﴿ وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ * اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ 1
لم يكن خلق الإنسان عبثاً ، فحاشى لله الحكيم العليم . كذلك السماوات والأرض هي الأخرى ما صنعت لهواً ولا عبثاً ، بل خلقت مرتبطة بمصير الإنسان وحياته على هذا الكوكب البسيط . لذا لما كانت لهذا الخلق وهذه الصنعة والحياة هدفيّة ، فكان لابد للنظم من أن يوكل إلى الإنسان حين الخلق ، ولم يكن هذا أن يكال إكراهاً ، ذلك لأن الله سبحانه وتعالى جعل الاختيار والحرية للإنسان في اتخاذ مسالكه ومناهله ، وفي ذات الوقت بيّن له ـ إلى جانب ذلك ـ سبيل الهدى والرشاد والصلاح عن طريق الآيات الإلهية والرسل والأنبياء .
وفيما يخص بحثنا هذا ، نشير إلى أن واحدة من تلكم النظم نظام الأسرة ، كأحد أهم نظم الاجتماع؛ الأسرة التي تجسد اللبنة الأولى والركيزة الأساسية في هيكل البناء الاجتماعي للإنسان ، حيث يشمخ هذا البناء برصانة بالغة إذا ما كانت نواته وخليته الأسرية تشدها أواصر المحبة ، وقائمة على أسس التعاون والإخلاص والتنسيق وتبادل العمل وروح النشاط والمثابرة .
فلقد أراد الله تبارك وتعالى أن يكون الصرح الاجتماعي الفاضل مقاماً على أساس الأسرة الذي هندسته وخططته الرسالة الإسلامية الرشيدة ، ومن مجموع الأسر المتينة المتماسكة يكوّن ويتألّف البناء الأسري الرصين ، وتتكامل مناحي الحياة الطبيعية بأنسياب نحو تحقيق الكمال وعبادة الكامل المطلق .
ولعل أبرز وأعظم ما خطط لـه الإسلام العظيم وأمر بامتثاله هو التنظيم الأسري القائم والمنطلق من أعماق الفطرة الإنسانية؛ أي تلك المجموعة من السنن والقوانين والأنظمة الإلهية والغرائز المهّذبة الموجّهة بالنحو الإيجابي والسليم ، التي أودعها الله سبحانه في ذات الإنسان ، سواء كان ذكراً أم أنثى .
ولو أمعنا النظر وتدبّرنا في مصدر الرقي والتقدم الحضاري لرأينا ذلك كله ينطلق من التنظيم الأسري المتماسك . فالأسرة هي التي تحمل هوية المجتمع وسمات الأمة . ولو مثلناها بشكلٍ هرميِّ لوجدنا أن الأب يمثل القمة ، باعتباره المسؤول عن رعاية وحماية الزوجة ـ الأم ـ الركيزة الثانية للأسرة كمسؤولة عن رعاية وحماية وتربية الأولاد ، فالرجل موظف بمعاملة المرأة بلطف ورقّة ، وهو مسؤول عن الإنفاق عليها والوفاء بحقوقها ، حيث أن الرجل الأب يحتل موقع القيادة والقيمومة التي جاءت في قوله تعالى : ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ … ﴾ 2، وهذه القيمومة ليست أمراً مفروضاً أو دخيلاً ، بل إنها تجسيد للفطرة والغريزة المنسجمة وطبيعة التكوين الأسري ، حيث تبعث على الرضا والطمأنينة والسكينة بين أعضاء الخلية الاجتماعية الأولى .
إن هذه القيمومة هي التي تثير الإحساس وتدفع بالرجل إلى التضحية بأعز ساعات نومه وراحته ، وإلى النهوض وظلمة الليل لا تزال تخيّم على الأفق ، فتراه يخرج في البرد القارص وربما أثناء هطول المطر والثلج ، طلباً للرزق ولقمة العيش ، في كد وكدح وبذل الجهد طيلة ساعات النهار ، وهذا كلّه انطلاقاً من الشعور بالمسؤولية تجاه عائلته ، فهو المحكوم أوّلاً وآخراً بتوفير الرزق والأمن ، وهما العاملان الأساسيان في مصداقية الحياة للأسرة . .
وهذه الفطرة والسنّة الإلهية لا تجدها مقتصرة على ابن آدم ، بل هي تعم معظم الكائنات الحيّة . . فالأمومة والأبوة تلحظها في سيرة جميع الحيوانات ولو لمدة زمنية محدودة . فالله سبحانه وتعالى قد ألهم الكائنات فطرة من شانها تنظيم واقع وشؤون الأسرة ، ولا يمكن بحال من الأحوال إلغاء هذا الإلهام السماوي والاستعاضة عنه بنحو آخر ببساطة ، إذ الأمر ليس هيناً كما يتصور البعض ، فالتغيير والتبديل القهري المناقض لفطرة الإنسان وطبيعته الغريزية يكلّف فرضُه الكثير من الخسائر ، حيث تكون على حساب كرامة الإنسان وحريته . بل ويخرجه من عالم الآدمية إلى دنيا أحط وأردأ من الحيوانيّة .
بين القيمومة والاستبداد
حينما سُنَّتْ القيمومة للرجل على المرأة وكيان الأسرة عموماً ، برز إلى جانب ذلك الفهم السلبيّ المتجسّد بالاستبداد ، حيث يفرض الرجل ـ علناً أو خُفيةً ـ آراءه وأحكامه الصارمة الظالمة على أعضاء أسرته .
فاليونانيون القدماء اعتبروا المرأة مجرد آلة يستخدمها الرجل .
والهند لم يتصوروا المرأة إلاّ جزءاً حقيراً من الرجل؛ ينبغي القضاء عليه فور وفاة الرجل .
والعرب قبل الإسلام اعتبروا الأنثى عاراً لابد من دفنه ولمّا يرى نور الحياة بعد ، تبعاً للجهل والعواطف البليدة وضنك العيش وعدم الإيمان بالخالق الذي تكفّل بإيصال الرزق إلى مخلوقه .
ومقابل هذه الرؤى الضيقة الفاسدة والصناعة الفلسفية الفاشلة وغيرها من التشريعات ، جاءت النظرة الإلهية والحكمة الربانية لتنسف روح الاستعلاء والسيطرة العنصرية ، فاقتضت تلك الحكمة الحقّ أن تبرز بين فترة وأخرى فتيات ونساء يرتفعن ويسمون إلى منازل القدوة والنموذج الطيّب في شتى الخصال الرفيعة ، فتراهن مثال الشجاعة والصبر والمقاومة .
نماذج المرأة الصالحة
وإذا ما أشرنا إليهن فبدأنا من عمق التاريخ والعصور الغابرة ، فإن آسيا بنت مزاحم ثم مريم بنت عمران وأم المؤمنين خديجة الكبرى سلام الله عليهنّ ، ثم سيدّتهن وقدوتهن جميعاً الطاهرة البتول والراضية المرضية فاطمة الزهراء سلام الله وصلواته عليها .
فترى لماذا كان هذا النور الإلهي الذي انبثق من صلب خاتم النبيين صلى الله عليه وآله فتجسد بشخص فاطمة الزهراء عليها السلام ، وامتد في حياة ووجود الرسالة ، وكان ركناً أساسياً في بقائها إلى يومنا هذا؟ ولماذا كان عقب وذرية الرسول الأكرم المباركة قد اقتصر على ريحانته الصديقة الطاهرة المطهرة الزهراء سلام الله عليها ، ولم يكن في أحد أبنائه؟
إن الزهراء البتول وُلدت كبرعم تفتّح في ربيع الحياة ، أو كنسمة فوّاحة انسابت على سهل الحياة ، أو كسحابة خير هطلت فاهتزّت لها صحراء الوجود ، أو كومضة سطعت على آفاق العالم المظلم ، ذلك لأن الزهراء جزءٌ لا يتجزّأ من نور الرسالة ، وركن أساسي من الإيمان ، حيث عاشت صلوات الله عليها كربيع عجّل انقضاؤه قيض الحقد اللئيم ، لكنها ـ رغم ذلك ـ بقيت عطراً ممتداً وبركة لا تنقطع ، فهي بذرة الشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ، وهي جوهر أهل البيت الطاهر الذي شاء الله له أن يكون مشكاة لنور يسطع وهّاجاً في ضمير الزمن وعلى امتداد الدهور .
وهذه الحكمة هي التي كانت وراء أن تكون الزهراء القدوة الأولى لنساء العالم ليقمن بوجه الاستبداد والظلم وسلب الحقوق والإجحاف والتطاول الذي يتعرضن له من قبل الظالمين والمستبدين على اختلاف أنواعهم وأشكالهم .
فلو كانت المرأة تتعرض للظلم الاجتماعي ، ولم يكن بمقدور الزوج أو الابن أن يأخذوا لها حقّها ، فما الذي تصنعه هذه المرأة؟ هل تتخذ موقف الصمت فتتنازل وتقبل بالهزيمة؟
الجواب : كلا؛ لن يكون ذلك منها مادامت هناك فاطمة الزهراء عليها السلام تقف على قمـة الزمن تتحدى وتصرخ بوجه الظلم والإنحراف ، فهي القدوة التي وقفت تطالب بحقها؛ لا طمعاً بما ينطوي عليه هذا الحق ، بل لمجرد كونه حقّاً ، حيث لا ينبغي لها أن تسكت ، وكانت مطالبتها تلك ـ من ناحية أخرى ـ درساً لكل الأجيال ، لا سيما الشطر النسوي منه .
فالزهراء عليها السلام دخلت الساحة السياسية مدافعة عن فدكها الذي كان يتضمن في حقيقة الأمر الدفاع عن الإمام علي عليه السلام ومجمل التراث النبوي الشريف ، فهي دافعت في الواقع عن أحقيّة أهل البيت في تولي قيادة الأمة ، إنها نزلت إلى المعترك رغم المصائب الجسدية والنفسية التي تعرضت لها وهدّت قواها ، فقد تراكم على قلبها هموم الأيام بفقدانها أباها النبي الأكرم ، فعاشت في تلكم الأيام بعد رحيل النبي وهي ترى تراثه نهباً يتلاقفه القوم ، وهي ترى زوجها الذي قام الإسلام بجهوده الجبّارة ، تراه يضطهد ولا من مدافع ، وترى الإمامين السبطين الحسن والحسين عليهما السلام لا حول ولا قوة لهما في إصلاح ما أفسدته الجاهلية الثانية التي اختلقها الطامعون . إنها رغم كل ذلك تقف شامخة كالطود العظيم تدافع عن الحق والحقوق المهدورة؛ تلقي بالحجج البالغات والدلائل الدامغات وتشهّدُ من شاهد وشهد ، تدافع عن القضية التي كانت فدك عنواناً ومفتاحاً لها .
وجذوة القول؛ إن المهم في سيرة الزهراء سلام الله عليها هو تصدّيها بنفسها للدفاع عن الحق ، فهو ـ الدفاع ـ قيمة إلهية عظمى ، وهو قمة الخلق السامي والرفعة الإنسانية . ومن هذا كله تتجلّى أمام أنظارنا الحكمة الربانية القاضية بأن تكون الصديقة الزهراء هي العقب الطاهر والامتداد الكريم لرسول ربِّ العالمين ، فلم يكن من العبث بمكان أبداً أن يقول الرسول الأكرم : ” فاطمة أمَّ أبيها ” وهو الذي لا ينطق عن الهوى إن هو ـ نطقه ـ إلاّ وحيٌ يوحى . وهذا يعني أن قيم ومفاهيم الرسالة كادت تتلاشى لولا وجود وجهود الزهراء ، حيث أوضحت الحقائق وكشفت عن خفايا الطمع والجاهلية لكل ذي سمع ونظر وعقل .
درس من الزهراء عليها السلام
لعل النظرة إلى المرأة من منظار الجاهليتين؛ الأولى والحديثة قد تكون واحدةً ، وهي نظرة التشاؤم والاستبداد ، إلاّ أنهما تختلفان في أسلـوب التعامل معها .
فالجاهلية الأولى كانت تدفع بالرجل للتخلص من المرأة باعتبارها نذير شؤم له ، فكانت المرأة تتعرض للوأد أو التشريد أو الحرمان أو الاستعباد . أما الجاهلية الثانية المعاصرة فهي تتعامل مع المرأة على أنها مجرد دمية ووسيلة ترفيه ، وكأنها خلقت دونما كرامة واحترام وشخصية .
فهي إذا كانت في الجاهلية الأولى تستعبد في خدمة الرجل ، فهي اليوم لا همَّ لها إلاّ الاهتمام بمنظرها وزينتها ، وكل ذلك يصبّ في مصلحة الرجل بصورة أنانية مباشرة أيضاً . فهي ـ حسب الجاهلية الثانية ـ ليست إلاّ سلعة عامة تجتذب الرجال عن طريق عرض المفاتن ، وبين هذا وذاك أضحت دون كرامة أو إنسانية؛ فإمّا تراها في حالة إشباع الغرائز الرخيصة ، وإما تراها في حالة الانتقام الوحشي من ذلك الاستغلال البشع .
ولكننا نرى الزهراء سلام الله عليها تجيب عن التساؤل عما هو خير للمرأة ، فتقول : ” خير لهن أن لا يرين الرجال ولا يرونهن ” 3 أي أن على المرأة أن تصون كرامتها وعزتها بما استطاعت من العفاف .
لا شك في أن أعظم دورٍ وأفضل نشاط تقوم به المرأة بحيث ينسجم وطبيعتها التكوينية والنفسية ، هو ما تؤدّيه في محيط بيتها وأسرتها . يشاطرنا في ذلك كل منصف لم يتأثر بأبواق الدعاية المفسدة ، ولم ينجرف مع التيارات المنحرفة التي تريد للمرأة الضياع في عوالم الانحلال والفساد .
ويعتقد الكثير منّا أن الرجل هو الخيمة ، وهذا هو ظاهر الأمر ، ولكنني اعتقد بأن المرأة هي عمود هذه الخيمة ، وهي المحور الذي تلتفّ حوله الأسرة وينجذب نحوه أعضاؤها . فالمرأة ـ على هذا الأساس ـ تمثل مركز انسجام الأسرة ، بينما الرجل يأخذ منصب الراعي والحامي والمدبّر والمسؤول عن توفير ضرورات العيش والاستمرار .
وإذا كان ليس خافياً تأثير الأم على أولادها من حيث التربية والرعاية العاطفية والتنمية الإنسانية ، فإنه لابد من الإشارة إلى قضية لا تقل أهمية عن ذلك ، وهي تاثير الأمّ على جنينها الذي هو في بطنها ، وقد فصّل العلم الحديث مصداقية قول الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، حيث قال : ” السعيد من سعد في بطن أمه والشقي من شقى في بطن أمه ” 4 نظراً إلى ما تتركه الأم من آثار لا تنكر على جنينها ، وهو خاضع بصورة مباشرة منذ كونه نطفة في الرحم وحتى بلوغه الخامسة عشرة من عمره على أقل التقادير ، مما يحمل المرأة على ضرورة وعي موقعها ومكانتها تجاه أسرتها ، ويحملها أيضاً على النهوض بمستواها العاطفي والثقافي حتى تكون في موضع يؤهلها لتكون مركزاً ومحوراً لحركة أسرتها .
وليس بخافٍ على أحد من المسلمين أن فاطمة الزهراء سلام الله عليها كانت الرمز الأوضح في النبل والعفة والطهارة ، حتى أنها استطاعت عبر ذلك إنجاب ذرية كالإمامين الحسن والحسين وزينب عليهم السلام ، وكفاها بذلك فخراً ، وكفاهم بأمّهم فخراً ، حيث حفظ الإسلام بوجود وجهود هذا البيت الطاهر 5 .
- 1. القران الكريم: سورة النور (24)، الآيات: 34 – 38، الصفحة: 354.
- 2. القران الكريم: سورة النساء (4)، الآية: 34، الصفحة: 84.
- 3. فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى عن حلية الأولياء ،ج2 ، ص41 .
- 4. ميزان الحكمة ، ج5 ، ص129 .
- 5. فاطمة الزهراء عليها السلام قدوة الصديقين ، آية الله السيد محمد تقي المدرسي ، الناشر : دار محبي الحسين (ع) ، قطع : رقعي ، الطبعة : الأولى .