ما هي التوبة النصوح؟
جاء ذِكر التوبة النصوح في القرآن الكريم حيث قال الله عزوجل : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}1 .
ما معنى التوبة؟
التوبة هي الرجوع إلى صراط الله بعد الانحراف عنه، و لا تتحقق التوبة إلا بالندم على فعل السيئات، و العزم على ترك الذنوب و عدم الرجوع إليها، مع الجد في ترميم الصدع الذي طرأ على حياة الإنسان المعنوية بسب تلك الذنوب، و المبادرة إلى أداء حقوق الناس و حقوق الله التي ضيعها الإنسان في تلك الفترة. و بعد كل هذا إذا استغفر الإنسان ربه بصدق قَبِلَ الله توبته.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) : ” بَابُ التَّوْبَةِ مَفْتُوحٌ لِمَنْ أَرَادَهَا ، فَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً” 2 .
ما معنى التوبة النصوح؟
التوبة النصوح هي التوبة البالغة في النصح و الخالية من الغش، التي لا ينوي التائب بهذه الصفة معاودة المعصية أبداً، فالتوبة النصوح هي التوبة الصادقة في الاقلاع عن الذنوب و الخالصة لوجه اللّه وحده. فعَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْأَخِيرَ 3 ( عليه السَّلام ) عَنِ التَّوْبَةِ النَّصُوحِ مَا هِيَ؟ فَكَتَبَ ( عليه السَّلام ): “أَنْ يَكُونَ الْبَاطِنُ كَالظَّاهِرِ وَ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ” 4 .
وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ وَ غَيْرِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ 5 ( عليه السَّلام ) قَالَ: “التَّوْبَةُ النَّصُوحُ أَنْ يَكُونَ بَاطِنُ الرَّجُلِ كَظَاهِرِهِ وَ أَفْضَلَ” 6 .
وَ قَدْ رُوِيَ أَنَّ التَّوْبَةَ النَّصُوحَ هُوَ أَنْ يَتُوبَ الرَّجُلُ مِنْ ذَنْبٍ وَ يَنْوِيَ أَنْ لَا يَعُودَ إِلَيْهِ أَبَداً 7 .
- 1. سورة التحريم ( 66 ) ، الآية : 8.
- 2. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 74 / 171 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
- 3. هو الإمام علي بن محمد الهادي ( عليه السَّلام ) عاشر أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، و يُكَنَّى بأبي الحسن الثالث و كذلك بأبي الحسن الأخير تمييزاً بينه و بين غيره من الأئمة الذين يكنون أيضاً بهذه الكنية كالإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) ، و الإمام موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السَّلام ) ، و الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السَّلام ). ولد ( عليه السَّلام ) يوم الجمعة في الخامس من شهر ذي الحجة ، أو في الثاني من شهر رجب سنة (212) هجرية بالمدينة المنورة. استشهد ( عليه السَّلام ) يوم الاثنين في السادس و العشرين من شهر جمادى الثانية، أو في الثالث من شهر رجب سنة ( 254 ) هجرية ، و كانت شهادته ( عليه السَّلام ) بالسُّم من قبل المعتز العباسي و دفن في مدينة سامراء / العراق حيث ضريحه المعروف اليوم.
- 4. معاني الأخبار: 174 ، طبعة جماعة المدرسين، قم المقدسة/ إيران، سنة: 1403 هجرية. و هو ما ألَّفه الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي المعروف بـ ” الشيخ الصدوق ” المولود في سنة: 305 هجرية بقم، و المتوفى سنة: 381 هجرية.
- 5. أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق ( عليه السَّلام ) ، سادس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ).
- 6. معاني الأخبار: 174.
- 7. المصدرالسابق.