{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ(٢)}
الملك
هو امتحان للتمييز بين الحسن والقبيح من الأعمال؛ أي إن الله قد مهد أرضية لتقييم العمل اسمها «الامتحان».
واستناداً إلى هذه الآية الشريفة والعشرات غيرها فإنّ لـ «البلاء» و «الابتلاء» موارد جمة؛ منها قوله: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ}[1]
فإن أحد مواطن الامتحان والابتلاء هو أن نوفر بيئة معينة لنعلم من خلالها من من الناس هو أهل الجهاد والصبر.
وقوله عزّ من قائل في موطن آخر:{وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ}[2] فالله يهيئ لكم جوّاً معيناً من أجل أن يمتحنكم من خلاله كي يبرز إلى العيان ما تضمرون في قلوبكم ويظهر ما يخفى من جوهر وجودكم.
فمن أجل ذلك خلق الله العالم؛ وإلا لكان قد أوجدني من أول خلقي في جهنم والعياذ بالله لعلمه بمقدار ما سأقترفه من الذنوب، ولم تكن ثمة حاجة لخلق هذا العالم، وما كان أحد قادراً على الاعتراض عليه.
إذن فسر إيجاد هذا العالم هو أن يطوي الإنسان مسير حياته باختياره.
وهذه الخصوصية تحديداً هي التي أهَّلت الإنسان لنيل مقام خلافة الله عزّ وجلّ.
[1]سورة محمد ، الآية ٣١.
[2]سورة آل عمران الآية١٥٤.
من كتاب أمواج الفتن وسفينة النجاة / آية الله محمد تقي مصباح اليزدي (قدس)
__
ربيع_الثاني١٤٤٦
على طريق القدس
مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام
للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT