هل هناك اي مصادر عندنا تدل على ان الائمه عليهم السلام كانو يفرحون بمواليد الامام علي عليه السلام مثلا او في مولد الرسول ص .
الجواب:
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: ينبغي ان نعلم اولا ان الاصل في الاشياء الاباحة مالم يرد من الشارع المقدس حظر خاص وهذا الامر من هذا القبيل على اقل التقادير .
ثانياً: الفرح في مواطن الفرح والحزن في مواطن الحزن امر فطري انساني مفروغ منه ومتفق عليه والاصل فيه كونه احساس عاطفي فطري من دواعي ولوازم الحيوانية الناطقية وليس امرا عباديا يحتاج الى تشريع .
ثالثاً: ورد في الشرع المقدس الفرح والبشارة بالمواليد وبغيرهم من الامور المفرحة وذكر الامام التي ولد فيها بعض الانبياء منها :
1- قوله تعالى : قول ابراهيم (عليه السلام) (( رَبِّ هَب لِي مِنَ الصَّالِحِينَ )) (الصافات:100) وجوابه تعالى له (( فَبَشَّرنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ )) (الصافات:101) و (( وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ )) (الذاريات:28).
2- قوله تعالى (( وَامرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَت فَبَشَّرنَاهَا بِإِسحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسحَاقَ يَعقُوبَ )) (هود:71).
3- وقوله تعالى (( فَلَمَّا ذَهَبَ عَن إِبرَاهِيمَ الرَّوعُ وَجَاءَتهُ البُشرَى )) (هود:73)
4- وقوله تعالى (( وَلَقَد جَاءَت رُسُلُنَا إِبرَاهِيمَ بِالبُشرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ )) (هود:69).
5- وكذلك قوله تعالى (( قَالَ عِيسَى ابنُ مَريَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِل عَلَينَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنكَ وَارزُقنَا وَأَنتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ )) (المائدة:114).
6- وكذلك قوله تعالى في يوم ولادة يحيى (عليه السلام) : (( وَسَلَامٌ عَلَيهِ يَومَ وُلِدَ )) (مريم:15) وعيسى (عليه السلام) (( وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَومَ وُلِدتُ )) (مريم:33).
7- وقد ورد في جدوى وفائدة الفرح بمولد النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في كتب المسلمين ما يدل على جواز بل استحباب ذلك واهميته ونفعه حتى للكافر ناهيك عن المؤمن: فقد روى البيهقي في شعب الايمان 1/261 وابن كثير في البداية والنهاية 2/332 ان ابا لهب لما مات اريه بعض اهله (العباس) بشر خيبة فقال له ماذا لقيت؟ فقال أبو لهب لم الق بعدكم خيرا غير انى سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة . ثم قال ابن كثير : وذكر السهيلي وغيره : ان الرائي له هو اخوه العباس وفيه : ان ابا لهب قال للعباس انه ليخفف عليّ في مثل يوم الاثنين فقالوا : لانه لما بشرته ثويبة بميلاد ابن اخيه محمد بن عبدالله اعتقها من ساعته فجوزي بذلك لذلك .
8- وكان (صلى الله عليه واله وسلم) كما روى ذلك مسلم في صحيحه 3/168 قد سئل عن صوم يوم الاثنين قال : (ذاك يوم ولدت فيه ويوم بعثت او انزل علي فيه)
ومن الواضح من كل هذا وذاك ان الفرح لامر مفرح والتبشر والاحتفال به امر مشروع ولا يحتاج الى دليل وكذلك لم ينه عنه ان قلنا باباحته لو لم يرد شيء في تشريعه او حظره فكيف الحال مع وجود هذه النصوص الواضحة في تشريع ذلك وعدم الاكتفاء باباحته والله العالم .
ودمتم في رعاية الله.