محاسن الكلام

البرنامج العملي لبناء الذات

🔹القسم الثاني: المساعي السلبيّة

  1. عدم التعلّق بالدنيا:

ينبغي للمؤمن أن يسعى كي لا يكون لقلبه وخاطره تعلّق بالدنيا والماديّات، وأن ينمّي ويقوّي في وجوده روح الزهد وعدم الاعتناء بالدنيا،

وأن يلتفت إلى أنّ التعلّق بالدنيا والماديّات يُضعف إرادة الإنسان ويصيّره ضعيف النفس أمام الدنيا وتابعًا ومنقادًا لها، ويسلبه حريّته وتفكيره الحر، ولا يبقي له مجال للتفكّر في عاقبة أعماله.

إذا غرق الأنسان بالأنس بالدنيا ولذّاتها، تُصبح إزالة هذا الأنس والتعلّق القلبي في غاية الصعوبة، وقلّة هم الذين بإمكانهم أن يوفّقوا لذلك بواسطة الرياضة الروحيّة والسعي الحثيث؛

لذا يلزم على الإنسان أن يسعى منذ البداية كي لا يأنس بالدنيا ولذّاتها، وأن يجتنب زخارفها وزينتها، ويوطّن نفسه على بساطة العيش، ولا يتعلّق قلبه بالأمور الماديّة المحيطة به، فإذا ما أصابها ضررٌ، أصابه قلق واضطراب وحسرة!

وعلى ضوء ما ذكرناه، يصل المؤمن شيئًا فشيئًا إلى مقام الزهد، والذي يُعدّ من الخصائص الرفيعة لأولياء الله تعالى، وينال في مقابل ذلك نعم الله الخالدة والدائمة،

كما نقرأ في مطلع دعاء الندبة: اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَدينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَلاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَزُخْرُفِها وَزِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَعَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَقَرَّبْتَهُمْ، وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَالثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَاَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَكَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَرَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ.

📖 نحو بناء الذات
📝 الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي


مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام

للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى