نص الشبهة:
لقد وجدنا النبي ﷺ لم يعمل بالتقية في مواقف عصيبة ، والشيعة تدعي ـ كما سبق ـ أن هذه التقية تسعة أعشار الدين ! وأن أئمتهم استعملوها كثيراً . فما بالهم لم يكونوا كجدهم ﷺ ؟!
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فإننا نجيب بما يلي :
ذكر مؤرخوا أهل السنة : أن هناك فترة ثلاث سنوات كان النبي « صلى الله عليه وآله » يمارس الدعوة فيها بالخفاء ، خوفاً من مضايقات قريش ، حتى نزل قوله تعالى : ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ﴾ 1 . .
كما أن نبي الله الخضر « عليه السلام » كان ولا يزال يمارس عمله منذ آلاف السنين في الخفاء .
وكان مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أيضاً . .
وقد صرَّح القرآن بالتقية في قوله تعالى : ﴿ … إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً … ﴾ 2 .
فلا مانع إذن ، من الإستفادة من التقية في الحدود التي لا تضيع فيها أحكام الشريعة ، ويتم بيانها في الوقت المناسب ، ويكون المكلف معذوراً عند الله في الإستفادة من التقية ، حيث يكون التعرض لسطوة السلطان بلا فائدة ولا عائدة ، بل يكون هدراً للطاقات ، وتضييعاً للقدرات . .
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله . . 3 .
- 1. القران الكريم: سورة الحجر (15)، الآية: 94 و 95، الصفحة: 267.
- 2. القران الكريم: سورة آل عمران (3)، الآية: 28، الصفحة: 53.
- 3. ميزان الحق . . (شبهات . . وردود)، السيد جعفر مرتضى العاملي، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، الجزء الثالث، 1431 هـ . ـ 2010 م ، السؤال رقم (96) .