التَّطْبير شعيرة من الشعائر الحسينية، و المقصود به هو ضرب أعلى الرأس بالسيوف أو القامات أو ما شابه ذلك من الآلات الحادة ضرباً خفيفاً حتى يخرج الدم على أثر ذلك مواساةً لأبي عبد الله الحسين (عليه السَّلام) الذي قُتل شهيداً و مظلوماً في يوم عاشوراء 1 بأرض كربلاء المقدسة 2 .
تختلف آراء العلماء المراجع في مسألة التطبير ، لكن المتَّفق عليه آراؤهم سابقاً هو أن التطبير باعتباره شعيرة من الشعائر الحسينية جائز في نفسه بل عمل راجح ما لم يؤد الى الاضرار بالنفس ضرراً بليغاً، كقطع عضوٍ أو حصول نقص فيه، و ما لم يؤد إلى استخفاف الناس بالدين أو المذهب .
أما اليوم فيرى عدد من المراجع و العلماء بأن الظروف قد تغييرت في العالم ـ أو على الأقل في كثير من بلاد العالم ـ و لم يَعُد الرأي العام يتقبَّل هذه الشعيرة كما كان يتقبَّلها في الماضي، بل ان بعضهم يرى أنها قد تُستغل من قبل أعداء الدين الاسلامي أو أعداء المذهب الجعفري كسلاح دعائي ضد الإسلام و المسلمين و خاصة ضد الموالين لإهل البيت (عليهم السلام)، فلذلك نجد هؤلاء المراجع ينصحون بترك التطبير و إستخدام البدائل الأخرى لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السَّلام) و عدم السماح لأعداء الدين بإستغلال هذه الشعيرة ضدَّ الدين و المذهب، و هذا الرأي رأيٌ صائب إذ لا خصوصية لهذه الشعيرة، و ما نشاهده من الاصرار على إحياء هذه الشعيرة بالذات و تغطيتها إعلامياً بشكل واسع على القنوات الفضائية في السنوات الأخيرة مما يدعو الى التأمل و الشك!
- 1. يُسمَّى اليوم العاشر من شهر محرم الحرام بيوم عاشوراء، و هو اليوم الذي وقعت فيه واقعة الطَّف الأليمة التي قُتل فيها سبط النبي المصطفى (صلى الله عليه و آله) الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)، خامس أصحاب الكساء و ثالث أئمة أهل البيت (عليهم السلام) مع جمع من خيرة أبنائه و أصحابه في أرض كربلاء.
- 2. كربلاء: مدينة إسلامية مشهورة تمتاز بقدسيتها و تأريخها الحافل بالأمور العظام و التضحيات الجسام حيث شهدت تُربتها واحدة من أنبل ملامح الشهادة و الفداء ألا و هي حادثة الطَّف الخالدة، و تقع مدينة كربلاء على بعد 105 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من العاصمة العراقية بغداد على حافة الصحراء في غربي الفرات و على الجهة اليسرى لجدول الحسينية.