الأساليب الثقافية – ٢
١٤. الأسلوب التوضيحي
الغاية منه بيان المطلب وإزالة الغموض، في هذا الأسلوب تارةً يقوم الإمام (عليه السلام) بتوضيح معاني معيّنة يحتاج النّاس معرفتها من دون أن يطلبوا ذلك منه، وأخرى يكون عن طريق استيضاح من قبل فرد عن حدث أو معنى كلام، فيجيب الإمام عن تلك الاستفسارات الّتي يريدها الناس.
أمّا توضيح المعاني التي يحتاج الناس معرفتها، مثل معنى كلمة (شُبهة) وسبب تسميتها بذلك، فيوضّح (عليه السلام) ذلك:
(إنّما سمّيت الشبهةُ شبهةً ؛ لأنّها تشبه الحقّ، فأمّا أولياء الله فضياؤهم فيها اليقين، ودليلهم سمت الهدى، وأمّا أعداء الله فدعاؤهم فيها الضلال)[١].
أمّا توضيح المعاني عن طريق الاستيضاح والسؤال، فيُروى أنّ أمير المؤمنين قال في إحدى خطبه:
(أعوذ بالله من الذنوب التي تعجّل الفناء، فقام إليه ابن الكوّاء الشِكري[٢] فقال: يا أمير المؤمنين أَوَ تكون ذنوب تعجّل الفناء ؟ فقال: نعم ويلك قطيعة الرّحم، إنّ أهل البيت لَيجتمعون ويتواسون وهم فَجَرة فيرزقهم الله، وإنّ أهل البيت ليتفرّقون ويقطع بعضهم بعضاً فيحرمهم الله وهم أتقياء)[٣].
إنّ هذا الأسلوب يزيل الغموض ويؤسّس الوضوح في ثقافة النّاس للمعاني المختلفة.
١٥. الأسلوب التبصيري
الغاية منه هداية الناس إلى الحق، فالمعروف أنّ الإمام كان همّه إقامة دعائم الإسلام وأركانه.
في سبيل تحقيق هذا الهدف عمل الإمام جاهداً في كلّ فرصة خير تُقبل ؛ لهداية وإصلاح أيّ شخص ضلّ عن قارعة الطّريق.
فقي خلافة أمير المؤمنين أوفد أهل البصرة مبعوثاً منهم ؛ لِيَعْلَمَ لَهُمْ مِنْهُ حَقِيقَةَ حَالِهِ مَعَ أَصْحَابِ الْجَمَلِ لِتَزُولَ الشُّبْهَةُ مِنْ نُفُوسِهِمْ، فَبَيَّنَ لَهُ (عليه السلام) مِنْ أَمْرِهِ مَعَهُمْ مَا عَلِمَ بِهِ أَنَّهُ عَلَى الْحَقِّ، ثُمَّ قَالَ: لَهُ بَايِعْ، فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ قَوْمٍ وَ لا أُحْدِثُ حَدَثاً حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ (عليه السلام): (أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ الَّذِينَ وَرَاءَكَ بَعَثُوكَ رَائِداً تَبْتَغِي لَهُمْ مَسَاقِطَ الْغَيْثِ، فَرَجَعْتَ إِلَيْهِمْ وَأَخْبَرْتَهُمْ عَنِ الْكَلإِ وَ الْمَاءِ فَخَالَفُوا إِلَى الْمَعَاطِشِ وَالْمَجَادِبِ مَا كُنْتَ صَانِعاً، قَالَ كُنْتُ تَارِكَهُمْ وَ مُخَالِفَهُمْ إِلَى الْكَلإِ وَ الْمَاءِ، فَقَالَ (عليه السلام) فَامْدُدْ إِذاً يَدَكَ، فَقَالَ الرَّجُلُ فَوَاللَّهِ مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَمْتَنِعَ عِنْدَ قِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيَّ فَبَايَعْتُهُ (عليه السلام).
(وَالرَّجُلُ يُعْرَفُ بِكُلَيْبٍ الْجَرْمِيِّ)[٤].
إنّ هذا الأسلوب مارسه الإمام أمام الملأ الحاضرين من أهل الكوفة في سبيل هداية الرجل القادم وتبصيره.
١٦. الأسلوب التمويهي
الغاية منه تضليل الخصوم وإيهامهم، استُخدم هذا الأسلوب أيضاً من قبل النّبي سليمان (عليه السلام) في تنكير وتمويه حقيقة عرش بلقيس، (قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا)[٥].
قد لجأ أمير المؤمنين إلى استخدام هذا الأسلوب ؛ لتشبيه الخصوم عن الاهتداء إلى موضع قبره، حيث روي أنّه (عليه السلام) (أمر ابنه الحسن (عليه السلام) أن يحفر له أربع قبور في أربع مواضع:
في المسجد، وفي الرحبة، وفي الغريّ، وفي دار جعدة بن هبيرة ؛ إنّما أراد (عليه السلام) بهذا أن لا يعلم أحد من أعدائه موضع قبره)[٦].
١٧. الأسلوب التنبيهي
الغاية منه توجيه الأنظار وإلفاتها لأهمية قدر الخطاب، هذا الأسلوب رغم أنّه يصدر منه (عليه السلام) بشكل تلقائي ودون تكلّف، إلاّ أنّ صورة التّنبيه واضحة للتّوجّه إلى قدر الخطاب.
صعد أمير المؤمنين (عليه السلام) بالكوفة المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: (أيّها الناس، إنّ الذنوب ثلاثة، ثمّ أمسك فقال: له حبة العرني يا أمير المؤمنين ! قلت الذنوب ثلاثة ثمّ أمسكت. فقال: ما ذكرتها إلاّ وأنا أريد أن أفسّرها، ولكن عرض لي بُهر[٧] حال بيني وبين الكلام، نعم الذّنوب ثلاثة:
فذنبٌ مغفور، وذنبٌ غير مغفور، وذنب نرجو لصاحبه ونخاف عليه)[٨].
فالإمام (عليه السلام) بعد أن قال: الذنوب ثلاثة أمسك عن المضي في خطبته، وقد بيّن الإمام أن إمساكه حصل لعروض البُهر الذي حجزه عن الكلام.
على الرغم من أنّ الإمام لم يقصد التنبيه، إلاّ أنّ اختياره كان من اختيار الله تعالى، (عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) ؛ لذا تعلّقت إرادة الله في أن يكون هذا التنبيه لقدر الخطاب العلوي عن طريق عروض حالة البُهر.
هنا رواية أخرى لها دلالة على أسلوب التنبيه.
عن الحسين بن علي (عليه السلام) قال: (كنا جلوساً في المسجد إذ صعد المؤذّن المنارة فقال: الله أكبر الله أكبر، فبكى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وبكينا ببكائه، فلمّا فرغ المؤذّن قال: أتدرون ما يقول المؤذّن ؟ قلنا الله ورسوله ووصيّه أعلم، فقال لو تعملون ما يقول، لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، فلقوله (الله أكبر) معانٍ كثيرة، ثمّ ذكر عليه السلام معنى الأذان)[٩].
١٨. الأسلوب الإسكاتي
الغاية منه إجابة شخص ما وإسكاته، ففي زمان أمير المؤمنين طُرحت بعض الأسئلة التي يستعصي البرهان عليها واستيعابها، وأجاب عنها الإمام (عليه السلام) إجابةً حقّةً وحكيمةًَ.
من هذه الأسئلة ما يلي: قيل لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): كم بين المشرق والمغرب ؟ فقال: مسيرة يوم الشمس، قيل له: فكم بين السماء والأرض ؟ قال: مسيرة ساعة لدعوة مستجابة[١٠].
الإمام أجاب بجواب إسكاتي يتضمن الحق والصدق، وهو مسيرة يوم الشمس أي حركة الأرض ودورانها حول الشمس تستوعب الفاصلة بين المشرق والمغرب، هذا الحساب أيسر فهماً وقبولاً فيما لو حسب المسافة بين المشرق والمغرب بوحدة قياسية معيّنة، أو برقم رياضي كبير.
الشق الثاني من السؤال عن مقدار المسافة بين السماء والأرض،
أجاب عنه (عليه السلام) بمسيرة ساعة لدعوة مستجابة، هذا الجواب الإسكاتي أيضاً صحيح وصدق ؛ حيث حسب الإمام الفاصلة بينهما بالحسابات المعنوية، مسير ساعة حسب المسافة المعنويّة.
هنا سؤال آخر رمى به أحدهم، يحمل روح الاستخفاف والجهل بالحقائق التي يلقيها الإمام على رؤوس الأشهاد، إنّه (عليه السلام) خطب فقال في خطبته: (سلوني قبل أن تفقدوني، فوالله ما تسألوني عن فئة تضلّ مِئة أو تهدي مِئة، إلاّ أنبأتكم بناعقها وسائقها إلى يوم القيامة).
فقام إليه رجل فقال: أخبرني كم في رأسي ولحيتي من طاقة شعر ؟
فقال (عليه السلام): (لقد حدّثني خليلي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بما سألت عنه، وإنّ على كل طاقة شعر في رأسك مَلَكاً يلعنك، وعلى كل طاقة شعر في لحيتك شيطاناً يستفزّك، وإنّ في بيتك لسخلاً يقتل ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وآية ذلك مصداق ما خبّرتك به، ولو لا أنّ الّذي سألت عنه يعسر برهانه لأخبرت به)[١١].
الإمام أجاب السائل جواباً إسكاتياً في أنّ على كل طاقة شعر ملكاً يلعنه وشيطاناً يستفزه، وبيّن الإمام أنّ بإمكانه أن يحصي ما في رأسه من طاقة شعر، إلاّ أنّ الدليل يتعذر ويعسر من الناحية الواقعية.
١٩. الأسلوب التنبّئي
الغاية منه زيادة اليقين والإطلاع على حقائق المستقبل، فقد أوتي الإمام قدرة روحية وعلمية جعلت منه يخبر عن حقائق من الماضي أو الحاضر أو المستقبل، من مثل وضع الناس الأخلاقي، أو صورة الزمان وصفاته وآثاره، أو حال المؤمنين في عصر معين:
(أَلا بأبي وأمّي، هم من عدّةٍ، أسماؤهم في السّماء معروفةٌ وفي الأرض مجهولةٌ، أَلا فتوقّعوا ما يكون من إدبار أموركم وانقطاع وصلكم واستعمال صِغاركم، ذاك حيث تكون ضربة السّيف على المؤمن أهون من الدّرهم من حلّه، ذاك حيث يكون المعطى أعظم أجراً من المعطي)[١٢].
إنّ بعض الأخبار المستقبلية التي تعرّض الإمام لذكرها، موضوع الإمامة ومحاولة حذفها، وإكراه الناس على التنصل منها، والطلب من الناس سبّ الإمام، وتوجيه الافتراءات وإلصاقها به.
عن مالك بن ضمرة قال: سمعت عليّاً أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: (أَلا إنّكم معرضون على لعني ودعايّ كذّاباً، فمَن لعنني كارهاً مكرَهاً، يعلم الله أنّه كان مكرَهاً، وردت أنا وهو على محمد (صلّى الله عليه وآله)، ومَن أمسك لسانه فلم يلعنّي سبقني كرمية سهم أو لمعة بالبصر، ومَن لعنني منشرحاً صدره بلغني فلا حجاب بينه وبين الله، ولا حجّة له عند محمد (صلّى الله عليه وآله))[١٣].
بعض آخر من الأخبار المستقبلية أفضاها الإمام لأصحابها، كتلك التي تخص شهادة ميثم التمّار أو رشيد الهجري أو عمرو بن الحمق الخزاعي[١٤].
إنّ الأخبار التي أنبأ بها الناس أو أصحابها، قد وقعت بالفعل وازداد الذين آمنوا إيماناً وصبراً وثباتاً.
٢٠. الأسلوب التعريفي
الغاية منه بيان حدود الأشياء ورسومها، في هذا الأسلوب أعطى الإمام تعريفات عديدة، منها:
١. تعريف الإسلام: (الإسلام هو التسليم، والتسليم هو اليقين، واليقين هو التصديق، والتصديق هو الإقرار، والإقرار هو الأداء، والأداء هو العمل)[١٥].
٢. تعريف القرآن الكريم: (هو الناصح الذي لا يغشّ، والهادي الّذي لا يضلّ، والمحدِّث الّذي لا يكذب)[١٦].
٣. تعريف النبّي (صلّى الله عليه وآله): (بعث الله محمداًَ (صلّى الله عليه وآله)، شهيداً وبشيراً ونذيراً، خير البريّة طفلاً وأنجبها كهلاً، وأطهر المتطهّرين شيمةً، وأجود المستمطَرينَ دِيمةً)[١٧].
٤. تعريف الإمام (عليه السلام) نفسه: (أنا حجة الله وأنا خليفة الله، وأنا صراط الله وأنا باب الله، وأنا خازن علم الله وأنا المؤتمن على سرّ الله، وأنا إمام البريّة بعد خير الخليقة محمّد نبي الرّحمة (صلّى الله عليه وآله))[١٨].
٥. تعريف أهل البيت (عليها السلام): (نحن أهل بيت الرّحمة، وقولنا الحق وفعلنا القسط، ومنّا خاتم النبيين، وفينا قادة الإسلام وأُمناء الكتاب،[١٩] ونحن شجرة النبوّة ومحطّ الرّسالة، ومختلف الملائكة ومعادن العلم وينابيع الحِكم)[٢٠].
٦. تعريف الأصحاب: قيل لعلي بن أبي طالب (عليه السلام): حدّثنا عن أصحاب محمّد ؟ قال: عن أَيّهم ؟ عن عبد الله بن مسعود، قال: قرأ القرآن وعلم السّنة ثمّ انتهى وكفى بذلك.
قالوا: فحدّثنا عن حذيفة ؟ قال: أَعلم أصحاب محمد (صلّى الله عليه وآله) بالمنافقينَ.
قالوا: فأبو ذر ؟ قال: كُنَيف مليء علماً عجز فيه.
قالوا: فعمّار بن ياسر ؟ قال: مؤمن ينسى، إذا ذُكّر ذكر، اختلط الإيمان بلحمه ودمه ليس للنّار فيه نصيب.
قالوا: فسلمان ؟ قال: علم [ العلم ] الأوّل والآخر [ وهو ] بحر لا يُنزح [ وهو ] منّا أهل البيت[٢١].
٧. تعريف القبائل: (أمّا بنو مخزوم فريحانة قريش، تحبّ حديث رجالهم والنّكاح في نسائهم، وأمّا بنو عبد شمس فأبعدها رأياً، وأمنعها لِما وراء ظهورها، وأمّا نحن فأَبذل لِما في أيدينا، وأَسمع عند الموت بنفوسنا، وهم أكثر وأمكر وأفكر، ونحن أفصح وأنصح وأصبح)[٢٢].
هناك تعريفات كثيرة أخرى ذكرها أمير المؤمنين مثل تعريف الإيمان، الفقيه، الإحسان، العدل، الجود، العاقل…
٢١. الأسلوب التمثيلي
عُرّف المَثَل بأنّه: (عبارةٌ عن قولٍ في شيء يشبه قولاً في شيء آخر، بينهما مشابهةٌ ليبيّن أحدهما الآخر ويصوّره)[٢٣].
الغاية من الأسلوب التمثيلي بيان المطلوب وأخذ الفائدة منه بعد تشبيهه.
إنّ التمثيل كثير في كلام وكتب وخطب أمير المؤمنين، ونذكر شطراً من بعض ما رسمه تمثيل علي (عليه السلام)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
(إنّ في كتاب عليّ (صلوات الله عليه): إنّما مَثَل الدنيا كمثل الحيّة ما أَلين مسّها وفي وفها السم الناقع، يحذرها الرجل العاقل، ويهوى إليها الصبيّ الجاهل)[٢٤].
(أَلا إنّ مَثَل آل محمد (صلّى الله عليه وآله) كمثل نجوم السّماء: إذا خَوى نجمٌ طلع نجم)[٢٥].
(والله ما فَجَأَني من الموت ورادٌ كرهته، ولا طالعٌ أنكرته، وما كنت إلا كقاربٍ وَرَد، وطالبٍ وَجَد)[٢٦].
٢٢. الأسلوب الوصفي
الغاية منه بيان المعاني وتقريبها، فمَن يطالع كلام الإمام يجد امتزاج المعنى باللفظ، واختلاط وصف الأشياء بدرر علي (عليه السلام) حتى كأنّ مَن يقرأ وصف شيء يرسمه بيان علي (عليه السلام)، أنّه يرى ذلك الشيء بحقيقته بأروع ما يكون الوصف والبيان.
إليك طرفاً قصيراً اقتطعناه من خطبة له (عليه السلام) وهو يصف جمال الطبيعة:
(فَلَمَّا أَلْقَتِ السَّحَابُ بَرْكَ بِوَانَيْهَا، وَبَعَاعَ مَا اسْتَقَلَّتْ بِهِ مِنَ الْعِبْءِ الْمَحْمُولِ عَلَيْهَا، أَخْرَجَ بِهِ مِنْ هَوَامِدِ الأَرْضِ النَّبَاتَ، وَمِنْ زُعْرِ الْجِبَالِ الأَعْشَابَ، فَهِيَ تَبْهَجُ بِزِينَةِ رِيَاضِهَا، وَتَزْدَهِي بِمَا أُلْبِسَتْهُ مِنْ رَيْطِ أَزَاهِيرِهَا وَحِلْيَةِ مَا سُمِطَتْ بِهِ مِنْ نَاضِرِ أَنْوَارِهَا، وَجَعَلَ ذَلِكَ بَلاغاً لِلأَنَامِ وَرِزْقاً لِلأَنْعَامِ)[٢٧].
إنّ المرء ليتحيّر إذا ما أراد الحكم في أيّهما أجمل كلمات علي (عليه السلام) في وصف الطبيعة أم الطبيعة نفسها، أم أنّهما تخالطا وامتزاجا فأصبحت الطبيعة الجميلة تنشد كلام علي (عليه السلام)، وأصبح كلام علي يعزف تقاسيمها التي رسمها بارئها ؟
إليك الثانية الأخرى في وصف أصحاب النّبي (صلّى الله عليه وآله):
(لَقَدْ كَانُوا يُصْبِحُونَ شُعْثاً غُبْراً، وَقَدْ بَاتُوا سُجَّداً وَ قِيَاماً، يُرَاوِحُونَ بَيْنَ جِبَاهِهِمْ وَ خُدُودِهِمْ، وَيَقِفُونَ عَلَى مِثْلِ الْجَمْرِ مِنْ ذِكْرِ مَعَادِهِمْ، كَأَنَّ بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ رُكَبَ الْمِعْزَى مِنْ طُولِ سُجُودِهِمْ، إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ هَمَلَتْ أَعْيُنُهُمْ حَتَّى تَبُلَّ جُيُوبَهُمْ، وَمَادُوا كَمَا يَمِيدُ الشَّجَرُ يَوْمَ الرِّيحِ الْعَاصِفِ خَوْفاً مِنَ الْعِقَابِ وَرَجَاءً لِلثَّوَابِ !)[٢٨].
٢٣. الأسلوب التصنيفي
الغاية منه تمييز الأشياء وفرزها عن بعضها، في هذا الأسلوب تارةً يصنّف الإمام (عليه السلام) القرآن إلى أربعة أرباع، وأخرى يصنّف الناس إلى ثلاثة أصناف، وتارة يصنّف الملائكة إلى عدة أصناف، ومرّة يصنّف الإيمان إلى دعائم وشُعب، أو يصنّف الفسق إلى أربعة دعائم تحت ظلّ كلّ واحدة منها أربع شُعب، ومرّة يصنّف الظلّم إلى ثلاثة، وهكذا يكثر التصنيف في كلام الإمام.
إنّ هذا التصنيف كفيل بتعويد الذّهن على تمييز الأفراد عن بعضها البعض.
فلنأخذ قسطاً من بعض هذه التصنيفات المتعددة، ففي تصنيفه للقرآن، قال (عليه السلام): (نزل القرآن أرباعاً، ربع فينا، وربع في عدوّنا، وربع سُنن وأمثال، وربع فرائض وأحكام، ولنا كرائم القرآن)[٢٩].
في تصنيفه (عليه السلام) للملائكة أخذنا شطراً ممّا ذكره (وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ فِي خَلْقِ الْغَمَامِ الدُّلَّحِ، وَفِي عِظَمِ الْجِبَالِ الشُّمَّخِ، وَفِي قَتْرَةِ الظَّلامِ الأَيْهَمِ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَدْ خَرَقَتْ أَقْدَامُهُمْ تُخُومَ الأَرْضِ السُّفْلَى)[٣٠].
عند تصنيفه للكفر يكشف دعائمه، ويظهر شعبه:
(بُني الكفر على أربع دعائم: الفسق والغلّو والشك والشبهة.
والفسق على أربع شُعب: على الجفاء والعمى والغفلة والعتو…
والغلو على أربع شُعب: على التعمّق بالرّأي والتنازع فيه والزّيغ والشِّقاق…
والشك على أربع شُعب: على المرية والهوى والتردّد والاستسلام… والشبهة على أربع شُعب: إعجاب بالزّينة وتسويل النفس وتأويل العوج ولبس الحق بالباطل…)[٣١].
هكذا التصنيفات الأخرى والمتعددة تساهم إلى حدٌ كبير في خلق حيوية ثقافية، تعمل على هندسة الأشياء وإدخالها ضمن النوّع الّذي تنتمي إليه.
٢٤. الأسلوب الترتّبي
الغاية منه تقدير ما تنتهي إليه الأمور من نتائج، خبر أمير المؤمنين الأمور ظاهرها وباطنها ومنقلبها الذي تصير إليه، فهو يرى الشيء ويرى عواقبه في آنٍ واحد.
الأسلوب الترتّبي يعمّق الفكر ؛ لأنّه يسير بالفكر عمودياً،(ومَن أكثر مِن شيءٍ عُرف بهِ، وَمَنْ كَثُرَ كَلامُهُ كَثُرَ خَطَؤُهُ، وَمَنْ كَثُرَ خَطَؤُهُ قَلَّ حَيَاؤُهُ، وَمَنْ قَلَّ حَيَاؤُهُ قَلَّ وَرَعُهُ، وَمَنْ قَلَّ وَرَعُهُ مَاتَ قَلْبُهُ، وَمَنْ مَاتَ قَلْبُهُ دَخَلَ النَّارَ)[٣٢].
(مَن تفكّر اعتبر، ومَن اعتبر اعتزل، ومَن اعتزل سلم)[٣٣].
٢٥. الأسلوب التوبيخي
الغاية منه تأنيب النفوس رجاء العودة إلى الطريق، لقد لامَ أمير المؤمنين (عليه السلام) أفعال أهل الكوفة كثيراً ؛ راجياً لهم التوقّف والعود إلى ما بدأوا به من الموالاة حين قدومه عليهم.
(أُفٍّ لَكُمْ لَقَدْ سَئِمْتُ عِتَابَكُمْ، أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الآخِرَةِ عِوَضاً، وَبِالذُّلِّ مِنَ الْعِزِّ خَلَفاً، إِذَا دَعَوْتُكُمْ إِلَى جِهَادِ عَدُوِّكُمْ دَارَتْ أَعْيُنُكُمْ)[٣٤].
(أَظْأَرُكُمْ عَلَى الْحَقِّ وَأَنْتُمْ تَنْفِرُونَ عَنْهُ نُفُورَ الْمِعْزَى مِنْ وَعْوَعَةِ الأَسَدِ، هَيْهَاتَ أَنْ أَطْلَعَ بِكُمْ سَرَارَ الْعَدْلِ أَوْ أُقِيمَ اعْوِجَاجَ الْحَقِّ)[٣٥].
٢٦. الأسلوب التقريعي
الغاية منه ردع الناس عن الباطل، أضطرّ أمير المؤمنين (عليه السلام) على استخدام هذا الأسلوب بعد أن بسط الباطل كفيه، فقرع أنفه وفرّق مكره. ففي إحدى خطبه (عليه السلام) اعترضه الأشعث بن قيس قائلاً: يا أمير المؤمنين ! هذه عليك لا لك، فخفض (عليه السلام) إليه بصره، ثمّ قال:
(ما يدريك ما عليّ ممّا لي، عليك لعنة الله ولعنة اللاّعنين، حائك ابن حائك منافقٌ ابن كافر، والله لقد أَسَرك الكفر مرّة والإسلام أخرى، فما فداك من واحدة منهما مالُك ولا حسبُك، وإنّ امرأً دلّ على قومه السّيفَ، وساق إليهم الحتفَ، لحريٌ أن يمقته الأقرب، ولا يأَمَنه الأبعد)[٣٦].
ومرة أخرى اعتصم أهل الأهواء بحبل العصيان، فقام الإمام فيهم خطيباً مقرعاً:
(أحمدُ اللهَ على ما قضى من أمرٍ، وقدّر من فعلٍ، وعلى ابتلائي بكم أيّتها الفرقة الّتي إذا أَمرتُ لم تُطع، وإذا دعوتُ لم تُجب، إن أُمهلتم خُضتم، وإن حُورِبتم خُرتم، وإن اجتمع النّاس على إمامٍ طعنتم، وإن أُجئتم إلى مشاقّةٍ نكصتم)[٣٧].
إنّ هؤلاء الّذين ركبهم الباطل، لا يظهرون إلاّ عندما ينبري الباطل محاولين بذلك طمس معالم الحقّ ؛ ولهذا وقف أمير المؤمنين (عليه السلام) كالجبل الرّاسخ بوجههم في سبيل صدّهم عن هذا الطريق، ففي كلام له (عليه السلام) قاله للبرج بن مسهر الطّاليّ، وقد قال له بحيث يسمعه: (لا حكم إلاّ لله) وكان من الخوارج.
(اسْكُتْ قَبّحَكَ اللَّهُ يَا أَثْرَمُ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ ظَهَرَ الْحَقُّ فَكُنْتَ فِيهِ ضَئِيلاً شَخْصُكَ، خَفِيّاً صَوْتُكَ، حَتَّى إِذَا نَعَرَ الْبَاطِلُ نَجَمْتَ نُجُومَ قَرْنِ الْمَاعِزِ)[٣٨].
٢٧. الأسلوب التحذيري
الغاية منه هي الاحتراز عن الوقوع في التهلكة، حذّر أمير المؤمنين النّاس ناصحاً لهم، من أن تستولي عليهم الفترة والغفلة، وكذا حذّر أمير المؤمنين من النفس وإدغالها وغلّها (إيّاكم والمراء والخصومة ؛ فإنّهما تمرضان القلوب على الأخوان، وينبت عليهما النفاق)[٣٩].
كما حذّر أيضاً من العداوة والبغضاء (إيّاكم ومعاداة الرّجال، فإنّهم لا يخلون من ضربين من عاقلٍ يمكر بكم، أو جاهل يعجل عليكم)[٤٠].
المفهوم من هذا التحذير هو إشاعة المودّة وتكوين روابط طيبة مع الناس.
وأكّد (عليه السلام) على التحذير الذي طالما ذكّر به القرآن الكريم، وهو الشيطان ودائه وندائه وخيله ورجله (فَاحْذَرُوا عِبَادَ اللَّهِ عَدُوَّ اللَّهِ أَنْ يُعْدِيَكُمْ بِدَائِهِ، وَأَنْ يَسْتَفِزَّكُمْ بِنِدَائِهِ، وَأَنْ يُجْلِبَ عَلَيْكُمْ بِخَيْلِهِ وَرَجِلِهِ)[٤١].
هذه التحذيرات المتكررة من قِبل أمير المؤمنين (عليه السلام) تعكس مدى شفقة الإمام وعطفه على الناس، وخوفه من أن يكونوا ضحيةً للشرور المختلفة.
٢٨. الأسلوب الترهيبي
الغاية منه زجر النّفس وصدها عن المعاصي.
سلّط الإمام (عليه السلام) الخطاب على تخويف النّاس من المصير الذي سوف ينتهون إليه، بعد انقضاء مدد الأعمار، ورهّبهم من الموت ونزعاته وغصته، والقبر وحسراته وضغطته، والبرزخ الذي يطول فيه المقام واللّبث، ومن العرض للحساب، ومن النار وضجيجها وأطباقها وخزّانها.
(أفرأيتم جزعَ أحدكم من الشّوكة تُصيبه، والعثرة تُدميه والرّمضاء تُحرقه ؟ فكيف إذا كان بين طابقين من نارٍ ضجيع حجرٍ وقرين شيطانٍ.
أَعلمتم أنّ مالكاً إذا غضب على النّار، حطّم بعضها بعضاً لغضبه، وإذا زجرها توثّبت بين أبوابها جزعاً من زجرته)[٤٢].
(حَتَّى إِذَا تَصَرَّمَتِ الأُمُورُ، وَتَقَضَّتِ الدُّهُورُ، وَأَزِفَ النُّشُورُ، أَخْرَجَهُمْ مِنْ ضَرَائِحِ الْقُبُورِ، وَأَوْكَارِ الطُّيُورِ، وَأَوْجِرَةِ السِّبَاعِ، وَمَطَارِحِ الْمَهَالِكِ، سِرَاعاً إِلَى أَمْرِهِ، مُهْطِعِينَ إِلَى مَعَادِهِ، رَعِيلاً صُمُوتاً قِيَاماً صُفُوفاً، يَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ وَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، عَلَيْهِمْ لَبُوسُ الاسْتِكَانَةِ وَ ضَرَعُ الاسْتِسْلامِ وَالذِّلَّةِ)[٤٣].
إنّ هذه الصّور الترهيبية الّتي عرضها الإمام على مسامع النّاس، كفيلة بمساعدتهم في العودة من المعصية إلى الطّاعة، وتدارك ما فات من أعمارهم العزيزة.
٢٩. الأسلوب الترغيبي
الغاية منه الحثّ على العمل وإيقاظ الشوق نحو الآخرة.
عمل أمير المؤمنين على تحريك وإيقاظ النظر نحو الآخرة، وبالترغيب فيها ووصفها وصفاً دقيقاً.
(فَلَوْ رَمَيْتَ بِبَصَرِ قَلْبِكَ نَحْوَ مَا يُوصَفُ لَكَ مِنْهَا، لَعَزَفَتْ نَفْسُكَ عَنْ بَدَائِعِ مَا أُخْرِجَ إِلَى الدُّنْيَا، مِنْ شَهَوَاتِهَا وَلَذَّاتِهَا، وَزَخَارِفِ مَنَاظِرِهَا، وَلَذَهِلَتْ بِالْفِكْرِ فِي اصْطِفَاقِ أَشْجَارٍ، غُيِّبَتْ عُرُوقُهَا فِي كُثْبَانِ الْمِسْكِ عَلَى سَوَاحِلِ أَنْهَارِهَا، وَفِي تَعْلِيقِ كَبَائِسِ اللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ فِي عَسَالِيجِهَا وَأَفْنَانِهَا، وَطُلُوعِ تِلْكَ الثِّمَارِ مُخْتَلِفَةً فِي غُلُفِ أَكْمَامِهَا، تُجْنَى مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ فَتَأْتِي عَلَى مُنْيَةِ مُجْتَنِيهَا، وَيُطَافُ عَلَى نُزَّالِهَا فِي أَفْنِيَةِ قُصُورِهَا بِالأَعْسَالِ الْمُصَفَّقَةِ وَالْخُمُورِ الْمُرَوَّقَةِ)[٤٤].
كذا رغّب أمير المؤمنين أصحابه بالآخرة، وما أعدّه الله لهم من النّعيم المقيم، عن الأصبغ بن نباتة قال: أتيت أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ؛ لأُسلّم عليه، فجلست أنتظره، فخرج إليّ فقمت إليه فسلّمت عليه فضرب على كفّي ثمّ شبّك أصابعه في أصابعي، ثمّ قال:
(يا أصبغ بن نباتة، قلت: لبيك وسعديك أمير المؤمنين ! فقال: إنّ وليّنا وليّ الله، فإذا مات وليّ الله كان من الله بالرّفيق الأعلى، وسقاه من النّهر أبرد من الثلج وأحلى من الشهد وألين من الزّبد)[٤٥].
٣٠. الأسلوب التعذيري
الغاية منه نشر روح التسامح والصفح.
الإمام (عليه السلام) يرى أنّ الّذي يقدر ويستطيع أولى من غيره بالعفو والصفح (أولى النّاس بالعفو أقدرهم على العقوبة)[٤٦].
فقد تصدر عثرة من أحد النّاس ويمكن سدّها بالإقالة والتجاوز عنها، ومن هنا أمر أمير المؤمنين (عليه السلام) بتجاوز سقطات أهل الخير وعثراتهم (أَقِيلُوا ذَوِي الْمُرُوءَاتِ[٤٧] عَثَرَاتِهِمْ، فَمَا يَعْثُرُ مِنْهُمْ عَاثِرٌ إِلاّ وَيَدُ اللَّهِ بِيَدِهِ يَرْفَعُهُ)[٤٨].
كذا وسّع أمير المؤمنين في كتابه لابنه الحسن (عليه السلام) مفهوم الصّفح والإعذار إلى أوسع معانيه ؛ بقبول عذر كلّ مَن اعتذر، وأخذ العفو والميل إليه، وعدم تجاوز الحدود إلى ما هو مكروه (واقبل عذر مَن اعتذر إليك، وخذ العفو من الناس، ولا تبلغ إلى أحدٍ مكروهه)[٤٩].
——————————————————
[١] . نهج البلاغة: الخطبة ٣٨.
[٢] . كان من رؤوس الخوارج.
[٣] . الأصول من الكافي: ٢/٣٤٧.
[٤] . نهج البلاغة: من كلام له (عليه السلام): ٣٢٢.
[٥] . النمل: ٤١.
[٦] . سفينة البحار: ١/٥٩١.
[٧] . البُهر انقطاع النفس من الإعياء، وما يعتري الإنسان عند السعي الشديد والعّدو من التهييج وتتابع النفس.
[٨] . الأصول من الكافي: ٢/٤٤٣.
[٩] . سفينة البحار: ١/٦٧.
[١٠] . نهج البلاغة: الحكمة: ٢٩٤: الغارات: ١/١٨٠: العقد الفريد: ٢/١١٨: مناقب آل أبي طالب: ٢/٤٢٦.
[١١] . مناقب آل أبي طالب: ٢/٣٠٤، بحار الأنوار: ٤١/٣٢٨.
[١٢] . نهج البلاغة: الخطبة ١٨٧.
[١٣] . أمالي المفيد: ١٢٠.
[١٤] . الاختصاص: ٧٧.
[١٥] . نهج البلاغة: الحكمة ١٢٥.
[١٦] . نفس المصدر: الخطبة ١٧٦.
[١٧] . نفس المصدر: الخطبة ١٠٥.
[١٨] . أمالي الصدوق: ٣٥.
[١٩] . أمالي الطوسي: ١١.
[٢٠] . نهج البلاغة: الخطبة ١٠٩.
[٢١] . مناقب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): ٢/٤٦.
[٢٢] . نهج البلاغة: الحكمة ١٢٠.
[٢٣] . معجم مفردات ألفاظ القرآن: ٥١٦.
[٢٤] . الأصول الكافي: ٢/١٣٦، نهج البلاغة: الحكمة: ١١٩.
[٢٥] . نهج البلاغة: الخطبة ١٠٠.
[٢٦] . نفس المصدر: الكتاب ٢٣.
[٢٧] . نفس المصدر: الخطبة ٩١.
[٢٨] . نفس المصدر: الخطبة ٩٧.
[٢٩] . سفينة البحار: ١/١٢٩.
[٣٠] . نهج البلاغة الخطبة ٩١.
[٣١] . الأصول من الكافي: ٢/٣٩١.
[٣٢] . نهج البلاغة: الحكمة ٣٤٩: نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة: ١/٤٧٥.
[٣٣] . نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة: ١/٤٧٦.
[٣٤] . نهج البلاغة: الخطبة ٣٣.
[٣٥] . نفس المصدر: الخطبة ١٣١.
[٣٦] . نفس المصدر: الخطبة ١٩.
[٣٧] . نفس المصدر: الخطبة ١٨٠.
[٣٨] . نفس المصدر: الخطبة ١٨٤.
[٣٩] . الأصول من الكافي: ١/ ٣٠٠.
[٤٠] نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة: ١/ ٨٦.
[٤١] . نهج البلاغة: الخطبة ١٩٢.
[٤٢] . نفس المصدر: ١٨٣ / ٣٥٤.
[٤٣] . نفس المصدر: الخطبة ٨٣.
[٤٤] . نفس المصدر: الخطبة ١٦٦.
[٤٥] . الاختصاص: ٦٦.
[٤٦] . نهج البلاغة: الحكمة ٥٣/ ٦٣٤.
[٤٧] . المروءة صفة للنفس تحملها على فعل الخير ؛ لأنّه خير.
[٤٨] . نفس المصدر: الحكمة ٢٠.
[٤٩] . تحف العقول عن آل الرسول: ٨٦.
المصدر: http://arabic.balaghah.net