نص الشبهة:
( زعموا أنّ في القرآن أخطاءً تأريخيّة تَجعله بمعزلٍ عن الوحي الذي لا يَحتمل الخطأ ! فحاولوا جهدهم أنْ يعثروا على بيّنة من ذلك ، ولكنّهم تعثّروا وفشلوا وخاب ظنّهم .
إذ ما حسبوه شاهداً لا يَعدو أوهاماً تُنبؤكَ عن مَبلغ جهلهم بمفاهيم القرآن ومصطلحاته الخاصّة ! )
فمن ذلك ما زَعَموه بشأن ( هامان ) الذي جاء رِدفاً لاسم فرعون في مواضع من القرآن باعتباره وزيراً له أو من كِبار المسؤولينَ في بلاطه ، وقد أمره فرعون ببناء صرحٍ ـ حسبوه بُرج بابل ـ ليَطّلع إلى إله موسى !
وقد أثارت مسألة ( هامان ) جدلاً كبيراً مُنذ قُرون على يد أبناء إسرائيل ، وأخيراً على يد كبار المُستشرقين أمثال ( نولدكه ) ازدراءً بشأن القرآن العظيم .
الجواب:
جاء اسم ( هامان ) في القرآن في ستّ مواضع :
﴿ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴾ 1 .
﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ 2 .
﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ … ﴾ 3 ﴿ … فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى … ﴾ 3 .
﴿ وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءهُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ … ﴾ 4 .
﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴾ 5 .
﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ﴾ 6 ﴿ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى … ﴾ 7 .
يَبدو من هذه الآيات أنّ ( هامان ) هو على الغالِب وزير فرعون ؛ ولهذا أكّد المفسّرون أنّ هامان هذا كان وزير فرعون مصر الّذي حكم في عهد موسى ( عليه السلام ) والمشكلة الّتي انصبّت حوله ما إذا كان هامان قد بنى فعلاً بُرج بابل عِبر مسافات شاسعة في أرض العراق ممّا يلي الجانب الشرقي للفرات ، وقد بقيت آثاره لحدّ الآن على بُعد أميال من مدينة الحلّة الفيحاء .
والبعض يقول إنّه بناه فعلاً وسخّر لذلك خمسين ألف عامل عَكفوا على بنائه ، وعندما شيّده صَعَد فرعون إلى أعلاه ورمى بنشّابة ناحية السماء ، فأراد اللّه أنْ يَفتنهم فردّه إليهم مُلطّخاً بالدم ، وعندها قال فرعون : لقد قتلتُ إله موسى ! والقصّة طويلة سطّرها أصحاب الأساطير فيما لفّقوه عن قصص الأنبياء .
غير أنّ المؤكّد أنّ بُرْجاً لا يرتفع من الأرض سِوى عدة عشرات الأمتار ، لا يمكن أنْ يَبلغ به فرعون أسباب السماوات حتّى ولو صعد على أعالي الجبال الشامخات التي يُعدّ برج بابل تجاهها تلاًّ صغيراً ؛ ولهذا قال الفخر الرازي : لعلّ فرعون قد أوهم ببناء البُرج لكنّه لم يفعل ، أو أنّه قال ذلك ساخراً وليبيّن أنّه لا يمكن إثبات إله في السماء إلاّ بالصعود إليه 8 .
وهكذا قال المراغي : وقال فرعون يا هامان ابن لي قصراً مُنيفاً عالي الذُّرا ؛ علَّني أَبلغ أبواب السماء وطُرقها ، حتّى إذا وصلتُ إليها رأيتُ إله موسى ! لا يريد بذلك سِوى الاستهزاء والتهكّم وتكذيب دعوى الرسالة 9 .
قال سيّد قطب : هكذا يُموّه فرعون الطاغية ويُحاور ويُداور ؛ كي لا يواجه الحقّ جهرةً ولا يعترف بدعوة الوحدانيّة التي تهزّ عرشه وتُهدّد الأساطير التي قام عليها مُلكه ، وبعيد عن الاحتمال أنْ يكون هذا فهم فرعون وإدراكه ، وبعيد أن يكون جادّاً في البحث عن إله موسى على هذا النحو المادّي الساذج ، إنّما هو الاستهتار والسخرية… وكلّ ذلك يدلّ على إصراره على ضلاله وتبجّحه في جحوده ﴿ … وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ … ﴾ 7 ( ولكن ) ﴿ … وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ ﴾ 7 صائر إلى الخيبة والدمار 10 .
وعلى أيّة حال ، فليس في القرآن ما يشير بأنّه بنى الصَرح وصعده ورمى بسهمه حسبما سطّره أصحاب الأساطير ، كلّ ذلك لم يَذكره القرآن ولا جاء في التوراة 11 ، ولم يُعرف المصدر الذي اعتمده هؤلاء القصّاصون ومهنتهم الاختلاق .
* * *
وأمّا مسألة هامان فهل كان لفرعون وزيرٌ بهذا الاسم ؟
قال الإمام الرازي : قالت اليهود : أطبق الباحثون عن تواريخ بني إسرائيل وفرعون أنّ هامان لم يكن على عهد فرعون وموسى وإنّما جاء بعدهما بزمانٍ مديدٍ ودهرٍ داهر ، فالقول بأنّ هامان كان وزيراً لفرعون ، خطأٌ في التأريخ ، على أنّه لو كان لم يكن رجلاً خامل الذِكر لم يسجّله التأريخ ولا جاء ذِكره في تأريخ حياة بني إسرائيل 12 .
نعم ، جاء في العهد القديم سِفر ( أستير ) الإصحاح الثالث : أنّ هامان بن همداثا كان وزيراً للملك الفارسي ( خشايارشا ) الذي تصدّى للمُلك بعد أبيه ( داريوش الكبير ) سنة ( 486 ق م ) 13 أي بَعْدَ فرعون موسى بِعِدَّة قرون ، وكان مقرّباً لديه ، ثُمّ غَضب عليه وصَلَبه
وجَعَل مكانه رجلاً من اليهود اسمه ( مردخاي ) وكان عمّ المَلِكة أستير زوجة الملك 14 .
وهكذا زَعم المستشرق الألماني ( تيودور نولدكه ) ( Theodore Noldeke ) في مقالٍ نشره أَوّلاً حوالي عام 1887م في دائرة المعارف البريطانيّة ( الطبعة9 ) 15 ، وأعاد نشره في كتابه تأريخ القرآن عام 1892م 16 .
غير أنّ المصادر التأريخيّة ـ الإيرانيّة وغيرها ـ خلوٌ عن ذِكر رجل بهذا الاسم استَوزَرَه المَلِك ( خشايارشا ) ثُمّ عَزله وصَلبه وأقام مكانه رجلاً باسم ( مَرْدُخاي ) ـ كما تقوله التوراة الإسرائيليّة ـ! وغالب الظنّ أنّه من أساطيرهم هم البائدة ولا واقع لها أساساً .
على أنّ ( هامان ) الذي جاء ذِكره في القرآن ـ مُرْدَفاً باسم فرعون وقارون ـ اسم مُعرَّب قطعاً ، كما هي العادة عند العرب عند التلهّج بألفاظ أجنبيّة حتّى العِبريّات حسب المعهود ، فإبراهيم ، مُعرّب أبراهام ، أصله أب رام أي الجدّ الأعلى ، وموسى ، مُعرَّب مُوشِى أي المُشال من الماء ، وسامِري ، معرّب شمروني حسبما نذكر وغير ذلك ، وقد قيل : إنّ ( هامان ) معرّب ( آمون ) أو ( أمانا ) كان يُلقَّب به رؤساء كَهَنة مَعبد أمون كبير آلهة المصريّين في مدينة طيبة في أعالي النيل .
ولا غَرْوَ فإنّ المنسوب إلى مكان مقدّس يَحمل اسمه بالطبع ، كما أنّ فرعون هو لقب سلاطين مصر كان بمعنى البيت الأعظم ، نظير ما لُقّب الخلفاء العثمانيون بالباب العالي 17 .
وتُمثّل بعض النقوش القديمة ( البيت الأعظم ) الذي يَجلس فيه المَلِك للحكم والذي تتجمّع فيه دواوين الحكومة ، وقد اشتقّت من اسم هذا البيت الأعظم الذي كان المصريّون يُطلقون عليه لفظ ( بيرو ) والذي تَرجمه اليهود إلى ( فرعوه ) أو ( فرعون ) ، اشتُقّ مِن اسمه لقب المَلِك نفسه 18 .
وهكذا عاد اسم ( هامان ) مُعرّب ( آمون ) أُطلق على كبير كَهَنة معبد ( آمون ) الذي حاز مُنذ الأُسرة التاسعة عشر مكانةً كبيرةً لدى فرعون لدرجةٍ أنّه استولى على إقليم أعالي النيل ، وأصبح قائد كلّ الجيوش وكبير خِزانة الإمبراطوريّة ، والمُشرف الأعلى على معابد الآلهة 19 .
ولقد كان وزير فرعون يُراقب فعلاً كلّ أعمال البناء العموميّة والماليّة 20 ، وكان المُشرف الأعلى على كلّ أعمال الملك 21 ، وبالتالي كان كبير كَهَنة ( آمون ) يَشغل مَنصِب وزير فرعون .
فاسم ( هامان ) في القرآن يُمثّل اسم ( آمون ) ، ويَسهل التقريب بين الاسمين عند ما نعرف أنّ ( آمون ) يُنطق كذلك ( أمانا ) ويُقصد منه بالاختصار ( كَبير كَهَنة ) مِثلما كان اسم فرعون ـ وهو اسم البيت الأعظم للحكومة ـ أصبح لقباً يُلقّب به مُلوك مصر الذين يحكمون البلاد ، فهامان لقب كبير كَهَنة ( آمون ) الذي كان يَشغل منصِب وزارة فرعون في الشؤون الماليّة والعمرانيّة 22 .
جاء فيه : ( مَملَكة مصر كانت في ذلك العهد ( عهد الأسرتَين التاسعة عشر والعشرين ) تُدار أُمورها على كاهل الديانة . وكانت تحكم البلاد آلهة على وِفق العقائد الرسميّة السائدة ، وهؤلاء الآلهة مثل : أمان تهى بز باى ميليوبولس ، كانوا يحكمون البلاد ، ويرسمون خُطط الحكم لملوك مصر ، وكانت السياسة الحاكمة هي التي تُمليها ممثّلو كَهَنة معبد ، وإدارة البلاد إلى هؤلاء الكهنة ، ومِن ثَمَّ حصل هؤلاء ـ إلى جنب القداسة ـ على ثروات طائلة… ) واليك نصّ العبارة بالإنجليزيّة :
The religion of ancient Egypt was static and traditional, urging that the gods had given a good order and that IT was necessary for man to hold firmly to the order. When changes did occur, religion tried to incorporate them into the system as though they came from the
فأَوقِد لي يا هامان على الطين !
﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى … ﴾ 3 .
أي فاصنع لي آجرّاً ، واجعل لي منه قصراً شامخاً وبناءً عالياً ؛ كي أصعد وأرتقي إلى السماء فأَطّلع إلى إله موسى ؟
هذا… وقد لَهَج بعض مَن لا خُبرة له : أنّ البناء بالآجرّ والجصّ لم يُعهد ذلك الحين ، وإنّما كانت البنايات بالأحجار والصخور كالأهرام والهيكل الكبير ببعلبك والمسرح الروماني ببُصرى وغيرها .
لكن ذهب عنه : أنّ صناعة الآجرّ واستخدامه في البنايات ـ وحتّى الرفيعة ـ قد تَقادم عهدها مُنذ بداية حياة الإنسان الحضاريّة بما يَقرب من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد ، وحتّى في مصر القديمة عثروا على طوابيق ( جمع طابوق معرّب تاوه : الآجرّ الكبير ) في حَفريّات في قاع النيل يعود تأريخها إلى ( 5000 ق م ) . وهكذا وَجَدوا مقابر على ساحل النيل مبنيّة بالآجرّ ومغلّفة بالأخشاب ممّا يعود تأريخها إلى ( 3000 ق م ) .
هذا فضلاً عن بنايات آجرّيّة في بلاد مُجاورة كبُرجِ بابل وكذا مَعابد آشور والسومريّين ( 2500 ق م ) ، وأخيراً فطاقُ كسرى من بنايات شاهبور الأَوّل ( 241م ) .
creation. By the time Akhenaton took the thronze as fourth pharaoh named Amenhotep, the 18th dynasty (1539 J 1292 Bc) had run for nearly 200 years, and there had been a century of imperial conquest and control of foreig lands. Egypt dominated palestine, phoenicia, and Nubia. The nation was powerful, rich, and courted by lesser princes. To maintain these gains, a military and political group controlled the cuntrolled the culture. Since the Egyptian state had always been thocratic, ruled by a god or god or gods, according to traditional beliefs, this group interlicked with the priesthood. The richest and most powerful of the gods, such as Amon lf Htebes or Re of Heliopolis, it wsa held, dictated the purpose of the state. the king had to apply to the gods for oracles direccting his major activities. In return for wealith, elegance, and the role of the Ieading actor in a drama of imperial success, the pharaoh had reliquished his religious (and military) authority to athers. (see also lndex: New Kinqdom).
وغير ذلك كثير وكان معروفاً ذلك العهد ، بل وقَبْله بكثير ، وإليك بعض الحديث عن ذلك :
صناعة الآجُرّ واستخدامه مُنذ عهد قديم !
لعلّ مِن أقدم صنائع الإنسان هي صَنعة الآجُرّ من الطين المشويّ بالنار ، ابتدعها الإنسان مُنذ أنْ اكتشف النار وعرف مفعولها في التأثير على الطين اللازب في صنعة الخَزَف والآجُرّ والفخّار ، واستخدم الآجرّ في بنايات ضخمة مُنذ عهد قديم ، قد يرجع إلى عهد الحَجر منذ أكثر من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد .
فقد عَثَروا في حفريّات مِن قاع النيل بمصر على قطعات مِن الآجُرّ المصنوع مِن وَحَلِ النيل ممزوجاً مع بَعَرات الإبل ، يعود تأريخها إلى أبعد من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد ، وهكذا وُجِدَت على ساحل النيل آثار مقابر سُقوفها مبنيّة بالآجرّ ومغلّفة بالأخشاب ، ويعود عهدها إلى ما يقرب من ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد .
وقد استعمل الآشوريّون الآجُرّ والجصّ في بِناياتهم التقليديّة والأقواس الهلاليّة على الدروب والمحاريب في شماليّ العراق ، ويعود تأريخها إلى حدود ألفي عام قبل الميلاد .
يقول ( ديورانت ) : هناك حوالي مدينة ( أُور ) عاصمة مُلك السومريّين ، في سُهول بين النهرَين وعلى ضِفاف مَصبّ دجلة والفرات وشواطئ خليج فارس ، وُجِدَت الكثير من آثار بنايات ضخمة مبنيّة بالآجُرّ والجصّ ، وفي حجم وعلى أشكال مُربّعة مُسطّحة نظير ما يُستعمل اليوم لكنّه أفخم وأَمتن ، ويعود تأريخها إلى أكثر من ألفين وخمسمِئة عام قبل الميلاد .
ومدينة ( بابل ) وهي أقدم وأشهر وأكبر مُدن الشرق القديم ، قُرب الحلّة وعلى مسافة 80 كم من بغداد ـ العراق اليوم ، كانت بِناياتها الفخمة والقصور وبيوت الأشراف مبنيّة بالآجرّ ، وكذا المعابد والأبراج العالية ، ومنها بُرج بابل المعروف مبنيّ بالآجرّ ، وقد استوعبت بناية البرج أكثر من خمسة وثمانين مليون آجُرّة ، منها البقايا المُبعثرة هناك ، وهي على شَكل مُربّع مُسطّح متين جدّاً ، كأنّه مصنوع اليوم ، ويُقال لها : الطابَق ـ والمعروف بالعراق : الطابوق ـ ويعني الآجرّ الكبير ، مُعرّب ( تاوه ) الفارسيّة .
وهذه المدنية عريقة في القِدَم ، على ما جاء في وصف التوراة ، باعتبارها كتاب تأريخ ، ومِن آثارها المتبقّية : باب عشتار وبَلاط نبوخذ نصّر والطريق المُلوكي ، المفروش بالآجرّ الضخمة ومِلاطها القار، حسب وصف التوراة ، وقد شاهدتُه بعين الوصف حينما زُرتُ البُرج بالعراق .
جاء في سِفر التكوين : أنّ الذُرّية مِن وُلد نوح ارتحلوا شرقيّ الأرض حتّى أَتَوا أرض شنعار ( سهول بين النهرين ـ العراق ) وسكنوا هناك وبَنَوا مدينةً فخمةً بلِبناتٍ مشويّةٍ على النار شيّاً ، قالوا : هلمّ نَبنِ لأنفسنا مدينةً وبُرجاً رأسه بالسماء ، فجعلوا مكان اللِبن الآجرّ وبَدل الجصّ القار 23 ، وهكذا بَنَوا القصور والأبراج العالية يومذاك ، ويعود تأريخ أكثر البنايات المتبقّية حتّى اليوم إلى أكثر من ألفين وخمسمِئة عام قبل الميلاد 24 25 .
- 1. القران الكريم : سورة القصص ( 28 ) ، الآية : 6 ، الصفحة : 386 .
- 2. القران الكريم : سورة القصص ( 28 ) ، الآية : 38 ، الصفحة : 390 .
- 3. a. b. c. القران الكريم : سورة القصص ( 28 ) ، الآية : 38 ، الصفحة : 390 .
- 4. القران الكريم : سورة العنكبوت ( 29 ) ، الآية : 39 ، الصفحة : 401 .
- 5. القران الكريم : سورة غافر ( 40 ) ، الآية : 23 و 24 ، الصفحة : 469 .
- 6. القران الكريم : سورة غافر ( 40 ) ، الآية : 36 ، الصفحة : 471 .
- 7. a. b. c. القران الكريم : سورة غافر ( 40 ) ، الآية : 37 ، الصفحة : 471 .
- 8. التفسير الكبير ، ج24 ، ص253 .
- 9. تفسير المراغي ، ج24 ، ص71 .
- 10. في ظِلال القرآن ، المجلّد 7 ، ص183 ـ 184 ، ج24 ، ص71 ـ 72 .
- 11. قصص الأنبياء لعبد الوهاب النجّار ، ص186 .
- 12. التفسير الكبير ، ج27 ، ص66 .
- 13. راجع : تأريخ إيران ، ص92 .
- 14. العهد القديم ، ص782 ، وراجع : قاموس الكتاب المقدّس ص918 .
- 15. راجع : Encyclopaedia pitanica , 9eme ed . tome XVI , p 597 ( دائرة المعارف البريطانيّة ، ص597 ، الطبعة التاسعة ) .
- 16. راجع : المقال في كتابه 58 ـ 21. The Sketches from Eastern History , 1892 , pp 21 – 58 ( الدفاع عن القرآن ضدّ منتقديه ، ص184 ) .
- 17. راجع : قاموس الكتاب المقدّس ، ص649 ، والموسوعة المصريّة ، ص124 ؛ وفرهنك معين ، قسم الأعلام ، ج5 ، ص61 .
- 18. راجع : قصة الحضارة لول ديورانت ، ج 2 ، ص93 ، وترجمته الفارسيّة ( تأريخ تمدّن ) ج1 ، ص195 .
- 19. راجع : تأريخ مصر لبرستيد ، ص520 .
- 20. راجع : ثقافة فراعين مصر لدوماس ، 1965م ، ص158 ( باريس ) .
- 21. المصدر . وراجع : الدفاع عن القرآن ضدّ مُنتقديه لعبد الرحمان بدوي ، ص186 .
- 22. انظر : Encyclopeadia pitanica, 1 , p 321 , col , 1: coll .1: ed 1982 ( دائرة المعارف البريطانيّة ، ج1 ، ص 321 ، العامود الأَوّل ، طبع 1982 ) .
- 23. سِفر التكوين ، إصحاح 11/2 ـ 4 .
- 24. راجع : دائرة المعارف الإسلاميّة الكبرى ، ج1 ، ص37 ـ 38 ، وقصّة الحضارة : الجزء الأَوّل من المجلّد الأَوّل ، ص26 ، ولغت نامه دهخدا ، وفرهنك معين ، وتأريخ مصر القديمة ( الموسوعة المصريّة ) : الجزء الأَوّل ، المجلّد الأَوّل : وتأريخ إيران ، ص182 ـ 184 .
- 25. شُبُهَات و ردود حول القرآن الكريم: 349 ـ 356، تأليف : العلامة المحقق الشيخ محمد هادي معرفة ، تحقيق : مؤسّسة التمهيد ـ قم المقدّسة ، الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة.