من لا يؤدي الخمس لا بُدَّ من تذكيره بما جاء في القرآن الكريم من وجوب إخراج الخمس فقد قال الله عَزَّ و جَلَّ:
قال اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ: ﴿ وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ 1 و كذلك لا بُدَّ من تذكيره بما جاء في الأحاديث و الروايات الشريفة المروية عن الأئمة المعصومين ( عليهم السلام )، و من تلك الروايات ما وَرد عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ( عليه السلام ) عَنِ الْخُمُسِ ؟
فَقَالَ : ” فِي كُلِّ مَا أَفَادَ النَّاسُ مِنْ قَلِيلٍ أَوْ كَثِيرٍ ” 2 .
وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ـ أي الإمام محمد بن علي الباقر ـ ( عليه السلام ـ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: ﴿ وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى … ﴾ 3 ؟
قَالَ : ” هُمْ قَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) ، وَ الْخُمُسُ لِلَّهِ ، وَ لِلرَّسُولِ ( صلى الله عليه و آله ) ، وَ لَنَا ” 4 .
هذا و أن الخمس فرض مالي يتعلق بأنواع من المال، منها أرباح المكاسب كأرباح التجارة و الراتب الذي يستلمه الموظف أو العامل و ما شابهه .
و الخمس واجب على كل من له دَخْل و مورد اقتصادي كالتاجر و الموظف و العامل و غيرهم، و يجب الخمس بعد مضي عام على حصول اول ربح في التجارة، أو بعد مضي عام على استلام الراتب بالنسبة الى الموظف و العامل.
هذا و يجب على المُكلف محاسبة ما تبقى لديه من الربح الفائض عن مؤنته خلال السنوات الفائتة حتى و لو حصل ذلك بسبب التقتير ـ علماً بأن التقتير ليس واجباً ـ بمعنى أن المال الذي المصروف في حوائجه و حوائج عائلته بصورة طبيعية كالأكل و السكن و الملبس و العلاج و السفر و ما إلى ذلك لا خمس فيه، أما ما يزيد على ذلك بعد تمام العام فيجب إخراج 20% منه خُمساً.
ثم أن المال المتبقى بعد دفع الخمس يكون رأسمالاً مُخمساً لا يحتاج إلى التخميس ثانيةً مهما بقى و دارت عليه الأعوام.
- 1. القران الكريم : سورة الأنفال ( 8 ) ، الآية : 41 ، الصفحة : 182 .
- 2. وسائل الشيعة ( تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ) : 9 / 503 ، للشيخ محمد بن الحسن بن علي ، المعروف بالحُر العاملي ، المولود سنة : 1033 هجرية بجبل عامل لبنان ، و المتوفى سنة : 1104 هجرية بمشهد الإمام الرضا ( عليه السَّلام ) و المدفون بها ، طبعة : مؤسسة آل البيت ، سنة : 1409 هجرية ، قم / إيران .
- 3. القران الكريم : سورة الأنفال ( 8 ) ، الآية : 41 ، الصفحة : 182 .
- 4. وسائل الشيعة : 9 / 512 .