو الفرج الجوزي في (المنتظم)(32), وغيرهم(33).
وأكتفي بهذا المقدار لغرض الاختصار, وبه يثبت أنّ هذه الوسيلة- دسّ السّم- التي اعتمدها معاوية في القضاء على خصومه قد فعلها مراراً وتكراراً, الأمر الذي من شأنه تضييق دائرة المشتبَه بهم في دسّ السّم إلى الإمام الحسن عليه السلام وحصرها بمعاوية بن أبي سفيان.
الأمر الثالث: ما هي دوافع ومصالح معاوية في دسّ السّم إلى الإمام الحسن عليه السلام؟.
أقول: من الأسباب والدوافع التي لأجلها أقدَمَ معاوية بن أبي سفيان على دسّ السمّ للإمام الحسن عليه السلام هي مسألة الخلافة, بل هي الدافع والسبب الرئيس لذلك, وهذه المسألة غير خافيةٍ على أحدٍ, بل هي ظاهرةٌ بيّنة ولا تنطلي إلا على السذج المتخلفين عن مستوى الفكر والنظر والذين سلّموا قيادهم للباطل.
فبعد كتابة بنود الصلح التي ثبّتها الإمام عليه السلام، وأهم ما جاء فيها هو إرجاع الخلافة إلى الحسن عليه السلام أو إلى الحسين عليه السلام في حالة موت الحسن عليه السلام لم يقرّ لمعاوية قرارٌ ولا هدأ له بال, فراح يضاعف من جهده ويدرس إمكانية نقضه.
فكان موت وثيقة الصلح – وبالأخص شرط إرجاع الخلافة – بالنسبة لمعاوية أمراً ضرورياً؛ لذلك قَتَل الإمامَ الحسن عليه السلام!.
ويدلك على ذلك ما ذكره الصفدي (ت 764 ه) في (الوافي بالوفيات), حيث قال: (إنّ زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس أمرها بذلك يزيد بن معاوية لتكون ولاية العهد له ووعدها أنْ يتزوجها, فلما مات الحسن قال يزيد: والله لم نرضَك للحسن, فكيف نرضاك لأنفسنا؟)(34).
وقال تقي الدين المقريزي (ت 845 ه) في (إمتاع الأسماع) قال: (واتهمت زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي أنها سمّته بتدسيس معاوية حتى بايع لابنه يزيد)(35).
وقال المناوي (ت 1031 ه) في (فيض القدير) بصراحة متناهية عن ابن بطال وغيره, قوله: (لم يوفِّ له بشيءٍ منها, فصار معاوية من يومئذٍ خليفة, ولما خيف من طول عمر الحسن رضي الله عنه أرسل يزيد إلى زوجته جعدة إنْ هي سمّته تزوجها, ففعلتْ فأرسلت تستنجزه فقال: إنّا لم نرضَكِ له, فكيف نرضاك لنا؟)(36).
ومن هنا قلنا: إنّ معاوية كان شديد الحرص على موت وثيقة الصلح, ولا سبيل إلى ذلك إلا بموت الإمام عليه السلام, وما ذاك إلا لتضمُّنها بنداً أو شرطاً أوجد حزازةً في نفسه وحرارةً في كبده, وهو أمرُ الخلافة التي سيؤول أمرها من بعده إما إلى الإمام الحسن عليه السلام – إنْ بقي حياً – أو إلى الإمام الحسين عليه السلام.
هذا, وأسوق إليك شاهدان على ذلك:
فلو أخذنا السبب الذي من أجله دسّ معاوية السّم إلى سعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد لاقتربنا إلى درجة القطع واليقين أنه ذات الدافع بعينه الذي أدّى به أيضاً إلى دسّ السّم إلى الإمام الحسن عليه السلام.
فسبب دسّ معاوية السُّم إلى سعدٍ إنما كان لإنكاره عليه دعواه الخلافة, حيث قال عند دخوله على معاوية ما نصُّه: (السلام عليك أيّها الملك)، فقال له: (فهلّا غير ذلك؟ أنتم المؤمنون وأنا أميركم). قال: (نعم، إنْ كنّا أمّرناك)(37), وفي لفظ (نحن المؤمنون, ولم نؤمِّرْك)(38).
وأما عبد الرحمن بن خالد بن الوليد فلَمْ يُنكر على معاوية شيئاً, بل كان من عمّاله المقرَّبين منه, إلا أنّ السبب في دسّ معاوية السُّمّ إليه هو كما يرويه الطبري وابن الكلبي, وإليك ما روياه:
أما الطبري فقد قال في ذكر السبب: إنه قَدْ عظُم شأنه, ومال إِلَيْهِ أهل الشام، لما لأبيه خَالِد بن الْوَلِيد من مكانةٍ وما تركه من آثار، فخافه مُعَاوِيَة، وخشي عَلَى نفسه مِنْهُ، لميل الناس إِلَيْهِ، فأمر ابن أثال أنْ يحتال فِي قتله، وضمن لَهُ إنْ هُوَ فعل ذَلِكَ أنْ يضع عنه خراجه مَا عاش، وأنْ يولّيه جباية خراج حمص، فلما قدِم عبد الرَّحْمَن بن خَالِد حمص منصرفاً من بلاد الروم دسّ إِلَيْهِ ابن أثال شربةً مسمومةً مع بعض مماليكه، فشربها فمات بحمص، فوفى لَهُ مُعَاوِيَة بِمَا ضمن لَهُ، و ولاه خراج حمص، ووضع عنه خراجه(39).
وأما ابن الكلبي فقد ذكر سبب ذلك عن خالد بن سعيد عن أبيه: (أنّ معاوية لما أراد أنْ يبايع ليزيد قال لأهل الشام: إنّ أمير المؤمنين قد كبُرت سنّه ودنا من أجله, وقد أردتُ أنْ أولي الأمر رجلاً بعدي, فما ترون؟ فقالوا: عليك بعبد الرحمن بن خالد بن الوليد بن المغيرة، وكان فاضلاً، فسكت معاوية وأضمرها في نفسه، ثم إنّ عبد الرحمن اشتكى فدعا معاويةُ ابن أثال, وكان من عظماء الروم, وكان متطبِّبا يختلف إلى معاوية فقال: إئت عبد الرحمن فاحتلْ له، فأتى عبد الرحمن فسقاه شربةً فانخرق عبد الرحمن ومات، فقال حين بلغه موته: لا جِدّ إلا من أقعص عنك من تكره)(40).
فالذي ذكراه –الطبري وابن الكلبي- يوجِد علاقة بين موت عبد الرحمن بن خالد بن الوليد وبين بيعة يزيد بن معاوية, فخوفُ معاوية حصل من تحقق أمرين:
الأول: ميول الناس إلى عبد الرحمن بن خالد, لبأسِه ومكانة أبيه عندهم.
الثاني: تأكُّد مخاوف معاوية من ميول أصحابه أيضاً إلى عبد الرحمن، وذلك لما استشارهم في تولية الخلافة لابنه يزيد (لعنه الله) من بعده ففوجئ بما أشاروا عليه من أمر عبد الرحمن بن خالد, فسكت معاوية وأضمرها في نفسه فتحين الفرصة للانقضاض علىه, وما أن اشتكى عبد الرحمن, حتى دعا معاوية طبيبَه ابن أثال، وأمره بدسّ السُّم إليه.
هذا, مع أنّ سعداً لم يدّعِ الخلافة, ولم يبايعه أحدٌ على ذلك, وعبد الرحمن بن خالد كذلك, فما بالك بمن ادّعاها وبايعه الناس بيعةً شرعية!!.
الأمر الرابع: شهاداتٌ وإفادات تاريخية تثبت إدانة معاوية بالجرم المشهود وتكذِّب ابن خلدون في ما ادعاه.
إنّ قضية سمّ معاوية للإمام الحسن عليه السلام مما قد تظافر نقلُها – إنْ لم نقل تواتر – فقد ذكرها جملةٌ من المؤرخين من قدامى محدِّثي أهل السُّنة, وهنا أذكرُ قائمة بأسماء جملةٍ من المؤرّخين المثبتين لحادثة السّم, وفيهم مَن أكّد ضلوع معاوية في الجريمة, وجميعُهم ليسوا من الشيعة الّذين اتهمهم ابن خلدون. وقد رتبتهم حسب تسلسل وفياتهم كما يأتي:
1 – عامر الشعبي (ت 103 ه) قال: (ومصداق هذا القول أنّ الحسن كان يقول عند موته, وقد بلغه ما صنع معاوية: لقد عملتْ شربتُه, وبلغ أمنيته, واللهِ لا يفي بما وعد, ولا يصدق فيما يقول)(41).
2 – قتادة بن دعامة (ت 117 – 118 ه) قال: (سمّت ابنة الأشعث بن قيس الحسن بن عليّ, وكانت تحته, ورُشيتْ على ذلك مالاً)(42).
3 – أبو بكر بن حفص: قال ابن حجر الهيتمي في (الصواعق): وبموته مسموماً شَهِيداً جزم غيرُ وَاحِدٍ من الْمتَقَدِّمين, منهم قتادة الذي مرّ ذكره في أعلاه وأبي بكر بن حفص(43).
4 – السدي (ت 128 ه): حكى قوله سبط ابن الجوزي في التذكرة(44).
5 – يعقوب بن سفيان الفسوي (ت 277 ه): حكى ذلك عنه ابن الجوزي في صفة الصفوة(45).
6- البلاذري (ت 279 ه): ذكر ذلك في أنساب الأشراف(46), وذكر محقق الكتاب بقوله: (ولهذا القول شواهد قطعية من طريق رواة آل أبي سفيان وأعداء أهل البيت، وكفى بها حجة ودليلاً), ثم أردف كلامه بذكر تلك الشواهد.
7 – أبو الفرج الأصبهاني (ت 356 ه): ذكر ذلك في (مقاتل الطالبيين) قال: (ودسّ معاوية إليه حين أراد أنْ يعهد إلى يزيد بعده, وإلى سعد بن أبي وقاص, سُماً فماتا منه في أيامٍ متقاربة, وكان الذي تولى ذلك من الحسن زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس؛ لمالٍ بذله لها معاوية)(47).
8 – ابن عبد البر (ت 463 ه): في (الاستيعاب في معرفة الأصحاب), قال: (وقال قتادة وأبو بكر بن حفص: سُمَّ الحسن بن علي, سمّته امرأته جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي, وقالت طائفةٌ: كان ذلك منها بتدسيس معاوية إليها وما بذل لها في ذلك)(48).
9 – أبو محمد عبد المجيد بن عبدون (ت 529 ه): أشار إلى ذلك في قصيدته العصماء في رثاء بني الأفطس فقال:
وفي ابنِ هندٍ وفي ابنِ المصطفى حسنٍ أتتْ بمعضلةِ الألبابِ والفِكَرِ
فبعضُنا قائلٌ ما اغتالَه أحدٌ وبعضُنا ساكتٌ لم يؤتَ مِنْ حصَرِ(49).
10 – أبو الفرج الجوزي, جمال الدين (ت 597 ه): في (المنتظم في تاريخ الأمم والملوك)(50).
11 – أبو الفداء عماد الدين (ت 732 ه) في (المختصر في أخبار البشر), قال: (وتوفي الحسن من سمٍّ سقته زوجته جعدة بنت الأشعث, قيل: فعلت ذلك بأمر معاوية, وقيل: بأمر يزيد بن معاوية, ووعدها أنه يتزوجها إنْ فعلت ذلك, فسقته السّم, وطالبت يزيد أنْ يتزوجها فأبى)(51).
12 – عمر بن المظفر المعروف ب(ابن الوردي) (ت 749 ه), ذكر ذلك في تاريخه(52).
13 – الصفدي (ت 764 ه) في (الوافي بالوفيات)(53).
14 – تقي الدين المقريزي (ت 845 ه) في (إمتاع الأسماع)(54).
15 – شمس الدين السخاوي (ت 902 ه) في (التحفة اللطيفة)(55).
16 – جلال الدين السيوطي (ت 911 ه) في (تاريخ الخلفاء), قال: (توفي الحسن رضي الله عنه بالمدينة مسموماً, سمّته زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس, دسّ إليها يزيد بن معاوية أنْ تسمّه فيتزوجها)(56).
17 – حسين بن محمد بن الحسن الدّيار بكري (ت 966 ه) في (تاريخ الخميس)(57) حكى ذلك عن قتادة وأبي بكر بن حفص.
18 – ابن حجر الهيتمي (ت 974 ه) في (الصواعق المحرقة)(58).
19 – المناوي (ت 1031 ه) في (فيض القدير)(59).
20 – عبد الملك العصامي (ت 1111 ه) في (سمط النجوم العوالي)(60).
21 – محمد أشرف الصدّيقي آبادي (ت 1329 ه) في (عون المعبود)(61).
وهذا كافٍ في رد دعوى ابن تيمية وافتراء ابن خلدون لمن كان عنده إنصاف أو قليلُ علمٍ.
مركز الإمام الحسن عليه السلام للدراسات التخصصية
الوحدة العلمية / السيد مهدي الجابري
الهوامش:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) منهاج السُّنة – لابن تيمية – 4: 469 – 470.
(2) تاريخ ابن خلدون, 2: 649.
(3) صحيح البخاري, 4: 21 / ح2812.
(4) تاريخ خليفة بن الخياط, 213.
(5) المعارف – لابن قتيبة الدينوري-: 334.
(6) انظر: المنتظم في تاريخ الأمم والملوك – لابن الجوزي – 5: 241.
(7) تاريخ ابن الوردي, 1: 160.
(8) جواب أهل السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والزيدية (مطبوع ضمن الرسائل والمسائل النجدية، الجزء الرابع، القسم الأول)- لابن عبد الوهاب -, 181.
(9) البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب – للمراكشي – 1: 15.
(10) انظر: الكامل في التاريخ, 2: 707.
(11) نسب معد واليمن الكبير – للكلبي- 2: 451.
(12) تاريخ دمشق, 69: 40.
(13) الأعلام –للزركلي- 5: 284.
(14) تاريخ الطبري, 5: 276.
(15) تاريخ دمشق, 8: 26 – 27.
(16) الكامل في التاريخ – لابن الأثير- 3: 81.
(17) البداية والنهاية – لابن كثير – 11: 234.
(18) تاريخ ابن خلدون, 3: 16.
(19) المستخرج من كتب الناس – لابن مندة – 2: 616.
(20) الأعلام – للزركلي – 3: 303.
(21) تاريخ الطبري, 5: 227.
(22) المنتظم في تاريخ الأمم والملوك لأبي الفرج الجوزي- 5: 217.
(23) الكامل في التاريخ, 3: 51.
(24) تاريخ ابن الوردي, 1: 160.
(25) البداية والنهاية – لابن كثير- 8: 34.
(26) الأنساب – للسمعاني – 5: 476.
(27) الأنساب – للسمعاني – 5: 476.
(28) أنساب الأشراف – للبلاذري – 2: 398 – 399.
(29) انظر: المصدر السابق, 1: 404.
(30) المعجم الكبير – للطبراني – 3: 71 / 2694.
(31) تاريخ الطبري, 5: 227.
(32) المنتظم في تاريخ الأمم والملوك – لأبي الفرج الجوزي – 5: 217.
(33) انظر: زبدة الحلب في تاريخ حلب – للعقيلي -: 24, والدولة الأموية – للصلابي – 1: 422, ومعاوية بن أبي سفيان – للصلابي -: 480.
(34) الوافي بالوفيات – للصفدي – 12: 68, ط: دار إحياء التراث.
(35) إمتاع الأسماع – للمقريزي- 5: 361.
(36) فيض القدير – للمناوي – 2: 409 /ح 2167.
(37) فضائل الصحابة –لأحمد بن حنبل- 2: 988, ح1955. مصنف عبد الرزاق, 10: 390, ح 19455.
(38) تأريخ الإسلام –للذهبي- 4: 220.
(39) انظر: تاريخ الطبري, 5: 227.
(40) المنمق في أخبار قريش – لأبي جعفر البغدادي -: 360, شذرات الذهب في أخبار من ذهب – لابن العماد العكري – 1: 239.
(41) تذكرة الخواص – لسبط ابن الجوزي – 212.
(42) المستدرك على الصحيحين, 3: 193 /ح 4815.
(43) الصواعق المحرقة – لابن حجر الهيتمي – 2: 413 – 414.
(44) تذكرة الخواص, 211.
(45) صفة الصفوة – لابن الجوزي – 1: 103.
(46) أنساب الأشراف – للبلاذري – 3: 55.
(47) مقاتل الطالبيين – للأصبهاني -: 60.
(48) الاستيعاب في معرفة الأصحاب – لابن عبد البر – 1: 389.
(49) نهاية الأرب في فنون الأدب – للنويري -, 5: 196.
(50) المنتظم في تاريخ الأمم والملوك, 5: 226.
(51) المختصر في أخبار البشر, 1: 183.
(52) تاريخ ابن الوردي, 1: 158.
(53) الوافي بالوفيات – للصفدي – 12: 68, ط: دار إحياء التراث.
(54) إمتاع الأسماع – للمقريزي- 5: 361.
(55) التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة – للسخاوي – 1: 283.
(56) تاريخ الخلفاء – للسيوطي -: 147.
(57) تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس, 2: 293.
(58) الصواعق المحرقة – لابن حجر الهيتمي- 2: 413.
(59) فيض القدير – للمناوي – 2: 409 /ح 2167.
(60) سمط النجوم العوالي, 3: 101 – 102.
(61) عون المعبود, 11: 127.