🔹 ” التغذية الراجعة” أداة يستفيد منها الإحتلال الإسرائيلي في الحرب.. فما هي؟
من الأدوات الهامّة في الحروب النفسية والمعلوماتية استخدام التغذية الراجعة لجمع المعلومات وتقييم الخطط والقرارات، والاحتلال الإسرائيلي يستخدم هذه الأساليب بشكل قويّ وفعّال.
ما هي التغذية الراجعة؟
“التغذية الراجعة” في سياق الحروب النفسية والمعلوماتية تشير إلى عملية مراقبة وتحليل ردود فعل الناس على المعلومات التي تُنشر بشكل متعمّد. الاحتلال وأذرعه الخفية يقومون بنشر معلومات مغلوطة أو جزئية، قد تحتوي على بعض الحقيقة، بهدف إثارة نقاشات أو ردود أفعال بين الناس. هذه الردود، سواء كانت عبر الاتصالات الهاتفية، المحادثات اليومية، أو المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، تُستخدم من قبل الاحتلال كمصدر لجمع معلومات دقيقة عن مواقع حسّاسة أو نشاطات معيّنة.
أمثلة على كيفية استخدام التغذية الراجعة
الحديث العفوي: في كثير من الأحيان، قد يتحدّث الناس عن معلومات حسّاسة بشكل عفوي من دون أن يدركوا أن الاحتلال يتنصّت على محادثاتهم. قد يقول أحدهم: “رأيت شاحنة عسكرية تدخل إلى البلدة المجاورة بالأمس”. هذه العبارة البسيطة قد توفّر للاحتلال معلومات قيّمة حول تحرّكات عسكرية في المنطقة.
وسائل التواصل الاجتماعي: ينشط العديد من الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي حيث يتحدّثون عن الشائعات أو الأحداث الجارية. الاحتلال يراقب هذه المنصات بشكل منتظم لجمع معلومات يمكن أن تُستخدم في عملياته.
جمع المعلومات من ردود الأفعال
بعد نشر المعلومات، يُترك الأمر للناس للتفاعل معها. هنا يأتي دور المراقبة. الاحتلال يبدأ في جمع وتحليل ردود الأفعال التي تأتي من مختلف المصادر وهي:
- الاتصالات الهاتفية: قد تكون المكالمات الهاتفية الخاصة بين الأفراد مصدراً غنياً بالمعلومات. يتحدّث الناس بحرية بين أصدقائهم أو أفراد عائلاتهم عن الأمور التي تحدث من حولهم، وغالباً ما يشاركون تفاصيل قد تكون غائبة عن وسائل الإعلام.
- المحادثات اليومية: النقاشات اليومية في الأماكن العامة، مثل المقاهي أو وسائل النقل، يمكن أن تكشف الكثير. يستمع الاحتلال إلى هذه المحادثات بشكل مباشر أو من خلال تقنيات التنصّت لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات.
- المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي: هذه المنصات أصبحت منجماً ذهبياً لجمع المعلومات. ينشر الناس آراءهم وملاحظاتهم بشكل مفتوح على هذه الوسائل، مما يسمح للاحتلال بمراقبة التفاعل بشكل فوري وجمع المعلومات بشكل دقيق.
لماذا يجب أن نكون حذرين؟
الاحتلال الإسرائيلي، كغيره من الجهات التي تعتمد الحروب النفسية والمعلوماتية، يستغل كلّ كلمة وكلّ عبارة يمكن أن تكشف له عن معلومات قيّمة. من خلال المشاركة في نقاشات غير مدروسة أو الحديث عن أمور تبدو غير ضارة، يمكن للفرد أن يصبح شريكاً غير مباشر في دعم مخططات الأعداء. الحذر من هذه الأساليب والوعي بمدى خطورتها هو السبيل الوحيد لتجنّب الوقوع في هذا الفخ.
كيف نحمي أنفسنا؟
- التحقّق من المعلومات
تجنّب نشر أو مناقشة أيّ معلومات غير مؤكّدة. إذا لم تكن واثقاً من صحة المعلومات، فمن الأفضل عدم التحدّث عنها علناً. - الوعي الأمني
كن واعياً بالمخاطر المرتبطة بالتحدّث عن أمور حسّاسة في الأماكن العامة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. تأكّد من أن ما تشاركه لا يمكن أن يُستخدم ضدك أو ضد مجتمعك. - التعاون مع الجهات الأمنية
إذا كنت تمتلك معلومات حسّاسة، فمن الأفضل إبلاغ الجهات الأمنية المختصة في بلدك بدلاً من مناقشتها علناً.
في خضمّ الصراعات الحديثة، أصبحت الحرب النفسية والمعلوماتية من أخطر الأسلحة التي يمكن استخدامها ضد الشعوب. الاحتلال الإسرائيلي يعتمد على استراتيجيات متقدّمة لجمع المعلومات الحساسة من خلال مراقبة ردود أفعال الناس على المعلومات المضللة التي ينشرها. لذلك، من الضروري أن يكون الجميع على وعي بهذه الأساليب وأن يتجنّبوا الوقوع في فخ التغذية الراجعة، حتى لا يصبحوا شركاء غير مباشرين في دعم مخططاته.
✍🏻 قاسم دنش
__
ربيع_الثاني١٤٤٦
على طريق القدس
مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام
للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT