نص الشبهة:
لقد وجدنا اثنين فقط من الأئمّة تولّيا الخلافة هما؛ عليّ و ابنه الحسن (عليهما السلام)، فأين إتمام النور ببقية العشرة ؟!
الجواب:
يتصوّر جامع الأسئلة أنّ المراد من الخلافة هي الخلافة التي تتمّ عن طريق الانتخاب، ولهذا نجده يقول: أين إتمام النور ببقية العشرة؟ وهذا ليس أمراً غريباً عليه؛ لأنّه يقتدي بأساتذته الكبار الذين توهّموا أنّ الخلافة والإمامة منصبٌ دنيويّ وسيطرة ظاهريّة، وبما أنّ الأئمّة العشرة ـ في نظر أساتذته ـ لم تتوفّر لديهم تلك السيطرة الظاهريّة ولم يتمّ انتخابهم من قِبل الناس، فصاروا فاقدين للخلافة والإمامة.
ولكنّ الإمامة منصبٌ إلهيّ شأنه شأن النبوّة، والفرق بينهما أنّ النبيّ يتلقّى الوحي ويقوم بتأسيس الدِّين، والإمام بتنصيب من الله يبيّن الشريعة ويحافظ على استمرار الدِّين الذي أسّسه النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، سواءً قَبِلَ الناس أم لم يقبلوا، لأنّ الإمام لا ينال منصب الولاية إلاّ من الله سبحانه دون الناس، فلو كان هنا لوم فإنّ اللوم والتوبيخ الإلهي يتوجّه إلى الناس الذين قصّروا في معرفة الإمام واتّباعه، دون الإمام بحجة أنّه لم تحصل له السيطرة على الناس بالقوّة الظاهريّة 1.
- 1. هذه الإجابة نُشرت على الموقع الالكتروني الرسمي لسماحة آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني دامت بركاته.