بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
لقد خرج الإمام الحسين عليه السلام للإصلاح في امة جده كما نعرف جميعا وفي كربلاء وقعت معركة الطف واستشهد الإمام عليه السلام فكانت فاجعة أليمة حلت بالأمة الإسلامية ولكن كان استشهاده عليه السلام يمثل مرحلة جديدة تمر على المسلمين ، وفي هذه المرحلة جاء دور الإمام السجاد عليه السلام ليقوم بما عليه في هذه المرحلة والتي تمثلت بدوره الإعلامي من خلال إظهار الجانب المفجع والمأساوي لما حدث في كربلاء وما صنع الأعداء بأهل البيت عليهم السلام من ذبح وسبي ، والإمام لم يقم بذلك من اجل العبرة فقط ولكن لكي يستطيع بعمله هذا ترسيخ الفاجعة في أذهان الناس ومن خلال ذلك يثير لدى الناس نتائج الطف السامية فقد بقى الإمام يبكي الحسين عليه السلام قرابة ثلاث وثلاثين سنة ويروى انه ما وُضع أمامه طعام إلاّ وخنقته العبرة وقال : لقد قتل ابن بنت رسول الله جائعاً ، فإذا جيء إليه بشراب انهالت دموعه فيه وقال : لقد قتل ابن بنت رسول الله عطشاناً . وإذا مرّ على جزّار استوقفه وسأله : هل سقى الشاة ماءً ، ثم طفق يبكي ويقول : لقد قتلوا سبط رسول الله ظامئاً على شط الفرات .
واستطاع الإمام عليه السلام أيضا وبالرغم من الضغوطات التي كانت تمارس بحقه من بني أمية استطاع أن يؤسس المنبر الحسيني الثوري وبث فيه أهداف الإمام الحسين عليه السلام لينقذ الناس من ظلمة الجهل إلى نور معرفة الله وأوليائه .
ولولا الدور الإعلامي الذي قام به الإمام السجاد سلام الله عليه إلى جانب العقيلة زينب عليها السلام بعد واقعة الطف لما وصل إلينا الإسلام الصحيح ، فعلينا أن نستثمر أهداف عاشوراء وما قام به الإمام السجاد وضحى من اجله الإمام الحسين عليه السلام .
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
المصدر: http://www.wybqalhosin.com