نص الشبهة:
ليلة القدر متى هي ؟
الجواب:
إذا كان القرآن قد نزل في شهر رمضان وفي ليلة القدر حسب آيتين في القرآن ، فإن ليلة القدر تقع في هذا الشهر الكريم ، ولكن متى ؟ جاء في بعض الاحاديث : “التمسوها في العشر الأواخر” 1 .
وروى عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال في تفسير ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ … ﴾ 2 قال : “نعم؛ ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر ، فلم ينزل القرآن إلا في ليلة القدر” 3 .
وجاء في حديث آخر تحديد واحدة من ليلتين؛ إحدى وعشرين ، وثلاث وعشرين . فقد روى أبو حمزة الثمالي ، قال : كنت عند أبي عبد الله الإمام الصادق عليه السلام ، فقال له أبو بصير : جعلت فداك ! الليلة التي يرجى فيها ما يرجى ؟ فقال : “في إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين” . قال : فإن لم أقو على كلتيهما ؟ فقال : “ما أيسر ليلتين فيما تطلب” . قلت فربما رأينا الهلال عندنا وجاءنا من يخبرنا بخلاف ذلك من أرض أخرى ؟ قال : “ما أيسر أربع ليال تطلبها فيها” . قلت : جعلت فداك! ليلة ثلاث وعشرين ليلة الجهني ؟ 4 فقال : “إن ذلك ليقال” ثم قال : “فاطلبها في ليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين ، وصل في كل واحدة منهما مائة ركعة ، واحيهما ـ إن استطعت ـ الى النور ، واغتسل فيهما” . قال : قلت فإن لم أقدر على ذلك وأنا قائم ؟ قال : “فصل وأنت جالس” . قال : قلت فإن لم استطع ؟ قال : “فعلى فراشك ، ولا عليك أن تكحل أول الليل بشيء من النوم . إن أبواب السماء تفتح في رمضان ، وتصفد الشياطين ، وتقبل أعمال المؤمنين . نعم الشهر رمضان كان يسمى على عهد رسوله الله : المرزوق” 5 .
وقد استفاضت أحاديث النبي وأهل بيته في إحياء هاتين الليلتين ، إلا أن حديثاً يروي عن رسول الله يحدده في ليلة ثلاث وعشرين ، حيث يرجى أن تكون هي ليلة القدر ، حيث قال عبد الله بن أنيس الانصاري المعروف بالجهني لرسول الله صلى الله عليه وآله : إن منزلي ناءٍ عن المدينة فمرني بليلة أدخل فيها ، فأمره بليلة ثلاث وعشرين 6 .
ويبدو من بعض الأحاديث ، أن ليلة القدر الحقيقية هي ليلة ثلاث وعشرين بينما ليلة التاسع عشر وواحد وعشرين هما وسيلتان إليها ، من وفق للعبادة فيهما نشط في الثالثة ، وكان أقرب الى رحمة الله فيها .
هكذا روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال لمن سأله عن ليلة القدر : “أطلبها في تسع عشر ، وإحدى وعشرين ، وثلاث وعشرين” 7 .
وجاء في حديث آخر ، أن لكل ليلة من هذه الثلاث فضيلة وقدراً ، فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : “التقدير في ليلة القدر تسعة عشر ، والإبرام في ليلة إحدى وعشرين ، والإمضاء في ليلة ثلاث وعشرين” 8 .
وجاء في علامات ليلة القدر : “أن تطيب ريحها ، وإن كانت في برد دفئت ، وإن كانت في حر بردت فطابت” 9 .
وعن النبي صلى الله عليه وآله : إنها ليلة سمحة ، لا حارة ولا باردة ، تطلع الشمس في صبيحتها ليس لها شعاع” 10 .
نسأل الله أن يوفقنا لهذه الليلة الكريمة ويقدر لنا السعادة فيها 11 .
- 1. حسب رواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، تفسير نور الثقلين ، ج 5 ، ص 629 .
- 2. القران الكريم : سورة الدخان ( 44 ) ، الآية : 3 ، الصفحة : 496 .
- 3. تفسير نور الثقلين ، ج 5 ، ص 625 .
- 4. سوف نذكره إن شاء الله .
- 5. نور الثقلين ، ج 5 ، ص 625 .
- 6. المصدر ، ص 626 .
- 7. تفسير نور الثقلين ، ج 5 ، ص 628 .
- 8. المصدر ، ص 627 .
- 9. المصدر ، 623 .
- 10. المصدر .
- 11. ليلة القدر معراج الصالحين ، آية الله السيد محمد تقي المدرسي .