محاسن الكلام

البرنامج العملي لبناء الذات

🔹القسم الثاني: المساعي السلبيّة

  1. عدم الإفراط في اللذات الماديّة:

ينبغي على المؤمن أن لا يُسرفَ ولا يُفرطَ في إشباع اللذات الماديّة التي توجب أنس النفس باللذات الحيوانيّة وانعطاف توجّهها نحوها.

بل عليه أن يسعى لجعل أعضائه وجوارحه، وعلى وجه الخصوص بطنه، تحت سيطرته وتحكّمه،

لأنّه إن لم يكن للإنسان برنامج منظّم من حيث الكمّ والكيف في الاستفادة من اللذات الحيوانيّة، بل كان على سبيل المثال يتناول أيّ طعامٍ يصل إلى يدَيه من دون تفكير، فإنّه سوف يكون عاجزًا عن السيطرة على إرادته.

وإنّ من شأن ضعف الإرادة في مسألة تناول الطعام، بوصفه عادةً سيّئةً مذمومةً، أن يسري إلى سائر أنحاء الحياة الإنسانيّة، فيصبح الإنسان في جميع الميادين الحياتيّة ضعيفًا أمام الموانع والجاذبات الماديّة والشهوانيّة وفاقدًا للإرادة والتصميم المناسبَين.

بالطبع ينبغي لبرنامجنا العملي أن يكون مبتنيًا على الاعتدال والوسطيّة، فكما أنّ الإفراط أمر مضرّ ويُفضي إلى جموح النفس وتمرّدها وتسلّط الشهوات والأهواء النفسانيّة على الإنسان، فإنّ التفريط في الاستفادة من النعم يوجب ضعف الإنسان عن أداء وظائفه ومسؤوليّاته.

ومن هنا، ينبغي على الإنسان أن يراعي الاعتدال في كافّة الأمور من قبيل العبادة، الدرس، النوم والاستفادة من اللذات الحيوانيّة، وأن يجتنب الإفراط والتفريط في ذلك.

ومن المهمّ أن يسعى المؤمن كي يجعل الداعيَ إلى استفادته من النعم الدنيويّة هو تهيئة مقدّمات السير التكاملي، بمعنى أن ينظرَ إلى سلامة البدن وقوّته ونشاطه بوصفها مقدّمات لعبادة الله وشكره.

ولا بأس هنا التأكيد على أنّ أمورًا من قبيل الصوم وعدم الشبع وقلّة الكلام وقلّة النوم -كلّ ذلك مع رعاية الاعتدال وحفظ سلامة البدن- من شأنها أن تلعب دورًا مهمًّا في السير إلى الله والتقليل من اللذات الحيوانيّة.

📖 نحو بناء الذات
📝 الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي


مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام

للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى