قال ابن قولويه و المسعودي «1»: لما أصبح الحسين يوم عاشوراء و صلى بأصحابه صلاة الصبح قام خطيبا فيهم حمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: إن اللّه تعالى أذن في قتلكم و قتلي في هذا اليوم فعليكم بالصبر و القتال.
ثم صفهم للحرب و كانوا اثنين و ثمانين فارسا و راجلا فجعل زهير بن القين في الميمنة و حبيب بن مظاهر في الميسرة و ثبت هو عليه السّلام و أهل بيته في القلب «2» و أعطى رايته أخاه العباس «3» لأنه وجد قمر الهاشميين أكفأ ممن معه لحملها و احفظهم لذمامه و أرأفهم به و أدعاهم إلى مبدئه و أوصلهم لرحمه و أحماهم لجواره و أثبتهم للطعان و أربطهم جأشا و أشدهم مراسا «4».
و اقبل عمر بن سعد نحو الحسين عليه السّلام في ثلاثين ألفا و كان رؤساء الأرباع بالكوفة يومئذ: عبد اللّه بن زهير بن سليم الأزدي على ربع أهل المدينة، و عبد الرحمن بن أبي سبرة الحنفي على ربع مذحج و أسد و قيس بن الأشعث على ربع ربيعة و كندة، و الحر بن يزيد الرياحي على ربع تميم و همدان «5» و كلهم اشتركوا في حرب الحسين إلا الحر الرياحي.
و جعل ابن سعد على الميمنة عمرو بن الحجاج الزبيدي و على الميسرة شمر بن ذي الجوشن العامري و على الخيل عزرة بن قيس الأحمسي و على الرجالة شبث بن ربعي و الراية مع مولاه ذويد «6».
و أقبلوا يجولون حول البيوت فيرون النار تضطرم في الخندق، فنادى شمر بأعلى صوته: يا حسين تعجلت بالنار قبل يوم القيامة فقال الحسين من هذا؟ كأنه شمر بن ذي الجوشن! قيل: نعم، فقال عليه السّلام: يا ابن راعية المعزى أنت أولى بها مني صليا. و رام مسلم بن عوسجة أن يرميه بسهم فمنعه الحسين و قال أكره أن أبدأهم بقتال «7».
_______________
(1) كامل الزيارات ص 73 و إثبات الوصية ص 139 المطبعة الحيدرية.
(2) مقتل الخوارزمي ج 2 ص 4.
(3) تاريخ الطبري ج 6 ص 241 و تذكرة الخواص ص 143 طبع الحجر.
(4) اختلف المؤرخون في عدد أصحاب الحسين:
الأول: أنهم اثنان و ثلاثون فارسا و أربعون راجلا ذكره الشيخ المفيد في الارشاد و الطبرسي في اعلام الورى ص 142 و الفتال في روضة الواعظين ص 158 و ابن جرير في التأريخ ج 6 ص 241 و ابن الأثير في الكامل ج 4 ص 24 و القرماني في أخبار الدول ص 108 و الدينوري في الأخبار الطوال ص 354.
الثاني: أنهم اثنان و ثمانون راجلا نسبه في الدمعة الساكبة ص 327 إلى الرواية و هو المختار.
الثالث: ستون راجلا ذكره الدميري في حياة الحيوان في خلافة يزيد ج 1 ص 73.
الرابع: ثلاثة و سبعون رجلا ذكره الشريشي في شرح مقامات الحريري ج 1 ص 193.
الخامس : خمسة و أربعون فارسا و نحو مائة راجل ذكره ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ الشام ج 4 ص 337.
السادس : اثنان و ثلاثون فارسا و أربعون راجلا ذكره الخوارزمي في المقتل ج 2 ص 4.
السابع : واحد و ستون رجلا ذكره المسعودي في اثبات الوصية ص 35: طبع المطبعة الحيدرية.
الثامن : خمسة و أربعون فارسا و مائة راجل ذكره ابن نما في مثير الأحزان ص 28 و في اللهوف ص 56 أنه المروي عن الباقر عليه السّلام.
التاسع : اثنان و سبعون رجلا ذكره الشبراوي في الاتحاف بحب الأشراف ص 17.
العاشر : ما في مختصر تاريخ دول الإسلام للذهبي ج 1 ص 31 أنه عليه السّلام سار في سبعين فارسا من المدينة.
(5) في شرح النهج لابن أبي الحديد ج 1 ص 81 مصر كانت الكوفة اسباعا.
(6) تاريخ الطبري ج 6 ص 241.
(7) الارشاد للشيخ المفيد و تاريخ الطبري ج 6 ص 242.
المصدر: http://h-najaf.iq