من مصادر السنة والشيعة
روي أنّ أبا قحافة (والد أبو بكر) كان بالطائف لمّا قُبض رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وبويع لأبي بكر (في السقيفة)
فكتب ابنه إليه كتاباً عنوانه :
مِن خليفة رسول الله إلى أبي قحافة
أما بعد : فإنّ الناس قد تراضوا بي، فإنّي اليوم *خليفة الله*، فلو قدمت علينا كان أقرّ لعينك.
قال : فلما قرأ أبو قحافة الكتاب قال للرسول : ما منعكم من علي؟ قال (الرّسول) : هو حدث السنّ، وقد أكثر القتل في قُريش وغيرها، وأبو بكر أسنّ منهُ !!! قال أبو قحافة : إن كان الأمر في ذلك بالسنّ، فأنا أحقُّ من أبي بكر، لقد ظلموا عليّاً حقّه، وقد بايع له النبيّ (ص) وأمرنا ببيعته !!!
ثم كتب إليه :
((من أبي قحافة إلى ابنه أبي بكر أما بعد ، فقد أتاني كتابك فوجدته كتاب أحمق، ينقض بعضه بعضاً، مرّة تقول : خليفة رسول الله (ص)!!! ومرة تقول : خليفة الله !!! ومرّة تقول : تراضىٰ بي النّاس !!! وهو أمر ملتبس، فلا تدخُلنّ في أمرٍ يصعب عليك الخروج منه غداً، ويكون عقابك منه إلى النار والندامة وملامة النفس اللوّامة لدى الحساب بيوم القيامة، فإنّ للأمور مداخل ومخارج وأنت تعرف من هو أولى بها منك، فراقب الله كأنّك تراه ولا تدعنّ صاحبها، فإنّ ترْكها اليوم أخفّ عليك وأسلم لك.. والسلام)).
المصادر :
مباهج المهج للشيخ قطب الدين الكيدري/ الفصل الرابع
شرح النهج لإبن أبي الحديد (المعتزل) جزء 1 ص/222
بحار الأنوار للمجلسي جزء 8 ص/88
الاحتجاج للعلامة الطبرسي جزء 1 ص/226