الحُرِّية الوحيدة المتاحة في الدُّنيا هي التي تؤمِّنها العبوديَّةُ الحقَّة.. وهي حُرِّية النفس من ذُلِّ المعاصي، واتِّصافُها بعزَّة الطاعة وكرامةِ القُرب الشريف. وعمَّا قريب يتحرَّر الصابرُ من سجن الدُّنيا، ويطير بجسد مثاليٍّ في جنَّات النعيم، ويلقى حبيبَ قلوبِ الصادقين، فيغمرُه بحُبٍّ وعطاءٍ يُنسيه كلَّ آلام الدُّنيا ومراراتِ لحظاتها الفانية..
وأمَّا الإنسان الذي يتحرَّر من العبوديَّة الحقَّة، فإنَّه يهوي في قعر عبوديَّة الهوى، وتُكبِّله الشياطين في ظلمات طاعتها.. فيرتدُّ أسفل سافلين، ويسقط من عين المولىٰ، فيَذِلُّ ـ حينئذ ـ ويَخزىٰ.
ولا حول ولا قوَّة إلَّا باللّٰه العليِّ العظيم.
✍️ زكريا بركات
٢٥ يناير ٢٠٢٤