۷ ـ قال عزّ الدين أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمّد بن محمّد بن عبدالكريم بن عبدالواحد الشيباني المعروف بابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ ، طبعة دار صادر بيروت لبنان عام ۱۳۹۹ هـ ، ج ٦ ص ۱٦٤ :
« وفيهما ـ أيّ : سنة ۱۸۳ هـ ـ مات موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ببغداد في حبس الرشيد.
وكان سبب حبسه : انّ الرشيد اعتمر في شهر رمضان من سنة ۱۷۹ هـ ، فلمّا عاد إلى المدينة على ساكنها السلام دخل إلى قبر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يزوره ومعه الناس ، فلمّا انتهى إلى القبر وقف فقال السلام عليك يا رسول الله يا ابن العمّ ـ افتخاراً على من حوله ـ فدنا موسى بن جعفر فقال : السلام عليك يا أبه ، فتغيّر وجه الرشيد وقال : هذا الفخر يا أبا الحسن جدّاً ، ثمّ أخذه معه إلى العراق فحبسه عند السندي بن شاهك ، وتولت حبسه أخت السندي بن شاهك ، وكانت تتديّن ، فحكت عنه انّه كان إذا صلّى العتمة حمد الله ومجّده ودعاه إلى أن يزول الليل ، ثمّ يقوم فيصلّي ، حتّى يصلّي الصبح ، ثمّ يذكر الله تعالى حتّى تطلع الشمس ـ ثمّ يقعد إلى ارتفاع الضحى ـ ثمّ يرقد ويستيقظ قبل الزوال ، ثمّ يتوضّأ ويصلّي ، حتّى يصلّي العصر ، ثمّ يذكر الله حتّى يصلّي المغرب ، ثمّ يصلّي ما بين المغرب والعتمة ، فكان هذا دأبه إلى أن مات.
وكانت إذا رأته قالت : خاب قوم تعرضوا لهذا الرجل الصالح.
وكان يلقّب بالكاظم ، لأنّه كان يحسن إلى من يسيء إليه ، كان هذا عادته أبداً.
ولما كان محبوساً بعث إلى الرشيد برسالة انّه لن ينقضي عنّي يوم من البلاء إلّا ينقضي عنك معه يوم من الرخاء ، حتّى ينقضيا جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء ، يخسر فيه المبطلون ».
مقتبس من كتاب : [ الإمام الكاظم عليه السلام عند أهل السنّة ] / الصفحة : ۲۱ ـ ۲۲