نص الشبهة:
ونزل «صلى الله عليه وآله» (في غزوة احد) في مكان في الطريق، وعين محمد بن مسلمة في خمسين آخرين لحراسة الجيش. ويقولون: ثم قال: من يحرسنا الليلة؟ فقام رجل، فقال: أنا. فسأله عن اسمه، فقال: ذكوان. فأجلسه. ثم سأل الثانية: فقام رجل، فقال: أنا. فسأله عن اسمه فقال: أبو سبع. فأجلسه. وفي الثالثة: قام رجل وتسمى بابن عبد القيس، فأجلسه. ثم أمر بقيام الثلاثة. فقام ذكوان وحده. فسأله عن الباقين. فأخبره أنه هو صاحب الأسماء الثلاثة، فكان هو الذي حرسه (تاريخ الخميس ج1 ص422 و 423، والسيرة الحلبية ج2 ص221، ومغازي الواقدي ج1 ص217، وشرح النهج للمعتزلي ج4 ص228.). قال المعتزلي: قلت: قد تقدم هذا الحديث في غزوة بدر، وظاهر الحال أنه مكرر، وأنه إنما كان في غزاة واحدة. ويجوز أن يكون قد وقع الغزاتين، ولكن على بعد (شرح النهج للمعتزلي ج4 ص 228 و 229.).
الجواب:
الشك في قصة ذكوان:
ونحن نستبعد قصة ذكوان هذه وذلك لما يلي:
1 ـ إننا لا نستطيع أن نصدق: أن النبي «صلى الله عليه وآله» كان ساذجاً إلى حد أنه لا يستطيع أن يدرك: أن الذي أجابه في المرات الثلاث، بل الأربع، هو شخص واحد، حتى سأله عن الباقين!!.
2 ـ ثم إننا لم نفهم المبرر لعدم إجابة غير ذكوان من المسلمين الذين يبلغ عددهم حوالي سبعمائة رجل، وفيهم أعظم المؤمنين، وكثيرون من الغيارى على حياة الرسول «صلى الله عليه وآله» وأصحابه، ويفدونه بأرواحهم، وبكل غال ونفيس.
ولم تكن الحراسة تشكل خطراً عظيماً وحاسماً كما كان الحال بالنسبة لمنازلة عمرو بن ود، بل هي أخفُّ مؤونة من ذلك، لأن الخطر فيها يبقى في حدود الإحتمال. وأين كان علي «عليه السلام» عنه في تلك الليلة، مع أنه هو الذي كان يتولى حراسته عادة.
3 ـ إننا لا نفهم المبرر لأمره «صلى الله عليه وآله» إياه بالجلوس في المرات الثلاث!! ولم لم يوافق على طلبه من المرة الأولى؟! فإن الخطر منها ليس في مستوى خطر مواجهة عمرو بن عبد ود العامري..
4 ـ إن النزول في الطريق، وبيات ليلة فيه موضع شك أيضاً إذ لم تكن المسافة بين المدينة وبين جبل أحد كبيرة إلى حد يحتاج معها إلى أن يبيت في الطريق إليه 1.
- 1. الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه و آله)، العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الخامسة، 2005م. ـ 1425هـ. ق، الجزء السابع.