عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: دَخَلَتْ امْرَأَةٌ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ 1 عليه السلام، فَقَالَتْ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، إِنِّي امْرَأَةٌ مُتَبَتِّلَةٌ 2.
فَقَالَ: “وَ مَا التَّبَتُّلُ عِنْدَكِ”؟
قَالَتْ: لَا أَتَزَوَّجُ.
قَالَ: “وَ لِمَ”؟
قَالَتْ: أَلْتَمِسُ بِذَلِكَ الْفَضْلَ.
فَقَالَ: “انْصَرِفِي، فَلَوْ كَانَ ذَلِكِ فَضْلًا لَكَانَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام أَحَقَّ بِهِ مِنْكِ، إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَسْبِقُهَا إِلَى الْفَضْلِ” 3.
- 1. أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق (عليه السَّلام) ، سادس أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
- 2. التبتل المكروه و الممنوع هو الرهبانية و الانقطاع عن الدنيا و ترك الحلال منها و تعطيل الغرائز الطبيعية التي أودعها عزوجل في الانسان و ترك النكاح من دون مبرر خلافاً للفطرة التي فطر الناس عليها.
و في الحديث المروي عن النبي المصطفى صلى الله عليه و آله: “لَا رَهْبَانِيَّةَ وَ لَا تَبَتُّلَ فِي الْإِسْلَامِ” . - 3. الكافي : 5 / 509 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .